من قبيل الصدف أنني تصفحت منتدى النصباء فوجدت سائل كريم (يسأل هل( زهران حضر أو بدو أو يمن )
كان السؤال لدي غير واضح وماذا يقصد (حضر ) وهل يعني قديما أو حاضرا . إن كان قديما فاليمن متحضر قبل اليونان وغيرهم . اما حاضرا فهم متساوين مع غيرهم
أما ( بدوا ) فالمتعارف أنهم نقالة خيمة وعمود وأهل حلال فعندنا في تهامة زهران بعضا من هذه الاعمال.
أما يمن فاقروا معي
الازد جرثومة العرب، بلغوا من المجد قمته، ومن الشرف ذروته ،حفظ التاريخ ذكرهم، ودون مجدهم ،فهم اصحاب الجنتين في مملكة سبأ، وهم سادة العرب وملوكها بعد نزوحهم من اليمن وتفرقهم في ارجاء الجزيرة العربية .
وبعد البعثة النبوية كان لهم في الإسلام بادرة عظيمة ومنزلة شريفة ،إذ هم أول القبائل العربية إيمانا بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقا برسالته، فآووه في أرضهم ،ونصروه بأموالهم وأنفسهم، وهم في الفتوحات الإسلامية أصحاب مواقف مشرفة في رفع راية التوحيد ونشر الإسلام في أصقاع الأرض، ثم كان منهم العلماء والشعراء الذين أثروا الثقافة العربية والإسلامية.
و عرف الازد بالفصاحة ،فكانوا من أفصح الناس لسانا ،وأعذبهم بيانا، اعتمد على لغاتهم في اخذ اللسان العربي، وظهر اثرها الواضح في ألفاظ القران الكريم وقراءاته، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ،وما اثر عنهم من أقوال وأشعار وأمثال. كما كانت لغاتهم من مصادر الاحتجاج اللغوي والنحوي عند علماء العربية وغيرهم.
إن هذه البطون –وإن تفرقت وتباعدت- احتفظت في مواطنها الجديدة بكثير من الخصائص اللغوية الواحدة ،ولم يشاركهم فيها احد من القبائل المجاورة ،أو شاركهم فيه قبائل أخرى هاجرت-أيضا- من بيئتهم اليمنية القديمة،وهي تمثل جميعا بيئة لغوية واحدة،هي منطقة مأرب وما حولها من بلاد اليمن.
:نسبهم:
تنتسب قبائل الآزد جميعا إلى الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان والأزد لقبه،واسمه دراء بوزن (فعال)، والأزد والأسد لغتان، والأخيرة أفصح،إلا أن الأولى أكثر.
وكان للأزد سبعة أولاد تفرعت عنهم جميع قبائل الأزد،وهم: مازن،ونصر، والهنو ،و عبد الله، وعمرو، وقدار، والأهبوب.
يذكر النسابون أن القبائل التي تنتسب إلى الأزد افترقت على نحو ست وعشرين قبيلة،وهي:جفنة ، وغسان، والأوس، والخزرج، وخزاعة، ومازن، وبارق ،وألمع، والحجر، والعتيك، وراسب، وغامد، و والبة ،وثمالة ،ولهب ،و زهران، و دهمان، والحدان، وشكر، و عك، ودوس، وفهم، والجهاضم، والأشاقر ، والقسامل ،والفراهيد.(1)
كانت مأرب وما حولها من أرض اليمن الموطن القديم للأزد، حيث كانوا يعيشون في رغد من العيش على ضفاف وادي سد مأرب الشهير، وقد وصف المسعودي أرضهم فقال:"كانت من أخصب أرض اليمن، وأثراها، وأغدقها، وأكثرها جنانا وغيطانا، وأفسحها مروجا، مع بنيان حسن، وشجر مصفوف، ومساكب للماء متكاثفة، وأنهار وأزهار متفرقة" حتى قيل: إن المرأة كانت تخرج وعلى رأسها مكتل، وتسير بين الشجر، فيمتلئ من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها ولم يكن بأرضهم بعوض ولا ذباب ولا براغيث ولا عقارب ولا حيات ولا هوام
وقد تفرقوا بعد خراب السد في البلاد وضرب العرب بتفرقهم الأمثال ،فقالوا: "تفرقوا أيدي سبأ، وذهبوا أيادي سبأ".
ويرى أكثر المؤرخين أن نزوح الأزد عن مأرب كان قبيل انهيار السد بزمن قليل في عهد عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن نحو سنة 115 قبل الميلاد، على إثر علامات ظهرت لهم تنذر بخرابه.
فمنهم من نزل السروات، ومنهم من تخلف بمكة وما حولها ، ومنهم من خرج إلى العراق، ومنهم من سار إلى الشام، ومنهم من رمى قصد عمان، واليمامة والبحرين ...فأما ساكن عمان من الأزد فيحمد وحدان ومالك والحارث وعتيك وجديد، وأما من سكن الحيرة والعراق فدوس، وأما من سكن الشام فآل الحارث: محرق وآل جفنة ابنا عمرو، وأما من سكن المدينة فالأوس والخزرج، وأما من سكن مكة ونواحيها فخزاعة، وأما من سكن السروات فالحجر بن الهنو ولهب وناه وغامد ومن دوس وشكر وبارق السوداء وحاء وعلي بن عثمان والنمر وحوالة وثمالة وسلامان والبقوم وشمران وعمرو، ولحق كثير من ولد نصر بن الأزد بنواحي الشحر وريسوت وأطراف بلد فارس فالجويم فموضع الجلندي.
وقال ياقوت :" الأزد تنقسم إلى أربعة أقسام :أزد شنوءة، وأزد السراة ، وأزد غسان ، وأزد عمان".
فأما أزد السراة، فهم جميع بطون الأزد الذين نزلوا جبال السراة، كما جاء قول الهمذاني المتقدم، وقد غلبوا عليها حتى خصهم بها كثير من العلماء.
وهم بنو نصر بن الأزد (أزد شنوءة ) غامد وزهران ولهب وثمالة وغيرهم، وبطون أخرى من بني مازن بن الأزد، وهم بارق وشكر وألمع والأسد بن عمران، وبنو الحجر بن الهنو بن الأزد ،وبنو الحجر بن الهنو بن الأزد، وبنو قرن بن عبدالله بن الأزد.
وأما أزد عمان : فهم بطون من أبناء العتيك بن الأزد بن عمرو مزيقياء من نسل مازن بن الأزد، وبطون من أبناء عمروبن نصر بن الأزد ولحق بهم من السراة مالك بن فهم الدوسي، وبطون أخرى من نسل غالب بن عثمان بن نصر بن زهران، وغلب هؤلاء على عمان ، فعرفوا هم وأخوتهم من أبناء العتيك بأزد عمان.
ورحل كثير من هؤلاء إلى مدن العراق كالبصرة والحيرة والموصل، وكان منهم جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم، ملك العراق، وأعظم ملوك العرب في الجاهلية، ومنهم من عبر البحر إلى بلاد فارس، وهم من ولد سليمة بن مالك ابن فهم، وسكنوا جبل يقال له: القفس، من إقليم كرمان.
وقد ورد في فضل الأزد والثناء عليهم أحاديث وأثار كثيرة، نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم :" الأزد جرثومة العرب فمن أضل نسبه فليأتهم"
وقوله:" الأمانة في الأزد والحياء في قريش"
وقوله:" أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها، وأعذبها أفواها، وأصدقها لقاء "
وفي خبر قدوم وفد الأزد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال بعد أن سمع مقالتهم:"حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء".
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:"للأزد أربع ليست لحي: بذل لما ملكت أيديهم، ومنع لحوزتهم، وحي عمارة لا يحتاجون إلى غيرهم،وشجعان لا يجبنون".
وكان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه محبا لهم، واثقا بهم، روي الحارث بن يزيد أنه كتب إلى مسلمة بن مخلد وهو على مصر:"ولا تول عملك إلا أزديا أو حضرميا، فإنهم أهل الأمانة".
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:" إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس".
وفي حج عام 579ه وصف الرحالة ابن جبير أزد السراة بأنهم أهل صلاح وصدق نية، واعتقاد صحيح ،فقال:" فلا تجد لديهم من أعمال العبادات سوى صدق النية ،فهم إذا طافوا بالكعبة المقدسة يتطارحون عليها تطارح البنين على الأم المشفقة،لا ئذين بجوارها، متعلقين بأستارها، فحيثما علقت أيديهم منها تمزق لشدة اجتذابهم لها، وانكبابهم عليها، وفي أثناء ذلك تصدع ألسنتهم بأدعية تتصدع لها القلوب، وتنفجر لها الأعين الجوامد فتصوب، فترى الناس حولهم باسطي أيديهم مؤمنين على أدعيتهم، متلقنين من ألسنتهم على أنهم طول مقامهم لا يتمكن معهم طواف ، ولا يوجد سبيل إلى استلام الحجر".
وبمثل هذا وصفهم الرحالة ابن بطوطة ، وأضاف :"وهم شجعان أنجاد ، ولباسهم الجلود، وإذا وردوا مكة هابت أعراب الطريق مقدمهم، وتجنبوا اعتراضهم. ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم وأثنى عليهم خيرا ، وقال :علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء"وكفاهم شرفا دخولهم في عموم قوله صلى الله عليه وسلم:"الإيمان يمان والحكمة يمانية".
وذكر أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يتحرى وقت طوافهم ، ويدخل في جملتهم، تبركا بدعائهم، وشأنهم عجيب كله، وقد جاء في أثر :"زاحموهم في الطواف فإن الرحمة تنصب عليهم صبا".
وأرجع الشيخ حمد الجاسر فصاحة سكان السروات "إلى كون بلادهم بعيدة عن الاختلاط بمن ليس عربيا، فطرق القوافل التجارية وطرق الحجاج الذين يأتون من خارج الجزيرة كلها لا تمر بهذه السروات، ومن هنا قل اختلاط أهلها بالأعاجم فصفت لغتهم وخلصت من العجمة".(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
هذه معلومات عامة عن الأزد وزهران منهم هناك أشياء أخرى تميزت بها قبيلة زهران عن غيرها وهي.
1- دخولهم في احلاف مع قريش ومن أشهرها عبدالله بن عامر من بني سخبره حليفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
2- أبو أزيهر من الغطاريف حليف أبي سفيان
المصاهره بين زهران وقريش
أ)كلاب بن مرة الجد السادس للرسول صلى الله عليه وسلم تزوج زهرانية
ب) أم شريك التي وهبت نفسه للرسول صلى الله عليه وسلم فقبلها ولم يدخل عليها ونزل فيها أيه ولها كرامات أخرى
ج) زوجة أبي بكر الصديق وهي أم عائشة رضي الله عنها
د) زوجة محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق
هـ) زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه
و) زوجة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
ز) أم سفيان بن حرب دوسية
ح)زوجة عبد الله بن الزبير من بني الصقب
ط)زوجة سفيا ن بن حرب
ي)زوجة أبي بن كعب
ك)زوجة سعيد بن المسيب بنت أبي هريرة
المصاهره العكسية
1) بنت أبي قحافة أخت الصديق رضي الله عنها تزوجت أبو أميمه من بني الصقب
2) بنت عتبه بن ربيعه تزوجت حبيب بن عمرو بن حممه
3) بنت الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي زوجة مالك بن القشب
4) أخت هشام بن المغيرة وزجت أبي أزيهر الزهراني
5) أخت عتبة بن غزوان زوجة أبي هريرة
وهناك كثيرا جدا نحن في صدد البحث والاستقصاء عنه إن شاء الله تعالى وعندما تكتمل نفكر في إصدارها في كتاب إذا كان لنا في الحياة بقية .
أما ما يتعلق بقبيلة زهران فكان لها أيادي بيضاء في كثيرا من المواقف وعلي سبيل المثال لا الحصر .
إن كثيرا من حكام العرب كانوا من زهران مثل مالك بن فهم على عمان وجذيمه الابرش على العراق وسليمه بن فهم على الفرس وهناءه بن فهم على البحرين ثم على عمان وأبناء الجلندي على عمان وتوالت على عمان خمس أسر من زهران حكمته ووصلت سفنهم التجارية الهند وحكموا الصومال و ما حولها من البلدان .
من زهران أكثر من مائة وعشرون من رواة الحديث بعضهم اشتمل عليه كتاب رواة الحديث الاماجد من علماء زهران وغامد للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الزهراني
زهران هي القبيلة الوحيدة التي طلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم الانتقال إليهم لحمايته ونشر دعوته
وزهران هي القبيلة الوحيده التي اجبرت قريش على دفع اتاوه بعد أن قتل من قريش (49) في مقتل أبي ازيهر
من زهران قادة لبعض الخلفاء وقضاة وأمراء و شعراء ومورخين ولغويين لايتسع المجال لذكرهم
ويكفيهم إن ولد بنتهم (قصي بن كلاب الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وسلم ) جمع قريش بعد تفرقهم بقوة السيف والحكمة بعد أن كاد يذهب صيتهم واستلم الرئاسة والوفاده والسقاية وغيرها .
أخي السائل لك بعد هذا أن تختار ما كنت ترمي إليه إذا كنت تريد الفائدة فهي أمامك.
وتقبل من أخيك قينان أصدق المحبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) دهمان، والحدان، وشكر، كلها من ، ودوس، وفهم، والجهاضم، والأشاقر ، والقسامل ،والفراهيد وهذه كلها قبائل زهرانية
2) هذا اختصار من مجلة الجامعة الاسلامية الصادرة عام 1422هـ لم أراد الاستزادة