::::
:::
::
:
جئتكم منهك القوى حاملاً ( غربتي ) على ظهري ، أجرَّ بعضًا من أذيال الخبية ورائي ..!!
جئت لعلمي التام بأني هنا سوف أكتب دون أن يلومني أحد ، أو يتصدى لـ كلماتي أحد ، ولن تُأخذ عباراتي كنبال ترمى بغية النيل من آخر ، يحولها جهولٌ إلى طعناتٍ تتكسر في عقله الظلوم ..!!
جئت وبداخلي ثورةٌ من القهر ، وأكداسٌ من المرار ، وأصداءٌ من مواويل اللوم والعتاب تملأ أذني ، لمَ ، ولمَ فقط ؟!!
منذ فجري الأول على هذه ( الشبكة الضوئية ) لم يكُ لدي أي عنوان يستدل به عليَّ ، كنت ولا زلت مجرد قلم ، لمْ اسعَ يومًا لتلوينه بـ جنسٍ أو بجنسيَّة ، أتيتُ للكتابة ، ولا لشيء سواها ..
إني الآن بحاجة ( للراحة ) ..!!!
أحتاج للفضفضة ، دون رقابة ، دون مقص ، دون قيود ، دون سياط تجلدني
جئت أتدثر بعيدًا عن العيون ، وعن القيل والقال ، وكثرة السؤال حول ماهية حروفي وأسبابها ..!!
لست بإنسانٍ كامل فعيوبي تملؤني من أقصاي لـ أقصاي ..
عايشتُ ( الغرور ) سنوات إلى أن دلني الله على ( التواضع ) ، فكره الناس تواضعي وأكرهوني على معاودة الغرور ..!
علَّقتُ على بابي قنديلاً قديمًا وتحته ورقة بيضاء كتبت فيها الأمل حياتي ولا شيء سواه ..
لمْ تعجبهم حياتي ، فعاثوا فيها حتى أتوا على آخر مابقي لي من آمال وأمنيات ..!!
أغلقتُ الباب وبقيت في صومعة مع فكري و القلم وصحبني وميض شاشة من خلالها أقرأ ، أكتب ، أناقش ..
بعضهم زرع بـِ داخلي الفخر بما أنسج ، والبعض الآخر أرسل إليَّ شكرهُ الملغَّم بـ ِ الحقد فقبلتهُ - على مضض - ، أما الثالث كان يراقب خطوي بأيدٍ خرساء .
أحببتُ ( الحبّ ) للحبِ ، لا لشيء آخر ..
لمْ أحمل بداخلي نوايا سيئة إتجاه أحبابي ، أصحابي ، أساتذتي ، فمنهم من قدَّرهُ خير تقدير ، ومنهم من رأى فيهِ إساءة وإساءة كبرى لا تغتفر ..!!
تعجبتُ ولكن بصمت ، وبدأت خطواتي تبتعد عن منازلهم ، عن مجالسهم ، عن تتبع أخبارهم ولو من بعيد ، أصبحت ألوم نفسي على ذنبٍ لمْ اقترفه أبدًا ..!!
قد يصدقون في رؤيتهم ، وأكون أنا المخطئ الوحيد ..
قد يكسبون بما يفعلون ولكني بكل تأكيد أنِّي الخاسر الوحيد أيضًا
قد يسعدون ، ويمرحون ، وأبقى أنا أرقب السعادة ولا أجد لها أي طريق ..
تابعت سيري حتى فقدت آخر قطرة من ( صبري ) ، وها أنا الآن إنسان مجرد من جميع قواي .
لمْ يعد لدي ( قلم ) براق أكتب به ..!!
ولا ( فكر ) خال يستطيع أن يأتي بأجود ما عنده .
والأدهى والأمر أنه لمْ أعد قادرًا على شراء صبرٍ جديدٍ لأتزود به فيما بقي لي من عمر ..!!
أرأيتم النقص الذي بي الآن .؟!
إني أزاداد ( نقصًا ) وغيري يزداد ( كمالاً ) ، سبحان من له الكمال وحده ..!!
/
\
قلم الحرية