Unconfigured Ad Widget

Collapse

من غياهب الذاكرة ( رواية )

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • طاهر الزهراني
    عضو
    • Jul 2006
    • 16

    من غياهب الذاكرة ( رواية )

    طاهر أحمد الزهراني



    من
    غياهب الذاكرة



    رواية






    طفولة





    إهداء

    إلى أبي وأمي .....وأصدقاء الطفولة :
    زرعة الزرعي، حسن ،أحمد ، محمد ، علي ، موسى ، صفيه ،فطوم ،أفراح ، بركات الشيخي ، أحمد صغير،معين ، عبدالرحمن نهب ، أحمد نهب ،أحمد عبدالله ،أحمد جندلي ، علي الدين ، محمد الدين ،حسنه إبراهيم ، عيسى يحيى ، صالح يحيى ،سيف الحذيفي أخيراً راوية التي روت حياتي بالعلم والمعرفة ...................
    وأيضاً إلى كل أصدقاء الطفولة الذين نسيتهم ولم أذكرهم .








    قبل كُن






    (رجل)

    ولد و نشأ يتيماً أيام المجاعة التي إجتاحت جنوب الجزيرة ولم يجد العطف الا من أمه التي سعت بكل جهدها لإطعامة وستر عورتة ولكن هذه الأم لم تعمر طويلاً فقد ماتت وهو لايزال صبياً ، تولى عمه تربيته وتعليمة القراءة والكتابة وحفظ بعص السور القصيرة ، ولما بلغ أشده بدأت تجتذبه ميولات الشباب فأصبح الشعر طويلاً ومزينناً ببعض النبتات العطرية كالريحان والبعيثران والسكب ثم حصل على بندقية قديمة وأصبح يحملها في كل مكان لأنها تمثل الرجلة والفروسية والشجاعة ، أصبح وقته مقسماً بين الجلوس مع شباب قريته وذهابه الى رحلاته وصيده وإذا كان الجو غائماً أجتمع مع شباب القبيلة لكي يلعبو ( الساري) بعد أن ينزعوا ملابسهم وحتى أزرهم لكي لاتتلف فيبقى هؤلاء الصبيه (الحفاة العراة العالة رعاء الشاة ) يمارسون جنون لعبة الساري في إحدى المزارع الخالية من الزرع والكلأ حتى يؤدوا لعبيتهم على أكمل وجه .
    لاحظ عمه علامات الرجولة تتسم عليه فقرر أن يزوجه من إحدى قريباته ولم يمضي وقت طويل حتى تزوج تلك المرأة الهادئة قليلة الكلام كثيرة الود والمحبة لزوجها الشاب (البواردي )-على قولهم- وأصبح يهتم بزوجته وأرضه كثيراً ؛ فمن المنزل الحجري الصغير إلى أرضه الواسعة التي زرعها قمحاً وذرة وشعيرا وأصبح يحميها بـ (مرجمته) من الطيور.
    بعد سنة من زواجه رزق إبناً أسماه (محمد ) على اسم ابيه كما هي العادة في تسمية الابن البكر غير حياته كثيراً وعرف أن الحياة كفاح !!!
    ........................
    في أحد أيام الصيف المملة كانت زوجته تضمه بشدة عندما استيقظ صباحاً فشعر أن زوجته تريده أن يبقى بجوارها هذا اليوم فلبى طلب زوجته الحنون وأكمل نومه وبعد أن انتصف النهار استيقظ مرة أخرى ووجد زوجته لازالت تضمه مرة أخرى وعندما حاول أن يزيح يدها برفق عنه وجدها بارة ويابسة همس لها مراراً وخاطبها برفق وهزها ثم هزها بشدة ثم نزلت دمعته الحارة على جبينها عندما علم أنها ماتت !!!
    .....................
    أظلمت الدنياء في عينه وأصبحت دياره التي يعشقها مجرد جبال وحجره وأشجار يابسة مليئة بالدواب فقرر الرحيل إلى المدينة عله يجد فيها ما يؤنسه ويخفف ألمه وحزنه وقبل أن يرحل جعل ابنه تحت كفالة جدتة لإمه فهي أقرب الناس إليه .
    وبعد عدة أيام من السفر المضني وصل الى المدينة ثم توجه بعد ذلك الى ابن عمته الذي كان يكبره سناً ومعرفة بالمدينة فأدخله مدرسة محو الأمية ليتعلم أكثر وأيضاً أدخله السلك العسكري برتبة جندي ويستلم بعض الريالات أخر الشهر، وغرق في متاهات المدينة ورأى كثيراً من العجائب التي لم تكن في قريته ، وفي إحد الأيام وبعد ان قضى أربع سنين في الخدمة استلم راتبه البالغ خمس ريالات فذهب بعد أن بصم بإبهامه على تلك الأوراق الى السوق ليشتري لإبنه بعض الملابس والحلوى .
    في المساء توجه إلى سكنه وهو يتسائل عن الشخص الذي سوف يعطيه هذه الهدايا لكي يوصلها الى ابنه في القرية ، وفي أثناء سيره في الطريق أُخبر أن أحد أقاربه قدم من القرية ففرح بذلك لكي يعطيه تلك الأغراض الخاصة بإبنه ، وماإن دخل المنزل حتى رأى عمته العحوز تبكي وعلامات الحزن مخيمة على أوجه أقاربة ومعارفه ...سلَّم ثم جلس وهو مترد في السؤال عن سبب حزنهم ووجومهم :
    - خير يا جماعة ....
    - ........................
    - حدث شيء ؟!
    - عظم الله أجرك احتسب ابنك عند الله ....
    ....................
    من هول المفاجأة لم تنزل منه دمعه ولم تكتسحه نوبة بكاء ، نهض من المجلس وفي يده تلك الأشياء التي قد شراها قبل قليل ولم يدري انه عندما كان يختارها بعناية ان ابنه الوحيد قد فارق الحياة !!!
    ......................
    دخن كثيراً وأصبح يقرأ بشغفٍ شديد بعد هذه الصدمة الشديدة وذلك هروباً من الواقع المؤلم الذي يعيشه فبعد عامين من وفاة زوجته يفقد ابنه الوحيد مرة أخرى وها هو يصبح وحيداً مرة أخرى !!
  • عبدالرحمن
    • Dec 2000
    • 4522

    #2
    أخي طاهر..
    توجه جديد نستبشر به كثيراً وأتمنى أن تسهم مع بقية الأخوة والأخوات في نشر مسيرة الإبداع.

    لك خالص الشكر.
    sigpic

    تعليق

    • أبو عبدالمجيد الدوسي
      عضو مميز
      • May 2005
      • 1385

      #3
      أخي طاهر أحمد الزهراني شكر لك قصة جميلة

      تعليق

      • طاهر الزهراني
        عضو
        • Jul 2006
        • 16

        #4
        الأخوة الكرام ..
        أعتذر عن وجود بعض الأخطاء وذلك لتأخر المراجعة .
        لكم كل الود

        تعليق

        • طاهر الزهراني
          عضو
          • Jul 2006
          • 16

          #5
          عزيزي عبدالرحمن ....
          أنتم ممن لهم الفضل في الإهتمام بالإبداع والمبدعين
          أفتخر بمرورك
          لك كل الود

          تعليق

          • طاهر الزهراني
            عضو
            • Jul 2006
            • 16

            #6
            ابو عبدالمجيد الدوسي ....
            سعدت بمرورك عزيزي....

            تعليق

            Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
            حفظ تلقائي
            Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
            or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

            ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

            Working...