Unconfigured Ad Widget

Collapse

ضنك ( قصة قصيرة )

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • طاهر الزهراني
    عضو
    • Jul 2006
    • 16

    ضنك ( قصة قصيرة )

    كانت أيام المرض مرعبة للغاية ...فهذا المرض غير معروف ، وليس له علاج ... ما عرف عنه أن الموت ينتظر بالقرب !!
    كنت ألملم أغراضي استعداداً له !
    ....
    كانت الحرارة تكاد تخرج من جسدي كأبخرة حمراء ، كنت حينها أفكر في حياتي ، هل كانت سعيدة أم لا ؟
    هل كانت تسير كما ينبغي أم لا ؟
    عندما أغادر الحياة ، هل سأترك ورائي منهجاً صحيحاً أم أكواماً من الأخطاء ؟
    ....
    وقد كانت أخطائي فادحة لا تغتفر ...!! أعترف بذلك ..أعترف وأنا ذليل بالاعتراف .
    هل سأرجع للحياة مرة أخرى ؟
    لا أدري، سؤال كررته كثيراً في حالات هذياني .
    ....
    كثيراً ..ما أردد يا آه... كم هي الحياة جميلة !!
    إذا لفت إحساسي شيء .....
    ضحكة طفلتي
    خرير الماء ..

    صوت المؤذن الندي وكلماته المقدسة
    عندما أرى مجموعة من الطيور المهاجرة .
    ....
    وبقدر متعتي بإيحاءات الحياة الجميلة بقدر خيبتي من البشر الذين لم يعد لهم أي قيمة في نظر بعضهم البعض ...!!
    كلما دخلت مشفى للعلاج أتيقن أن العلاج يكون خارجه وليس داخله ....!!!
    أفضل أن يقتات الوباء على جسدي ولا أن أمكث لحظة في مكـان أعتـقـد أن مسـمــى (( هولوكاست )) أليق به من أي كلمة أخرى !!
    ....
    لم أخبر أمي لأن إخبارها يعتبر نوعاً من العقوق ...
    أمي ...آه يا أمي ...
    إنني مشتاق إلى لمسة يديك الحنونتين ذات الحروق ...
    مشتاق لرائحة عرقك المتفصد من جبينك عندما تعجنين للعشاء ...
    مشتاق لأرتمي لصدرك الذي لازالت به أثر عضاتي الصغيرة ....
    آه يا أمي ...
    سامحيني فلن أقول لك شيء ...
    اكتفي بأن تسيري في جنازتي ساعة ....!!!
    ....
    اكتفيت بحنان عمتي و بلعق العسل من يدها وبجرعة العصير وبكثرة الكمدات الباردة على صدري .
    ....

    (( كريات الدم البيضاء في هبوطٍ حاد وكذلك الصفائح الدموية ))

    لم تعد هذه العبارة تهزني يا ( فريال ) اذهبي لمرضى آخرين وألقي في قلوبهم الرعب .
    لم يعد يهمني أي شيء إلا طفلتي ( أسماء ) التي فقدت والدتها قبل سنتين ، لمن أتركها وكيف ستعيش من بعدي ؟!!
    كنت أطمح أن أحفّظها القران قبل أن تبلغ العاشرة لتقاوم فتن الزمن ، وكنت آمل أن أعلمها العزف على البيانو بعد العاشرة لتحسن التعامل مع الحياة ...
    ولكن ربما تنتقل المهمة لجدها وجدتها وسوف يعلمها جدها علم الأنساب وجدتها ستعلمها كيف تحضر العصيدة ( شيء مضحك ) ..

    ....

    على مكتبي كنت أنظر في رواياتي وأعمالي التي لم تكتمل كنت أنظر إليها بنوع من الحسرة ، لجهلي بمصيرها .
    لذا فكرت أن أقضي عليها قبل إن يقضى عليّ .!!
    ذهبت اليوم لزيارة قبر زوجتي قلت لها : إني قادم ...
    فمرت نسمة من الهواء وألتفت حولي شعرت فعلاً بروحها السعيدة !!
    ذهبت إلى منزلي أنتظر الموت فلم يتبقى إلا بضعة أيام ..
    بعد أربعة أشهر دخلت علي ( أسماء ) وبيدها حلوى !!!
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    #2
    أخي طاهر الزهراني قصة جميلة

    ومرحبا بك مليون في منتداك ومنتدانا منتدي الديرة

    تعليق

    • طاهر الزهراني
      عضو
      • Jul 2006
      • 16

      #3
      الأخ العزيز أبو عبدالمجيد ......

      أشكرك على ترحيبك وإطراك ...
      لك كل الود

      تعليق

      Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
      حفظ تلقائي
      Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
      or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

      ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

      Working...