Unconfigured Ad Widget

Collapse

الشعر الجاهلي

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو أحمد
    عضو مميز
    • Sep 2002
    • 1770

    الشعر الجاهلي




    الشعر الجاهلي

    لا تكاد القصيدة تلقى حتى تسير بها الرواة وتنشدها المجالس قال المسيب بن علس :


    فلأهدين مع الرياح قصيدة منى مغلغلة إلى القعقاع
    ترد المياه فما تزال غريبة في القوم بين تمثل وسماع

    فقصيدته تنشر بين القبائل ويرددها الناس مستمعين لها ومتمثلين بها .

    والأمثلة كثيرة فالأعشى يقدم مكة ويذكر كرمه وشرفه وحسن صفاته بعد فقر وخمول ...ثم تحدث عن بناته فقال :


    أرقت وما هذا السهاد المؤرق وما بي من سقم وما بي معشق
    نفى الذم عن آل المحلق جفنه كجابية السيف العراقي تفهق


    فما إن أتم قصيدته حتى انسل الناس إلى المحلق يهنئونه والأشراف من كل قبيلة يخطبون بناته العوانس فلم تمس منهن واحدة إلا في عصمة رجل أفضل من أبيها ألف ضعف .

    وكان بنو أنف الناقة يأنفون من هذا اللقب حتى إذا مدحهم الحطيئة بقوله :


    قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا

    صار اسمهم شرفاً لهم .

    ولقد كانت القبيلة تحرص على رواية شعرها فتعلم صغارها الشعر وحفظ أشعار القبيلة خاصة كما كانت تفعل تغلب في تحفيظ أبنائها معلقة عمرو بن كلثوم فهجاها شاعر بكر بقولة :


    ألهى بني تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
    يروونها أبداً مذ كان أولهم يا للرجال لشعر غير مسئوم

    وفي السيرة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت أن يهجو كفار قريش وقال : (( اذهب إلى أبي بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحاسبهم ثم اهجهم وجبريل معك ))

    وفي السيرة النبوية أن النبي صلى لله عليه وسلم قال لحسان رضي الله عنه : (( لشعرك أشد عليهم من وقع النبل ))

    مما يبين لنا أهمية الشعر في الذب عن الدعوة وأصحابها .

    والأمثلة على مصادر الشعر كثيرة يتبين لنا مدى اهتمام العرب بالشعر فهو خير مصدر لتصوير حياتهم وهو ديوان العرب كما عرفنا ولذلك يمكننا استخراج مفهوم الحياة الجاهلية في مختلف مظاهرها من هذا الشعر ثم من ردود القرآن الكريم على الانحراف حيناُ لتقويمه وإنكار السلبيات المطلقة حيناً آخر ...

    ولقد حاولت الرجوع إلى المصادر الموثقة للشعر الجاهلي كالمفضليات والأصمعيات والمعلقات وطبقات فحول الشعراء والشعر والشعراء ... وغيرها لتكوين صورة واضحة لما كان عليه القوم في جاهليتهم من مصادر الشعر أولاً وكتب السيرة والتاريخ التي وصفت لنا حياة أولئك القوم الذين أنعم الله عليهم بنور الإسلام .

    المنصفات من القصائد :

    من ذلك قول المفضل النكري يصف موقعة بين عشيرته من بني نكرة ابن عبدا لقيس وعشيرة عمرو بن عوف يقول :


    وكم من سيد منا ومنهم بذي الطرفاء منطقة شهيق
    فأشبعنا السباع وأشبعوها فراحت كلها تئق يفوق
    فأبكينا نساءهم وأبكوا نساءً ما يسوغ لهن ريقوصف

    مثير للمعركة فيه إنصاف للخصوم ورجولة تبتعد عن الإدعاء الفارغ تعجز عن هذه الرجولة جعجعة الجاهلية الحديثة وفي كل شر .

    ومن المنصفات أيضاً قصيدة للعباس يصف فيها حرباً شديدة وقعت بين قومه بني سليم وبين قبيلة مراد وكان الشاعر رئيسهم عندما غزا مراداً بقيادة عمرو بن معد يكرب ...

    وفيها إنصاف للخصوم منها :


    فلم أر مثل الحي حياً مصبحاً ولا مثلنا لما التقينا فوارسا
    فإن يقتلوا منا كريماً فإننا أبأنا به قتلى تذل المعاطسا

    وهذا الشعر الذي يشيد بالأمجاد والانتصارات .

    المنافرات :

    مفردها منافرة وسميت كذلك لأنهم كانوا يقولون عند المفاخرة : إنا أعز نفراً .. ونافر معناه حاكم في النسب . وقد كثرت المفاخرات والمنافرات في الجاهلية .

    فهذا الأعشى يقول :


    حكمتموه فقضى بينكم أبلج مثل القمر الباهر
    لا يأخذ الرشوة في حكمه ولا يبالي غبن الخاسر

    وهكذا تجد أن هذه المنافرات تجسد لنا تلك العقلية التي تعتز بالعدد والكثرة والشجاعة والكرم وأن المنافر وقبيلته أفضل القبائل . ومن هنا عاب القرآن هذا الشأن فقال تعالى :

    { ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر }

    والله لا يحب كل مختال فخور .

    الرثاء :

    أروع الرثاء ما ندب به الأبطال في حومات القتال فهذه أم ندبة ترثى ابنها وتلوم زوجها حذيفة على أخذ الدية :


    حذيفة لا سلمت من الأعادي ولا وفيت شر النائبات
    أتقتل ندبة قيس وترضى بأنعام ونوق سارحات
    أما تخشى إذا قال الأعادي : حذيفة قلبه قلب البنات
    فخذ ثاراً بأطراف العوالي وبالبيض الحداد المرهفات
    وإلا خلني أبكي نهاري وليلي بالدموع الجاريات
    لعل منيتي تأتي سريعاً وترقبني سهام الحادثات
    أحب إلى من بعل جبان تكون حياته أردى الحياة


    والمهلهل بن ربيعة الذي عرف بمراثيه لكليب يعدد مناقب أخيه ويذكر عزته وعزمه .. يندبه كقائد للخيل يوم المعركة :


    أضحت منازل بالسلان قد درست تبكي كليباً ولم تفزع أقاصيها
    الحزم والعزم كانا من صنيعته ما كل آلائه يا قوم أحصيها
    القائد الخيل تردي في أعنتها زهواً إذا الخيل لجت في تعاديها

    وشعر الرثاء الباكي كثير كثرة القتلى والمعارك الدامية . هذه هي الجاهلية قتال وغزو وحرب وبكاء وحماس ومفاخرة ومنافرة .





    هذه مقتطفات مختارة من مقال الكاتب محمد الناصر
Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
حفظ تلقائي
Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

Working...