Unconfigured Ad Widget

Collapse

ماذا حدث في أنديجان؟

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • اسدالقاهرة
    عضو مشارك
    • Jan 2005
    • 170

    ماذا حدث في أنديجان؟

    منذ أن استعملت القوات الحكومية الأوزبكية القوة وأطلقت النار على تظاهرة في مدينة أنديجان الواقعة جنوب شرق أوزبكستان والرئيس الأوزبكي إسلام كريموف يصر على ادعاء أن قواته إنما كانت في مواجهات مع عناصر فدائية إسلامية، وأن أي مواطن مدني أوزبكي سقط قتيلاً في هذه الأحداث إنما قتل بطريق الخطأ أو برصاص الإرهابيين المزعومين !!



    غير أن المقابلات المطوّلة مع أكثر من ثلاثين شخصًا من شهود العيان ممن نجوا من هذه الأحداث وظلوا على قيد الحياة وتمكنوا من الفرار إلى جمهورية قيرغيزستان مع كثير من التقارير الميدانية قد عضدت من صدق الاتهامات الموجهة من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية التي جاء فيها أن واقع ما حدث في أنديجان يتناقض مع ادعاءات حكومة طشقند.


    أنديجان تنتفض مطالبة بالحرية:
    وتقول صحيفة نيويورك تايمز: إن ما حدث كان عبارة عن ثورة مسلحة ضد حكومة كريموف المركزية, بدأت بانتفاضة شعبية محلية ثم انتهت بظلال من الفزع عندما قمعت السلطات الأوزبكية حشود المتظاهرين رجالاً ونساءً ولاحقتهم بنيران رشاشاتها الكثيفة.

    وتنقل الصحيفة عن الناجين من هذه الأحداث الدامية أن ساعات المواجهة قد أعقبت زحفًا من مئات بل آلاف المواطنين الأوزبك يهتفون من أجل الحرية قبل أن تبدأ القوات الحكومية الأوزبكية في إطلاق النار والناس من حولهم يتساقطون برصاصات الجنود الأوزبك.

    وتضيف الصحيفة أن العديد من الحقائق حول ما جرى من أحداث داخل بلدة أنديجان ذات الثلاثمائة ألف نسمة ظلت مجهولة في ظل منع الحكومة الأوزبكية لأية زيارات من قبل الدبلوماسيين ومحققي منظمات حقوق الإنسان أو حتى الصحفيين!!!

    وحول أعداد القتلى تزعم الحكومة الأوزبكية أن 32 جنديًا أوزبكيًا قد لقوا مصرعهم فيما قتل 137 شخصًا آخرين من المواطنين، بينما تؤكد أحزاب المعارضة أن 1000 مدني على الأقل قد قتلوا في أنديجان, وما حدث في اليوم التالي في إحدى المدن الحدودية التي شهدت مواجهات أقل عنفًا، أما منظمة اتحاد هلسنكي الدولي لحقوق الإنسان ومقرها في فيينا فتؤكد أن القوات الأوزبكية قتلت ألفًا من المدنيين غير المسلحين.



    وقد كشفت زيارة - نجح مصور لصحيفة النيويورك تايمز في القيام بها إلى أنديجان - عن أن الخسائر في الأرواح جراء أحداث ذلك اليوم أكبر بكثير من ادعاءات إسلام كريموف، وقال مصور النيويورك تايمز: إن الجثامين الممزقة بالرصاصات قد أعيدت إلى ذويها، وأخبرت عائلات الضحايا مصور الصحيفة أن مئات المراهقين قتلتهم القوات الحكومية في تلك الأحداث.

    وكان راشد قديروف المدّعي العام بأوزبكستان قد قال في مؤتمر صحفي: إن الانتفاضة بدأت بعد منتصف ليل الجمعة قبل الماضية عندما استولى مسلحون أوزبك على مركز للشرطة وقتلوا أربعة من رجال الشرطة وحصلوا على أسلحة نارية وقنابل يدوية وذخائر، ثم داهموا موقعًا عسكريًا وقتلوا هناك جنديين وأخذوا رهينة معهم إضافة إلى الاستيلاء على مزيد من الأسلحة وشاحنة.

    وتتفق رواية قديروف مع روايات الناجين من الأحداث في أن أعمال العنف تطورت في أحد السجون داخل أنديجان, حيث كان يحتجز 23 من رجال الأعمال المسلمين بتهمة 'التطرف الإسلامي' والتخطيط لنشاطات انفصالية مثلهم مثل مئات المسجونين.



    وتقول عائلات رجال الأعمال المسلمين الثلاثة والعشرين: إن أبناءها المعتقلين كانوا يملكون مصانع أثاث ومخابز ومخازن للنسيج ويمارسون أعمالاً تجارية أخرى، وإن الاتهامات دبرت لهم من قبل السلطات الأمنية كمثال صارخ على اتهامات منظمات حقوق الإنسان العالمية لإساءة استعمال القوة الرسمية لسحق المعارضة السياسية.



    وقالت النيويورك تايمز: إن حكومة الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف تقوم بسجن آلاف المواطنين بزعم أنهم يمارسون الإسلام خارج حدود المساجد التي تشرف على إدارتها الدولة.

    وألمح بعض الباقين على قيد الحياة بعد أحداث أنديجان أن المعتقلين الـ23 كانوا قد تعرضوا لمؤامرة لفقت خلالها لهم هذه الاتهامات بـ'التطرف' بسبب رفضهم دفع الرشاوى والإتاوات الحكومية لتسهيل نشاطاتهم التجارية.



    ويضيف المدعي العام الأوزبكي قديروف أن الهجوم على معسكر الاعتقال في أنديجان بدأ عندما صدم الرجال المسلّحون بوّابة المعسكر بالشاحنة, وهو ما تسبب في مقتل ثلاثة حرّاس، وبعدها استيقظ أحد المعتقلين داخل هذا السجن يدعى شامشودن أتاماتوف '29 عامًا' على صوت طلقات نارية, وخلال دقائق أطلق المسلحون سراحه وفتحوا القضبان الحديدية لإخراج 526 سجينًا من أصل 734، وكانت التقديرات السابقة قد تحدثت عن تحرير ألفي سجين خلال هذه المداهمة.

    وفيما تزعم الحكومة الأوزبكية أن من نفذوا هذه العملية جاءوا من خارج أوزبكستان يؤكد الناجون من هذه الأحداث أنهم كانوا مواطنين محليين.



    وتنقل النيويورك تايمز عن أحد الناجين من الأحداث يدعى 'أبو شخير' أن عدد المسلحين الذين نفذوا العملية كانوا حوالي خمسين، مشيرًا إلى أنهم لم يكونوا من الإسلاميين أو الفدائيين, وإنما كانوا مواطنين عاديين رافضين لحكم الاستبداد.



    ويتابع المدعي العام الأوزبكي قديروف أن المهاجمين عرضوا الأسلحة على السجناء الذين أطلقوا سراحهم ودعوهم إلى المشاركة في الانتفاضة ضد النظام, وبذلك وصل عدد هذه المجموعة إلى مائتي شخص قاموا بعدها بمهاجمة البنايات الحكومية، وتضمنت أهدافهم مقر قوات Snb الأوزبكية التي تعتبر وريثة جهاز Kgb أو المخابرات السوفيتية السابقة، وتمكن المسلحون من أخذ خمسين رهينة, ومع شروق شمس الجمعة كانوا يحتلون البناية الإدارية الإقليمية في أنديجان الكائنة في ساحة بابور حيث يوجد تمثال لينين السابق.

    أما الناجون من الأحداث ممن أطلق سراحهم من السجن فيؤكدون أن منفذي العملية الأصليين لم يوزعوا عليهم أية أسلحة، وأنهم أخذوا 15 رهينة من البنايات الحكومية بينهم ضباط شرطة وجنود ورجال مطافئ وموظفين في هيئة الادعاء وموظفين حكوميين.



    سكان أنديجان يحتشدون متضامنين مع المسلحين:

    ويضيف الناجون من الأحداث أنه ومع الصباح بدأت أنباء اقتحام السجن تنتشر في أرجاء البلدة, ما حدا بآلاف من المواطنين للخروج من منازلهم والاحتشاد عند المكان الذي توجد به البناية الحكومية وداخلها الرهائن والمسلحون.

    وبحسب الناجين من أحداث أنديجان فقد بدأ عدد من المتحدثين يستخدموا مكبرات الصوت ويخطبون في الحشود, مذكّرين بالفقر الذي يعم أرجاء البلاد وانتهاكات قوات الشرطة والفساد وقمع الحريات وضياع الحقوق في أوزبكستان، ويقول الناجون من الأحداث: إنها كانت لحظات فرحة كبيرة أن تكون هناك قدرة على الشكوى من هذا الظلم علانية.



    تنقل النيويورك تايمز عن رحمة زاخيدوف '38 عامًا' - وهو صانع أثاث وصل إلى مكان التظاهرة في السادسة صباحًا ثم نجا من الأحداث الدامية التي وقعت فيما بعد - قوله: 'لقد أحببت هذه الكلمات التي قيلت في مكبرات الصوت؛ لأنني أعاني من نفس الآلام التي يعاني منها بقية أبناء شعبنا'.



    ووفقًا لناجٍ آخر من الأحداث يدعى حسان شكيروف '27 عامًا', فقد تزايدت أعداد المواطنين المحتشدين في هذا المكان إلى عدة آلاف شخص, لكن أعمال فوضى كانت تنتشر بشكل سريع مجهول, حيث بدأت النيران تشتعل في قاعة قريبة للسينما وأحد المسارح، وبينما تلقي الحكومة باللائمة عن أعمال الشغب على المتظاهرين يؤكد شكيروف أنه رأى ستة رجال أوزبكيين يحملون بنادق يتحركون بشكل مريب لتنفيذ مثل هذه الأعمال المشبوهة.

    وداخل البناية الحكومية بدأت المفاوضات بين عبدلدزون باربيف - وهو مواطن أوزبكي سجن على خلفية اتهامه بـ'التطرف الديني' وأصبح أحد قادة هذه الانتفاضة - من جهة ووزير الداخلية الأوزبكي من جهة عبر الهاتف.



    وبحسب شكيروف الذي كان بإمكانه سماع كلمات باربيف, فإن ذلك الأخير قد وضع أمام الحكومة الأوزبكية ثلاثة مطالب:

    الأول: إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

    والثاني: منح شعب أوزبكستان حقوقه وحرياته السياسية.

    والثالث: إرسال مسؤول حكومي كبير للتحدث إلى الحشود التي تقف خارج المبنى.

    ورغم أن الحكومة تدعي أن المفاوضات استمرت حوالي 12 ساعة, إلا أن شكيروف يؤكد أن الوزير الأوزبكي رفض المطالب مباشرة.

    ويضيف شكيروف أن الاشتباكات النهائية كانت على وشك الوقوع خاصة بعدما أعد المسلحون داخل البناية 12 قنبلة من قنابل المولوتوف.



    القوات الحكومية الأوزبكية تفتح نيرانها على المدنيين الأبرياء:

    ويؤكد الناجون من الأحداث أن شاحنات عسكرية تتحرك بسرعة كبيرة كانت تسير بمحاذاة الحشود المتظاهرة وتطلق على المواطنين النار، وأكد العديد منهم أن ناقلات جند مدرعة قد شاركت بعد ذلك أيضًا في إطلاق النار على المدنيين الأبرياء.

    وفي كل مرة كان المتظاهرون يجمعون أشلاء قتلاهم ويحملون جرحاهم ويعودون للاحتشاد ثانية, لكن مع حلول العصر بدأت قوات حكومية أكثر تتوافد على المكان.



    ويقول الباقون على قيد الحياة الذين وصلوا إلى قيرغيزستان جميعًا: إنهم ساروا نحو الشمال وسط حوالي ألف وخمسمائة شخص أو ألفي شخص يدفعهم الخوف من المواجهات المسلحة، وأكدوا أنه لم يكن بينهم أي مسلح, لكنهم بعد أن ساروا لمسافة 300 ياردة تقريبًا منعتهم ثلاث حافلات متوقفة في الطريق عن مواصلة السير, وبعد مطالبة القوات الحكومية لهم بعدم إبداء أية مقاومة وموافقتهم على ذلك أطلق الجنود الأوزبك النار عليهم.

    ويضيف الناجون من الأحداث أن القناصة الحكوميين من فوق البنايات فتحوا النار ليجبروا الحشود على الجنوح إلى اليسار, حيث تلقفتهم نيران القوات الحكومية وناقلات الجند المدرعة, وباتت المنطقة مشتعلة كلها بالرصاصات المنهمرة على الأبرياء والمباني والشجر وكل شيء.



    ويقول أحد الناجين من الأحداث يدعى خورسانوي جورايفا '66 عامًا': 'لقد كنت أقف في الصفوف الخلفية, لكن من كانوا في المقدمة سقطوا جميعًا مع الانفجارات التي قامت بها القوات الحكومية, أو مع الرصاصات التي انهالت علينا, وبعد فترة وجدت نفسي في المقدمة بسبب التدافع'.

    ويحكي الناجون من الأحداث كيف أنهم ظلوا يهرولون في كل اتجاه بحثًا عن الهرب والإفلات من نيران القوات الحكومية التي بدا أنها لن تتوقف مطلقًا، ثم بعدها احتشدوا في مكان آخر بعيد في حالة من الفزع الشديد, ولكنهم لم يعودوا إلى مساكنهم, وإنما ساروا في اتجاه حدود قيرغيزستان, وعندما اقتربوا تعرضوا لإطلاق نار وفقدوا ثمانية أشخاص قبل أن يسمح لهم بعبور الجسر الواقع على نهر كاراداريا لمغادرة أوزبكستان.
Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
حفظ تلقائي
Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

Working...