Unconfigured Ad Widget

Collapse

من البردوني الى ابي تمام

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الغمر
    مشرف منتدى شعبيات
    • Feb 2002
    • 2328

    من البردوني الى ابي تمام

    قصيدة اسمها ((ابو تمام وعروبة اليوم ))
    للبردوني عبدالله الشاعر اليماني الشهير.


    مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب = وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
    بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها = أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
    وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء بلا = فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا
    أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى =أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
    قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا = شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا
    مـاذا جـرى... يـا أبا تمام تسألني؟ = عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب
    يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله = كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
    مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟ = كلا وأخزى من (الأفشين) مـا صلبوا
    الـيوم عـادت عـلوج (الروم) فاتحة = ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب والسلب
    مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال ولم = نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم والكتب
    فـأطفأت شـهب (الـميراج) أنـجمنا = وشـمسنا... وتـحدى نـارها الحطب
    وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة = أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو هربوا
    حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا = وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا
    هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم = ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا
    الـحاكمون و»واشـنطن« حـكومتهم = والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا غربوا
    الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً = لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم الـقُرَب
    لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً ولهم = هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب
    مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل كذبت = أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه الذهب؟
    عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على = وجـودها اسـم ولا لـون.ولا لـقب
    تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) اتـقدوا = ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا الـشهب
    قـبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا = نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها التهبوا
    والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا = نـضجاً وقـد عصر الزيتون والعنب
    تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها = إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب
    (حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني = نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب
    مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟ = مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب
    مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن = ولـم يمت في حشاها العشق والطرب
    كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت = فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب
    لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت = حبلى وفي بطنها »قحطان« أو »كرب«
    وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي »يمن« = ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
    »حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟ = شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب
    كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) = أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
    أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة = كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
    ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر = أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب
    لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر = رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
    إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا = فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
    قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي = وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب
    »حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده = لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟
    مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ = إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
    والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني = والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب
    كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على = وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب
    وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على = نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
    وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة = وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
    شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى (ملك)= يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب
    طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت = فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
    لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه = ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب
    »حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة = تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
    ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ = مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب
    يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا = ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
    سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا = يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟
    ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا = (إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)


    فقط للاحاطه فان حبيب في القصيده هو حبيب بن اوس الطائي المعروف بابي تمام
    آخر تعديل تم من قبل الغمر; 31-08-2004, 01:30 AM.
    لعيونك
  • عبد الله الشدوي
    عضو مشارك
    • Jul 2004
    • 245

    #2
    .

    السلام عليكم ورحمة الله

    هذه تستحق أن تسمى قصيدة

    وصاحبها يستحق أن يقال أنه شاعر

    أما ما نراه على صفحات الجرائد وما نسمعه أحيانا من بعض من يسمون شعراء

    فهو بالمقارنة مع هذه ( مما يشق على الآذان والحدق )

    فاصلة

    جميل اختيارك قد يعني أنك صاحب ذائقة شعرية وربما يعني التميز

    تحياتي وتقديري
    إذا صحّ منك الود فالكل هين

    ........... وكل الذي فوق التراب تراب

    تعليق

    • محمد اسماعيل
      عضو مميز
      • Apr 2004
      • 1248

      #3
      صحت يمينك يالغمر على هذا النقل لهذه القصيده التي تستحق فعلا ان تكون من المعلقات

      فرحم الله الشاعر البردوني وابي تمام رحمة واسعه
      أما انت ياسيل فاعلم عندنا لو تمر.............ترى عظامي جبالٌ ما بتشتالها

      تعليق

      • عابر سبيل
        عضو مشارك
        • Oct 2002
        • 178

        #4
        البردوني...

        أخي.... الغمر ...

        شكرا على أختيارك....البردوني... وماأدراك مالبردوني...في وجهة نظري أنه يمثل مع أحمد شوقي قمم هذا العصر ... وسوف أنقل لكم قريبا المزيد من روائعه ان شاء الله ....

        تعليق

        • أبو عبدالله
          شاعر
          • Mar 2002
          • 1136

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          الله يعطيكم العافية
          قصيدة ممتازة جدا من شاعر هو اشعر اهل الأرض في زمانه قبيل اكثر من عشر سنوات ولكن للمعلومية ان هذا الرجل اعمى بصر وهو رجل بعثي

          تعليق

          • الفنار
            عضو مميز
            • Sep 2003
            • 653

            #6
            أخي الغمر..

            أهلاً بك ورائعةً أتحفت صفحات المنتدى بها


            أما البردوني فلنا منه ما جاد من شعره وراق وهو كثير ومنها قصيدته الشهيرة في ميلاد الرسولصلى الله عليه وسلم..

            أما القول أنه مع شوقي يتربعان على قمة الشعر بهذا العصر فهو قولٌ مبالغ إذ أنا لا ننسى العديد من الشعراء الذين لهم مع اليراع إبداعٌ متصل
            فمن ينسى البارودي أو الأخطل الصغير أو ايليا أو بدوي الجبل أو الرفاعي أو الشابي أو السياب وووو...
            القائمة لا تنتهي

            ولكل شاعر قصائد قمةً في الجوده كما له قصائد أقل وربما انحدر ذات قصيدةٍ للحضيض؛؛ كما المتنبي في قصيدة ضبه..

            وللجميع تحيتي
            " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

            تعليق

            • الغمر
              مشرف منتدى شعبيات
              • Feb 2002
              • 2328

              #7
              عبد الله الشدوي
              محمد اسماعيل
              عابر سبيل
              ابو عبد الله
              الفنار
              اشكر تواجدكم واثراءكم الموضوع

              عزيزي عبد الله الغمدي
              اهلا بك من جديد بيننا ,((وحشتنا يابوي ))
              عزيزي
              كأني بك تناقض كلاما سمعته في محاضرة قديمه لعائض القرني عن الشعر وفيها يذكر ان البردوني من اشعر اهل الزمان وانه يفوق بجودة شعره شعراء كثيرين من شعراء العصرين الجاهلي وعصر الخلافه الاسلاميه فضلا عن اهل هذا العصر ولقد ذكر كلاما نحو ما قلت من مدحه لقصيدة للبردوني اسمها الغار وكانت عن الهجره النبويه على صاحبها وآله وصحبه الصلاة والسلام ولعل اخينا ابي عبد الله قد استقى قوله من كلام الشيخ عائض عنه.
              ولقد قرأت بعضا من شعره وقصائده فهو شخصية قوميه ثوريه ذات مخزون ثقافي هائل ولكنه واستشهادا بكلام القرني فيه زندقة وبعد عن جادة الصواب وقد افضأ الى ما عمل .
              اما كونه من اهل المرتبة الاولى ويقارن بشوقي كما اشار اخينا عابر سبيل واراك وكانك تقر بان شوقي هو صاحب المرتبة الاولى فانني ياعزيزي احتاج الى اقناع بان شوقي هو فعلا صاحب المرتبة الاولى او فلنقل من شعراء الطبقة الاولى في هذا العصر ثم لنقارنه بالبردوني
              هذا كتبته على عجاله ولكنني اتذكر الآن ان بداية حواري معك في اول موضوع لك ((الحمد لله اني اكرهك......)) كانت قريبا من هذا الوقت في السنة الماضيه حتى اتفقنا ان لانتفق رغم اتفاقنا على الكثير وليتفرع من ذلك 0((حوار ام ..)) وكأني لا اسمع ولا ارى ليس الامر محاسبه انما هي ذكريات اوصلتني للاهم.....والاهم انني تعرفت على شخص احبه في الله ...قد لا اكون بالشخص الذي يتخيله او يرسم في خياله صورته لكنني اتمنى ان اكون كما يحب لي ان اكون وهو من لايحب لاخيه الا ما يحب لنفسه نحسبه كذلك والله حسيبه.
              لعيونك

              تعليق

              • عابر سبيل
                عضو مشارك
                • Oct 2002
                • 178

                #8
                أخي العزيز...الفنار...الفرق بين البردوني ومن ذكرت كالفرق بين المتنبي وشعراء عصره .....
                أخي الغمر... لاشك أنك مبدع والدليل أختيارك...ولكن أنك تحتاج إلى اقناع بشاعرية أمير الشعراء وكونه من الطبقة الأولى...فهذا أمر يحيرني قليلا...

                عبد الله البردوني
                ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن) أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م . ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية.

                أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح يقول :

                هدني السجن وأدمى القيد ســاقي فتعاييت بجرحي ووثــــــــاقي

                وأضعت الخطو في شوك الدجى والعمى والقيد والجرح رفاقي

                في سبيل الفجر مــــــا لاقيت في رحلة التيه وما سوف ألاقـــي

                سوف يفنى كل قيد وقـــــــــوى كل سفاح وعطر الجرح باقي
                . له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. .


                هذا مقطع من أروع ماقرت من القصائد في حياتي ....(( فلسفة الجراح))



                بي من جراح الروح ما أدري ، وبي

                أضـعاف مـا أدري ومـا أتـوهم

                وكــأن روحـي شـعلةٌ مـجنونةٌ

                تـطغى فـتضرمني بـما تـتضرّم

                وكـأن قـلبي فـي الضلوع جنازةٌ

                أمـشي بـها وحـدي وكـلي مأتمُ

                أبـكي فـتبتسم الـجراح من البكا

                فـكـأنها فـي كـل جـارحةٍ فـمُ

                يا لابتسام الـجرح كـم أبكي وكم

                يـنساب فـوق شـفاهه الحمرا دم

                أبـداً أسـيرُ عـلى الجراح وأنتهي

                حـيث ابـتدأت فـأين مني المختم

                تعليق

                • الفنار
                  عضو مميز
                  • Sep 2003
                  • 653

                  #9
                  عزيزي الغمر

                  بارك الله طرحك وأدبك مع أخٍ لك يحبك ويود لك من المودة ما لا تبلغ وصفه الكلمات
                  والله على ما أقول شهيد

                  في مثل هذا الوقت من العام الماضي كانت انطلاقتي معك في حوارنا ذاك الماتع والذي لم نتفق فيه حول موضوعه كل الإتفاق إلا أننا خرجنا بماهو أفضل حيث اتفقنا على محبةٍ لا تنفصم عراها ربطت بين قلبينا نسأل الله أن تكون في رضاه

                  وبالمناسبة فقد ذكرت لأستاذنا ابن مرضي ذات موضوع وهو يذكرني بذياك الحوار
                  فقد ذكرت له أن الزمن خفف بعض غلوائي في ذاك الكره

                  أما عن موضوعنا أعلاه
                  فإني لم أكن كما تقول مقراً لأحمد شوقي بإمارة الشعر ولا لغيره..
                  وذاك أني أنظر للموضوع من زاويةٍ أشمل فلا أقتنع بشيءٍ من أفضلية شاعرٍ على شاعر..

                  فلكل شاعرٍ أسلوبٌ ولكل مبدعٍ طريق يتفق مع عصره وثقافته ونفسيته..
                  ومن هذا المنطلق فأنت ترى الشاعر الوصفي كالبحتري والذي يبهر من له مزاج رسام وترى الشاعر الغزلي كجميل بثينه أو مجنون ليلى والذي يسحر كل من كواه الحب بناره وترى الشاعر الفخم الباحث عن المجد ولو في الصعاب كالمتنبي أو البارودي والذي يسحر كل طموحٍ بروائعه وترى الشاعر الغارق بزهده كأبي العتاهية وترى وترى....
                  وعليه فلو بحثت عن رسامٍ باحثٍ عن السلام في كنه الفرشاة وجمال الطبيعه ثم ألقيت عليه قصيدة للمتنبي ولو كانت أبياته الرائعة:

                  ولا تحسبن المجد زقاً وقينةً = فما المجد الا السيف والفتكة البكر
                  وتضريب أعناق الملوك وأن ترى = لك الهبوات السود والعسكر المجر
                  وتركك في الدنيا دوياً كأنما = تداول سمع المرء أنمله العشر
                  فإنك لو ألقيتها عليه لازور عنك بعنقه وكله تقززٌ من هذه الوحشية..
                  لكن اسرد عليه أبيات البحتري الشهيرة
                  أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً = من الحسن حتى كاد أن يتكلما
                  وقد نبه النيروز في غسق الدجى = أوائل وردٍ كن بالأمس نوما
                  ثم انظر كيف يصغي لك بكيانه وجنانه وكل جوارحه متلهفاً للمزيد..

                  هذا وقل العكس ثم اسحبه على صنوف الشعر وأمزجته..

                  ثم انك كما ذكرتُ سابقاً قد تجد قصيدةً لشاعر فتفتن به وبشعره وترى فيه الشعر مجسدا
                  ثم ترى قصيدةً لآخر في فن آخر من فنون الشعر أو في نفس الفن ولكن تفوق الأولى إما لغةً أو معانٍ فتهتز لها وتنسى مامضى.. وهذه جربتها أنا شخصيا..
                  هذا وقد ترى للشاعر قصائد في أرق المعاني وأخلبها ثم هو ذات قصيدةٍ ينحدر لمستوىً خفيض كما مثلت أعلاه بالمتنبي والذي هو من هو في الشعر فقد قتلته قصيدة هجاء ضبه وهي قصيدةٌ ركيكة لا تصدر عن من هو أقل منه..

                  هنا ولا بد أن نسجل أن شعراء العصر الجاهلي هم القمة التي لا تدانى ولن يصل إليهم شاعرٌ مهما كان؛؛ وأرى في قول شيخنا القرني حفظه الله ميلاً عن الصواب؛ وتعدياً على حقيقةٍ أثبتها الفن الماثل بين أيدينا مما تركوا؛ والذي يظل على مدى الزمن مثالاً لسمو العربية يحتذى..

                  ومن الطرائف أن الشيخ القرني كان هو بوابتي الأولى على عالم الشعر
                  فقد كانت أرجوزته الشهيرة " أمريكا التي رأيت" هي أول حفظي للشعر وأنا بالصف الثاني الإبتدائي فقد حفظتها كاملةً وألقيتها على مسمع الكثير..
                  ثم كان كتابه" شباب عادو الى الله" وفيه يستشهد كعادته بأبيات من الشعر حفظتها كاملةً وأنا في سن الطفولة..
                  وأرى شيخنا حفظه الله ميالاً إلى ذلك الشعر الفخم الرصين على غرار أشعار المتنبي والتي تطرد في استشهاداته فلا عجب أن نراه دائماً يقدمه أو يعجب بمن يسلك مسلكه كالبردوني..
                  هذا ولا ننسى العشماوي والذي له في نفس كل مسلمٍ ديناً بما ألقى من أبياتٍ تستنفر الهمم وتحيي ميت النفوس وتستصرخ كل مسلم..
                  ولكني كنت مغرقاً بمعانيه بعيداً عن التفكير في ألفاظه؛ فأشعاره المواكبة لجراحنا تستلهم منا تتبعاً لكل معنىً يردفه..
                  وبعد فقد ظللت ميالاً لهذا الأسلوب حتى اطلعت على الشوقيات فتكسرت أمامها الكثير من النظريات السابقة وطفقت شوقياً متعصباً أترنم بقوله:

                  اختلاف النهار والليل ينسي = اذكرا لي الصبا وأيام أنسي
                  أو قوله:
                  الله اكبر كم في الفتح من عجب = يا خالد الترك جدد خالد العرب
                  أو معارضته للبردة أو نعي الخلافة أو..... وما أكثر فاتناتي بين دفتي ديوانه..
                  وخاصةً مطالع قصائده التي تخلب الألباب..
                  بقيت على ذلك حتى طلعت للمرحلة الثانوية لتتجلى أمامي نوافذ على عصور الأدب فتهت بين الزحام والركام وضاع مني كل امارةٍ ولواء..
                  أما ان سألتني صديقي عن حاضري فعلى مكتبي تقبع أربعة دواوين:
                  الشوقيات؛؛؛ ايليا أبو ماضي؛؛؛؛ العشماوي؛؛؛؛؛ هاشم الرفاعي..
                  وبين يدي أبي القاسم الشابي
                  وهو من يسحرني جلاله الآن وأنا أقرا:
                  عذبة أنت كالطفولة كالأحلام = كاللحن كالصباح الجديد
                  كالسماء الضحوك كالليلة القمراء = كالورد كابتسام الوليد
                  أو أترنم معجبا:

                  اذا الشعب يوماً أراد الحياة = فلا بد أن يستجيب القدر
                  ولا بد لليل أن ينجلي = ولابد للقيد أن ينكسر
                  في قصيدته " ارادة الحياة" والتي حوت من الرومنطيقية ما لا نكاد نجده عند شعراء الغرب والذين هم أصل هذا النهج في الشعر..
                  ولعلك تلحظ تأثيره في قصيدتي الأخيرة ( ابتسامة قلب) التي أنزلتها هنا..

                  ذكرت كل هذا لتعلم صديقي أن النفس البشرية في تقلبها وتفتحها على العالم يبدو لها كل يومٍ ومع كل احساس أمراً غير ما كانت تراه..

                  أطلت
                  وما ذاك الا أنك فتحت علي باباً واسعاً لا أبلغ مداه
                  أقول لك في نهايته
                  ان الشعر أصناف،، وان لكل منا ذوقه وشعوره الخاص فهو يصنف على ما يرى ويحس..
                  ولك تحيتي
                  " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                  تعليق

                  • ابن مرضي
                    إداري
                    • Dec 2002
                    • 6170

                    #10
                    في زمن " البرتقالة " ، يأتي " الغمر " لينتشلنا من هذه الأوحال التي تكاد تغرقنا جميعا ، ليسلخنا من هذا الجلد " الحرباوي " الذي أُلبسناه أو لبسناه ؛ لافرق ، ويربطنا بالماضي لعله يبقى لنا شيئا من الأمل !

                    قصيدة البردوني هذه قيلت في مهرجان " المربد " بالعراق ذات يوم !

                    " المربد " ذاك الملتقى الذي انخدع به كثير من الناس وأنشدوا فيه قصائد على غرار قصيدة عمرو بن كلثوم التي كانت من أكبر المغالطات التي لم تضلل بني تغلب فحسب بل اجيال وأجيال من ابناء يعرب . وكذلك كان المربد ، فالدكتورة سعاد الصباح كانت تغني وتشدو في المربد :" أعطني خوذة جنديٌ عراقي وخذ الف أديب ". فتذاع قصيدتها في التلفاز العراقي " خمس " مرات في اليوم ، في الوقت الذي لم يحظى فيه الأذان إلا بالإعلان بخط صغير في اسفل الشاشة :" دخل وقت الصلاة حسب توقيت بغداد" .

                    البردوني " البعثي " قال ذات يوم : "الأمة العربية ضعيفة ومهزومة اليوم لتقوى وتنتصر غدا " . قصيدته التي أوردها عزيزنا الغمر ، ومقولته هذه كأنه لم يقلها إلا اليوم . ولا غرابة في ذلك فقد كان شاعرا من طراز فريد .

                    ( سأعود إلى بعض ابيات القصيدة متى ما أستطعت إن شاء الله) .

                    شكرا لعزيزنا الغمر الذي جعلنا نتذكر بأن هناك برتقالا من نوع آخر .
                    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                    تعليق

                    Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
                    حفظ تلقائي
                    Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
                    or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

                    ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

                    Working...