Unconfigured Ad Widget

Collapse

يوميات مقرود في كلية الهندسة

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الصقر
    عضو
    • Aug 2001
    • 39

    يوميات مقرود في كلية الهندسة

    أقوم الصبح : يالله صباح خير ... أدس هالكتب أم ثلاث مائة صفحة وسبع مائة صفحة ( والله ما أمزح ) في حقيبة الظهر ... أترنح بها إلى السيارة ... وأنطلق إلى كلية الهندسة ...
    في الجامعة ... جميع الكليات والأقسام على مستوى راق من البنيان والنظافة والديكور ... إلا كلية الهندسة ... عشة حمام أو حوش خرفان (وانتم بالكرامة)... بقية الأقسام تراهم يعلقون لوحات فنية ومجسمات جميلة تفتح النفس ... أما كلية الهندسة فديكورها أوراق 4A مدبسة على الجدار تزخر بالمعادلات والرموز ...

    أدخل المحاضرة وأجلس ... استرق السمع هنا وهناك أنتظر نقاش يفتح النفس على الصبحية ... الله يخسهم هم ونقاشاتهم هالدوافير ... يتفاخرون بسعة القرص الصلب ومعالج الذاكرة وآخر صيحة في عالم الإختصارات ... فقدوا الإحساس اللغوي بما حولهم ... بدل ما يقول قوود مورنينغ ... يقول: "جي إم " .. ... وإذا جا الواحد منهم يضحك قام يقول " لول" ...

    بقية الكليات ترى طلابها أنيقي اللباس ... طلاب المحاماة والصحافة مرسمين ... بدلة ثلاث قطع وربطة عنق... كشخة ... وطلاب الفنون والمسرح تراهم يتبعون آخر صيحات الموضة الشعبية ... بنطلون وسيع وألوان فاقعه وربطة راس إلخ ... أما كلية الهندسة ... الواحد فيهم يمر عليه شهر ما يغير لبسه ... جينز وقميص عليه شعار إنتل ولا ماكنتوش ... وإذا خالفتهم ودخلت الفصل مرسم بكامل أناقتك تسمع التعليقات السخيفة ... يتهمونك بأنك سطحي أو نرجسي أو غاي إلخ ... لعنة الله عليهم ... لاهم يلبسون زين ولا يتركون خلق الله يتأنقون ...

    وهذه من أكبر منكدات الهندسة ... الطالب هناك فاقد لهويته ... وكذلك في طبيعة التدريس ... تكرف وتحفظ معادلات وتاكل تبن ... إما أنك تحل المعادلة بالطريقة المعطاة ولا سلم الورقة بيضاء ... مافي مجال للإبداع ... وإن كان جوابك الأخير غلط فالصفر هو أنيسك ...... أحيانا أحضر محاضرات الفلسفة والفنون وأشاهد الطالب يناقش البروفيسور ويثبت أنه على غلط ... والبروفيسور يتقبلها بروح رياضية مرحة ... لكن في كلية الهندسة ... والله لو كان المصحح طالب معيد ما يسوى خيشة رز ... ما عندك أمل تثبت أنه على غلط ... وإن ناقشته يستقعد لك في الإمتحانات اللاحقة ...

    الجامعة تعتبر أفضل مكان للطالب ليعبر عن نفسه ... لكن هذا القانون لا ينطبق على كليات الهندسة ... شعارها: أنت تيس في قطيع ...

    وعلى طاري التيوس ... معظم طلاب الهندسة ذكور ... ما تحصل عنزة إلا ما ندر ... في السنة الأولى تلاحظ أن نصف الطلاب إناث ... لكن في السنة الثانية ترى معظمهمن فررن إلى كليات " تيك إت إيزي" ... فصل فيه مائة طالب ما تحصل إلا طالبة أو إثتين ... وتلاقيها اتخذت من بقية الطلاب بوي فرندز كي يساعدوها ويحلوا عنها الواجب ... يعني عقلياتهن لا تستحمل الهندسة ... أستغرب من هالحريم في بلادنا اللي صاجينا بعقلياتهن المهدرة وحرمانهن من هالمجالات ... تعالوا شوفوا خواتكم في الغرب ... الميدان للـ " حميدانات" مفتوح على مصراعيه ... فما فلحن ( شف من يتكلم ) ...

    أحيانا أتوقف وأسأل نفسي: أنا وش جابني للهندسة؟ ... يقولون البلد تبي تخصصات علمية وتقنية ... كلام سليم ... لكن أمامك الآن الآلاف من الطلاب يدرسون الهندسة ... يعني سنة ولا سنتين يتخرجون وتطفح الشركات بهم ...

    هل لدينا مخرجين سينمائيين؟ ... هل لدينا نقاد فنيين؟ ... نقاد أطعمة؟ ... يازين هالشغلة ( واحد كسلااااان) ... وظيفتك أن تحضر للمطعم وتأكل على حسابه ثم تكتب في المجلة إن كان الأكل عجبك ولا لا

    أحيانا تأتيني حالة كآبة ويأس ... مخي قام يهلوس بالقهوة والمعادلات والحروف والنظريات ... تنبط كبدي من الكتاب أمامي ... خلاص توصل معاي ... أقوم أرفع السماعة وأتصل على ابوي ...

    ترررن تررررن ...

    - ألو ... مين؟

    - هلا يبه ... أنا محمد ...

    - هلاااا محمد ... شاخبارك شعلومك إلخ إلخ إلخ ...

    لاحظت أن مكالمة الأب مع ابنه تأخذ نسق معين ... أول شي يسألك عن أخبارك ... بعدين يسألك عن النتايج ... بعدين يسألك عن القروش ... إن كان جوابك على السؤال الأخير " لأ" ... يقول: الحمدلله ... بارك الله فيك ... تبي أمك العزيزة؟ ... وإن كان جوابك على سؤال القروش بـ: " نعم ... والله يعني لو ترسل لي حوالة " ... يقوم يعطيك محاضرة في المصاريف وكيف إنه توه مرسل لك وووو ... وبعد ما تنصت إلى تلك الخطبة العصماء ... يقول: زين بكرة باروح البنك وأرسل لك ... طالع على أمك ....وينها ذي تبي تكلمها؟

    فقط ... هذه هي محادثة الأب مع ابنه المغترب ... سألت العديد من أصحابي ووافقوني عليها ... خمس دقايق فقط ... لو إنك لم تتصل عليه منذ شهر ... لن تستغرق المحادثة معه أكثر من خمس دقايق ... تبي تسولف معاه مشتاق له … ما يعطيك مجال … خمس دقايق … وبس …

    أما مكالمة المغترب مع أمه ... فهذه قصة أخرى ... بل رواية ... لن تتركك إلى أن تندم على أنك متصل وإلى أن يحترق التلفون أو تخلص بطارية الجوال أو تحس بطنين في إذنك ...

    ماعلينا ...

    المهم ... اتصلت عليه ... وبعد اسئلته الروتينية ... قال: هاه؟ تبي أمك؟

    - بعدين أكلمها ... أنا أبي أكلمك في موضوع ...

    - خير ؟

    - يبه ناوي أغير التخصص ...

    - هه؟ ... وشلون؟ ... وش ناوي؟

    - ودي أدرس الفلسفة ... أوالإخراج السينمائي (وسيع وجه) ...

    طرااااخ ...

    صك في وجهي السماعة ...

    .

    .

    .

    وماهي بصكة عادية ... صكها بكل قوته ... ولسان حاله يقول: #$@$# %## جمجة وعظمتين ... $#$#% #$#@%%^#

    .

    .

    .

    عاودت الإتصال: ألو … طيب خلني أشرح لك …

    - أقول كل تبن وانثبر … وش ذي مخرج سينمائي … هذا اللي ناقص …

    - طيب بس ميولي مب جنب الهندسة ...

    - مافي ... انس ... هاه تبي أمك؟ ( يحاول ينهي المحادثة بشتى الطرق – فكلمة "ميولي" أرسلت تحذيرا بأن ولده ينوي الإقتراب أكثر )

    - لا لا ... خلاص ... بعدين أكلمها ...

    - زين ... أجل يالله ... شد حيلك وخلك عن هالخرابيط ... يالله سلام عليكم

    - سلام عليكم ..

    استسلم مرغما للكتاب أمامي ... فشلت خطة تغيير التخصص ... إذ كانت وسيلتي الوحيدة للهروب من هالكتاب اللئيم ... أتطلع إلى صفحاته فأجده يضحك مني ساخرا ويمد لسانه: ما عندك أمل , تقراني ورجلك على رقبتك ... هاهاهاها ... ...

    أعوذ بالله من هالكتب ...

    أقرأ للإمتحان وأمري لله ... وكل ما جلست أقرأ تنتابني تلك الهواجس والوساوس ... أقوم أفكر في كل شيء .... في فلان وعلان ... أمي وأبوي .. عيال عمي ... والشغالة ... وعيالها ... تمر على ذهني الأسماء كلها التي تعلمها آدم ... كل شيء إلا الدراسة ...

    يوم الإمتحان

    أجلس في القاعة أتدرب على استخراج المعادلات والمعلومات التي قضيت الليلة السابقة في تخزينها في الآلة الحاسبة ...

    يلتفت إلي الجالس بجانبي متسائلا: وش تسوي؟

    - ولا شي ...

    يقوم يصكك بذيك الضحكة الحقيرة: ها ها ها ها ... ماتدري إن الإمتحان open book؟ ( مسموح بفتح الكتاب أثناء الإمتحان )

    أفا ... عشر ساعات وأنا أخزن وأطقطق في هالآلة ... مواصل ... والقهوة تتسرب من خلال مسامات جلدي ... وآخرتها يطلع الإمتحان كتاب مفتوح ...

    ما علينا ... تفاءلوا بالخير تجدوه ... عشان كذا ماراح أتكلم عن الإمتحان ... والله يستر ...

    أحيانا أفكر في أمر هؤلاء الدوافير ... يجيك اثنين ولا ثلاثة منهم ماخذين الدرجة الكاملة ... ويخربون الكيرف ( المعدل ) على بقية الفصل ... يعني لو يتفق طلاب الفصل على أن يخربونها في الإمتحان ... فتكون درجاتهم كلها تحت الخمسين بالمائة ... الكل راح ياخذ A و B .... ويازين من نفع وانتفع ...

    لكن ماش ... طلاب الهندسة مشهورين بالأنانية والنذالة ... علاقات إجتماعية صفر ... احساس فني صفر ... وناسة صفر ... دفارة ولعانة ونذالة مائة بالمائة ... يقولون أن المهندسين مشهورين بقدراتهم التفكيرية ... وأقول : شاطرين في الحسابات بس ... دماغ الواحد منهم مثل الكمبيوتر لا يستطيع الخروج من برنامج الدوس ... لو إيش .... حمار يمشي على خط السير ... وذكاؤه يعتمد على سرعة الحمار ... لكنه لن يبحث عن طرق فرعية أو اختصارات ... وكذلك هم ... بل حتى لا يستطيعون استيعاب أو تقبل أي رأي يخالف نظرتهم ...

    وعودة إلى طالبات الهندسة ... الواحدة منهن لا تحس أنها أنثى ... تجيك لابسة اليونفورم جينز وقميص كحيان ... مرسوم عليه فارس أحلامها بيل جيتس ... شوفوا طالبات الصحافة والمحاماة والفنون كيف الوحدة منهن عارضة أزياء ... دار موضة متنقل ... وعطرها يزغرد لها كلما أقبلت ...وإن ابتسمت لها تعطيك وجه وتبادلك بها ابتسامة ...... مو مثل حقين الهندسة ان ابتسمت في وجهها قابلتك بعلامة تعجب ولسان حالها يقول: أنا سحاقية, حل عني ...

    وهناك ميزة قبيحة يتسم بها طلاب الهندسة وأساتذتها ... دائما ما تسمعهم يتعرضون بالسخرية والاستهزاء لأصحاب التخصصات الأخرى وخصوصا الفنانين ...... لا أدري أهي عقدة نقص فيهم أم اغترار بذكائهم المزعوم؟ ... أنسوا أن علماء الفيزياء والكيمياء كانوا رسامين, شعراء ومبتكرين ... خاصية الإبتكار والتخيل في النصف الأيمن من العقل هي التي صنعت الهندسة ... ليناردو دافنشي أول من فكر بالطائرة العمودية وهندس بنيتها ... الرازي أبو الكيمياء الحيوية كان موسيقارا ... بل أن مخرجي الأفلام هم أول من فكر بالسفر إلى الفضاء عن طريق المركبة المنطلقة بقوة المدفع ... كلها أفكار من عقول فنانين ... وجاء دوافير الهندسة وطبقوها على أرض الواقع ...

    هذه العداوة بين الهندسة والفن تجدها في معسكر الهندسة فقط ... أستطيع إرجاعها إلى أسباب نفسية ... انطواءهم وانغلاقهم جعلتهم يصابون بالبارانويا ويتخيلون الجميع لهم أعداء ... فكانت أفضل وسيلة لدفاعهم هي الهجوم ... بدأوا في إطلاق النكات كيف أن طلاب الفنون لا يحفظون جدول الضرب وأنهم مازالوا يظنون أن الأرض مسطحة إلخ ...

    مالت عليكم وعلى هالنكات ... ليس أثقل منكم دما إلا روحكم الفكاهية ... لا أظن أن شخصا طبيعيا في كامل قواه الإدراكية سيضحك على نكتة جدول الأرض أو تسطح الأرض ... إلا إن كان طالب هندسة ...

    كردة فعل من معسكر الفنون الجميلة ... قام هؤلاء بإطلاق أوصاف على طلاب الهندسة من نوعية " نيرد Nerd " ولا دافور أو geek أو وسواسي paranoid إلخ ... ولهم كل الحق في ذلك ... وبما أني طالب هندسة بالإسم فقط وليس بالميول والإختيار ... استخدمت ألقاب التنابز تلك في جلد طلاب الهندسة الآخرين كردة فعل على إهانتهم للفن وأهله ( تقدر تقول عني طابور خامس في كلية الهندسة) ... تجدني أحيانا أخش عرض وأقول " يا الله ... يالنا من نيردز عندما ندرس ثلاثة أيام قبل الإختبار" God, what kind of nerds are we studying 3 days before the exam... أقولها على لسان حوطي ينكت على الحواطة ... وأستمتع برؤية التألم والإستناكر على وجوههم... أقول ضاحكا : guys, we should consider becoming gay since we have no hope in getting a chick with all this cramming "يا شباب وش رايكم نقلب gays مادام إن ماعندنا أمل نشبك بنات وسط هذا الكم الهائل من الكرف والإختبارات " ... وأنظر إلى وجووهم تستعر وأشم غليان الدم في عروقهم ... يرفعون أعينهم عن الكتاب ويبتسمون ابتسامة صفراء ملئى بالحقد والضغينة ... ثم يضفون وجووهم إلى كتبهم اللعينة يرهقهم الخزي والعار ... قاتلهم الله أنى يؤفكون ...

    أحس أنني سجين في هذه الكلية اللعينة ... اسأل بعضهم إن كان كانوا بالفعل راغبين بالهندسة وليست اختيارا من آبائهم أو أمهاتهم ... وجميعهم يجيب بأنها اختياره هو ... معقول هذا؟ ... يبدو أنني الوحيد الذي دخل الهندسة بالغلط ... أقترب من فصول الفلسفة والفنون ... أضع كفاي على النافذة الزجاجة ... وألصق وجهي وأصرخ : خذوني معكم ... أنا منكم ... لست من مقاريد الهندسة ... أنقذوني بالله عليكم ... أخوكم المؤمن المضطهد يسترصخكم من بلاد الكفر ... لا تتركوني وحيدا في ذلك السجن ... إن لم أخرج الآن سأفقد كل فن جميل في حياتي ... سأفقد ذوقي ... سأفقد أحاسيسي ومشاعري ... سيرغمونني على التطبع بطباعهم الخسيسة .... لا أريد أن أكون منهم ... لاااااااااااااااا

    تضيع تلك الصرخة وسط ضجيج الجامعة وثرثرة المهندسين المقيتة ... أنا أعلم أني سائر في درب غير دربي ... أدرس تخصصا أنا بعيد كل البعد عنه ... والمشكلة ستتفاقم إن تخرجت ودخلت مجال العمل ... لكني أستاهل وستين أستاهل ... مثلي من ارتضى أن يكون دمية لوالديه يخططان أحلامه ومستقبله من دون أن ينبس ببنت شفة ... يستاهل تبعات تلك السلبية ... يا ترى ... هل سيأتي يوم وأكفر بربوبيتهما علي وآخذ زمام حياتي بيدي؟ ... أم سأظل دائما ذلك العبد الخانع المسكين يترقب قرارات الآلهة عليه ...

    التوقيع:

    واحد طفشاااان من الهندسة

    وطفشااااااااان من حياته بلا طعم

    بيده اتخاذ قرار ... على مفترق الطرق

    لكنه خايف من أبوه

    نقلا من احدى المنتديات
    آخر تعديل تم من قبل الصقر; 31-10-2001, 03:29 PM.
  • أبو يزيد

    #2
    ياصقرنا

    بصراحه تعبت من كثر قراءتها
    اتمنى من اخوي صقر ومن اخواني الباقين .
    عدم كتابة مواضيع طويله لكي لا يصيب القارىء بالملل.
    اخوك من نجد
    ابو يزيد

    تعليق

    • الكناني
      مشرف سابق
      • Oct 2001
      • 1204

      #3
      اقول يا ابو يزيد

      خل ولدك يزيد يقرأ عنك وانت خلك مستمع

      تراك اشغلتنا كل شوي .. هذا طويل .. وهذا ماله داعي ..
      وبعدين معاك ... هه

      امزح

      تعليق

      Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
      حفظ تلقائي
      Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
      or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

      ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

      Working...