همسات مجنونة...!!!

[فارس الأصيل]

لحظة غياب الشمس من كل يوم كانت كلحظة ولادة يوم جديد وولادة عام جديد , انصرفت يا عامي وأنا ما أزال أحمل في خلايا عقلي المترهل شيئا من الذكرى وأشياء تجعلني أعجب من نفسي ومن خورها , إنها ذكرى تسلب مشاعري وتجعلني غير قادر على المسير ولو خطوة واحدة للأمام , ذكريات حرصت كل الحرص أن تجعلني عكس التيار إن لم أتشبث بشيء وأتعلق به قذفتني بعيدا لف قضبان الهم الطاغي والحزن الفتاك . ورغم هذه الذكريات السوداء التي يتمتع بها فؤادي فلا يزال عندي ذكريات تلونت بلون الورد وتعطرت بالفل واكتسب غلافها بلون السماء الصافي . لكنها لا تكاد ترى بالعين المجردة وهي تغوص وتغوص في أوحال الشعور المر القاسي .نعم الذكرى تحد عنيف في وجه النسيان بالنسبة لي وهي ترجمة أخرى لمعنى الوجود . كما أنها سم زعاف من استحكم منه قتله .
كلمة تجر خلفها أطنانا من الكلمات على سفينة الذكريات تجعلني أتأمل أوراق الذكريات حينما أتعمد فتح ملفات الواقع إشاحة بالوجه عنه ودسا للألم في قلب الألم. وحتى مع كل هذا لن نستطيع تغيير الحقائق لو أردنا ذلك أبدا لأننا سنجد حائط المتناقضات يلوح لنا من أمام أعيننا عندها سنقف مرغمين على ذلك .
كم من الصعب على الإنسان أن يفارق محبيه , وكم من المحزن حين يفارق المرء روحه في يوم من الأيام . عندها تصبح جميع الأماكن كأنها مرآة لكنها لا تعكس صورا حقيقية بل تعكس ماهو قلب الحقيقة تعكس جرحا عميقا مؤلما ووجه ترنح كالسكران من الداخل فكأن ذلك الغياب جلاد يضرب بسوط الغربة بلا هوادة فيدب في عقر النفس الإحساس بالانكسار المدمر حينها تتوه الكلمات وتبقى بعض الحروف التي لم تعد تعني شيئا بل أصبحت خاوية جوفها فيا للمصيبة حين تختنق المعاني في زحمة الأنانية واللامبالاة لأعود مرة أخرى مكسور الجناح لأعلن الحداد على ذلك الأمل المفقود والذي بت معه كالضمئآن يجري لاهثا خلف السراب ولن يجد الماء طالما أنه معدوم من أصله ولن أنسى أو أتناسى كل من كان سببا في انتحار الآمال على مشنقة الحياة . في زمن أصبحت المشاعر مجرد كذبة ودسيسة يقبع خلفها آلاف من أشواك الحنظل التي تحمل في طياتها مزيدا من الجراثيم .فلا عجب إن أنا ترددت بين الحياة والموت فالسنين تمضي وأنا كما أنا أشعر بالأسى والضياع يلفني من كل الجهات بسواده الذي يشتد يوما بعد يوم كلما قربت من النهاية .بعدها لا نملك إلا الصمت ثم الصمت تلو الصمت فتختلج وتغتلي الأشجان في دواخلنا المكبوتة ثم ما تلبث أن تنسكب دما قانيا على أوراق دفتر الأيام إن كان لي أيام يمتليء الدفتر ولكن يا ترى إلى من سأبعثها وكيف لي أن أبثها لأعود بعدها دون أي إجابات فألوذ بالصمت المطبق .
ثم هاهو الرحيل يقترب فيصيبني بالخوف . أعترف بأنني أخشى الفراق وأخشى الدموع التي تراق عند ساعة الرحيل . فجيوش الذكريات في تلك اللحظة أجدها مستعدة للزحف على مدني . وحبال مشانق العبرات علقت استعدادا لخنقي ورياح الحزن الباردة تهب في وجهي لتحبس أنفاسي . كم أخشى تلكم اللحظات عندما تقترب . عندما تتكسر موجات الثقة على صخور من نحب لترتد بصوت خافت لتشل حركة كل أجهزتنا في لحظة كنا فيها بأمس الحاجة إلى موجاتهم إنهم من نحب وهذا هو سبب الخوف لذلك نحس وكأن العالم يخوننا بأسره وتضيق الأرض بما رحبت عندها أصل بذاكرتي إلى الشيء المخيف إلى زاوية الضيق إلى نقطة الفراغ القاتل ذلك الفراغ بكل ما تعنيه الكلمة من معاني حيث نصل إلى كوارث لا نستطيع إيجاد الحلول لها فتتبخر من دواخلنا العواطف وتضمحل الذكريات فنصبح أكثر غرابة من وحوش الغاب وأكثر شراسة منها فنتخلى عن كل من نحب ليس عمدا منا ولكن رغما عنا فتموت بذلك قلوبنا وتنتحر مشاعرنا فتصبح ضحية خيانة الثقة العظمى ممن لم يكونوا أهلا لنيل شرف ووسام الثقة ضحية غرور أولائك الذين أحببناهم في لحظة غباء ووهبناهم بكل أسف على صحائف من ذهب . عندها وجدت نفسي أصرخ بعبث همجي مجنون قائلا :
سأجمع كل تأريخي
على دفتر
سأرضع كل فاصلة
حليب الكلمة الأشقر
سأكتب لايهم لمن
سأكتب هذه الأسطر
فحسبي أن أبوح بها
لأجل البوح لا أكثر
حرف لا مبالية
أبعثرها على دفتر
بلا أمل بأن تبقى
بلا أمل بأن تنشر
حروف سوف أفرطها
كقلب الخوخة الأحمر
لعل الريح تحملها
فتزرع في تنقلها
هنا مرجا هنا كرما
هنا بيتا هنا شمسا
وصيف رائع أخضر
كتابات أقدمها
لأية مهجة تشعر
سيسعدني إذا بقيت
غدا مجهولة المصدر
على دفتر
سماء مدينتي تمطر
وإني مثلها أمطر
أنا حزني رمادي
أنا وجه بدا مقفر
أنا نوع من الصبار
لا يعطي ولا يثمر
حياتي مركب هائم
تحطم قبل أن يبحر
وأيامي مكررة
كصوت الساعة المضجر
فلا صيفي أنا صيف
ولا زهري أنا يزهر
وداعا أيها الدفتر
وداعا يا صديق العمر
أيا مصباحي الأصفر
ويا صدرا بكيت عليه
أعواما ولم يضجر
ويا رعدي ويا برقي
ويا ألما تحول في
يدي خنجر
تركتك في أمان الله
يا جرحي
الذي ... أزهر..
*****************
مالك الحزين
15/12/1423هـ

[فارس الأصيل]

جلست والصمت يعتريني , وما في الخاطر أراه متلألأ بعيوني , اتجهت كل خلايا عقلي إلى نقطة واحدة تتبعها وتحاول أن تصل إلى تفسير منطقي لتلك الحركات , لكنها تعبت فتمددت لتستريح قليلا ثم استأنفت العمل من جديد لكنها وجدت أن النقطة تلك تلاشت فاحترقت مكانها . تعجز الكلمات دائما أن تصف شخصية اليائس أو الحزين وذلك لعدم قدرة تلك الكلمات على مجارات تتابع الألم وانكسار موجات اليأس لينتهز الصمت فرصة العمر ليطبق على المكان والزمان فتندفع التعبيرات الأكثر وصولا إلى كل النفوس لتستقر في مركز العين فتتفاعل هناك لتخرج على شكل دمعة تولد في العين وتتربى على ارض الخدود لتموت بعد ذلك فوق الشفاه . الحب ذلك المذنب بلا ذنب وذلك المجرم بلا جريمة . هو بحر بلا شواطيء ونهر بلا ضفة ومملكة بلا حدود , من دخله بإرادته فلن يخرج منه أبدا ومن دخله بأسباب دفعته إلى ذلك الدخول خرج منه بعاهة, خارج إطاره الناس سواء وفي قلبه كل يهلك بقدر ما يحمله منه.هو قيثارة العطف وخنجر مسموم للنزف . معه لا تدري أين أنت فهو إذا متاهة معنوية لا حسية , إذا صدقته احتال عليك وان كذبته قضى عليك , هو بستان جميل وروضة ساحرة للعيون وحفرة من جحيم يزين أطرافها نقوس من السموم إذا أردت أن تكتب عنه اظطرب قلبك وتعثرت عباراتك وتحشرجت ألفاظك واتهز قلمك وارتجفت أسطرك وارتعد طرسك. ملايين العبارات يجمعها في عبارة . وبلايين المعاني يدسها في ورده . هو أوكسجين الحياة وهو سبب خرابها . جمعت فيه كل المتناقضات . فاحذره بعقلك وعشه بقلبك.المرأة هي ذلك الشق الثاني من الحياة البشرية . هي جنة تأخذ الألباب وهي وسيلة إلى الخراب . ناقصة عقل ودين . ومن ضفر بها أكمل نصف الدين . ريحانة يفوح عبيرها شيطانية نعوذ بالله من شيطنتها . روضة للعشاق ووسيلة للشقاق والنفاق . خبيثة ماكرة وعاطفية ساحرة . غبية ناكرة وكأس مسكرة . عنصر في الحياة أساسي ولعبة الليالي و الأماسي . عيونها سهام قاتله وسجنها صحراء قاحلة معوجة كالقوس مزيلة الهموم والبؤس .حرباء تلبس كل لون معينة حين احتياج العون . عالمها غريب وسمها في مقتل يصيب . نجاتها في دمعها وحبها في قلبها . جميلة إذا استحت ساقطة إذا تكشفت قريبة من القلوب غارقة في جملة من العيوب .عظيمة إذا أرادت صيادة إن هي غامرت واصطادت .بالطيب والتسامح يقوم اعوجاجها واحذر إدارة الظهر لها فسمها زعاف رونقه العفة والعفاف . تربي الأجيال وتسحق الجبال . إهمالها عار وأي عار عاصفة تقتلع الديار . يا سعد من تحبه ويا شقاء من تبغضه . كن عاشقا لها واحذر بأن تذلها . بكل ما تحمل من تناقضات فإننا نحبها .

[القلم الحزين]

آهٍ يا صديقي الحزين .. سافرت طويلا وعدت لأغرق مع دمعاتك وأبقى بين نزفك ذاهل باكي فلا أعرف هل أنت تنبش في قلبي فتخرج خباياه القابعة أم أن الأشباح الماضي وظلال المستقبل هي التي تلوح لي بالموت فأهرب منها إليها مضرجًا بقهري وتعاستي
ومازلت أقاتل الدنيا حتى أختفي بذاتي عن ذاتي فلا أجد غير الدمار ..
الدمار الذي صورته أنت يا صديقي بل اسمح لي أن أناديك روحي فما أرى يراعينا إلا وقد غمسا في داوة واحدة فنبشنا بها سويًا ماض الحزن وحاضر الضياع فكانت هذه الأحرف .. منك أنت لأنك الأقدر والأبدع .. ومن مأسور مثلي يبكي لأحزانه الذي يصورها الآخرون ويغوص يغوص في تعاسته عندما لايستطيع أن يبوح بكلمة واحدة عن سجنه وسجانيه

أهٍ يا صديقي ألف آه .. هل سمعت من قريب وبعيد عن معنى يصور جرح العشق أبلغ مما صورت وأدمع مما أثرت ..

ليس بيدي غير أن أضم قلبك إلى دعائي لنضرع إلى الله سويا بالرحمة فقد سلبت من أنفاس البشر إلى النهاية

وما أظنها تعود



صديقك إلى الأبد

القلم الحزين

[فارس الأصيل]

أيها القم الحزين ..
حينما احاول دائما ان انشد الراحة اجدها دوما في معترك الكتابه لاتقي بها من ويلات الكآبة التي خلفها ذلك المجرم الصغير ... الذي يدعي دوما انه بريء ومع ذلك فهو حية رقطاء تنفث شررا خاصة في هذا الزمن الذي يتحبط وكان به مس من الجن ..

واظن انني ساكرر معك في لهفة ولذة كلة الآه فليس احلى من التلذذ بالألم مثلما نتلذذ بالعيش الرغيد ..

لااستطيع المواصلة الان ولكني اعدك في بثك حديثا قيسيا وشاعريا مؤلما في ظاهره لكنه يحمل في احشائه نور وامل واشراقة..


تحياتي اليك

مالك.... المتهالك

[القلم الحزين]

بالفعل يا صديقي .. لو لم يعبر القلم عن شيء من بقايانا لما طقنا العيش في هذه الحياة التي لا ترحم شاعرًا أو إنسانا

قديمًا كانوا يقولون إن البقاء للأقوى .. وكانت أظن أن القوة في الجسد وفي المال .. وعندما اطلعت يقينًا على حقيقتهما لم أجد ما طنت أظن .. فهاهوذا صاحب الجسد القوي والمال الوفير ضعيف ضعيف بل ويقتله الحزن والألم .. لأن له روحًا شقية .. البقاء ليس للأقوى يا صاحبي وإنما للأسعد .. نعم .. هذه هي الحقيقة .. وإن لم يمتلك من حطام الدنيا شيئًا يكفي أن له قلب محب سعيد بحبه مشرق على الحياه ..

أهٍ يا صديقي وألف آآه .. لقد نكأت جراحًا في قلبي كنت أظنها ستندمل وحملتُ روحي الجريحة أكثر من تحملها
كما أفعل كثيرا


أعذرني يا صديقي فأنا كالتائه الذي لم يصدق أن هناك نور يرشده وكالغريق الذي يموت فرحًا وهو يتشبث باليد التي تمتد إليه للحياه




القلم الحزين

[حديث الزمان]

الحزن قاسم مشترك بين الناس ولكن لا يجب ان يرافقنا دوماً ... الغريب انه رفيقكما حتى في التسمية وهذا ليس محل انكار فلا تغضبا مني ...


*عندما تتكسر موجات الثقة على صخور من نحب لترتد بصوت خافت لتشل حركة كل أجهزتنا في لحظة كنا فيها بأمس الحاجة إلى موجاتهم إنهم من نحب وهذا هو سبب الخوف لذلك نحس وكأن العالم يخوننا بأسره وتضيق الأرض بما رحبت .


هل المواقف السلبية تقتل الثقة أم تبنيها ؟

أعتقد أن لكل معشوق هفوات ولكل عاشق كبوات فهل تلاشي بعضها بعضاً تماماً كما تفعل الموجات لتشيد البناء المحكم الذي لا تزحزحه عثرات الزمان .. ؟؟



كانت هذه مشاركة سطحية لا ترقى الى ما وصلتما له من التفاهم والإبداع ...


لكما التحية

[فارس الأصيل]

ايها التائه الحزين ..

اغرس افكارك دائما في العبارات التي تحس انها تحرك جنبات كل ذرة منك تعبق بكل حواسك في كل ما تشعر به اغرق عينك بالدموع ثم قهقه ثانية عندها سيخرج من رحم هذا التناقض روضة سترتاح لدخولها والاستمتاع بظلها الوافر في كل حين .
فحين تخنقك العبرات اعد ذاكرتك للماضي البعيد واسقط دمعة ساخنة على خديك .. ثم انتقل بلمح البصر الى المستقبل واطلق عنان الزفرات ثم توقف فجأة الى ارض الحاضر الذي تعيشه وان كان مرا وحاول ان تجمع كل اشلائك لصتنع قيثارة تستطيع ان تعزف بها لحنا حزينا غارقا في البؤس لكنه يحمل في قلبه نورا أخاذا من الامل .

ساعود اليك فيما بعد فانشغالي كثير جدا هذه الايام واتمنى ان تحملني واحملك الى مالا نهايه لنصل الى حل سلمي مع الاحزان وصفقة رابحة مع السعادة والفرح .

تحياتي
...............
الاخت رهف ..

ان الثقة في النفس لايمكن ان تتبخر لمجرد حدث طاريء او ما شابه ذلك حتى وان كنا غرقين في الحب الى الآذان .
ولكن هناك نوع من الانعكاسات الموجية والضوئية على حد سواء تعطي ارتدادا مجديا وقد يكون هو الهدف الاساسي لمن يعرف كيف يكسر موجاته على طريقة توصله الى اهدافه مباشرة دون معوقات تذكر .

تحياتي
مالك .... المتهالك