Unconfigured Ad Widget

Collapse

المتنبي.....الحلقة الثانية

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • وادي الحازم
    عضو
    • Mar 2002
    • 43

    المتنبي.....الحلقة الثانية

    البحث عن النموذج :

    خرج أبو الطيب من السجن منهك القوى . . كان السجن علامة واضحة في حياته، وكان جدارا سميكا اصطدمت به آماله وطموحاته، وأحس كل الإحساس بأنه لم يستطع وحده أن يحقق ما يطمح إليه من تحطيم ما يحيط به من نظم، وما يراه من فساد المجتمع. فأخذ في هذه المرحلة يبحث عن نموذج الفارس القوى الذي يتخذ منه مساعدا على تحقيق طموحاته، وعلى بناء فردوسه. وعاد مرة أخرى يعيش حياة التشرد والقلق، وقد ذكر كل ذلك بشعره. فتنقل من حلب إلى إنطاكية إلى طبرية حيث التقى ببدر بن عما سنة 328 هـ، فنعم عند بدر حقبة، وكان راضيا مستبشرا بما لقيه عنده، إن الراحة بعد التعب، والاستقرار بعد التشرد، إلا أنه أحس بالملل في مقامه، وشعر بأنه لم يلتق بالفارس الذي كان يبحث عنه والذي يشاركه في ملاحمه، وتحقيق آماله. فعادت إليه ضجراته التي كانت تعتاده، وقلقه الذي لم يبتعد عنه، وأنف حياة الهدوء إذ وجد فيها ما يستذل كبرياءه. فهذا الأمير يحاول أن يتخذ منه شاعرا متكسبا كسائر الشعراء، وهو لا يريد لنفسه أن يكون شاعر أمير، وإنما يريد أن يكون شاعرا فارسا لا يقل عن الأمير منزلة. فأبو الطيب لم يفقده السجن كل شيء لأنه بعد خروجه من استعاد إرادته وكبرياءه إلا أن السجن كان سببا لتعميق تجربته في الحياة، وتنبيهه إلى أنه ينبغي أن يقف على أرض صلبة لتحقيق ما يريده من طموح. لذا فهو أخذ أفقا جديدا في كفاحه. أخذ يبحث عن نموذج الفارس القوي الذي يشترك معه لتنفيذ ما يرسمه في ذهنه.

    أما بدر فلم يكن هو ذاك، ثم ما كان يدور بين حاشية بدر من الكيد لأبي الطيب، ومحاولة الإبعاد بينهما مما جعل أبا الطيب يتعرض لمحن من الأمير أو من الحاشية تريد تقييده بإرادة الأمير، كان يرى ذلك استهانة وإذلالا عبر عنه بنفس جريحة ثائرة بعد فراقه لبدر متصلا بصديق له هو أبو الحسن علي ابن أحمد الخراساني في قوله :

    لا افتخار إلا لمن لا يضام مدرك أو محارب لا ينام

    وعاد المتنبي بعد فراقه لبدر إلى حياة التشرد والقلق ثانية، وعبر عن ذلك أصدق تعبير في رائيته التي هجا بها ابن كروس الأعور أحد الكائدين له عند بدر.

    وظل باحثا عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ وعن طريقه اتصل بسيف الدولة سنة 337 هـ وانتقل معه إلى حلب.

    في مجلس هذا الأمير وجد أفقه وسمع صوته، وأحس أبو الطيب بأنه عثر على نموذج الفروسية الذي كان يبحث عنه، وسيكون مساعده على تحقيق ما كان يطمح إليه. فاندفع الشاعر مع سيف الدولة يشاركه في انتصاراته. ففي هذه الانتصارات أروع بملاحمه الشعرية. استطاع أن يرسم هذه الحقبة من الزمن وما كان يدور فيها من حرب أو سلم. فيها تاريخ واجتماع وفن. فانشغل انشغالا عن كل ما يدور حوله من حسد وكيد، ولم ينظر إلا إلى صديقه وشريكه سيف الدولة. فلا حجاب ولا واسطة بينهما، وكان سيف الدولة يشعر بهذا الاندفاع المخلص من الشاعر ويحتمل منه ما لا يحتمل من غيره من الشعراء. وكان هذا كبيرا على حاشية الأمير .

    وكان أبو الطيب يزداد اندفاعا وكبرياء واحتقارا لكل ما لا يوافق هذا الاندفاع وهذه الكبرياء . . في حضرة سيف الدولة استطاع أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرما مميزا عن غيره من الشعراء. وهو لا يرى إلى أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده إلى أنه مطمئن إلى إمارة عربية يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعدا وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضا هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحيانا بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه . . . ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان. وهذا ملكان يغري حساده به فيستغلونه ليوغروا صدر سيف الدولة عليه حتى أصابوا بعض النجاح، وأحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر وصديقه الأمير. ولربما كان هذاالاتساع مصطنعا إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما، وأحس أبو الطيب بأن السقف الذي أظله أخذ يتصدع، اعتاده قلقه واعتادته ضجراته وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وكان موقفه مع ابن خالوية بحضور سيف الدولة واعتداء ابن خالوية عليه ولم يثأر له الأمير أصابته خيبة الأمل، وأحس بجرح لكرامته لم يستطع أن يحتمل فعزم على مغادرته ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب والعتاب الصريح، ووصل العتاب إلى الفراق. وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 هـ ومنها:

    لا تطلبن كريمــا بعد رؤيته إن الكرام بأسخــاهم يدا ختموا
    ولا تبــال بشعر بعد شاعره قد أفسد القول حتى أحمد الصمم

    البحث عن الأمل.................الحلقة القادمة
  • السروي
    عضو مميز
    • Mar 2002
    • 1584

    #2
    الأخ الفاضل / وادي الحازم .............سلمه الله

    تشكر على هذه المعلومات والتي جعلتها ضمن سلسلة عن شاعر أثرى الساحة بأجمل القصائد ، ونحن في انتظار ماتطالعنا به في كل حلقة مقبلة ، وإليك إحدى روائع هذا الشاعر ، والتي لن ينساها الزمن :


    أُغالبُ فيكَ الشّوقَ و الشّوقُ أغْلبُ *** و أَعْجبُ من ذا الهَجْرِ و الوصلُ أعْجبُ
    أَمَا تغْلَطُ الأيامُ فيَّ بأن أَرى *** بغيضاً تُنَائي أو حبيباً تُقَرِّبُ
    و للَّه سَيْري ما أَقَلَّ تئيَّةً *** عشيَّة شْرقيّي الحَدالَى و غُرَّبُ
    عَشيَّة أَحْفى الناسِ بي من جَفَوْتُه *** و أهدى الطريقين التي أتجنَّبُ
    و كمْ لظلامِ اللّيلِ عندكَ مِنْ يدٍ *** تُخَبرِّ أَنَّ المانَويَّةَ تكْذِبُ
    و قاكَ رَدَى الأعداءِ تسْري إليْهمُ *** و زارك فيك ذو الدَّلالِ المحجَّبُ
    و يومٍ كليْلِ العاشقين كمنْتُهُ *** أراقبُ فيه الشمسَ أيانَ تَغْرُبُ
    و عَيْني إلى أُذْنَيْ أَغرَّ كأنّهُ *** من الليلِ باقٍ بينَ عيْنيهِ كوكبُ
    لَهُ فَضْلَةٌ عن جسْمِهِ في إرهابِهِ *** تجيئ على صدرٍ رحيبٍ و تَذْهب
    شَقَقْتُ به الظَّلماءَ أُدْني عِنانَه *** فيطْغَى و أُرخِيه مراراً فَيَلعَبُ
    و أَصْرَعُ أَيَّ الوحشِ قفَّيتُهُ به *** و أَنزِلُ عنه مثلَه حين أركبُ
    و ما الخيلُ إلاّ كالصّديقِ قليلةٌ *** و إِنْ كثُرَتْ في عينِ مَنْ لا يُجرِّبُ
    إذا لم تشاهِدْ غيرَ حُسْنِ شِياتهاَ *** و أَعضائها فالُحسْنُ عَنْكَ مُغَيَّبُ
    لحا اللهُ ذي الدنيا مُناخاً لراكبٍ *** فكلُّ بعيدِ الهمِّ فيها مُعَذَّبُ
    ألا ليتَ شعري هل أَقَولُ قصيدة *** فلا أشتكي فيها و لا أَتعتَّبُ
    و بي ما يذودُ الشّعْرَ عني أَقَلُّهُ *** و لكنّ قلبي يا بْنَةَ القومِ قُلَّبُ
    و أَخلاقُ كافورٍ إذا شئتُ مَدْحَه *** و إنْ لم أشَأْ تُملي عليَّ وأكتُبُ
    إذا ترك الإنسانُ أهلاً وراءَه *** و يمَّمَ كافوراً فما يتغَّربُ
    فتى يملأ الأفعالَ رأياً و حكمةً *** و نادرةً أحيانَ يرضى و يَغْضَب
    إذا ضربْت في الحربِ بالسَّيف كفُّهُ *** تبيَّنْتَ أَنَّ السيفَ بالكفِّ يضرِبُ
    تزيد عطاياه على اللَّبْثِ كثْرةً *** و تلْبَثُ أمواهُ السّحابِ فتنضُب
    أبا المسْكِ هل في الكأسِ فضْلٌ أَنالهُ *** فإني أغني منذ حينٍ و تَشْربُ
    وهبْتَ على مقدارِ كفَّيْ زمانِنا *** و نفسي على مقدارِ كفَّيْكَ تطْلُبُ
    إذا لم تَنُطْ بي ضيْعةً أو ولايةً *** فجودُكَ يكسوني و شؤنكَ يسْلُبُ
    يضاحِكُ في ذا العيدِ كُلُّ حبيبَه *** حذائي و أبكي مَنْ أُحِبُّ و أَنْدُبُ
    أحِنُّ إلى أهلي و أهَوى لقاءَهم *** و أينَ من المشتاقِ عَنْقَاءُ مُغْرِبُ
    فإنْ لم يكنْ إلاّ أبو المسْكِ أَوْهُمُ *** فإنك أَحْلى في فؤادي و أَعْذَبُ
    و كلُّ امرئٍ يولي الجميل مُحَبَّبُ *** و كلُّ مكانٍ ينبتُ العزَّ طيِّبُ
    يريدُ بكَ الحسَّادُ ما اللهُ دافعٌ **** و سمْرُ العوالي و الحديدُ المذَرَّبُ
    و دونَ الذي يبغون ما لو تَخلَّصوا *** إلى الموتِ منه عشْتَ و الطفلُ أَشيبُ
    إذا طلبوا جَدْواكَ أُعْطُوا و حُكِّمُوا *** و إنْ طلبوا الفضلَ الذي فيكَ خُيِّبُوا
    و لو جاز أن يحْوُوا علاك وهبْتَها *** و لِكنْ مِنْ الأشياءِ ما ليسَ يوهَبُ
    و أَظْلَمُ أهلِ الأَرضِ مَنْ باتَ حَاسداً *** لمنْ باتَ في نَعْمائِه يتقلَّبُ
    و أنتَ الذي ربَّيْتَ ذا الملكِ مُرْضَعاً *** و ليس له أمٌ سِواكَ و لا أبُ
    و كنْتَ له ليْتَ العرين لشِبلِهِ *** و ما لكَ إلا الهِنْدُوانيَّ مخلبُ
    لقِيتَ القنا عنه بنفسٍ كريمةٍ *** إلى الموتِ في الهيجا من العارِ تَهْربُ
    و قدْ يترُكَ النفسَ التي لا تهابُهُ *** و يخترِم النفْسَ التي تتهيَّبُ
    و ما عَدِم اللاقوك بأساً و شدةً *** و لكنّ من لاقوْا أشدُّ و أَنجبُ
    ثناهم و بَرْقُ البِيضِ في البَيْضِ صادقٌ *** عليهم و بَرْقُ البَيْضِ في البِيضِ خُلَّبُ
    سَلَلْتَ سيوفاً عَلَّمتْ كُلَّ خاطِبٍ *** على كلِّ عُودٍ كيفَ يَدْعو و يخطُبُ
    و يُغْنيكَ عَمَّا يَنْسُبُ الناسُ أَنَّهُ *** إليك تَناهَى المكرماتُ و تُنْسَبُ
    و أيَّ قَبيلٍ يستحقَّكَ قَدْرُه *** مَعَدُّ بن عدنانٍ فداك و يَعْربُ
    و ما طَرَبي لما رأيتُكَ بِدْعةً *** لقد كنتُ أرجو أَنُ أراكَ فأطرَبُ
    و تعذُلُني فيكَ القوافيِ و همَّتي *** كأنّي بِمَدْحٍ قبلَ مدحِكَ مُذْنبُ
    و لكنَّهُ طالَ الطريقُ و لم أَزَلْ *** أُفَتَّشُ عن هذا الكلام و يُنْهبُ
    فَشَرَّقَ حتَّى ليس للشَّرقِ مَشْرقٌ *** وَ غرَّبَ حتَى ليس للغَرْبِ مَغْرِب
    إذا قُلْتُهُ لم يمتنِعْ من وُصولِهِ *** جدارٌ مُعَلًّى أو خِباءٌ مُطَنَّبُ

    اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

    تعليق

    Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
    حفظ تلقائي
    Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
    or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

    ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

    Working...