Unconfigured Ad Widget

Collapse

( واحة التميــــز )

Collapse
هذا الموضوع مغلق
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • المراقب اللغوي
    عضو
    • Dec 2007
    • 47

    ( واحة التميــــز )

    من يبيعني ..؟
    بقلم : ابن مرضي
    والمبايعة هنا ليست بقلبي كما في الأغنية المشهورة ، فقلبي لم يعد يصلح لي ولا لغيري !

    من يبيعني زمنـًا كنا نعتبر فيه القتل جريمة نادرة الحدوث ، تقشعر لها الأبدان وتشيب منها الولدان، وأبيعه زمنـًا تبلدت فيه أحاسيسنا حتى أصبحنا لا نفرق بين لحوم بني آدم المقطعة من أثار الرصاص والدهس ، وبين لحوم الأبقار ( المفرومة ) في " ساندويتش الهمبرقر " الذي نلتهمه ونحن نشاهد تلك الجرائم ..؟!

    من يبيعني زمنـًا كنت أعرف فيه القاهرة أنها مدينة الألف مئذنة و جوهرالدين الصقلي وعباس محمود العقاد ومحمد عبده ، وأبيعه زمنـًا أصبحت تعرف فيه القاهرة بفيفي عبده وعادل إمام وزملائهما؟!

    من يبيعني زمنـًا كنت أعرف فيه لبنان فيه أنها دولة الطب والأدب ومنير الدين البعلبكي ، وأبيعه زمنـًا أصبحت لبنان تتعرى أمامنا في أجساد ممسوخة تمثلها هيفا ونانسي وإخوانهما من أشباه الرجال؟!

    من يبيعني زمنـًا كنت أعرف دمشق وبغداد بعاصمة الأمويين والعباسيين ، وأبيعه زمنـًا أصبحت فيه بغداد لا تعصم ، ودمشق لا تؤوي؟!

    من يبيعني زمنـًا كان أصدقائي كإخواني ، وإخواني كنفسي ، وأبيعه زمنـًا لم يعد فيه الأخ أخـًا ولا الصديق صديقا؟!

    من يبيعني زمنـًا كنا نرى فيه الرجال رجالاً والنساء نساءً ، ولا شيء في الوسط ، وأبيعه زمنـًا لم نعد نفرق فيه كثيرًا بين الرجال والنساء؟!

    من يبيعني زمنـًا كنا ننظر إلى الثدي فلا نراه إلا رمزًا للأمومة ومصدرًا للغذاء ورابطـًا للأخوة ، وأبيعه زمنـًا أصبح الثدي فيه رمزًا للإثارة والشهوة والمجون؟!

    من يبيعني زمنـًا فيه عذارى عفيفات وعشاقٌ عذريون ، وأبيعه زمنـًا لم تعد فيه لا عذراء ولا عاشق؟!

    من يبيعني بهذا الكوكب كوكبا آخر نظيفا ، حتى ولو أبقى فيه وحيدا؟!
    آخر تعديل تم من قبل المراقب اللغوي; 04-01-2008, 02:25 PM.
  • المراقب اللغوي
    عضو
    • Dec 2007
    • 47

    #2
    يا فرحة ما تمت..!
    بقلم : حد السيف
    كثيرًا ما نسمع هذه الكلمة تتردد عندما نعلق آمالاً على نجاح عمل وفي النهاية يفشل ولا يتحقق ما نصبو إليه وخصوصـًا إذا انعكس علينا سلبـًا ، وهنا رجعتْ بي الذاكرةإلى أحداث تمنينا حدوثها وصفقنا لها وعلقنا عليها آمالاً وفي الأخير تمنينا أنها لم تحدث ..!

    الخميني من فرنسا أعلن الانقلاب على (الشاه) ذلك الحاكم الشيوعي الذي كان يهدد دول الخليج واستولى على بعض الجزر العربية ، فرحنا بقدوم دولةٍإسلاميةٍ تكون عونـًا وسندًا للمسلمين وعندما ثبتت أركانها ، كان أول إعلانٍ لحاكمها تصدير الثورة إلى خارج حدود دولته مما بين أطماعه ونواياه، فلقينا منها ما جعلنا نتمنى أن ( الشاه ) لم يذهب ، وقلنا : ( يا فرحة ما تمت) ..!

    فرحنا بـ ( صدام ) عندما قوي جيشه وتطورت صناعته العسكرية ليكون حارسـًا أمينـًا على بوابة العرب الشرقية ، وعانينا منه ما لا تستطيع السنوات مهما امتدت أن تخفيه ، فقلنا : ( يا فرحة ما تمت ) ..!

    فرحنا بـ ( أمريكا ) عندما أتت لتأديب الطاغيه صدام ،لتريح منه جيرانه وشعبه واكتشفنا أن الهدف الإذلال والاحتلال والإتيان بأفرادٍ هم على شعبهم وجيرانهم أكثر شرًا وحقدًا من صدام بألف مرة ، وقلنا : ( يا فرحة ما تمت )..!

    نفرح ببعض كُـتـَّابناحين يأتون بموضوع نظن أنه يناقش قضيةً تهم الجميع وتكون لبنةً صالحةً لبناء اجتماعي مباركٍ ، فيسارع إليه المهتمون والمولعون بالكتابة وسرعان ما يكتشفون أنه بناء عديم الفائدة وما أريد به غير الفتنة أو ستر عورة ذلك الكاتب ، وقلنا : (يا فرحه ما تمت)..!
    آخر تعديل تم من قبل الدويهي; 04-01-2008, 05:10 PM.

    تعليق

    • المراقب اللغوي
      عضو
      • Dec 2007
      • 47

      #3
      حالة ضياع
      بقلم : ( أبو زهير )

      اخترت أن أكتب عن الضفدع لأني على الأقل لا أعلم له صلة قرابة أو نسب تربطه بقرية أو قبيلة, حتى (الباصية) التي كنت أنوي الكتابة عنها ، أفادنا النسابون أن لها صلة قرابة وترتبط بنسب مع (الحبيني) الذي يطلقون عليه( قاضي الجبل) ، مع أني لم أره يوما يفصل في خصومة ، أو يفض نزاعـًا.

      أما الضفدع فهو كائن عجيب له القدرة على التكيف مع مختلف الظروف ، فهو يعيش في اليابسة والماء , وحتى ( الطيغة) يستطيع الاستمتاع بالحياة فيها ..!

      عودتنا الضفادع أنها لا تظهر إلا في زمن الخير, فتملأ الوادي (نقنقة ) ؛ ولهذا كُنـَّا نتفاءل بها ..!

      أما اذا اشتدَّ القحط فإن الضفدع (يطمر) جسده بالطين , ويصبح كأنه قطعة من الخشب لا أثر فيه للحياة , حتى أجهزة جسمه تتوقف تمامـًا عن العمل، ويستمر على هذا الحال شهورًا قد تصل إلى أكثر من سنة، فإذا ما لامس جسده الماء بدأ قلبه بالنبض مرة أخرى ، ولانت أطرافة وعاد إلى الحياة وبدأ في التناسل والتكاثر، فأول ما يظهر بشكل يشبه السمكة الصغيرة ويسمى (دغلب) وصيغة الجمع (دغالب) والأصح هو أن نسميه (أبو ذنيبة) , ثم تتوالى الأطوار إلى أن يصبح كبير الضفادع ..!

      ما لفت انتباهي هو الطور الذي يكون فيه (أبو ذنيبة) على شكل ضفدع مع احتفاظه بالذنب ، فهو إن أقبل ضفدعـًا ، وإن أدبر (أبو ذنيبة) ، تارة تجده مع الضفادع وأخرى مع (أبو ذنيبة) محاولة منه للتكيف ..!
      لكن ، لو استمر على هذا الشكل وهذه الحالة من الضياع هل سيملك القدرة على الاستمرار ، أم سيشكل فئة جديدة ويتسمى باسم جديد وينفصل عن الفئتين ..؟!
      الله أعلم

      تعليق

      • المراقب اللغوي
        عضو
        • Dec 2007
        • 47

        #4
        حالة ضياع (2)
        بقلم : ابن مرضي
        الحالة الأولى أخذها أستاذنا العزيز أبو زهير وأسعدنا بما لديه من معلومات.
        أما الثانية ، فإنها من زميل لي أعتبره أنا من أعز الأصدقاء، وأحاول جاهدًا المحافظة على علاقتي معه ، لأسباب كثيرة ؛ بِرًّا بوالدي ووالده رحمهما الله ، واحترمًا لشخصه الفريد، وتقديرًا لأخلاقه العالية، وعرفانـًا بـ (جمايله) الكثيرة !
        ويهتّم هو أيضاً في بعض الأحيان ؛ تقديراً للسبب الأول ، ويهمل أحيانا أخرى ، وذلك لانعدام بقية الأسباب !

        يقول صديقي هذا أنني وغيري من الأصدقاء القدم ؛ الذين تكبّلهم العادات القديمة وتأسرهم التقاليد البالية ، قد تسببنا في ضياعه في كثير من الأحيان، حيث ما نلبث أن نردّه إلى الماضي ونربطه به، كلما حاول الانطلاق إلى آفاق المستقبل.

        أخرها ما حصل له مع الأضحية هذه السنة ، حيث ذهب زميلنا العزيز لشراء أضحية من سوق بيع الغنم ، فوجد الزحمة والارتباك ، فتذكر مثلاً من الأمثال التي كنّا نذكّره بها بين الحين و الأخر ، هو المثل الذي يقول:" في العجلة الندامة وفي التأني السلامة."
        فقال:" لماذا الاستعجال؟!
        سأنتظر حتى لا أندم " !

        تفاجأ زميلنا العزيز ، مع مرور الوقت، بأن أسعار الخراف تطير ، وأن التأنّي لم يكن في صالحه ، بل أن المثل أيضاً غير صالحٍ ، ولا يستحق حتى التّذكر ، ناهيك عن التطبيق !

        تلفـّت زميلنا العزيز يمنة ويسرة ، وبدأ يبحث عن شخص يلومه - كعادتنا جميعا في مثل هذه المواقف - فتذكّر أن هناك مثلا آخر يقول : " الأولات الروابح"، مما زاد في حيرته وضياعه ، فقال:" حسبي الله على أولئك الأصدقاء، فقد ضيّعت وقتي معهم في الماضي، أستمع لما كانوا يرددون من الأمثال ، وأصبحت أكثر حيْرةً وضياعاً عندما حاولت هذا اليوم تذكّرها وتطبيقها " !

        تعليق

        • المراقب اللغوي
          عضو
          • Dec 2007
          • 47

          #5
          صراعي مع العريفة
          بقلم : علي بن غرسان
          عندما كنت في أيام الصبا كنت أعشق ( العريفة ) ، ولا أظن أحدا لا يعرف ( العريفة) ، فهو رجل السلطة الأول في قريتي المتواضعة ..!

          كان ( العريفة ) بالنسبة لنا كل شيءٍ .. فهو القائد الهمام وسيد القوم المهاب والإمبراطور في بلد اللا إمبراطورية ..

          لم يكن بحاجة للأمر والنهي ، فإشارته ولمحاته بالنسبة لنا أشد وطأ وأدهى ..

          صدر المجلس مكانه المعتاد ، وكلامه لا يعلوه كلام ..

          * كانت أمنيتي المقدسة ( مخاواة ) العريفة .. والسفر معه لا لشيءٍ سوى رغبتي الجامحة للتوغل في شخصيته القيادية ، إلا أن صغر سني حال بيني وبين مبتغاي ، ومع هذا كان ( العريفة ) يراني في الطرقات وأحيانا في المناسبات فيرمقني بنظرات عجلة ثم يغيب ، لم أكن أستطيع تمييز تلك النظرات بين نظرة إكبار أو استحقار ..

          ولأن ( العريفه ) شخصية اعتبارية لم يستطع منعي من متابعته يمنة ويسرة وإن كان ذلك يضايقه أحيانا ، إلا أنه دائما ما يوحي لي بامتعاضه الشديد من خلال توجيهاته العامة للآباء بعدم اصطحاب الأبناء إلى المناسبات ..

          وفعلا .. نجح العريفة في إبعادي عنه حيث حرمت من ( العزائم ) بأمره النافذ الذي لا سلطان لنا به ..

          ولأن قلبي كان أبيضَ كبياض ثياب العريفة الفاقعه ..تلقيت أوامره برضا تام وإن كنت لا ملك سوى ذلك أنذالك ..

          وانصرفت إلى أقراني ألعب معهم في الطين والرمال ، حتى قررنا أن نبني قرية صغيرة منازلها من الطين الذي نلعب فيه دوما .

          وبالفعل شرعنا في البناء .. كنا مجموعة من الصبيان أصغرنا سنا هو ابن

          ( العريفة ) الذي كان لا يحب العمل الجماعي ويميل إلى الكسل والنوم ..

          أنجزنا المشروع الحلم في لمح البصر وبنينا القرية الصغيرة على تلك الربوة المطلة لنظيرتها الكبيرة ..

          كل شيءٍ بين القريتين كان متشابها إلا شيئا واحدًا لم يدرج في قواسمها المشتركة ، هو( العريفة) حيث لا يوجد لدينا عريفة ...

          شاورت رفاقي حول هذا النقص المشين ، فلن يبلغ البنيان تمامه دون ( العريفة )

          وافقني الرفاق على الفكرة وقررنا تعيين (عريفة للقرية) يكون ذا صلاحيات محدودة..

          وكانت المفاجأة حيث انتخبوني لأكون عريفة القرية الصغيرة ..

          طرت فرحا ، بل وكدت ملامسة السماء بأناملي ، فقد أصبحت ( عريفة القرية ) ..

          وبعد ساعات من فرحتي وقبل أن أمارس صلاحياتي المحدودة تسرب النبأ إلى العريفة ، فهرول إلينا والغضب يحدوه وفي يديه ( الصميل ) ..
          تعالت صيحات الرفاق الصغار ..

          ( العريفه جاء .. العريفة جاء ) حتى وصل إلينا وصرخ قائلا :

          من بنى هذه القرية ؟! ..

          عم الصمت الوجود ، ولم يجبه أحد ، فكرر السؤال ولكن دون جواب ..!

          نظر إلى الجميع والخوف يتغشاهم ، وكأنهم يريدون مني ممارسة صلاحياتي الممنوحة لي بالإجماع ..

          وبالفعل ، قلت له : نحن و أنا هنا عريفة القرية ..!

          استشاط غضبا وقال : لماذا لا يكون ابني عريفتها يا هذا ..؟!

          أجبته : لم يختره أحد ..!
          فثار غضبه وحطم القرية الصغيرة برجليه وبدأ يلاحقنا في كل صوب بـ ( صميله ) المتهالك ...

          لم نستطع الوقوف في وجهه فهو صاحب الصلاحية المطلقة التي اكتسبها من صمت أنداده بالقرية ، لكننا لم ننسَ ذلك ..

          ومرت الأيام تلو الأيام ، ورحلت عن القرية حيث استقر بي الحال في المدينة ، وسط حي مبتدئ ، استطعت فيه أن أحقق أحلامي التي لم أستطع تحقيقها هناك ، بسبب العريفة طبعا ، ونفذت كل آمالي وتطلعاتي حتى اكتسبت شعبية جامحة في ذلك الحي وأصبح أمري مطاعا بينهم وطلبي ملبىً منهم .

          ولكن لم يدم الحال كثيرا فأثناء تجولي في الحي استوقفني منزلٌ شبه مهجورٍ في أقصى جنبات الحي .. !
          سألت عنه ، فقيل : ذلك ساكنٌ جديدٌ بالحي ..!
          فقررت زيارته والتعرف عليه ..

          قرعت الباب ، ففتح لي ، فكانت الطامة .. !
          ( إنه العريفة) ، نعم هو بشحمه ولحمه ، فقد هاجر أبناء القرية التي يحكمها فقرر الهجرة أيضا ؛ لأنه يحب السلطة ، ويموت في ( الفشخرة ) ..
          طلب مني طلبا غريبا ..قال : أريد العمودية في هذا الحي .. فادعمني بعلاقاتك وشعبيتك الجامحة ..!
          وما بين تفكيري في دعمه للحصول على عمودية الحي بعد أن حرمني من عرافة القرية الصغيرة أيام صباي ..
          دق جرس المنبه بجواري لأستيقظ قبل أن أنصِّب العريفة عمدة للحي .. وأتحرر من (كابوس عريفة القرية ) ..!

          تعليق

          • المراقب اللغوي
            عضو
            • Dec 2007
            • 47

            #6
            ( لماذا لا تصه )
            بقلم : ابن مرضي
            " صه " أو " أصاه"، كلمة كنّا نسمعها في صغرنا من الكبار ، عندما يرون أننا نتكلم في غير موضع الكلام ، أو نرفع أصواتنا أكثر من اللازم ، ورغم موسيقية الكلمة وجرسها ، إلا أننا لم نكن نرتاح لسماعها ، حيث لا تأتي إلا للزجر أو النهر ، أو هكذا كنا نعتقد ..!

            كدِت أنسى هذه الكلمة أنا وأبناء جيلي ، فلم أسمعها لوقت طويل ، حتى قرأتها عنوانا لمقال الكاتب القدير سمير عطا الله لزاويته الشهيرة في صحيفة الشرق الأوسط ، وقد كنت خائفا قبل ذلك أن تكون من الكلمات التي يعتقد المتقعّرون أنها من الكلمات العامّية ، التي لم يعد جائزًا استخدامها..!

            تفاجأت كما تفاجأ الكثير من الناس أن تأتي هذه المفردة على لسان ملك فائق التهذيب والآداب ، عندما أجبره شخص مشاغب يدعى "هوغو شافيز " على أن يفقد أعصابه ويخرج عن طوره فيقول له على صيغة سؤال ورجاء " لماذا لا تصه " ؟!

            كانت مفاجأة مصحوبة بالإعجاب ، ليس بشخصية الملك خوان كارلوس -الذي أعرف تأثيره في بلده ومحبة الناس له - فحسب ، ولا بتأكيد أصالة ما كان أهلنا يستخدمونه من المفردات ، بل في توقيت تلك الرسالة التي يجب ألا يتردد في إرسالها كل من يعترض طريقه مثل ذلك الصوت النشاز !

            تعليق

            • المراقب اللغوي
              عضو
              • Dec 2007
              • 47

              #7
              ( الأبناء العصريون )
              بقلم : الطفيلي
              أتدرون منهم هؤلاء العصريون ؟!
              إنهم الأبناء ـــ ذكورا وإناثا ـــ والذين ينتهزون كل سانحة من الفرص للسهر ليلا حتى تباشير الصباح وفي المقابل فإنهم ينامون منذئذ حتى أواخر العصر !
              ومن هنا جاءت تسميتهم بالعصريين حيث امتداد النوم طوال النهار .
              لا شك أن في بيت كل منا أبناء عصريين يمتطي كل منهم فراش النوم مهملاً صلاتي الظهر والعصر وحريصـًا على تناول وجبة خفيفة عند الاستيقاظ عصرا لأنه لا يجوز في عرف هؤلاء العصريين تناول وجبة الغداء قبل وجبة الإفطار بعد هذه النومة المخالفة .
              في بدايتي مع مرحلة الشباب المبكرة وفي قريتي كان قلّما تجد بعد صلاة العشاء بساعة واحده من يتسكع في الشوارع وذلك لسبب بسيط هو أن ذلك يعد عيبا ، ففي عرف الكبار مفهوم يلقنونة للشباب دوما مفاده أنه لا يبقى ساهرا بالليل يجوب الشوارع غير الكلاب ؛ لذلك يكره كل شخص أن يوصف بأنه كلبُ ليلٍ أو مثلما كان يقال (كلاب المسعى) .
              أما أبناؤنا العصريون فعفا الله عنهم وأصلحهم ، يكادون لا يلقون بالاً لمعنى ( عيب ) السهر والسعي في الطرقات بلا هدف أو غاية .
              أما للبنات العصريات فإن الحديث يطول وهو ذو شجون .
              عموما فلينظر كل منا أبناءه واحدا واحدا بنين وبنات وليرَ كم لديه من الأبناء العصريين فإن وجد فليجعل النصح المستمر رسوله ومعتمده في تقويم ما أعوج من الأمر وإن لم يستطع فليقل : لا حول ولا قوة إلاّ بالله اللهم أهدهم فيمن هديت ..!
              والعصا لمن عصى .

              تعليق

              • المراقب اللغوي
                عضو
                • Dec 2007
                • 47

                #8
                ( كلمة حق )
                بقلم : حنين
                أنا لست من قبيلة زهران ، بل بعيدة كل البعد عنها ، فأنا من أقاصي نجد (بدوية متحضرة ) ، ولكني ولدت في المنطقة الشرقية ، وعشت فيها كل عمري ، وتعرفت على الكثير من قبائل الجنوب ، ومنها قبيلة زهران .

                وما سأقوله هو الحقيقة المستقرة في نفسي التي عرفتها من عشرتي الطويلة مع أهل الجنوب ، فجاراتي من أهل الجنوب من غامد وزهران وقحطان وغيرهم .
                وبصراحة ، أغبطهن على هكذا حياة ، فنعم الرجال أزواجهن ، فهن لا يزلن يطلبن من الزوج ما يردن بثقة ، ويستغربن مثلا أني أذهب لشراء مكيف أو دفاية أو إنهاء موضوع معين في دائرة !!

                عندما أعرف إن هذه المرأة من أهل الجنوب فأول ما يخطر ببالي أنها ( محشومة من بد الحريم ) .

                نساء الجنوب مميزات عن غيرهن بأنهن يعشن الأنوثة الحقيقية بصدق في بيوتهن ، فرجل الجنوب لا يقبل أن تصرف عليه امرأة ، ولا يقبل أن يترك نساءه في الأسواق ، وهم الفئة الوحيدة - تقريبا -الذين لا يزالون يصاحبون زوجاتهم وأولادهم للتبضع وشراء ما يلزم ، وهم الوحيدون الذين يصحبون أسرهم للمواعيد في المستشفيات ، والمشاغل النسائية ، والرجل فيهم يفتح مستودع الأرزاق والثلاجة ليتأكد من توفر المطلوب لأسرته ، وليس للتأكد من وجود الذي يريده ، فإن لم يجده غضب..!
                وهذا رأيته ولا أزال أراه بنفسي في الشرقية ، وهم حفظهم الله يشكلون الفئة الأكبر في مجال الدعوة والأنشطة الخاصة بالشباب في المنطقة ، وأغلب أئمة مساجدنا في الشرقية منهم جزاهم الله خيرًا ..
                هذا وصفهم وطريقتهم في الشرقية التي لا يهتم ( أغلب ) أهلها بهكذا عادات أو شرع ، فمن المؤكد بأنهم في منطقتهم أكثر كرما مع الأنثى ..!

                جاورنا أسرة زهرانية وأخرى من قبيلة غامد لمدة 20 سنة ، وكانت الأم أعز الصديقات لوالدتي رحمها الله رغم أنها أصغر من أمي بكثير ، الطريف في الأمر أن والدتي رحمها الله لا تفهم لهجة الجارة الزهرانية أوالغامدية الفهم الكامل ، بحكم أن والدتي عاشت في صحراء نجد ويصعب عليها استيعاب اللهجات الأخرى أيا كانت ، ولكنها لا تستغني عن جارتنا الزهرانية والغامدية وتراهما كل يوم تقريبا ( غير التلفونات ) ، وتذهب لدوريات القهوة مع الزهرانيات وتجمعهن عندنا في البيت ، وتحزن على فراقهن حين تقرب سفرة الديرة ، وقد سألتها يوما رحمها الله :

                ( أستغرب يا أمي تعلقك الشديد بهؤلاء الجارات أكثر من جماعتنا ، وعشرتك معهن طوال هذه السنين ، وأنت لا تفهمين لهجتهن كثيرًا ، فما السبب ) ؟

                قالت : والله يا بنتي أحيانا أذهب إليهن ونجلس نتقهوى و(نقدع) ونأكل الخبزه والعسل و(يسولفن) لي و(أسولف) لهن وهن يقلن : إيه ، وأنا أقول : إيه ، وإني لأراهن بقلبي حتى لو لم أفهم ما يقلن ، ( المرأة هذي ليس أطيب منها هي وأخواتها الزهرانيات ومن المؤكد أنهن بنات أصل وفصل وخير ، وحشيمات وهميمات ورجالهن خلفهن بالستر والكرم ) ..!

                توفيت الوالدة أسكنها الله الفردوس ،وكانت جارتنا أول المعزيات مع وصويحبات أمي من أهل الجنوب ، و كانت هذه الجارة بالذات تجلس في صف مستقبلي العزاء وكأنها أكبر أخواتنا جزاها الله خيرًا ، وما جفت دمعتها على أمي وكانت تسميها الوالدة ..!
                لا نزال على علاقتنا معها ومع الكثير من نساء الجنوب ، ولذلك فأنا لا أتكلم من فراغ ، بل أتكلم من واقع عشته سنين طويلة ومتأكدة منه جدا .

                أما عن الرجال من الجيران فهم أول من تُطرق أبوابهم في الفزعات والمواقف ، وما منهم الذي يرد العاني ..!
                وقد شهدت زيجات ومناسبات لهم ، ولم أجد العضل ، والمطالب المبالغ فيها التي يزعم البعض بوجودها ، بل على العكس لاحظت البساطة في أفراحهم والمشاركة من الكل ..!

                تعليق

                • المراقب اللغوي
                  عضو
                  • Dec 2007
                  • 47

                  #9
                  (الوجه الآخر )
                  بقلم : أبو المهند
                  قولي ولو كذبا كلاما ناعما
                  قد كاد يقتلني بك التمثال
                  مازلتِ في فن المحبة طفلة
                  بيني وبينك أبحر وجبال
                  لم تستطيعي بعد أن تتفهمي
                  أن الرجال جميعهم أطفال
                  إني لأرفض أن أكون مهرجا
                  قزما على كلماته يحتال
                  فإذا وقفت أمام حسنك صامتا
                  فالصمت في حرم الجمال جمال
                  كلماتنا في الحب تقتل حبنا
                  إن الحروف تموت حين تقال

                  هذه الأبيات لشاعر الحب والغناء ( نزار قباني ) , ذلك الشاعر الخيالي المرهف الحس الذي يستشعر بأنوثة المرأة وعاطفتها , ويرى أن الحب هو إكسير الحياة كما هو واضح جلي في شعره .
                  تغزل في المرأة ، في حبها وقلبها وحنينها , ثم وصف جسدها عارياً كما يراه دون أدنى خجل أو وجل .
                  وليعذرني الإخوة الأكارم في الحديث عن هذا الرجل , والذي أنا مغرم بشعره في ( الحب ) , مع شيء من التحفظ في وصفه لجسد المرأة عارياً, إلا أنني ألتمس له العذر المطلق فالشاعر يصف ما يراه أمامه من منظر , فهو لم ير نساء محجبات متلفعات بالخمار , متسترات بالحياء , متجملات بالجمال الذي لا يذكره بالسفاسف ولا يثير الغرائز , الجمال الذي يرفعه عاليا حيث النجوم هناك تعلو ؛ ليذكره بـ (سما سما سما ) كما هي في مقالة كاتبنا السوادي.
                  فنزار لم ير إلا أجساداً عارية , تتنافس في التعري , وحمل ما خف من لباس الستر , متجردات من العفة والحياء , وما الشاعر إلا كفنان تشكيلي يرسم ما يراه بعينيه من مناظر الطبيعة في لوحة فنية .

                  نزار قباني رسم لنا لوحاتٍ فنية شعرية شاهدها بأم عينيه , وأطلق لخياله الواسع التجوال دون حدود أو موانع , وهذا هو الشعر الذي تقرأه أو تسمعه وكأنك تعيش الحدث.
                  أعود إلى أبياته السابقة:

                  قولي ولو كذبا كلاما ناعما
                  قد كاد يقتلني بك التمثال

                  يخاطب الشاعر محبوبته فيطلب منها ما يتمناه كل رجل من أنثى , وهو الكلام الجميل الناعم , الذي يتسلل إلى السمع فتطرب له الأذن ويستقر في القلب فتتراقص على نغماته كل الجوارح.


                  مازلتِ في فن المحبة طفلة
                  بيني وبينك أبحر وجبال

                  يلتمس لها العذر فهي وإن كانت شابة يافعة , إلا أنها لا تزال كطفلة لا تعرف من فنون المحبة شيئاً , ولا تجيد التعامل مع الرجل , وكأن الشاعر يضفي على محبوبته صفة محمودة وهي عدم معرفتها بالرجال من قبل , فهي طاهر عفيفة .
                  ويجد الشاعر بينه وبينها في معرفتهما بالحب مساحات شاسعة , فهو يعرف هذه الفنون ، بل إنه أستاذ في مجالها.


                  لم تستطيعي بعد أن تتفهمي
                  أن الرجال جميعهم أطفال

                  يقول لها : إنك لا تعرفين أن الرجال كالأطفال فكلمة من فتاة جميلة مثلك تؤثر فيهم.


                  إني لأرفض ان أكون مهرجا
                  قزما على كلماته يحتال

                  يصدر الشاعر برفضه المؤكد بـ ( إن ) أن يكون كثير الكلام مع محبوبته , وهي صامتة لا تبادله الأحاسيس والمشاعر .

                  ثم يقول لها :

                  فإذا وقفت أمام حسنك صامتا
                  فالصمت في حرم الجمال جمال

                  لقد بهرني هذا البيت , فالشاعر جعل صمته أمام جمالها - الذي تكسرت أمامه كل الكلمات , وتناثرت الحروف , واستعصت الجمل أن تتنظم - أبلغَ تعبيرٍ .
                  كلماتنا في الحب تقتل حبنا
                  إن الحروف تموت حين تقال
                  لاحظ معي البيت الأول , والذي طلب فيه الشاعر من المحبوبة أن تتكلم , وتودع الصمت , إلا أنه بعد ذلك طلب لنفسه مخرجاً حين يسكت بأن الصمت في حرم الجمال جمال , معللاً أن الكلمات تقتل الحب , والحروف تودع الحياة بمجرد خروجها من القلب عبر اللسان.

                  ما أجمل شعر نزار ، وما أروعه ، وما أروع الحب!
                  فمن منا لا يحب؟

                  تعليق

                  • المراقب اللغوي
                    عضو
                    • Dec 2007
                    • 47

                    #10
                    (هيا بنا نجري )
                    بقلم : ابن مرضي
                    في إحدى مسرحيات عادل أمام القديمة، مقولة يرددها " هيا بنا نلعب " !
                    تذكّرتها وأنا أرى الممثل الأمريكي الشهير ( توم ها نكس) ، وهو يجري دون أن يعرف لماذا ؟!
                    تبدأ القصة بتجنيده في الجيش ثم إرساله إلى فيتنام، يصاب في المعركة فيعاد إلى أرض الوطن، ويُسرّح من الجيش، فيفرح بحريّته ثم ينطلق مهرولا في أقصى سرعة !

                    يصل إلى منزله في ولاية الباما، ويجد أن خطيبته ذهبت إلى شخص آخر، فيبدأ بالجري إلى حيث لا يعلم !
                    يستمر في الجري، فكلما وجد أنه قطع مسافة طويلة، قال لماذا لا أستمر؟ حتى وصل البحر !
                    وقف على شاطيء البحر، وفكّر، وقال لماذا لا أعود حيثما أتيت ؟!
                    وبدأ مشوار العدو عائدا !

                    الغريب أنّه أنضمّ إليه كثير من الناس وهو في طريقه مهرولاً، كل منهم يتوقع أنه يجري لهدف، فهذا يسأله إن كان يدعو لحقوق الإنسان، وذاك يعتقد أنه من أنصار المرأة، وآخر يظنّه صديقا للبيئة ، إلى آخر تصورات الناس!

                    العجيب في الأمر أن هناك من استفاد من متابعة ( فورست قامب ) ، اسمه في الفيلم ، فهذا يريد منه أن يساعده في شعار لملصّقات على السيارات، فيطأ وهو يحاول اللحاق به رزمة كبيرة من فضلات أقذر الحيوانات، فيشكو ذلك إلى"فورست " فيقول له مقولة أتخذها شعارا للملصق الذي يريد وأصبح من أغنى الأغنياء!

                    وآخر يريد دعاية للقمصان قصيرة الأكمام ، التي لم يفلح في تسويقها، فتمر عربة من وحلٍ بجوارهم ويتسخون جميعا ، وخاصة ( فورست ) ، فيناوله صاحب القمصان قميصا أصفر ليغسل به الوحل من وجهه !
                    " خذ هذا القميص الأصفر فلا أحد يريد هذا اللون".
                    يأخذه( فورست ) ويمسح به وجهه فتظهر أثار وجهه على القميص ، فتصبح أفضل دعاية حصل منها على الملايين أيضا !

                    وحده ( توم ها نكس) الذي لم يستفد ، بل بقي يجري ، لا يدري لماذا وإلى أين ؟!

                    تعليق

                    • المراقب اللغوي
                      عضو
                      • Dec 2007
                      • 47

                      #11
                      ( ابصم على مروة )
                      بقلم : عبدالله بن رمزي
                      يقول دغسان ويذا شيّخ الدّاني
                      لا هرّج القرم قال ابصم على مروه
                      يوم ابصر اللاش يتبهرز على الفارس
                      اعوّد احنّ واتراتم على هرجي
                      واصدّ وجهي عنه واقضي حوايجنا
                      لجل المشقّه نقل للثّور عل يابه

                      نعم نعم ، من حقك يا دغسان تتساءل ونحن أيضاً نردد ونتساءل معك :
                      من الذي جعل ذلك الدنيء شيخاً غير تلك المشيخة التي تقلدها ..؟!

                      ما الذي جعلك تجعل بداية هذا الرد تساؤلاً ، وهل هناك أسباب جعلتك تعلنها مدوية كالصاعقة ..؟
                      لماذا يا ابن رمزي هذا السؤال ألم تقرأ بقية الأبيات ..؟!
                      أكمل البيتين التاليين لهذا البيت وأنت تعرف .!

                      هذا الدنيء يكمم الأفواه ويسكتها ليس لمعرفة عنده ولا لعلم ، لكنها الشياخة التي جعلت كلامه مسموعاً ، فهو يتجرأ ويقول للكفو من الرجال : ( ابصم على مروة )، بل ويتجرأ ويقاطعه ويسكته عن تكملة كلامه ..!
                      أفهمت ما ذا أعني .. ؟!
                      وماذا بعد أيها الشاعر الفذ ، ماذا بعد ..؟!
                      أتريد أن تعرف ماذا بعد ..؟!
                      عندما تبصر اللاش الخطل يرفع صوته على الفرسان ..!

                      ألم تسمع بقول عبدالواحد الزهراني :
                      والذي ما يلحق الفرسان يطعن في ظهورها ..؟!

                      يعلم الله إنه صادق وسيكشف لك الزمان أكثر من هذا يا ابن رمزي وعندها ستتذكر كلامي هذا ..

                      رحمك الله يا شاعرنا المحبوب ، هل تستطيع أن تنصحني ماذا يجب عليّ فعله عندها ..؟!

                      الحقيقة أنك لم تكمل القراءة بعد ، وإلا لما سألتني ماذا تفعل ..؟
                      أعرفك تريدها جاهزة ..!
                      ليس لك إلا الصمت وكتمان ما يدور في خاطرك ؛ حتى لا تجرح كرامتك بين أناس لا ترحمك ، وما عليك إلا أن تصد بوجهك عن أمثال ذلك (المستشيخ) حتى تنتهي من قضاء ما تريد ، وأعتقد أن البيت الأخير فيه مضمون الكلام وزبدته ..

                      حتى (الثور) طالما لنا عنده مصلحة سنضطر إلى مناداته بالأب ؛ لكي نستلطفه بها .. !
                      عليك من الله الرحمة كم كنت حكيماً .!

                      تعليق

                      • المراقب اللغوي
                        عضو
                        • Dec 2007
                        • 47

                        #12
                        (الرقص مع الذئاب)
                        بقلم : ابن مرضي
                        صادف في إحدى رحلاتي إلى أمريكا، أن كان فيلم " الرقص مع الذئاب" ، في أيام عرضه الأولى ، فحرصت على أن أكون مع أول الحاضرين، لما صاحبه من دعاية ضخمة وإعلان كثيف.
                        دخلت في إحدىصالات العرض الكبيرة ، وعلى عادة الأمريكان، لم يبدأ الفيلم إلا بعد أن سئمت من الدعايات للأفلام التي " ستأتي بعد صيف ..!

                        ما أن بدأ الفيلم حتى سرح خيالي بعيدًا إلى حيث كنت ألتقي مع العم" بخيت " الذي كنا نتقابل معه في قمة الجبل الذي نصعد إلى قمته كل يوم من الشرق ويقابلنا هو من الغرب، حيث يسكن هو في غرب الجبل ونحن في الشرق منه .

                        نتسابق مع أغنامنا إلى قمته التي تغازل السحاب بارتفاع يصل إلى حوالي ثمانية آلاف قدم ، ونحن حفاة تمامـًا مثل أغنامنا ، تتفوق علينا هي بأظلافها القاسية ، فأرجلنا وإن كانت قد فقدت بعض إحساسها من التشقق والجفاف ، إلا أنها ليست مثلها !

                        نتقابل في نقطة شبه معروفة في قمته، ونجلس في مكان مناسب - يعتمد اختيار كل منا لمجلسه على موقعه الاستراتيجي- بحيث يتمكن كل منا من رؤية أغنامه ،نحن نبحث عن الظل وهو يبحث عن الشمس ، "كل يبحث عما ينقصه..!

                        غالبًا ما يبدأ هو الحديث بحكم السن والخبرة ، له خبرة في المدينة حيث كان موظفـًا لعدة سنوات؛ لذلك فإنه لا يكاد يسمع صوت سيارة أو ما شابهها إلا ويومئ إلينا تارة بالإشارة وتارة بالكلام طالبًا منا الإنصات للصوت الذي لا يكاد يظهر إلا ويختفي!

                        "تسمعون صوت المكينة" ؟
                        هذه سيارة "العريكة" طالعة من "الجنش "،مسافرين الطائف، الله .. الله .. ليتني معهم وأرتاح من هذا الغنم الذي أسرح به كل يوم، (ما يريّحني حتى نهار العيد ) !

                        يردد بصوته المبحوح : " مع العريكة في الطلعة وبهواها ". ويتلوها بزفرة تجعلنا نشاركه الهم الذي نراه واضحـًا عليه ولا نستطيع إدراك سببه !

                        يكاد الحديث الذي يتحفنا به العم " بخيت " يلهينا عن مهمتنا الأساسية ( رعي الغنم) ، لولا خبرته والأحاديث التي ما يفتأ يذكرنا بها عن الذئب من حين إلى حين. وخاصة قصة " مسك الذئب " التي يرويها لنا العم " بخيت " ولا يمل من تكرارها ( زمان قطّب مرزوق الذي ) ..!

                        يلتفت كل منا إلى غنمه ونتسابق في السؤال : كيف قطّب مرزوق الذيب يا عم بخيت؟!
                        فيتبسم ويبدأ سرد الحكاية : ( مرزوق هذا يا عيالي رجال شجاع ، ويش أقول لكم عن مرزوق ويش أخلي ، الله يرحمه ، الموت ما يأخذ إلا أمثال مرزوق ) .. !

                        الله يرحمه ، نردد بهدوء ، ونسكت لحظة ثم نطلب من عمنا "بخيت" أن يستمر : (ايوه .. بالله كمل يا عم بخيت ، علمنا كيف مسك الذيب ، مسك الذيب .. يعني مسكه بيده .. يعني كيف بالله ) ؟!

                        ( ايو الله يا عيالي أنه مسكه بيده ، يوم من الأيام فتح الباب وإلا وهو يشوف الذيب قريب من باب "المراح " الذي فيه الغنم ، فانطلق وراءه فمسك في لحيه ، حتى أنها خرجت أسنانه في كف مرزوق من قوته ) .. !

                        كنت أتخيل أسنان الذئب الناصعة البياض في يد مرزوق الحالكة السواد ، فأراها متباينة ، فبضدها تتميز الأشياء كما هو معروف ، وإذا بهدوء تعقبه موسيقى تصويرية مختلفة تنذر بتغيير في سيرة الفيلم ، عدت من خيالي لأركز على أحداث الفيلم بعد مرور مدة لا أعلمها ، فالخيال كالحلم لا يعترف بالوقت !

                        يظهرالذئب إلى جوار بطل الفيلم لأول مرة، ولكنني لم أرَه يرقص كما جاء في العنوان الذي من أجله صممت على حضور الفيلم.

                        من " سواليف " العم " بخيت " ومما تلاها من "سواليف " لم أسمع بأن الذئب يرقص ، ولم يكن الواقع الذي عشته أنا أيضا فيه شيء من رقص الذئاب ، فقد تعامل معي الذئب ، ورغم أنني تمكنت بالصدفة من قتلة في واحدة منها ، إلا انه قتلني عدة مرات !
                        لم يخوفني أحد في حياتي مثل ماخوفني الذئب ، فالعيب والعار يلازمان الراعي الذي يأكل من غنمه ، لذلك فقد كانت حساسيتي مرتفعة من هذه الناحية للدرجة التي أصبح الذئب معها عدوي الأول !

                        مما كان سائدا آنذاك أن الذئب إذا لم تتمكن من رؤيته قبل أن يراك ، فإنك لا تستطيع الكلام ، وسيأخذ ما يريده من غنمك وأنت "مبهوت" تناظر لا تحرك ساكنا " يرميك بشعرة البهت " ، (هذا هو التعبير الذي كان سائدًا ) .

                        في يوم من الأيام ، وكنت على وشك الدخول بغنمي إلى سفح الجبل الذي تكثر فيه أشجار العرعر والعتم ( الزيتون) ، وفجأة " يأتي الصوت من جفلة " غنمي، وكأنه صوت الرعد . أصابني (الوحش) وتنصب شعر رأسي وبدأت أصيح لا شعوريا . (عاش شو .. عاش شو .. الحق.. الحق ) عبارة كنا نقولها لتحريض الكلاب للحاق بالذئب أو السارق.

                        تركت الغنم تخرج إلى الجهة الأقل أشجارًا ، لأتمكن من رؤيتها كلها ، جلست في الجهة المقابلة للغابة ، لعلي أرى ما كان سببا في " جفول" الغنم .


                        مرت عدة دقائق في هدوء ساعدني على التقاط أنفاسي ، جاءني " الصخل" الذي كنت قد "دجّنته" حتى لا يكاد يفارقني ، اقترب مني وبدأت أمسح على ظهره وهو ينظر إليّ وكأنه يسألني ويستفسر مني عما جرى من ناحية ، ويساندني ويشد عضدي ويقف إلى جانبي من ناحية أخرى !

                        تحرك من عندي " الصخل " ببطء وتثاقل ، وكأنه يودعني للمرة الأخيرة ، مستشعرًا ما هو مخبأ له ، وما أن ابتعد عني عدة أمتار ، وتسلق شجرة "النيم" التي بجواري حتى سمعت ثغاءه !

                        كان الذئب قد خالفني تمامـًا، وغير جهة تحركاته التي ناورني فيها (180) درجة ، كنت أرقبه من ناحية الغرب فجاءني من ناحية الشرق ، واقترب مني جدًا ، أخذًا بالمثل القديم : (اقرب من الخوف تأمن ) .
                        انطلقت كالريح في أثره ، كان ممسكـًا بالصخل في فمه ، يحذفه تارة إلى اليمين على ظهره وتارة أخرى إلى اليسار ، كدت أمسك به عدة مرات ، لا أدري ما الذي يجعلني أحجم عن الإمساك به كل مرة أقترب منه ، حذفته بالعطيف الذي معي ، فأخطأته وضرب "العطيف " في مسافة بعيدة عنه ، رغم قربه مني !
                        أصيح ولا أسمع صوتي ، ويصيح نفر من الناس كانوا يشاهدون المطاردة من المزارع المقابلة التي كانوايحصدونها ،فزادني إرباكا حيث لم أعد أميز إذا ما كان صياحهم لي أم عليّ ! تداخلت أشياء كثيرة عندي ؛ صوت ( البوب كورن) "الفشار" الذي قضيت على سطل منه قبل أن تأتي اللقطة التي كنت أنتظر (رقصةالذئب)، مع صوت الموسيقى التي تزداد حدة في كل مرة يقترب فيها الذئب من بطل الفيلم ، فلم أعد أدري أي ذئب أتصور ، هذا الذي في الفيلم ، أم الذئب الذي كسّرأسنانه " مرزوق " ، أم ذئبي الذي رقصني ولم يرقص معي !


                        ذات صيف ، هربت من نفسي ، ومن الروتين الممل ، عازم ومعزوم وبينهماعزيمة ، فخرجت بعد صلاة الفجر ومعي ( ناظوري) وبندقيتي التي أهجرها من الصيف إلى الصيف، وصلت إلى حيث لا يوجد أحد ، فالقرى وأهلها يصبحون في فصل الصيف وكأنهم في بيات شتوي ، حيث لا تكاد ترى أحدًا من الناس قبل الساعة التاسعة صباحـًا .

                        الهدوء التام ، نسمات الهواء العليل ،انسياب أشعة الشمس الذهبية من بين أغصان الشجرة التي اختبئ في وسطها ، وتغريد العصافير ، عوامل تساعد على خلق جوٍّ رومانسي يهيئ خيال المرء ليذهب به إلى أبعد مدى ، تداخلت الأزمنة وتقاربت الأمكنة في ذهني ، من قمة الجبل الذي كنا نلتقي فيه ونسمع عن ذئب مرزوق إلى المكان الذي رقصني فيه الذئب وأخذ مني " الصخل " إلى صالة العرض التي شاهدت فيها فيلم " الرقص مع الذئاب" ، كانت النتيجة تخيلي لظهور أحدها في أي لحظة !

                        جلست أرقب طيور الحجل ، لعل وعسى أن أظفر بشيء منها ، حتى ولو بالنظر ، لكن لا طيور الحجل ولا الذئب الذي كنت ( أتوحى ) لرؤيته ، فما ظهر لي غير الثعلب الذي كان يجري ناحيتي ليقف على مقربة مني ، ويبدأ في ممارسة رقصٍ حقيقي ، أين منه رقص ذئب الأمريكان ورقص ذئبي سالف الذكر ، يحاول أن يصطاد فأرًا كان يلاعبه، يهرب عنه من جحر إلى جحر ، والثعلب يطير في الهواء حينـًا ، ويعود إلى الأرض حينـًا آخر ، تنهار الأرض من تحته بفعل الأنفاق التي حفرتها الفئران بيوتـًا لها ، تغوص إحدى أرباعه ، فيبدأ بالدوران حول نفسه محاولا إخراجها ، يقفز عاليًا فيطأ على ذيله و" يضبح " ثم يعود إلى الهواء مرة أخرى !

                        استمر الثعلب في حركاته البهلوانية، وأنا أراقبه مستمتعـًا ومنسجمـًا، لا أحيد بنظري عنه، وفجأة وعلى غير عادة المخرجين في إنهاء المشهد، يقفز هاربـًا ويتركني وحيدًا في القاعة التي كان قد غادرها جميع المشاهدين، استمتعت برقص الثعالب كما لم استمتع برقص الذئاب التي رأيت، لا ذلك الذي رأيته مع " كيفن كوستنر" في فيلم " الرقص مع الذئاب"، ولا ذلك الذي أخذ مني (الصخل) ، ولا ذاك الذي كان يحكي لنا عنه العم " بخيت " في قمة الجبل الذي كنا نلتقي فيه!

                        خلاصة فيلم "الرقص مع الذئاب" لمن لا يعرف قصته وما فيه من رمز ودلالة .
                        قام كوستنر بدور الملازم "دنبار" في فيلم " الرقص مع الذئاب" ، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الأمريكي " مايكل بلاك". وقصة هذا الملازم الشجاع واللطيف هي أنه قام ببطولة ما ، أثناء حرب الشمال والجنوب، وهو لم يقصد ذلك طبعـًا، فكوفئ بأن نقل إلى حصن للبيض على مشارف أراضي الهنود، حسب طلبه، وعندما انتقل إلى هناك وجد أن الحصن فارغ وأن الحامية قد هربت خوفـًا من الهنود.
                        يقوم الملازم دنبار بإقامة علاقة مع قبيلة " السو " الهندية، وهو يحسب أنه يقوم بواجبه الوطني في إرساء حجر التفاهم بين البيض والهنود.
                        لقد أظهر الهنود كبشر عاديين، بل شجعان، يعشقون الحياة ويتمنون أن يتفاهموا يومـًا مع البيض القادمين باطراد، لسلبهم أرضهم والقضاء على قطعان (البوفالو)العزيزة عليهم.
                        الهنود في " الرقص مع الذئاب" يحبون الحياة، ويعشقون الدفاع عن الشرف ويستميتون في الذود عن أرض آبائهم وأجدادهم.
                        بدأت العلاقة بين الملازم دنبار وبين الهنود بحذر شديد، فكلا الطرفين كان يخاف الآخر، تمامـًا مثل العلاقة التي قامت بينه وبين ذئب بري، الذي سرعان ما استكان للملازم وبدأ يلتقط الطعام من يده، حتى أن الملازم والذئب أصبحا أصدقاء وصار الذئب، بطريقة ما، ينبه الملازم للأخطار المحدقة به، وبلقطة فنية رائعة، رقص الاثنان معـًا فسموه الهنود حينها بـ "الراقص مع الذئاب".

                        كان التشبيه والمقابلة رائعين بين الذئب من جهة، وبين الهنود من جهة أخرى، فقد أقام الملازم دنبار علاقة صداقة وحب مع الهنود ( الذئب ) في حين كانت الدعوات تطلق من أجل القضاء عليهم وإبادتهم بحجة أنهم متوحشون . وعندما وصل البيض إلى الحصن، واكتشفوا ما كان الملازم دنبار يقوم به، اتهموه بالخيانة الوطنية، وأظهرهم الفيلم كمتوحشين أشرار ..!

                        تعليق

                        • المراقب اللغوي
                          عضو
                          • Dec 2007
                          • 47

                          #13
                          (قنابل موقوتة)
                          بقلم : أبو ماجد
                          صبية صغار ، تقلبوا في نعيم هذه البلاد منذ ولادتهم ، وفيما وفره لهم آباؤهم من رفاهية ، ورغد عيش .
                          فرح أباؤهم وأمهاتهم بظهور علامات الصلاح عليهم ، وفروا لهم كلما ينمي ويزيد ثقافتهم الدينية ، حتى ما يفوق مستواهم العقلي والزمني ، وتوفرت لهم أشرطة بعضها مواعظ وأخرى أناشيد وشيء منها للتحريض المغلف ، فتشربوها ،وقبيل أو بعد أن شبوا عن الطوق ، نصبوا أنفسهم أو من يؤزهم دعاة للإصلاح - من وجهة نظرهم - وتغيير المنكرات ، التي انتبهوا فجأة إلى أن أسرهم ومجتمعهم مقيم عليها ، فبدأوا بتغيير المنكر من داخل بيوتهم .
                          كسروا أجهزة التلفاز ، لم يقولوا أف للوالدين ، فهذا حرام ومنهي عنه ، بل صرخوا في وجوه من ربوهم صغارًا ، وانتظروا برهم كبارًا ، صرخوا في وجوههم ، واصمينهم بالفسق والعصيان .
                          بعضهم كره المقام وسط أسرة مقيمة على المعاصي ، فالتحق بشيوخ الظل ، الذين أعدوه لمثل هذه المرحلة ، وكانوا سببًا في قطيعته لأمه وأبيه ، هناك وجد الترحيب والتأييد والنصر ، ووجد زملاء ذوي ظروف مماثلة ..!
                          وتمضي أيام ليست بالطويلة ، فيدربونه ، على حمل السلاح واستعماله ، وإعداد المستطاع من القوة لإرهاب عدو الله وعدوهم .

                          تمضي أيام وليال كأنها دهور على الأب الذي رأى كبده تنفصل عنه وتذهب إلى المجهول ، فلا يجرؤ على التبليغ عن ابنه الهارب لعله يفيق ويعود إلى حضنه ، وتمضي على الأم التي ثكلت ابنها وهو حي يرزق ، وفجأة يظهر على التلفاز (اللعين) نبأ موقعة أو غزوة - كما يحلو لهم تسميتها - يكون ضحاياها أبناء هذه البلاد ، عسكريين أو مدنيين ، ويكون من ضحاياها أيضًا هؤلاء الفتية الصغار ، الذين جعلهم مشائخ الظلام والحقد حطبًا للفتنة .

                          مر بنا الكثير مما يشابه السيناريو أعلاه ، ويمر وسيمر الكثير ، هؤلاء الصبية لم يأتوا من كوكب آخر ، ولم يفدوا من قطر عربي أو إسلامي ، بل هم من أبنائنا الذين لم يخطر ببالنا أنهم سيتحولون إلى قنابل موقوتة في أيدي العابثين والحاقدين ، يتواجدون في الكثير من بيوتنا ، وفي معظم منتدياتنا .

                          فهلا كنا أكثر يقظة وحزمًا، واستصحبناهما مع حسن الظن ؟؟
                          حفظ الله وطننا والجميع من كل مكروه .

                          تعليق

                          • المراقب اللغوي
                            عضو
                            • Dec 2007
                            • 47

                            #14
                            (صرخة)
                            بقلم : أبو المهند
                            لم يعد الكلام يغني من جوع ، ولا تنميق العبارات يستر عارياً ، ولا رصفها والتنظير كافيين لحل أزمة إخواننا في غزة.
                            أخوة الدين والعقيدة هي أوثق عرى الأخوة ، كلمة ( لا إله إلا الله ) تجمعنا ، واتباع محمد رسول الله يؤلفنا .
                            رماهم الأعداء من كل صوب ، وحاصروهم من كل جهة ، رموهم من قوس واحدة ، بتخاذل من أبناء جلدتهم ، وذل من أمة جريحة ملقاة على الأرض.
                            هدفهم إبادة هذه الفئة التي أبت أن تركع إلا لله ، اتخذت العزة والإباء شعارها ، والشهادة أو الكرامة هدفها ، وتحرير الأرض المقدسة مطلبها .
                            أطفال يتضاغون من الجوع ، وشيوخ ومرضى يئنون تحت وطأة الأمراض والجراح ، ونساء لا حق لهم في الحياة .
                            بينما العالم ( كل العالم ) يكتفي بمشاهدة الأحداث من خلف الشاشات ، وكأنه مشهد تمثيلي يعرض ، فتنتهي حلقاته .
                            عجبي من الأمة الإسلامية التي تقف متقوقعة ، لا تحرك ساكناً سوى شجب واستنكار.
                            لكم الله يا أبطال غزة ، لكم الله .

                            تعليق

                            • المراقب اللغوي
                              عضو
                              • Dec 2007
                              • 47

                              #15
                              ( نغني مع العالم ومشكانا على الله)
                              بقلم : أبو زهير
                              ** أشعر أن أكثر الوزراء كعرفاء الفصول قد لا يملكون من المهارات إلاّ إسكات الطلاب وبأي طريقة ولا يهمهم إلاّ مصلحتهم الخاصة والحفاظ على مواقعهم.

                              ** لا أدري لماذا أتذكر (بساس الشركة) كلما رأيت المتداولين في صالات الأسهم وهم يتحلّقون حول الشاشات بالساعات يراقبون حركة الأسهم ، ربما طريقة المراقبة والتأهب للانقضاض والصراع الشرس على أي شيء قد يرمى حتى ولو كان ظلفـًا، وربما طول صبرهم ، وقد يكون وجه الشبه ضياع الوقت في أمل شبه ميئوس منه، فما الذي ظفرت به تلك (البساس) من أصحاب الشركة غير المراقبة المجانية ؟!
                              لا أدري ، هل تشعر بالندم على ضياع أوقاتها في مطاردة السراب؟!

                              ** الحجاب أصبح للتجمل وإبراز مواطن الجمال بدلاً من الستر ، لدرجة أنك أحيانا تحسب المرأة (خويّا) يشتغل في إحدى الدوائر الرسمية ، فلم نعد نفرق بين العباءة والدقلة ، أما غطاء الوجه فقد تآكل وأصبح لا يستر إلاّ عيوب الوجه (كالخنافر) ، أما العيون والخدود فقد بدت في أكمل زينة ولا يمنع أن يتسع إلى مقدمة الرأس ليظهر لنا جمال شعر الرأس. إنهم يتلاعبون بنا بصورة مزرية ، ويقولون لنا : هذا حجاب شرعي.

                              ** لا نزال نقدم أبناءنا -رغما عنا- يباعون كالرقيق باسم الجهاد فيقادون كالخراف واحدًا تلو الآخر ليكونوا قرابين لطغمة فاسدة، فيحرقون أنفسهم إرضاءً لأسيادهم الذين ضمنوا لهم الجنة، بينما هم يرفضونها لأنفسهم ولأقربائهم وأصدقائهم (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ، فهل رأيتم أكرم من هؤلاء ، يقدمون للآخرين الجنة حبـًا وكرامة , ويزهدون فيها ؟!

                              ** أما آن لهذه الكيشة (جمع كيش ، وهو شيخ القرود) أن تجد حمرة الخجل طريقـًا إلى وجوهها بعد أن ضلّت طريقها إلى مكان آخر؟!
                              ماذا بقي لم تفعله؟!
                              لقد أثارت النقع، وأهلكت الحرث والنسل ، وأكلت حقوق الضعفاء ، والمساكين ، والأرامل، إنها تنطح ,وتعض، وأصبحت تهاجمنا ليلاً ونهارًا, في البيت والوادي، تكاثرت وأحاطت بنا ، ورسمت حولنا دائرة ، و أصبحت تظهر من كل ناحية برًا وبحرًا وجوًا حتى خيّل لنا أن السماء تمطر كيشة , ولدانـًا وشيبـًا ، ووراء كل قرد فاسد كيشٌ فاجرٌ يحميه ويرسم له معالم الطريق.

                              ** الأرصاد الجوية والتحليل الرياضي , والتحليل الفني للأسهم , ودائرة أبراج الحظ لا فرق ، كل أصحابها بائعو كلام ، ما زادونا إلاّ رهقـًا .
                              يقرّبون البعيد ويبعّدون القريب، يتكلمون بثقة، ولكن سرعان ما تكتشف أنهم لا يكادون يفقهون قولاً.

                              درجنا بين العقار والأسهم، وعدنا لمتابعة الرياضة , ولم نجد فرقـًا ( سمن قدح ، وسمن عكّة ) الفساد في كل ناحية ، لم نجد حيلة إلاّ أن نغني مع العالم ومشكانا على الله ، ونردد مع الشاعر القديم:
                              أعطوني الضمد والثيران عذرت منها .

                              تعليق

                              Working...