Unconfigured Ad Widget

Collapse

لا يدخلها ضعاف القلوب «»من صحيفة عكاظ

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • عبدالرحيم بن قسقس
    مشرف المنتدى العام
    • Nov 2004
    • 2600

    لا يدخلها ضعاف القلوب «»من صحيفة عكاظ

    .

    *****

    السبت 03/03/1430هـ

    لا يدخلها ضعاف القلوب

    بقلم: صلاح الدين الدكاك

    إذا كانت أفلام الرعب مرعبة حقاً، فلماذا يقبل عليها المشاهدون بهوس؟!.. أي متعة في أن تفتح رئتيك للمسوخ والثعابين والغيلان والمخلوقات الغريبة؟!.. أي منطق في أن يدخل الآمن – إذا كان آمناً بالفعل – طواعية في طقوس الخوف والفزع والاختلاج النفسي وقضم الأظافر وعناق الأشباح؟! أي جوع مجهول هذا الذي يشعل بارود الرغبة في نبش الأضرحة والتماهي مع الأكفان والأرواح الهائمة والموتى والاستحمام تحت شلالات الدماء والتجديف في مستنقعات العدم؟!..

    هل البحث عن الرعب رغبة طبيعية ينبغي إشباعها؟! أم هو انحراف نفسي ينبغي التداوي منه؟!..

    قبل ظهور «السينما» بآلاف السنين كانت بكرة المخيلة الإنسانية قد بدأت تدور، وكانت جدران الكهوف وجلاميد الصخر وأوراق البردي والتماثيل هي الشاشة التي عكس عليها الإنسان تصوراته الأولى عن وجوده..إنه وجود غير آمن على الإطلاق، يمثل فيه الاطمئنان نواة محاصرة بالمئات من مدارات الخوف.. الخوف حيال كائنات وقوى خفية ولا محسوسة تهدد وجوده وتتحكم فيه على نحو ما..وفي سعيه للسيطرة على هذه المجاهيل والتكيف معها، لجأ الإنسان القديم إلى تجسيدها فجاءت مزيجاً من واقع شحيح وخيال مفرط؛ كما هو الحال في الكثير من المجسمات والنقوش القديمة، والأساطير والملاحم المدونة والحكايات الشعبية الشفاهية، التي تزدحم بمخلوقات خرافية وتنانين تنفث اللهب ومسوخ مركبة من أعضاء حيوانات مختلفة واقعية ومتخيلة.

    لم تفعل سينما أفلام الرعب أكثر من أنها حولت سكون الرسوم السحيقة إلى صوت وحركة، أما الفلسفة التي تتكئ عليها فلا تزال هي ذاتها: تجسيد تهديدات العدم لتحقيق التوازن معها خلال مجابهة بصرية زهيدة الكلفة.

    المكافأة التي تحصل عليها عقب مشاهدة فيلم رعب، يلخصها المثل الشعبي «اقترب من الخوف لتأمن».
    – يحتاج الإنسان الخائف بطبعه – إلى أن يمسك مخاوفه من العنق ويختار ساحة المواجهة ويداهمها قبل أن تداهمه؛ وهذا هو – تماماً – ما تقدمه له أفلام الرعب: مخاوف مجسدة وفي نطاق سيطرته.

    تشبه النفس البشرية بئراً عميقة وبلا قرار. يقول أحد الفلاسفة «حملت مصباحاً ونزلت فيها إلى مستوى لم يعد بإمكاني معه الرؤية!»؛وفي هذه البئر – لا في الفضاء الخارجي – تنشط مخاوف بلا ملامح ولا أسباب واضحة.

    وتحمل لوحات الإعلان عن أفلام الرعب – في العادة – عبارات تحذر «أصحاب القلوب الضعيفة» من مشاهدتها.

    إن هذه الشريحة ذاتها هي المستهدفة من أفلام كهذه.. وبطبيعة الحال فإن البشر عموماً هم أصحاب قلوب ضعيفة يجري تحذيرهم لرفع الحرج فحسب.

    إننا مسكونون بهواجس الإنسان الأول ولا مناص من الاعتراف.

    *****
  • الواصل
    عضو مميز
    • Oct 2007
    • 2396

    #2
    أهلاً ابا توفيق
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك على نقل الموضوع الجميل وعلى ما أعتقد أن القلوب في وقتنا الحاضر لاتفرق بين الرعب والحب فمعظم أصحاب القلوب التي مهوسه بمشاهدة افلام الرعب ليس لهم قلوب أصلاً فما الفائده من تلك الأفلام التي ليس لها من المردود العلمي أو الأدبي أو القصه المفيده أو الدروس بل هي ضياع في ضياع والأجمل من كل هذا وذاك أطلالتك البهيه في هذا اليوم بعد فترة كنتم فيها مشغولين بأتمام زواج توفيق يحفظه الله وعوداً حميداً وتقبل تحيات محبك (الواصل)

    تعليق

    • رمضان عبدالله
      عضو مميز
      • Oct 2007
      • 1853

      #3
      عبد الرحيم بن قسقس
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      فعلا مشاهد مرعبة ومناظر مخيفة غير أنها لاتعدو أن تكون من نسج الخيال على منوال السحر وما أدراك ما السحر لقد نبأنا الله في القرآن عن نبي الله موسي عليه الصلاة والسلام حينما رأء العصي والحبال تتحرك
      أوجس في نفسه خيفة هذا وهو نبي معصوم وهو كليم الله . إذا فنحن أولا بالخوف .. دمت في حفظ الله،،،

      تعليق

      • الشعفي
        مشرف المنتدى العام
        • Dec 2004
        • 3148

        #4
        الأخ الفاضل / عبدالرحيم

        لك جزيل الشكر على اختيارك ونقلك لهذا الموضوع الهام

        وخطورة أفلام الرعب والجرائم أدركها الأطباء النفسانيون وقالوا أنها اتؤدي

        الى مشاكل نفسية ضارة تبدأ بالإصابة بالأرق و معاناة الكوابيس المخيفة

        و اضعاف قدرة الفرد على التركيز . والأكثر خطورة ترك الأطفال أمام البلاي ستيشن

        بالساعات ليشاركوا في القتل والتخريب والتدمير والعنف فتربي في نفسه العدوان

        والعنف على الآخرين وهذه قد غفل عن خطره الكثير من الأباء
        من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

        تعليق

        Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
        حفظ تلقائي
        Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
        or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

        ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

        Working...