Unconfigured Ad Widget

Collapse

إيقاع الحروف في الدمعة الطارفه

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • فهد1415
    عضو مشارك
    • Jun 2006
    • 257

    إيقاع الحروف في الدمعة الطارفه

    بقلم استأذي سعيد صالح المرضي اطال الله في عمره

    وحدي..مع القريه أتأمل فروع الشجر
    كيف آتعرى وخيطان الشجن وارفـه!
    آقبّل التربـه الحمـرا واشـم المـدر
    وآحس بالبرد جايب لي معه سالفـه
    ماخون .. ياحرمة القريه وهذي البشر
    تخون بعيونها حزنك وهـي عارفـه
    صحاك تهليل شيبانك صـلاة الفجـر
    وهدهدك مدريهة اطفال وحضن عاطفه
    على الأتاريك لاطفّـاك ليـل المطـر
    يوم الشبابيك تشهق زفـرة العاصفـه
    وآخوي الاكبر يغيب ويبتلعـه السفـر
    وان جا يخبّي الحزن حزنه وانا شايفه
    من بعد كنا انتقلنا من بيـوت الحجـر
    قلنا العصافير طارت والسمـا زايفـه
    ما في المدينه مدينه..غير أنا والدشـر
    يوم آخر الليل يقبلنـي علـى هاتفـه
    آلـف وآدور واتخيـل مـدار القمـر
    كن الدكاكين كعبـه والقـدم طايفـه
    صحاني الخوف والحيره وطعم القهـر
    والعسكري نام في الدوريـه الواقفـه
    _لو تنشد الناس بغداد الحزن والظفـر
    كيف المواطن تحـول عبـوة ناسفـه
    هي عادة الظلم؟ وإلا توصية موتمـر
    ناس على الحق والتاريـخ متحالفـه
    يحجّمون القرى ويهمّشـون الحضـر
    يجي ثلاثين عام..ودمعتـي طارفـه.
    لك الله أيتها الدار
    لك الله أيتها القرية القابعة تحت ظلال الهجر والنسيان
    وحدها هي الأشجار ظلت شامخة ثابتة واقفة تنتظر زائر جاء من
    غيهب الذكريات
    هو ذاك
    محمد عيضه الزهراني
    استاقه الحنين فزارها
    ليستنطق أخبارها
    ويقف على أطلالها
    ويتفيأ ظلال أشجارها
    فكانت لحظات شوق وبوح وشجن
    الحنين جذور
    والجذور كما هي غائرة في أعماق التربة فهي غائرة في أعماق الشاعر
    القرية التي جاءها الشاعر محمد عيضه الزهراني وهو معبأ بذلك الإنصات المرهف لأحاسيس الأشياء والحروف .
    حتى غدتِ الأسطرُ عنده مرتبطةً ارتباطاً حميميّاً بالإيقاع الداخلي للنفس ، بل لقد خرجت من أعماقه وجرس إيقاعها يهدم السكون ، ويقتلع الصمت بكلِ ما فيها من حركاتٍ وسكناتٍ؛ من فورات وتدفّقاتٍ عاطفيّة، أو لحظاتِ هدوءٍ وصفاء،
    إننا حين نقرأ القصيدة فإن حالة من تلك الحالات التي لا تتلبسنا إلا عند دخولنا إحدى دارات الأوركسترا العالمية التي تمتزج فيها شتى الأنغام بخفقات قلوبنا وعواصف عواطفنا ودقات الزمن في دفاتر ذكرياتنا
    وحين نبحثُ عن مصادر الإيقاع والتطريب في القصيدة نجدُهُ في تكرار مجموعة من الحروف بشكلٍ كثيف قياساً إلى بقيّة حروف العربيّة، التي يتكوّنُ منها النص. فلـــقد تكرّرت
    الـلام = 50 مره
    اليـاء = 42 مره
    الـراء = 38 مره
    الـواو = 37 مره
    الهـاء = 30 مره
    الميــم = 30 مره
    الفـاء = 20 مره
    الحـاء = 18 مره
    القـاف = 11 مره
    وتكرر لفظ الحزن ومرادفاته = 12 مره
    وهذه الأحرف شكل منها شاعرنا فرقة سيمفونية ظلت ومازالت تعزف ( مقطوعة الدمعة الطارفة ) الموسيقية الحزينة
    إن تكرار هذه الحروف الذي جاءَ عفويّاً، وخلالَ مسافاتٍ زمنيّة قريبةٍ جداً ، على مستوى السطر الشعري الواحد من جهة ، وضمن النص كلّه من جهة أخرى، نتجَ عنهُ تكثيف صوتي أغنى الإيقاع، وحين ننتبه إلى أن الحروف التي تواتَر تكرارها : قد تسيدها حرف اللام سيد أحرف القصائد العربية وضابط جرسها , وأحب الأحرف إلى شــعراء ها ، على أن بعضها الآخــر شديدُ الهمسِ كالهاء ، وبعضُها حلقي لهوي هامس أيضاً كالحاء ، ثمّ تأتي الميم وهي تنطوي تحت ما يُسمّى حروف اللين لتدهشنا بملاحِظ الطبيعةَ الموسيقيّة الهامسة الليّنة الهادئة، التي تسيطرُ على النص ، والتي لا يُعكّرُها إلا قليلاً حرفُ الراء المهجور، الذي يتكرر اثنتي عشرةَ مرَّة، والذي أفادَ هنا فكرة تواصل الحالة واستمرارها وصولاً إلى خاتمتِها
    هذا إذا أخذنا بنظريّة ابن جنّي في القيمة التعبيريّة للحرف الواحد.‏
    . أما إذا أخذنا بالقيمة التعبيرية للمفردة فهنا تأتي مجموعة من المفردات المتجانسة صَرفيّاً وصوتياً:
    (الشـجر ، الشـجن ، البشـر، الدشـر ) ، (القهـر ، القمـر ) ، (المطـر ، الحضـر ، ) ، (سالفـه ، ناسفـه ) ، ( عاطفه ، عارفـه ، طارفـه )

    وهناكَ مفردتان تجمَعُ إلى التنافر الصوتي تضاداً في المعنى ( شيبان ً ، أطفال ) ثُمّ ننتبهُ إلى أن بعض الجُمل بنيت بصورة متناظرة صوتيا .

    إننا في هذه القصيدة أمام لغة غادرتْ دلالاتِها المعتادة ، وأخذت تلعب لعبة غير مألوفة . إنها لعبة الخلق .. ! بهذه اللعبة تحاول اللغة أن تنقل الإيحاء أو الفكرة ، لكن في معرض نستطيع فيه أن نتمتع بتأمل بنائه . لأن اللغةُ في هذه الشواهد قد تركتْ دلالاتِها المألوفة جانبًا ودخلت في عملية تركيب تخصُّ الشاعر .
    فغدا المبدع هنا يكوِّن جملاً تخصُّه ، ويبني مشهدًا يرسم تفاصيلَه وحدوده بنفسه وهو في خلوة مع الطبيعة .
    انظروا إلى تنوع البناء اللغوي في الشواهد ، حيث تشفُّ التراكيب هنا :


    وحدي..مع القريه أتأمل فروع الشجر
    كيف آتعرى وخيطان الشجن وارفـه!

    آقبّل التربـه الحمـرا واشـمالمـدر
    وآحس بالبرد جايب لي معه سالفـه
    ماخون .. ياحرمة القريه وهذي البشر
    تخون بعيونها حزنك وهـي عارفـه

    صحاك تهليل شيبانك صـلاة الفجـر
    وهدهدك مدريهة اطفال وحضن عاطفه


    وهنا تتحول الأبيات كلُّها إلى حلم متداخل :

    على الأتاريك لاطفّـاك ليـل المطـر
    يوم الشبابيك تشهق زفـرة العاصفـه
    وآخوي الاكبر يغيب ويبتلعـه السفـر
    وان جا يخبّي الحزن حزنه وانا شايفه
    من بعد كنا انتقلنا من بيـوت الحجـر
    قلنا العصافير طارت والسمـا زايفـه
    ما في المدينه مدينه..غير أنا والدشـر
    يوم آخر الليل يقبلنـي علـى هاتفـه

    وتتضح وتغلب عليها القسوة والشراسة التي تنتهي عادة بالدموع والأسى هنا :


    آلـف وآدور واتخيـل مـدار القمـر
    كن الدكاكين كعبـه والقـدم طايفـه
    صحاني الخوف والحيره وطعم القهـر
    والعسكري نام في الدوريـه الواقفـه
    _لو تنشد الناس بغداد الحزن والظفـر
    كيف المواطن تحـول عبـوة ناسفـه
    هي عادة الظلم؟ وإلا توصية موتمـر
    ناس على الحق والتاريـخ متحالفـه
    يحجّمون القرى ويهمّشـون الحضـر
    يجي ثلاثين عام..ودمعتـي طارفـه

    ثم إن الأمر لا يعدو إلا أن يكون في أبيات هذه القصيدة طابعًا صوفيًّا تأمليًّا تنقطع فيه أية صلة منطقية بين الأجزاء المكوِّنة.
  • فهد1415
    عضو مشارك
    • Jun 2006
    • 257

    #2
    اشوف الشباب مالهم طارئ ولاسجلوا حضور هنا؟؟؟!!!!
    اتمنى ان يكون اعجابهم بالنص ادى الى اجحامهم عن الدخول هنا....فلربما تواصوا ان لايدخلوا الا على النصوص التي دون المستوى !!
    مجرد امنية....والامنية الثانية اتمنى من الجميع الاستفادة من الاخ سعيد المرضي قدر الامكان....!
    تحياتي لكم جميع

    تعليق

    • العقاب الدوسي
      عضو
      • Oct 2008
      • 57

      #3
      الاخ العزيز فهد

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      ابيات قويه البناء وسلسة الصياغه وبليغة في التعبير وتصف حالة الكثير منا عقب سنين غياب عن مسقط رأسه ورفقة الطفوله والشباب والتي قد يفتقدها (ابناء الكثر ممن يعيش في احياء مختلطه من كل الاجناس والاعراق)
      وحنين الى طفوله عشناها بين احضان الوديان وخرير الشعاب وممارسات لايعرف عنها الكثير من جيل الحاضر وعبق اشجار لم تعد موجوده والحمدلله على كل حال ... حكايات مرعليها عقود بعدد السنين التي استحضرها شاعرنا في اخر بيت والتي بكل صدق هي اجمل واروع ايام العمر وابياته نحس بها جميعا معناً وترجمتاً وكأن قائلها انا او انت او ابن الجيران او الي بيته في اطراف القريه نعم احيان كثيرا عندما استحضر الذكريات دمعتي طرف عيني واحيان اخفيها حتى لايراها ابنائي لاعتبارات كثيره
      نعم اخي فهد لقد اوفيت الابيات حقها من الشرح والتي بالفعل تستحقه وتستحق الاشاده بكل ماتحمله من شجن وغربه وحنين وعتاب للنفس وملامه وذكريات تغيرت معها معالم وارماس افتقدناها نحن الرعيل الاوسط

      تحياتي لك ولشاعرنا بن عيضه شريك الغربه من جيل الطيور المهاجره


      تقبل مروري واشكرك على الاسهاب في الوصف وجودة التدرج وبلاغة العبارة

      اخوك العقاب الدوسي
      sigpic

      تعليق

      • الواصل
        عضو مميز
        • Oct 2007
        • 2396

        #4
        الأخ الغالي فهـــــد 1415
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        أحسنت أخي الغالي في أختيار هذا الموضوع وتم تنسيقه بدقه متناهيه وهذا يدل على ذوقك الرفيع وحسن أختيارك يدل على صفاء ذهنك ولاتعليق لدي غير الدعاء لك ولشاعرنا صاحب الفصيده الرائعه تقبلوا جميعاً مروري وتحياتي (أخوك الواصل)

        تعليق

        • قينان
          أدعو له بالرحمه
          • Jan 2001
          • 7093

          #5

          كثير ما أنادي بأن تكون قصائد الأخ الحبيب محمد عيضه في الشعبيات حتى تأخذ حقها في القرأة والمداخلات ثم تنقل للمنتدى الملائم لها .
          وسيكون لها فائدتين

          الأولى: في الشعبيات ستأخذ نصسيبها من القرأة والتمحيص والمداخلات.

          الثانية : نقلها للمنتدى الملائم لها عندما يأتي شخص يبحث فيما يرغبه سيجدها ثم يرفعها ثانية..

          هذا رأي وللمشرفين أرأهم .

          شكرا أخي فهد على نقل هذه المقطوعه الفنية التي صاغها أستاذنا سعيد المرضي..

          لك وله وللشاعر أسما ايات المحبة والتقدير
          sigpic

          تعليق

          • بنت الإسلام
            عضوة مميزة
            • Jun 2006
            • 1009

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            المشاركة الأصلية بواسطة فهد1415
            وحدي..مع القريه أتأمل فروع الشجر

            كيف آتعرى وخيطان الشجن وارفـه!
            آقبّل التربـه الحمـرا واشـم المـدر
            وآحس بالبرد جايب لي معه سالفـه
            ***
            من بعد كنا انتقلنا من بيـوت الحجـر
            قلنا العصافير طارت والسمـا زايفـه

            قصيدة جميلة وشرح جميل جزاكم الله خيرا
            اللهم اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

            الحمد لله على نعمة الإسلام

            تعليق

            Working...