كنت قد أوردت في موضوع لي بالمنتدى الأدبي في موضوع البستان قصيده إعتقدت انها للشاعر نعمان ثابت عبداللطيف
وذلك حسب وجودها في ديوانه ، ولكن أطلعت على مقالات رابطة القلم على ما أعتقد فتبين لي ان القصيدة هي لجبران خليل جبران وقد نشرت قبل العام 1922 م
هنا وجب التنويه لهذا الخطاء وتصحيح نسبة القصيدة لجبران خليل جبران


-------------------------

شعر : نعمان ثابت عبداللطيف (*)


سكن الليل وفي ثوب السكونِ ....... تختبي الأحلام

واعتلى الطير أريكات الغصونِ ..... يبعث الأنغام

فثوى السهد باجفان الحزين ..... وطوت أضلاعه الداء الدفين

واستهلت عبرات العاشقين

وسعى البدر وللبدر عيون ..... ترصد الأيام

وتلقى من أحاديث الشجون ..... ما يشيب الهام

يا ابنة الحقل هلمي لنزور ..... كرمة العشاق

فتغطينا بأغصان الزهور ..... وجنى الأوراق

أدهقي الأقداح خمراً سلسلا ..... وانعشي قلب المشوق المبتلى

واشربي فالخمر تشفي العللا

علنا نطفي بذياك العصير ..... حرقة الأشواق

وعسى يحنو على قلبي الكسير ..... قلبك الخفاق

واسمعي البلبل ما بين الحقول ..... يسكب الألحان

رَجّعتْ الحانه رحب السهول ..... فانتشى القلبان

فاجلسي قربي على عشب البطاح ..... وانصتي واستمعي أشجى الصداح

فصداح الطير مطلوق الجناح

في فضاء نفخت فيه التلول ..... نسمة الريحان

ينعش الروح كما كأس الشمول ..... تنعش الظمآن

لا تخافي يا فتاتي فالنجوم ..... تكتم الأخبار

مثقلات بتباريح الهموم ..... في هوى الأقمار

هائمات دون جدوى في السماء ..... خافقات كقلوب في الفضاء

أو فؤادي عندما طال التنائي

وضباب الليل في تلك الكروم ..... يحجب الأسرار

وعلى النبع بصمت ووجوم ..... تثمل الأزهار

لا تخافي فعروس الجن في ..... كهفها المسحور

يتسلى بكؤوس القرقف (1) ..... قلبها المأسور

هي تخشى فتكات المقلتين ..... وبريقاً ساطعاً في الوجنتين

أبصريها هي من نبلة عين

وقعت سكرى وكادت تختفي ..... عن عيون الحور

وإذا الفجر انجلى وا أسفي ..... تختفي في النور

ومليك الجن إن مر يروح ..... والهوى يثنيه

وإذا الورقاء في الليل تنوح ..... نوحها يشجيه

عانقيني وامسحي دمع جفوني ..... فمليك الجن في قيد الشجون

صامتاً منذهلا دامي العيون

هو مثلي عاشق كيف يبوح ..... بالذي يفنيه

وكلانا مستهام والجروح ..... مثخنات فيه


---------------
(1) القرقف : السلاف

----------
* شاعر عراقي ولد عام 1905م وتوفي عام 1937 م