Unconfigured Ad Widget

Collapse

توزيع الاوسمة على الصحابة رضي الله عنهم

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • رحيق مختوم
    عضو
    • Apr 2009
    • 18

    توزيع الاوسمة على الصحابة رضي الله عنهم

    اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى{وَسَيُجَنَّبُهَا الْاَتْقَى؟ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى؟ وَمَالِاَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى؟ اِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْاَعْلَى؟ وَلَسَوْفَ يَرْضَى(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْمُؤْمِنُون اِنَّهُ وِسَامُ الشَّرَفِ الْعَظِيمِ الَّذِي اَهْدَاهُ اللهُ تَعَالَى اِلَى اَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَاَمَّا الْوِسَامُ التَّالِي فَقَدْ اَهْدَاهُ سُبْحَانَهُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَيْثُ قَال[رَاَيْتُ قَصْراً اَبْيَضَ فِي الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ لِي هَذَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطّاب] وَاَمَّا الْوِسَامُ الثّالِثُ الَّذِي اَهْدَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَوَّجَ بِهِ هَامَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُثْمَانَ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَاتَاَخَّر] وَاَمَّا الْوِسَامُ الرَّابِعُ فَقَدْ اُهْدِيَ اِلَى اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ وَرَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَمَاهُوَ هَذَا الْوِسَام؟[سَاُعْطِي الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحْبُّهُ اللهُ وَرَسُولُه]وَاَمَّا الْوِسَامُ الْخَامِسُ فَاِنَّهُ كَانَ مِنْ نَصِيبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْاَنْصَارِيِّ الَّذِي كَلَّمَهُ اللهُ تَعَالَى كِفَاحاً بِلَا تَرْجُمَان؟ وَاَمَّا الْوِسَامُ الْاَخِيرُ الَّذِي نَذْكُرُهُ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة فَهُوَ الْوِسَامُ الَّذِي اُهْدِيَ لِحَنْظَلَةَ الَّذِي سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ غَسِيلَ الْمَلَائِكَة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ اُولَئِكَ هُمُ السُّعَدَاءُ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ اِلَّا مَاشَاءَ رَبَّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذ} اِخْوَتِي الْكِرَام؟ لِمَاذَا اُعْطِيَتْ هَذِهِ الْاَوْسِمَة؟ وَمَاسَبَبُ هَذَا الْوِسَامِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنهُمْ؟ وَسَنَقْتَصِرُ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ؟ وَلَايَتَّسِعُ الْمَجَالُ لِغَيْرِهِ الْآن؟ وَقَدْ نَعُودُ اِلَى بَاقِي الْاَوْسِمَةِ فِي يَوْمٍ مِنَ الْاَيَّام اِنْ اَحْيَانَا الله؟ نَعَمْ اِنَّهُ الْوِسَامُ الَّذِي اُهْدِيَ لِاَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَسَيُجَنَّبُهَا الْاَتْقَى؟ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى؟ وَمَا لِاَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى؟ اِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْاَعْلَى؟ وَلَسَوْفَ يَرْضَى} نَعَمْ اَخِي؟ آمَنَ بِلَالٌ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ؟ فَاَنْزَلَ بِهِ سَيِّدُهُ اُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ مِنَ الْعَذَابِ مَالَايُطَاق؟ وَكَانَ بِلَالٌ يَرُدُّ عَلَى هَذَا الْعَذَابِ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَة وَلَايُضِيفُ اِلَيْهَا كَلِمَةً اُخْرَى؟ اَتَدْرِي اَخِي مَاهِيَ؟اَحَدٌ اَحَد؟كَلِمَةٌ تَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلَاثَةِ اَحْرُف؟اَلْهَمْزَة وَالْحَاء وَالدَّال؟ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ كَالشَّرَارَةِ الْمُسَلَّطَةِ عَلَى قَلْبِ اُمَيَّةَ بْنِ خَلَف؟كَيْفَ تَقُولُ اَيُّهَا الْعَبْدُ الْاَسْوَدُ الْحَقِير؟كَيْفَ تَقُولُ اَحَد ؟اَيْنَ آلِهَةُ اَسْيَادِك؟ اَيْنَ الْاَصْنَامُ الَّتِي كُنْتَ تُمَرِّغُ جِبَاهَكَ بِهَا؟ اَيْنَ وَاَيْن؟لِمَاذَا تَلْفُظُهَا وَتَرْفُضُهَا الْآنَ؟ ثُمَّ تَقُولُ اَحَدٌ اَحَد؟وَيَمُرُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلَالٍ وَهُوَ يَقُولُ اَحَدٌ اَحَد؟فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ اَحَدٌ اَحَد؟اِنَّهُ الْاِقْرَارُ مِنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِهَذَا الْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ؟ اَنَّ خَيْرَ كَلِمَةٍ يَقُولُهَا لِسَيِّدِهِ الطَّاغِيَة؟ هِيَ اَنْ يَقُولَ اَحَدٌ اَحَد؟ لِاَنَّهَا اَكْثَرُ مَايَغِيظُهُ مِنَ الْكَلِمَات؟ ثُمَّ يَلْتَقِي رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَيَقُولُ لَهُ يَا اَبَا بَكْرٍ؟ اِنَّ بِلَالاً يُعَذَّبُ فِي الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَمْ يَنْطِقْ رَسُولُ اللهِ بِكَلِمَةٍ اُخْرَى؟ وَلَكِنَّهُ فَقَطْ عَرَضَ عَلَيْهِ الْمَسْاَلَةَ؟ دُونَ اَنْ يَاْمُرَهَ بِشَيْءٍ آخَر؟لَكِنَّ هَذَا الْعَرْضَ فَهِمَ مِنْهُ اَبُو بَكْرٍ؟ اَنَّ رَسُولَ اللهِ يُرِيدُ مِنْهُ اَنْ يَشْتَرِيَ بِلَالاً وَاَنْ يَعْتِقَهُ؟ فَذَهَبَ اَبُو بَكْرٍاِلَى بَيْتِهِ؟ وَجَاءَ بِرَطْلٍ مِنَ الذَّهَب؟ وَكان الرَّطْلُ فِي تِلْكَ الْاَيَّامِ هُوَ حَوَالِي نِصْف كِيلُو ذَهَب فِي تِلْكَ الْاَيَّام؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا فَقَدْ اَطْلَقُوا اصْطِلَاحاً جَدِيداً عَلَى الرَّطْل حَتَّى اَصْبَحَ يُعَادِلُ بِمُوجَبِهِ 3 كِيلُو اسْتَانْبُولِي اِنْ لَمْ اَكُنْ مُخْطِئَة؟ وَاَرْجُو مِنَ الْاِخْوَةِ الْكِرَامِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ مُشَارَكَاتِي؟ اَنْ يُصَحِّحُوا لِي هَذِهِ الْمَعْلُومَةَ اَوْغَيْرَهَا مِنْ كَلِمَاتِ مُشَارَكَاتِي اِنْ كَانَ فِيهَا خَطَاٌ مَا؟ وَاَنْ يَعْتَبِرُوا جَمِيعَ مُشَارَكَاتِي تَنْدَرِجُ تَحْتَ قِسْمِ الرَّاْيِ الْحُرّ حَتَّى وَلَوْ وَضَعْتُهَا فِي الْقِسْمِ الْاِسْلَامِيِّ؟ وَهَكَذَا اَكُونُ مُرْتَاحَةً اَكْثَرَ تَبْرِئَةً لِذِمَّتِي اَمَامَ اللهِ مِنْ أيِّ خَلَلٍ مُحْتَمَلٍ؟ فَلَسْتُ مَعْصُومَةً مِنَ الزَّلَلِ؟ وَلَنْ اَتَجَرَّاَ عَلَى اللهِ فِي الْفُتْيَا؟ اِلَّا جُرْاَةً اَدَبِيَّة؟ تَحْتَ قِسْمِ الرَّاْيِ الْحُرِّ الَّذِي يَحْتَمِلُ الصَّوَابَ وَالْخَطَاَ؟ مِنْ بَابِ النَّصِيحَةِ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِاَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ؟ فَجَاءَ بِهِ وَقَالَ لِاُمَيَّةَ اَتَبِيعُه؟ فَقَالَ اُمَيَّةُ نَعَمْ بِكَمْ تَشْتَرِيه؟ فَقَالَ اَبُو بَكْرٍ بِهَذَا الذَّهَب؟ فَقَالَ اُمَيَّةُ بِعْتُكَهُ؟فَاَخَذَهُ اَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَضَمَّهُ اِلَيْه؟ فَقَالَ لَهُ بِلَالٌ اَعْتَقْتَنِي مِنْ اُمَيَّةَ مِنْ اَجْلِ اللهِ اَمْ مِنْ اَجْلِ نَفْسِكَ؟ فَقَالَ اَبُو بَكْرٍ بَلِ اشْتَرَيْتُكَ مِنْ اَجْلِ الله؟ فَقَالَ بِلَالٌ اِذاً اَعْتِقْنِي مِنْ نَفْسِكَ اَيْضاً؟ فَاَعْتَقَهُ اَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَالَ حُرِّيَّتَه؟ فَيَالَهَا مِنْ كَرَامَةٍ اِنْسَانِيَّةٍ يَتَّصِفُ بِهَا هَؤُلَاءِ الْاَغْنِيَاءُ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ مَلَكُوا الدُّنْيَا؟ وَلَكِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَمْلِكْهُمْ؟ وَهَذَا هُوَ الزُّهْدُ الْحَقِيقِيُّ الْمَشْرُوع؟ وَهُوَ اَنْ تَكُونَ الدُّنْيَا فِي يَدِكَ اَخِي لَا فِي قَلْبِكَ؟ لِاَنَّ مَاكَانَ فِي يَدِكَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا فَاِنَّكَ سَرِيعاً مَا تَتَخَلَّى عَنْه؟ وَاَمَّا مَا تَمَكَّنَ فِي قَلْبِكَ مِنَ الدِّينِ وَالْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَالرَّحْمَةِ عَلَى النَّاس فَيَصْعُبُ عَلَيْكَ اَنْ تَتَخَلَّى عَنْهُ بِهَذِهِ السُّهُولَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهَؤُلَاءِ الْاَفْذَاذُ مَلَكُوا الدُّنْيَا وَلَكِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَتَمَلَّكْهُمْ؟ نَعَمْ اِنَّ قِيمَةَ الْاِنْسَانِ فِي شَخْصِيَّتِه؟ فِي كَرَامَتِهِ الْاِنْسَانِيَّةِ الَّتِي لَايَجُوزُ اَنْ يُعْتَدَى عَلَيْهَا اَبَداً؟ نَعَمْ هَذَا هُوَ تَكْرِيمُ الْاِنْسَان؟ فَهَنِيئاً لَكَ اَيُّهَا الْغَنِيُّ؟ حِينَمَا تَمُدُّ يَدَكَ اِلَى هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاء؟ اِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ هَجَرُوا دِيَارَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ؟ بِسَبَبِ مَاكَانُوا يُلَاقُونَهُ فِيهَا مِنْ عُنْفٍ؟ ثُمَّ آوَوْا اِلَى هَذِهِ الْبِلَادِ الْآمِنَةِ الْمُطْمَئِنَّةِ الَّتِي نَرْجُو اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَنْ يُدِيمَ عَلَيْهَا هَذِهِ النِّعْمَةَ؟ لِتَكُونَ مَلْجَاً مُؤَقّتاً لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَكْرَهُونَ الْعُنْفَ؟ وَيَكْرَهُونَ كُلَّ مَنْ يُعَامِلُ النَّاسَ بِالْعُنْف؟ ثُمَّ يَتَحَيَّنُونَ الْوَقْتَ الْمُنَاسِبَ مِنْ اَجْلِ الْعَوْدَةِ اِلَى بِلَادِهِمْ؟ لِيُشَارِكُوا اِخْوَانَهُمُ الْمُجَاهِدِينَ فِي النَّيْلِ مِنْ اَصْحَابِ الْعُنْفِ هَؤُلَاءِ وَاِيقَافِهِمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ وَاِلَّا فَاِنَّ الْعُنْفَ سَيَطَالُهُمْ اَيْنَمَا ذَهَبُوا عَاجِلاً اَوْ آجِلاً؟ وَلَا مُسْتَقْبَلَ آمِناً لَهُمْ؟ وَلَا لِاَوْلَادِهِمْ؟ نَعَمْ اِنَّهَا كَرَامَةُ الْاِنْسَانِ الَّتِي تُسَاوِي كُلَّ شَيْءٍ وَلَايُسَاوِيهَا شَيْءٌ آخَرُ فِي مِيزَانِ الله؟ فَهَنِيئاً لَكَ اَيُّهَا الْغَنِيّ؟ هَنِيئاً لَكَ يَامَنْ تَكْسُو الْعُرْيَان؟ هَنِيئاً لَكَ يَامَنْ تُسْكِنُ الْمُشَرَّد؟ هَنِيئاً لَكَ يَامَنْ تُطْعِمُ الْجَائِع؟ هَنِيئاً لَكَ يَامَنْ تُدَاوِي الْمَرِيض؟ هَنِيئاً لَكَ يَامَنْ تَمْسَحُ عَلَى رَاْسِ الْيَتِيم؟ هَنِيئاً لَكَ يَامَنْ تُسَاعِدُ الْاَرْمَلَةَ وَالْمِسْكِين؟ هَنِيئاً لَكَ ثُمَّ هَنِيئاً لَكَ وَسَعَادَةً دَائِمَةً لَكَ عِنْدَ اللهِ لَاتُدَانِيهَا سَعَادَة؟ هَنِيئاً لَكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا؟ اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَاشُكُورَا؟ اِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيرَا؟ فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورَا؟ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا(عَلَى فِرَاقِ اَمْوَالِهِمْ وَاَحْبَابِهِمْ{ جَنَّةً وَحَرِيرَا؟مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْاَرَائِكِ لَايَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيرَا؟ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلَا؟ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَاَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا؟ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرَا؟وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَاْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلَا؟عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلَا؟ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ اِذَا رَاَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُورَا؟ وَاِذَا رَاَيْتَ ثَمَّ رَاَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيرَا؟ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَاِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا اَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُورَا؟ اِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورَا(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخَوَة؟ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ وَفَاطِمَةُ عَلَيْهَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَوَلَدَاهُمَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ صَلَوَاتُ اللهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً؟ بَاتُوا ثَلَاثَ لَيَالٍ عَلَى الطَّوَى وَالْجُوع؟ وَكُلَّمَا اَرَادُوا اَنْ يَاْكُلُوا؟ طَرَقَ عَلَيْهِمُ الْبَابَ طَارِق؟ فَفِي الْيَوْمِ الْاَوَّلِ مِسْكِين؟ وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي يَتِيم؟ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ اَسِير؟ سُبْحَانَكَ يَارَبّ؟ حَتَّى الْاَسِير؟ نَعَمْ؟ حَتَّى الْاَسِيرُ الَّذِي كَانَ عَدُوّاً لَكَ؟ وَوَقَعَ تَحْتَ يَدَيْكَ اَخِي؟ فَيَجِبُ اَنْ تُحْسِنَ اِلَيْه؟ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَرْبِطُ الْاَسِيرَ فِي السَّارِيَة وَهِيَ عَمُودُ الْمَسْجِد؟ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَقَاطَرُونَ مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْب؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْتُوا اِلَيْهِ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَاب؟ وَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يَسْجُنُ الْاَسِيرَ فِي الْمَسْجِدِ؟ وَيَرْبِطُهُ بِالسَّارِيَة؟ ثُمَّ يَاْتِيهِ وَيُغْدِقُ عَلَيْهِ مَعَ الْاَبْرَارُ مِمَّا اَعْطَاهُمُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لِاَنَّهُمْ عِبَادُ اللهِ الْاَخْيَار؟ وَبَعْدَ اَنْ تَمُرَّ اَيَّام؟ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ لِهَذَا الْاسِيرِ؟ اَلَا تُسْلِم؟ فَيَقُولُ الْاَسِيرُ لَا لَنْ اُسْلِم؟ فَيَفُكُّ رَسُولُ اللهِ قِيَادَهُ؟ وَيَاْخُذُ عَلَيْهِ الْعَهْدَ؟ اَلَّا يُحَارِبَ الْمُسْلِمِينَ؟ وَلَايُعِينَ عَلَى حَرْبِهِمْ؟ فَيَخْرُجُ خَارِجَ الْمَسْجِدِ؟ وَمَا هِيَ اِلَّا دَقَائِقُ؟ وَقَدْ عَادَ هَذَا الْاَسِيرُ وَرَاْسُهُ يَقْطُرُ بِالدِّمَاءِ اَمْ بِالْمَاء؟ بَلْ بِالْمَاءِ اَيُّهَا الْغَادِرُونَ الْمُجْرِمُون؟ لِمَاذَا؟ اَتَدْرِي لِمَاذَا اَخِي؟ لِاَنَّهُ اغْتَسَلَ وَتَطَهَّرَ؟ لِاَنَّهُ يُرِيدُ اَنْ يُسْلِمَ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين؟ فَيَاْتِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ؟ وَيَنْطِقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ؟ فَيَسْاَلُهُ رَسُولُ اللهِ؟ لِمَاذَا لَمْ تُسْلِمْ قَبْلُ؟ فَيَقُولُ حَتَّى لَايُقَالَ عَنِّي اَنِّي اَسْلَمْتُ مُكْرَهاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنَّهَا الْاِنْسَانِيَّةُ فِي قِمَّتِهَا الْعَالِيَة؟ اِنَّهَا الْاِنْسَانِيَّةُ فِي اَوْجِهَا؟ وَفِي مَجْدِهَا؟ وَفِي عِزَّتِهَا؟ وَفِي كَرَامَتِهَا؟ وَاَمَّا الَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ حَاجَاتِ النَّاس؟ فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَاتَرْدَعُهُمُ الْحَوَادِثُ؟ وَلَايَتَّعِظُونَ بِالْاَحْدَاثِ اَبَداً؟ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَسْتَمْرِئُونَ الطّغْيَانَ؟ وَيَسْتَمْرِئُونَ وَيُعْجِبُهُمُ اسْتِغْلَالُ حَاجَةِ الْاِنْسَان؟ هَؤُلَاءِ الْغَشَّاشُونَ الَّذِينَ لَمْ يَكْتَفُوا بِافْتِعَالِ اَزْمَةِ النَّفْطِ وَالغَازِ وَغَلَاءِ الْاَسْعَارِ فِي السُّوقِ السَّوْدَاءِ وَالْبَيْضَاء؟ بَلْ زَادُوا عَلَيْهَا بِاَزْمَةٍ اُخْرَى اَوْقَحَ مِنْهَا غِشّاً وَتَدْلِيساً عَلَى النَّاس؟ حَتَّى اَصْبَحْنَا نَشْتَرِي اُنْبُوبَةَ الْغَازِ مَمْلُوءَةً بِالْمَاء؟ فَاَيُّ فَرْقٍ؟ وَاَيُّ بَوْنٍ شَاسِعٍ؟ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبْذُلُونَ اَمْوَالَهُمْ فِي مُسَاعَدَةِ النَّاسِ؟ وَبَيْنَ مَنْ يَسْتَغِلُّونَ حَاجِيَاتِ النَّاس؟ فَيَا اَيُّهَا الْغَاشُّ اللَّئِيمُ؟ اَمَا تَكْفِيكَ هَذِهِ الْعُقُوبَة[مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا(اَتُرْيدُ اَنْ تَخْرُجَ عَنْ جَمَاعَةِ رَسُولِ الله؟ اَتُرِيدُ اَنْ تَخْرُجَ عَنْ دِينِ رَسُولِ اللهِ مِنْ اَجْلِ مَالٍ قَلِيل؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ لَيْسَ هَذَا رَبْحاً؟ وَاِنَّمَا هُوَ الْخَسَارَةُ الْكُبْرَى فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَة؟ وَلَكِنْ مَنِ الَّذِي يَرْدَعُ اَمْثَالَ هَؤُلَاء؟ اِنَّهُ الْاِيمَان؟ فَاِذَا لَمْ يُوجَدِ الْاِيمَانُ؟ فَانْتَظِرْ اَخِي مِنْهُمْ كُلَّ بَلِيَّة؟ وَاِذَا وُجِدَ الْاِيمَانُ الصَّادِقُ؟ فَانْتَظِرْ كُلَّ خَيْر؟ نَعَمْ نَعَمْ يَا اِخْوَتِي الْكِرَام؟ فَرْقٌ بَيْنَ هَذَا وَذَاك؟ فَرْقٌ بَيْنَ مَنْ يُسَهِّلُ عَلَى النَّاسِ مِنَ التَّجَّارِ الْاَتْقِيَاءِ الَّذِينَ يَقْنَعُونَ بِالرِّبْحِ الْيَسِير؟ فَهَؤُلَاءِ يُحْشَرُونَ مَعَ مَنْ يَوْمَ الْقِيَامَة؟[اَلتَّاجِرُ الصَّدُوقُ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشَّهَدَاء(فَهَذَا خَسَارَةٌ اَمْ رَبْحٌ اَخِي التَّاجِر؟وَاَمَّا الَّذِينَ يَاْكُلُونَ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِل؟ وَاَمَّا الَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ حَاجِيَاتِ النَّاس؟ فَاِنَّ اللهَ سَيَمْحَقُهُمْ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَة؟ وَسَيُسَلّطُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَصَائِبِ مَالَايُعَدُّ وَلَايُحْصَى؟ حَدَّثَنِي بَعْضُ كِبَارِ السِّنِّ قَبْلَ اَنْ يَنْتَقِلَ اِلَى جِوَارِ رَبِّهِ رَحِمَهُ الله؟ اَنَّهُ فِي الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَة؟ حَدَثَتْ اَزْمَةُ حُبُوبٍ فِي الْقَمْحِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْحُبُوب؟ حَتَّى اَنَّهُمْ كَانُوا يَصْنَعُونَ الْاَكْلَةَ اللُّبْنَانِيَّةَ الْمَشْهُورَةَ كَالْكُبَّةِ وَالِكْجَيْجَاتِ وَغَيْرِهَا مِنْ سَمَادِ الْاَرُز؟ وَلَايُوجَد حَتَّى مِنَ الْبُرْغِلِ النَّاعِمِ اَوِ الْخَشِنِ مَا يَصْنَعُونَ بِهِ هَذِهِ الْاَكْلَةَ اللَّذِيذَة؟ فَمَاذَا فَعَلَ بَعْضُ التَّجَارِ الْجَشِعِين؟ وَضَعَ حُبُوبَ الْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ فِي مَخَازِنِهِ الَّتِي يَمْلِكُهَا احْتِكَاراً وَانْتِظَاراً لِرَفْعِ الْاَسْعَار؟ فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْاَسْعَار؟ فَتَحَ الْمَخَازِنَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَبِيعَ مَا عِنْدَهُ؟ بِاَسْعَارٍ خَيَالِيَّةٍ غَالِيَةٍ جِدّاً؟ فَيَالَهَوْلِ الْمُفَاجَاَة؟ حِينَمَا رَاَى جَمِيعَ الْقَمْحِ قَدْ اَكَلَهُ السُّوس وَ {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى قُلُوبٍ رَحِيمَةٍ عَلَى كُلِّ الْمُسْتَوَيَات؟ نَعَمْ؟ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى قُلُوبٍ رَحِيمَةٍ؟ تَرْحَمُ الْاِنْسَان؟ تَرْحَمُ الْحَيَوَان؟ تَرْحَمُ النَّبَات؟ تَرْحَمُ الْجَمَاد[اَلرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللهُ الرَّحْمَن؟ اِرْحَمُوا مَنْ فِي الْاَرْضِ؟ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاء(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَامُ عَلَى كُلِّ الْمُسْتَوَيَاتِ الشَّعْبِيَّةِ وَالرَّسْمِيَّةِ فِي آنٍ وَاحِد؟ اِخْوَانُنَا الَّذِينَ تَرَكُوا دِيَارَهُمْ بِسَبَبِ الْعُنْفِ الَّذِي يُلَاقُونَهُ؟ جَاؤُوا اِلَيْكُمْ؟ وَكُلّهُمْ يَكْرَهُونَ اَسَالِيبَ الْعُنْفِ؟ فَفَرُّوا بِاَنْفُسِهِمْ؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعُنْفَ؟ اَوْ اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْخَرَابَ لِسُورِيّا كَمَا يَتَوَهَّمُ الْبَعْضُ؟ اَبَداً؟ وَاِنَّنِي اَلْتَقِي مَعَ كَثِيرٍ مِنْهُمْ؟ وَهُوَ مُتَاَلّمٌ جِدّاً لِمَا يَحْدُثُ فِي بَلَدِهِ مِنْ عُنْف؟ وَيَشْكُرُنِي كَثِيراً عَلَى اَنَّنِي اُهَدِّىءُ الْمَشَاعِرَ وَالْاَحَاسِيسَ؟ لِتَبْقَى سُورِيّا وَتُرْكِيَّا وَالْعِرَاقَ وَالْاُرْدُنَّ وَلُبْنَانَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْبُلْدَانِ الْمُسْتَضِيفَةِ لِهَؤُلَاءِ؟ نَمُوذَجاً لِحَيَاةِ الْمَحَبَّةِ وَالْمَهَابَةِ؟ وَلِحَيَاةٍ هَنِيئَةٍ بَعِيدَةٍ عَنِ الْمَشَاكِلِ وَالْمُنَغّصَات؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اُخَاطِبُ الْجَمِيعَ عَلَى الْمُسْتَوَى الشَّعْبِيّ؟ وَعَلَى الْمُسْتَوَى الرَّسْمِيّ؟ اَنَّ مَنْ يَاْتِي اِلَى هَذِهِ الْبِلَادِ؟ فَلَيْسَ مُتَّهَماً؟ وَاِنَّمَا يَاْتِي فِرَاراً بِنَفْسِهِ وَبِاَهْلِهِ؟ وَلَيْسَ كَمَا يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ مَثَلاً هَذَا حِمْصِي وَصُورَتُهُ حَمْرَاء لَا؟ يَجِبُ اَنْ نَنْزِعَ كُلَّ ذَلِكَ مِنْ نُفُوسِنَا وَمِنْ تَصَوُّرَاتِنَا؟ فَنَحْنُ جَمِيعاً فِي هَذِهِ الْبِلَادِ؟ سَوَاءٌ كُنَّا مُسْلِمِينَ اَوْ غَيْرَ مُسْلِمِين؟ سَوَاءٌ كُنَّا مِنْ طَائِفَةِ كَذَا؟ اَوْ مِنْ طَائِفَةِ كَذَا؟ اِنَّمَا نَعِيشُ فِي مَحَبَّةٍ؟ وَفِي وِئَامٍ؟ وَفِي تَسَامُحٍ تَامّ؟ فَنَرْجُو مِنْ كُلِّ الْمُسْتَوَيَاتِ الشَّعْبِيَّةِ وَالرَّسْمِيَّةِ؟ وَخَاصَّةً فِي سُورِيّا؟ وَخَاصَّةً فِي مَنَاطِقِنَا النُّصَيْرِيَّةِ وَالْعَلَوِيَّة؟ اَنْ تُرَسِّخَ ذَلِكَ؟ وَاَنْ تُقَوِّيَهُ وَتَدْعَمَه؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ نَحْنُ مُنْذُ الْاَحْدَاثِ الْاُولَى؟ كُنَّا وَمَا زِلْنَا؟ نَعْمَلُ عَلَى التَّهْدِئَةِ مَعَ اِخْوَانِنَا مِنْ رِجَالِ الْاَمْنِ؟ وَعَلَى كُلِّ الْمُسْتَوَيَات؟ وَكَانُوا يُوقِفُونَ بَعْضَ الشَّبَابِ الْغُرِّ الطَّائِشِ الَّذِينَ يَشْتُمُونَ بَشَّار وَيَعْتَقِلُونَهُمْ؟ فَكُنْتُ اَقُولُ لَهُمْ؟ اِنَّ كَثِيراً مِنْ شَيَاطِينِ النَّاسِ لَعَنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين يَسُبُّونَ الرَّبَّ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ يَعْنِي اِذَا وَاحِدٌ مِنَّا نَفَّسَ عَنْ نَفْسِهِ بِكَلِمَةٍ طَائِشَةٍ عَشْوَائِيَّةٍ خَرَجَتْ رَغْماً عَنْهُ ثُمَّ سَبَّ بَشَّار شُو فِيَّا يَعْنِي؟ هَلْ نُعَاقِبُ عَلَى سَبِّ الْخِنْزِيرِ بَشَّار كَمَا نُعَاقِبُ عَلَى سَبِّ الرَّبِّ الْمَعْبُود؟ هَلْ نُسَوِّي بَيْنَ بَشَّار الْكَلْب وَبَيْنَ الرَّبِّ الْمَعْبُود؟ فَكَانُوا يُرْسِلُونَهُمْ اِلَيَّ مَعَ ضَابِطٍ مِنَ الضُّبَّاط؟ ثُمَّ يُطْلِقُونَ سَرَاحَهُمْ بَيْنَ يَدَيَّ بَعْدَ اَنْ اَشْفَعَ لَهُمْ؟ ثُمَّ يَاْخُذُونَ تَعَهُّداً مِنِّي وَمِنْهُمْ؟ اَلَّا يَقُومُوا بِاَيَّةِ مُظَاهَرَاتٍ بَعْدَ ذَلِكَ؟ وَفِعْلاً كَانَ يَحْدُثُ ذَلِكَ؟ وَالَّذِينَ عَاهَدُونِي؟ لَايُوجَدُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ خَالَفَ الْعَهْدَ وَالْحَمْدُ لِله؟ وَلِذَلِكَ اَرْجُو مِنْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ بَدَلَ اَنْ تُحَوِّلُوهُمْ اِلَى الْقَضَاء؟ وَبَدَلَ اَنْ يَتَكَلَّفَ اَهْلُوهُمْ هَذِهِ الْكَفَالَاتِ الْمَالِيَّةَ؟ اَنْ تُحَوِّلُوهُمْ اِلَيَّ وَاِلَى مَشَايِخِنَا الْعَلَوِيِّينَ؟ فَنَحْنُ حِينَمَا نُعَالِجُ الْاَمْرَ؟ نُعَالِجُهُ بِالْمَحَبَّةِ وَالتَّفَاهُمِ؟ لَا بِالْقُوَّةِ وَلَا بِالضَّرْبِ؟ وَبِذَلِكَ يَسْتَقِيمُ الْاَمْر؟ فَيَالَيْتَ الْاَمْرَ يَعُودُ كَمَا كَانَ مِنْ قَبْل؟ وَيَالَيْتَ كُلَّ مَنْ هُوَ مَوْقُوفٌ وَلَيْسَ لَهُ تُهْمَةٌ شَدِيدَةٌ تَثْبُتُ عَلَيْهِ؟ اَنْ يُطْلَقَ سَرَاحُهُ عَلَى يَدِي؟ وَعَلَى يَدِ اَمْثَالِي مِنْ مَشَايِخِنَا الْعَلَوِيِّين؟ اَوْ مَشَايِخِنَا مِنْ اَهْلِ السُّنَّة؟ اَوْ مَشَايِخِنَا الدُّرُوزْ؟ اَوِ الِاسْمَاعِيلِيَّة؟ اَوِ الشِّيعَةِ؟ اَوْ آبَائِنَا الْكَهَنُوتِيِّينَ فِي الْمَعْبَدِ وَالْكَنِيسَةِ مِنَ الْمَسِيحِيِّينَ وَالْبُوذِيِّينَ وَالْهِنْدُوسِ؟ اَوْ حَاخَامَاتِنَا مِنَ الْيَهُود؟ فَاَنَا وَمَنْ حَوْلِي؟ وَلَسْتُ وَحْدِي؟ بَلْ نَحْنُ جَمِيعاً دَائِماً نُهَدِّىءُ الْمَشَاعِرَ؟ وَدَائِماً نُحَاوِلُ اَنْ يَكُونَ الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ مُجْتَمَعاً نَمُوذَجِيّاً فِي الْمَحَبَّةِ وَالتَّسَامُحِ وَالْاِخَاءِ الْاِنْسَانِي؟ وَلِذَلِكَ اَرْجُو مِنْ جَمِيعِ رِجَالِ الدِّينِ؟ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ؟ وَعَلَى كُلِّ الْمُسْتَوَيَاتِ؟ وَمِنْ اَعْلَاهَا اِلَى اَدْنَاهَا؟ اَنْ نَتَسَاعَدَ جَمِيعاً عَلَى ذَلِكَ؟ وَاَنْ نَحْفَظَ كَرَامَةَ الْاِنْسَانِ؟ وَاَلَّا يَكُونَ هَذَا الْكَلَامُ حِبْراً عَلَى وَرَقٍ نَبُلُّهُ وَنَشْرَبُ مَاءَه؟ وَاَلَّا نُهِينَ وَاَلَا نَظْلِمَ الْاِنْسَانَ؟ وَاَلَّا نَضْرِبَ الْاِنْسَانَ؟ اِلَّا اِذَا كَانَ يَسْتَحِقُّ الضَّرْب؟ وَاَنْ نُعَالِجَ الْاَوْضَاعَ بِالْمَحَبَّةِ وَبِالتَّفَاهُمِ؟ لَا بِالْقَسْوَةِ؟ وَلَابِالْعُنْفِ؟ وَبِذَلِكَ يَبْقَى الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ؟ عَلَى كُلِّ مُسْتَوَيَاتِهِ؟ نَمُوذَجاً لِلتَّآلُفِ وَالْمَحَبَّةِ؟ وَيُصْبِحُ مِينَاءَ وُدٍّ؟ تَرْسُو بِهِ السُّفُنُ؟ وَتَرْسُو بِهِ النُّفُوسُ الْمُضْطَّرِبَةُ؟ لِتَجِدَ الْهُدُوءَ وَالطَّمَاْنِينَةَ؟ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم؟ وَاِنِّي اُشْهِدُ اللهَ؟ اَنِّي اَتَاَذَّى اَنْ يُضْرَبَ أيُّ اِنْسَانٍ؟ مَهْمَا كَانَ دِينُهُ؟ وَمَهْمَا كَانَتْ طَائِفَتُهُ؟ اَنْ يُضْرَبَ ظُلْماً؟ وَلِذَلِكَ نُرِيدُ دَائِماً؟ اَنْ يَبْقَى هَذَا الشُّعُورُ؟ هُوَ السَّائِدُ فِيمَا بَيْنَنَا؟ وَلَا اُنْكِرُ عَلَيْكُمْ؟ اَنَّهُ فِي اَوَّلِ الْاَحْدَاثِ كَانَ يَزُورُنِي فِي بَيْتِي كُلُّ الْمَسْؤُولِينَ؟ وَعَلَى اَرْقَى الْمُسْتَوَيَات؟ وَكُلُّنَا كُنَّا نَتَفَاهَمُ وَنَتَّفِقُ؟ عَلَى هَذَا الْوَضْعِ الْاِنْسَانِيِّ الرَّائِعِ؟ وَاَنَّهُ لَايُوجَدُ اِلَّا حَلٌّ وَاحِدٌ؟ حَتَّى يَتَخَلَّصَ الْعَالَمُ مِنَ الظُّلْمِ وَالِاضْطّهَاد؟ وَهُوَ اَنْ نُشَكِّلَ جَمِيعاً مَعَ بَعْضِنَا؟ رِجَالَ دِينٍ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين؟ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم؟ تَحَالُفاً قَوِيّاً جِدّاً؟ مِنْ اَجْلِ نُصْرَةِ الْمَظْلُومِينَ؟ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ؟ مِنْ دُونِ اسْتِثْنَاء؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْنَا اَنْ نُقَدِّرَ ذَلِكَ التَّقْدِيرَ الَّذِي نَفْخَرُ بِهِ اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ لِكُلِّ مَنْ يُسَاعِدُ فِي تَكْوِينِ هَذَا التَّحَالُف؟ لِاَنَّنَا جَمِيعاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ؟ مَسْؤُولُونَ اَمَامَ اللهِ؟ عَنْ سَعَادَةِ هَذَا الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ؟ بِجَمِيعِ اَطْيَافِهِ؟ وَحِمَايَتِهِ مِنَ الظُّلْمِ وَالْبُؤْسِ وَالشَّقَاءِ وَالتَّعَاسَةِ وَالْحِرْمَانِ وَالْخُذْلَان؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا النَّاسُ(مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين{اِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَاُنْثَى؟ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا(عَلَى الرَّحْمَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالتَّسَامُحِ وَالنُّصْرَةِ وَالْحِمَايَةِ؟ حَتَّى يَرْحَمَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ وَيَنْصُرَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ لِيَحْمِيَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ مِنْ شُرُورِ اَنْفُسِنَا وَاَنْفُسِكُمْ؟ وَسَيِّآتِ اَعْمَالِنَا وَاَعْمَالِكُمْ{قُلْ صَدَقَ اللهُ؟ فَاتَّبَعُوا مِلَّةَ اِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً؟ وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِين(اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟ حَمْداً لِله؟ وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى رَسُولِ اللهِ؟ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ فَاَيُّ اِنْسَانٍ يُثِيرُ الْاِشَاعَاتِ الْكَاذِبَةِ حَوْلَ الْمَسَاجِدِ عِنْدَنَا؟ فَهُوَ مُخَادِعٌ؟ يَخْدَعُ نَفْسَهُ؟ وَيَخْدَعُ غَيْرَه؟ نَعَمْ؟ مَاذَا نَرَى فِي هَذِهِ الْمَسَاجِد؟ نَرَى صَلَاةً؟ وَ دُرُوسَ عِلْمٍ؟ وَخُطَبَ جُمَعَةٍ صَرِيحَةٍ؟ تَدْعُو اِلَى التَّآلُفِ؟ وَتَدْعُو اِلَى الْمَحَبَّةِ؟ وَلَا نَرَى اَكْثَرَ مِنْ ذَلِك؟ وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ وَلَا اَقُولُ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِك؟ وَمَهْمَا حَدَثَ مِنْ اَحْدَاثٍ؟ فَكُونُوا حَرِيصِينَ عَلَى بُيُوتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ كُونُوا حَرِيصِينَ عَلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ لِلرِّجَالِ وَلِلنِّسَاءِ؟ فَاِنَّهَا الْجِهَادُ الْاَكْبَرُ فِي سَبِيلِ الله؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَقْبَلَ اللهُ جِهَادَ الْجَاهِلِ الْمُتَطَرِّفِ فِي سَبِيلِهِ اَبَداً؟ اِلَّا بِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ صَارِمَةٍ يَتَعَلَّمُهَا مِنْ دُرُوسِ الْعِلْم؟ وَالْحَمْدُ لِلهِ اَنَّ الْمَسْؤُولِينَ يَعْرِفُونَ اَنَّهَا مَسَاجِدُ؟ مِنْ اَجْلِ التَّثْقِيفِ وَالتَّوْعِيَةِ؟ وَنَبْذِ التَّطَرُّفِ وَالْاِرْهَابِ غَيْرِ الْمَشْرُوع؟ وَلَيْسَتْ مَسَاجِدَ الضِّرَارِ لِاَيِّ اَحَدٍ مَهْمَا كَانَ دِينُهُ وَمَهْمَا كَانَتْ طَائِفَتُه؟ وَنَحْنُ مَا زِلْنَا اِلَى الْآن فِي مَسَاجِدِنَا؟ وَعَلَناً وَعَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ؟ نَدْعُو اِلَى اِطْلَاقِ سَرَاح ِالْمُطْرَانَيْنِ الْمَخْطُوفَيْنِ وَجَمِيعِ الْمَخْطُوفِينَ وَالسُّجَنَاءِ الْمَظْلُومِينَ؟ فَهَذَا لَيْسَ مِنْ اَخْلَاقِ الْاِسْلَامِ اَبَداً فِي شَيْء؟ وَالْاِسْلَامُ بَرِيءٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخَاطِفِينَ؟ سَوَاءٌ كَانُوا مِنَ النِّظَامِ؟ اَوْ كَانُوا مِنَ الْمُعَارَضَةِ؟ اَوْ كَانُوا مِنَ الْمُوسَادِ الْاِيرَانِي الْاِسْرَائِيلِي الصَّلِيبِي الْمُشْتَرَك؟ فَهُنَاكَ اِذاً دُرُوسُ عِلْمٍ لِلرِّجَالِ؟ وَدُرُوسُ عِلْمٍ لِلنِّسَاءِ اَيْضاً؟ مِنْ اَجْلِ تَثْقِيفِهِنَّ وَتَوْعِيَتِهِنَّ؟ حَتَّى يُرَبِّينَ جِيلاً فَاضِلاً؟ يَنْبُذُ التَّطَرَّفُ وَالْاِرَهَابَ عَلَى غَيْرِ اَعْدَاءِ الله؟ وَلَيْسَ فِي هَذِهِ الدُّرُوسِ؟ اِلَّا التَّوْجِيهُ الْحَسَنُ؟ وَاِلَّا التَّعْلِيمُ الْحَضَارِيُّ الْاِنْسَانِيُّ الرَّاقِي؟ وَاِلَّا نَشْرُ الْاُلْفَةِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ النَّاسِ جَمِيعاً فِي الْمَسْجِدِ وَخَارِجَ الْمَسْجِد؟ وَاَنَا اَسِيرُ فِي شَوَارِعِ قَوْمِي الْعَلَوِيِّينَ وَالدُّرُوزِ وَالْاسْمَاعِيلِيِّينَ وَالشِّيعَةِ وَشَوَارِعِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَشَوَارِع ِالْيَهُودِ وَالْمَسِيحِيِّينَ الْقَرِيبَةِ مِنْهُمْ؟ فَاَرَى كُلَّ مَحَبَّةٍ وَتَقْدِيرٍ وَاحْتِرَامٍ مُتَبَادَلٍ بَيْنَ الْاَطْرَافِ جَمِيعاً؟ وَقَدْ عِشْنَا جَمِيعاً فِي بِلَادِنَا ؟مُتَآخِينَ مُتَآلِفِين؟ فَاَيُّ اِنْسَانٍ مِنْ أيَّةِ جِهَةٍ كَانَتْ؟ يُرِيدُ اَنْ يُعَكِّرَ صَفْوَنَا؟ فَاِنَّنَا نَضْرِبُ عَلَى يَدَيْهِ؟ وَهَذَا كَلَامٌ نَتَعَلَّمُهُ فِي دُرُوسِ الْعِلْمِ يَوْمِيّاً وَيُرِيحُنَا جَمِيعاً؟ فَيَا رَبَّنَا؟ يَارَبَّ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ؟ نَجِّنَا مِنْ كُلِّ بَلِيَّة؟ يَارَبَّنَا اَلّفْ فِيمَا بَيْنَ قُلُوبِنَا؟ يَارَبَّنَا اجْمَعْنَا عَلَى طَاعَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ وَمَحَبَّةِ رُسُلِكَ وَرَسُولِكَ وَاَزْوَاجِهِ وَآلِ بَيْتِهِ وَاَصْحَابِهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِين؟ اَللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا؟ وَزَكِّهَا اَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا؟ اَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا؟ اَللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِين بِرَحْمَتِكَ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟ اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَنَا وَاَرَادَ بِلَادَنَا وَدِينَنَا وَاُمَّتَنَا وَشَعْبَنَا وَدِيَارَنَا بِخَيْرٍ فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْه؟ وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً فَخُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر؟ اَللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِبَشَّارَ الطَّاغِيَة؟ وَعَلَيْكَ بِكُلِّ طَاغِيَةٍ ظَالِمٍ؟ وَعَلَيْكَ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟اِرْحَمْنَا وَارْحَمْ اِخْوَانَنَا مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ اِجْرَامِهِمْ يَارَبّ؟ اَللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْغَلَاء؟ اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَاَجْدَادِنَا وَاَحْفَادِنَا وَاَرْحَامِنَا وَلِمَشَايِخِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا؟ وَلِمَنْ بَنَى بَيْتاً لِلهِ؟ وَلِلْقَائِمِينَ عَلَى بُيُوتِ اللهِ؟ وَعَلَى هَذَا الْمُنْتَدَى وَالْاَعْضَاءِ الْمُشْرِفِينَ وَالْمُشْتَرِكِينَ فِيهِ وَالزَّائِرِينَ وَلِكُلِّ فَاعِلِ خَيْر؟ اَرْجُو اَنْ يُفْهَمَ كَلَامِي جَيِّداً؟ وَاَنْ يُطَبَّقَ تَطْبِيقاً عَمَلِيَّاً بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنْ قِرَاءَةِ الْمُشَارَكَة؟ عِبَادَ الله؟ {اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ؟ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ؟ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون( قُومُوا اِلَى الصَّلَاة؟ وَبَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنَ الصَّلَاةِ اَيُّهَا الْاِخْوَة{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ( وَقَبْلَ اَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَة؟ نُجِيبُ عَنْ بَعْضِ الْاَسْئِلَةِ حَوْلَ فَرِيضَةِ الزَّكَاة؟ وَهِيَ شَعِيرَةٌ مُقَدَّسَةٌ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ الْخَمْس مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَام الْمُقَدَّسَة؟ وَقَبْلَ اَنْ نُجِيبَ هُنَاكَ سُؤَالٌ اَوَّلاً يَتَعَلَّقُ بِعِلْمِ التَّجْوِيدِ حَوْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ بِاِذْنِ رَبِّهِمْ اِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ؟ اَللهِ؟ وَكَلِمَة اَللهِ هِيَ لَفْظُ الْجَلَالَة؟ وَقَدْ جَاءَتْ بِالْكَسْرَةِ فِي آخِرِهَا لِمَاذَا؟ قِيلَ لِاَنَّهَا عَطْفُ بَيَانٍ اَوْ بَدَلٌ عَمَّا قَبْلَهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ كَلِمَةَ الْحَمِيدِ هِيَ الْمُبْدَلُ مِنْهُ وَقَدْ جَاءَتْ مَجْرُورَة؟ وَبِالتَّالِي فَاِنَّ الْبَدَلَ وَهُوَ كَلِمَة اَللهِ يَاْتِي مَجْرُوراً مِثْلَ الْمُبْدَلِ مِنْه؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ حَرْفَ اللَّامِ فِي كَلِمَةِ اَللهِ لَفْظِ الْجَلَالَةِ هِيَ مُفَخَّمَةٌ فِي حَالَةِ الْبَدْءِ بِقَرَاءَةِ الْآيَة؟ فَاِذَا وَصَلْنَاهَا بِالْآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا؟ فَاِنَّ لَامَ لَفْظِ الْجَلَالَةِ تَكُونُ مُرَقّقَةً فِي هَذِهِ الْحَالَةِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ بِاِذْنِ رَبِّهِمْ اِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّاهِي؟ وَحَاشَاهُ سُبْحَانَهُ اَنْ يَتَّخِذَ لَهْواً اَوْ صَاحِبَةً اَوْ وَلَداً؟ وَلَكِنِّي كَتَبْتُهَا بِهَذَا الشَّكْلِ مِنْ اَجْلِ التَّوْضِيحِ لِعَامَّةِ النَّاس؟ فَاِذَا وَقَفْنَا عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى اِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد؟فَاِنَّنَا نَبْدَاُ بِقِرَاءَةِ الْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا بِتَفْخِيمِ لَامِ لَفْظِ الْجَلَالَةِ فِي كَلِمَة{اَللهِ الَّذِي لَهُ مَافِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْاَرْض؟ وَلَفْظُ الْجَلَالَةِ اَللهِ هُوَ بَدَل اَتَى مِنْ اَجْلِ بَيَانٍ وَتَوْضِيحٍ اَكْثَرَ لِلْمُبْدَلِ مِنْهُ وَهُوَ كَلِمَةُ الْعَزِيزِ الْحَمِيد؟ فَيَكُونُ اِعْرَابُ لَفْظِ الْجَلَالَةِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي؟ بَدَل مَجْرُور وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَة الظَّاهِرَة عَلَى آخِرِهِ وَهُوَ حَرْفُ الْهَاءِ فِي نِهَايَةِ كَلِمَةِ الله؟ فَهَؤُلَاءِ هُمُ الْقُرَّاءُ الَّذِينَ قَرَؤُوا لَفْظَ الْجَلَالَةِ بِالْجَرِّ وَالْكَسْرَةِ عَلَى آخِرِهِ؟ لَكِنْ هُنَاكَ مِنَ الْقُرَّاءِ مَنْ قَرَاَهَا بِالرَّفْعِ وَهُوَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِر وَعَلَى الشَّكْلِ التَّالِي {اَللهُ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُو( فَيَكُونُ لَفْظُ الْجَلَالَةِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَهُوَ كَلِمَة اَلله؟ مُبْتَدَا مَرْفُوع وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّة الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ؟ وَمَابَعْدَهَا يَكُونُ خَبَراً لِهَذَا الْمُبْتَدَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْنَا اَنْ نَتَفَقَّهَ فِي لُغَتِنَا الْعَرَبِيَّةِ كَمَا نَتَفَقَّهُ فِي دِينِنَا؟ لِاَنَّكَ اَخِي لَايُمْكِنُكَ اَنْ تَفْهَمَ الْقُرْآنَ وَلَا اَنْ تَفْهَمَ السُّنَّةَ؟ اِلَّا اِذَا كُنْتَ مُتَفَقّهاً فِي لُغَتِكَ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي هِيَ اَصْلاً لُغَةُ قَوْمِكَ مُنْذُ الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْاِسْلَام ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لُغَةَ دِينِك؟ اَللَّهُمَّ عَلّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا؟ وَانْفَعْنَا بِمَا عَلّمْتَنَا؟ وَتَقَبَّلْ صَالِحَ الْاَعْمَالِ مِنَّا؟ وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ اَعْمَالَنَا؟ وَبَلّغْنَا مِمَّا يُرْضِيكَ آمَالَنَا؟ اَللَّهُمَّ اكْشِفِ الْبَلَاءَ وَالْغَلَاءَ عَنَّا؟ اَللَّهُمَّ اَزِلْ عُسْرَنَا؟ اَللَّهُمَّ يَسِّرْ اُمُورَنا؟ اَللَّهُمَّ اشْرَحْ صُدُورَنَا؟ اَللَّهُمَّ اقْضِ دُيُونَنَا؟ اَللَّهُمَّ فَرِّجْ كُرُوبَنَا؟ اَللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الْاَمْنَ وَالْاِيمَانَ وَالْاِسْلَامَ وَالسَّلَامَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ اَللَّهُمَّ هَانَحْنُ نَدْعُوكَ فَلَا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ اَللَّهُمَّ لَقَدْ ضَاقَتْ حَلَقَاتُهَا فَفَرِّجْ كَرْبَنَا وَيَسِّرْ اَمْرَنَا وَاَزِلْ عُسْرَنَا ؟وَاَعِدْ اِلَى بِلَادِنَا الْاَمْنَ وَالْاَمَانَ وَالْاِسْلَامَ وَالسَّلَامُ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ سَاَلَهُ بَعْضُ الْاِخْوَةِ اَنَّهُ يَعْمَلُ فِي الشَّمْسِ؟ فَيَشْعُرُ بِعَطَشٍ شَدِيدٍ فِي نَهَارِ الصَّوْمِ فِي رَمَضَانَ؟ فَيَضَعُ شَيْئاً مِنَ الْمَاءِ فِي فَمِهِ وَيَتَمَضْمَضُ؟ ثُمَّ يَبْصُقُ الْمَاءَ دُونَ اَنْ يَبْلَعَه؟ وَاَحْيَاناً يَغْسِلُ رَاْسَهُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ وَجِسْمَهُ كَذَلِكَ؟ فَهَلْ هَذَا يَجْعَلُهُ مُفْطِراً فِي رَمَضَان؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَا يَااَخِي حَتَّى وَلَوْ شَعَرْتَ بِرُطُوبَةٍ حِينَ الْمَضْمَضَةِ ثُمَّ بَصَقْتَ الْمَاءَ فَاِنَّ صَوْمَكَ صَحِيحٌ وَلِلهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّة؟ لَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ حَرِيصاً عَلَى عَدَمِ بَلْعِ شَيْءٍ مِنَ الْمَاء؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلِاغْتِسَالِ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ وَغَيْرِه؟ فَاِنَّهُ لَايُؤَثّرُ عَلَى الصَّوْمِ بِشَرْط؟ وَهُوَ اَنْ تَتَجَنَّبَ اَنْ يَدْخُلَ شَيْءٌ مِنَ الْمَاءِ فِي جَوْفِك؟ وَلَاتَسْتَمِعْ اِلَى هَؤُلَاءِ الْمُتَشَدِّدِينَ الَّذِينَ يُفْتُونَكَ بِعَدَمِ الْجَوَاز؟ لِاَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ الْمَعْرُوفُ بِتَشَدُّدِهِ؟ كَانَ يَضَعُ الْمَاءَ فِي طِشْتٍ اَوْ وِعَاءٍ وَيَغْمِسُ جِسْمَهُ فِيهِ وَهُوَ صَائِم؟ لِيُخَفّفَ مِنْ شِدَّةِ وَطْاَةِ الْحَرّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ؟ وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر}لَكِنْ مِنَ النَّاحِيَةِ الصِّحِّيَّة؟ فَاِذَا كَانَ رَاْسُكَ اَخِي قَدْ اَصْبَحَ حَامِياً جِدّاً بَعْدَ تَعَرُّضِهِ لِاَشِعَّةِ الشَّمْس؟ فَلَا اَنْصَحُكَ بِغَسِيلِهِ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ اَبَداً؟ لِاَنِّي سَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ اَنَّ ذَلِكَ الْغَسِيلَ قَدْ يُسَبِّبُ مِنَ الْحُمَّى مَااَنْتَ بِغِنىً عَنْهُ اَخِي؟ وَاِنَّمَا اَنْصَحُكَ بِغَسِيلِهِ وَغَسِيلِ جِسْمِكَ بِالْمَاءِ الدَّافِىءِ قَلِيلاً؟ وَاُحَذّرُكَ مِنَ التَّعَرُّضِ لِاَيَّةِ نَسْمَةٍ مِنْ نَسَمَاتِ الْهَوَاءِ بَعْدَ خُرُوجِكَ مِنَ الْحَمَّامِ مُبَاشَرَة؟ وَخَاصَّةً اِذَا كُنْتَ مُضْطّرّاً اِلَى الِاسْتِحْمَامِ بِالْمَاءِ السَّاخِنِ مِنْ اَجْلِ اِزَالَةِ بَعْضِ الْكِيمَاوِيَّاتِ عَنْ جِسْمِكَ كَالْمَازُوتِ مَثَلاً وَالَّتِي لَايُزِيلُهَا اِلَّا الْمَاءُ السَّاخِن؟ كَمَا وَاَنْصَحُ مَرْضَى فَقْرِ الدَّمِ وَضَعْفِ الدَّمِ بِالِاسْتِرَاحَةِ لِمُدَّةِ سَاعَةٍ بَعْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْحَمَّام؟ وَاَنْ يَفْتَحُوا نَافِذَةً صَغِيرَةً فِي بُيُوتِهِمْ وَلَيْسَتْ كَبِيرَة؟ مِنْ اَجْلِ اسْتِنْشَاقِ الْهَوَاء؟ وَلَا اَنْصَحُ اَنْ يَكُونَ الْهَوَاءُ بِمُوَاجَهَتِهِمْ مُبَاشَرَةً وَخَاصَّةً هَوَاءَ الْمَرَاوِحِ الْكَهْرَبَائِيَّة؟ فَاِنِّي اَنْصَحُ بِالِابْتِعَادِ عَنْهُ بَعْدَ الْحَمَّامِ مُبَاشَرَةً؟ وَاَنْ يَكُونَ بَعْدَ سَاعَةٍ مِنَ الْحَمَّامِ وَعَلَى الْخَفِيف؟ كَمَا وَاَنْصَحُ اَنْ يَكُونَ هَوَاءُ الْمُكَيِّفِ عَلَى الْخَفِيفِ اَيْضاً وَعَلَى اَدْنَى دَرَجَةٍ مِنَ الْبُرُودَة؟ فَاِذَا كُنْتَ مُضْطّرّاً اَخِي لِهَوَاءِ الْمَرَاوِحِ مِنْ اَجْلِ طَرْدِ الْحَشَرَاتِ مِنَ الْبَيْتِ كَالْبَعُوضِ وَالذَّبَابِ وَغَيْرِهِ؟ فَاَنْصَحُكَ بِالِابْتِعَادِ عَنْهَا بَعْدَ الْحَمَّامِ مُبَاشَرَةً وَلَوْ كُنْتَ مُضْطّرّاً اِلَى تَشْغِيلِهَا؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ عَنِ الطَّاقَةِ الْكَهْرَبَائِيَّة؟ وَهَلْ يَجُوزُ هَدْرُهَا شَرْعاً؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَا يَجُوزُ ذَلِكَ شَرْعاً اَبَداً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا اِخْوَانَ الشَّيَاطِين[لَاتُسْرِفْ وَلَوْ كُنْتَ عَلَى نَهْرِ مَاءٍ جَارِي اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام( لِاَنَّ مَنْ تَعَوَّدَ الْاِسْرَافَ فِي مَاءِ النَّهْرِ اَوْ مَاءِ الْبَحْرِ فَاِنَّهُ يَتَعَوَّدُ الْاِسْرَافَ فِي كُلِّ شَيْء؟ وَعَلَى الدُّوَلِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ اَنْ تُلْزِمَ النَّاسَ بِتَرْكِيبِ سَخَّانَاتِ الْمِيَاهِ مِنْ اَجْلِ اسْتِغْلَالِ الطَّاقَةِ الشَّمْسِيَّة؟ لِاَنَّ الشَّمْسَ هِيَ آيَةٌ كُبْرَى مِنْ آيَاتِ الله؟ وَهِيَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ سَخَّرَهَا لَنَا؟ وَاَمَرَنَا بِاسْتِغْلَالِهَا وَعَدَمِ تَعْطِيلِهَا؟ وَاِنِّي اُحَيِّي اِخْوَانَنَا النَّصَارَى فِي اُسْتْرَالْيَا؟ وَاِنِّي مُعْجَبَةٌ جِدّاً بِحَضَارَتِهِمُ الصِّنَاعِيَّة؟ وَيَحِقُّ لَهُمْ اَنْ يَتَبَاهَوْا عَلَى جَمِيعِ شُعُوبِ الْعَالَمِ بِتَفَوُّقِهِمْ فِي صِنَاعَةِ هَذِهِ السَّخَّانَاتِ الشَّمْسِيَّةِ الرَّائِعَة؟ وَاَرْجُو مِنْهُمْ اَنْ يُقَدِّمُوا لَنَا جَمِيعَ خِبْرَاتِهِمْ فِي هَذَا الْمَجَال؟ وَنَحْنُ اَيْضاً يَجِبُ عَلَيْنَا اَنْ نُقَدِّمَ لَهُمْ خِبْرَاتِنَا فِيمَا نَتَفَوَّقُ فِيهِ عَلَيْهِمْ؟ وَاَرْجُو مِنْهُمْ اَنْ يَتَعَاوَنُوا مَعَنَا فِي كَيْفِيَّةِ اسْتِغْلَالِ الطَّاقَةِ الشَّمْسِيَّةِ مِنْ اَجْلِ التَّبْرِيدِ اَيْضاً؟ وَمِنْ اَجْلِ عَمَلِ مُكَيِّفَاتِ التَّبْرِيدِ عَلَى هَذِهِ الطَّاقَةِ الشَّمْسِيَّة؟ مِنْ اَجْلِ تَوْفِيرِ الطَّاقَةِ الْكَهْرَبَائِيَّةِ قَدْرَ الْاِمْكَان؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَة؟ مَا حُكْمُ الْمُجَاهَرَةِ الْعَلَنِيَّةِ بِالْاِفْطَارِ فِي رَمَضَان؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ مِنَ الْمَعْرُوفِ اَنَّهُ مَنْ جَمَعَ قَوْماً عَلَى مَعْصِيَةٍ فَاِنَّهُ يَحْمِلُ وِزْرَهُ وَوِزْرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مِنْ اَجْلِ الْمَعْصِيَةِ دُونَ اَنْ يَنْقُصَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْء؟ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ اَصْحَابِ الْمَطَاعِمِ وَالْفَنَادِقِ وَغَيْرِهَا مِنْ اَصْحَابِ الْمُرَطَّبَاتِ وَالْحُلْوِيَّات؟ نَرَاهُ بِاُمِّ اَعْيُنِنَا يَصُومُ وَيُصَلّي؟ وَلَكِنَّهُ لَايَهُمُّهُ اَنْ يَفْتَحَ مَطْعَمَهُ لِلْمُفْطِرِينَ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى يَبِيعُهُمْ وَيَاْخُذُ مِنْهُمُ الْمَالَ الْحَرَامَ وَهُوَ صَائِمٌ وَمَعَ ذَلِكَ لَايَشْعُرُ بِاَيَّةِ غَضَاضَة؟ وَاِنَّ اَحَدَنَا وَاللهِ يَرَى اِنْسَاناً يُفْطِرُ عَلَناً وَقَدْ يَكُونُ مَعْذُوراً فِي اِفْطَارِهِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اَعْصَابَنَا تَرْتَجِفُ مِنْ هَذَا الْمَنْظَر؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ مَعْذُوراً فِي اِفْطَارِهِ مِنْ مَرَضٍ اَوْ سَفَرٍ اَوْ حَيْضٍ اَوْ نِفَاسٍ؟ فَلَايَجُوزُ لَهُ شَرْعاً اَبَداً اَنْ يُفْطِرَ عَلَناً؟ وَلَايَجُوزُ لَهُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ يَجْهَرَ فِي اِفْطَارِه؟ فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ فِي الْمَطَاعِمِ وَالْمَقَاهِي وَالِاسْتِرَاحَاتِ وَالْمُرَطِّبَاتِ وَغَيْرِهَا؟ فَاِنَّ مَنْ يَبِيعُهُمْ مِنْ اَجْلِ اِطْعَامِهِمْ يَتَحَمَّلُ مِثْلَ آثَامِهِمْ وَبِعَدَدِهَا؟ وَهُمْ اَيْضاً يَتَحَمَّلُونَ ذَلِكَ دُونَ اَنْ يَنْقُصَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْء؟ وَلَكِنَّ صَاحِبَ الْمَطْعَمِ الْمِسْكِين هُوَ اَشَدُّ جُرْماً مِنْهُمْ وَاِثْماً عِنْدَ اللهِ وَانْتِهَاكاً لِحُرُمَاتِ اللهِ وَشَعَائِرِهِ وَعَدَمِ تَعْظِيمِهَا وَاحْتِقَارِهَا{وَمَنْ يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَاِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(وَالصَّوْمُ شَعِيرَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الله؟ وَشَعَائِرُ اللهِ هِيَ اَغْلَى عِنْدَ الْمُؤْمِنِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِه وَاَهْلِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتُلْهِكُمْ اَمْوَالُكُمْ وَلَا اَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله؟ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَاُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون(وَالصَّوْمُ مِنْ ذِكْرِ الله؟ لِاَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ اُنْزِلَ فِيهِ الذّكْرُ الْحَكِيم؟ وَنَحْنُ نَصُومُهُ شُكْراً لِلهِ عَلَى مَا اَنْعَمَ عَلَيْنَا مِنْ كَلِمَاتِ هَذَا الْقُرْآنِ الَّتِي تُعَلّمُنَا كَيْفَ نَذْكُرُ الله؟ وَنَحْنُ نَدَعُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَالْجِنْسَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْمُفْطِرَاتِ؟ لِاَنَّنَا نَذْكُرُ اللهَ الَّذِي يَرَانَا اِذَا اَكَلْنَا اَوْ شَرِبْنَا شَيْئاً مُخَالِفِينَ لِاَمْرِه؟ وَلَكِنَّ صَاحِبَ الْمَطْعَمِ بَاعَ الْغَالِي وَالنَّفِيسَ مِنَ الصَّوْمِ مِنْ اَجْلِ الْمَال؟ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ الْمَالَ اَغْلَى عِنْدَهُ مِنَ الصَّوْم؟ وَقَدْ يَكُونُ اَغْلَى عِنْدَهُ مِنَ اللهِ اَيْضاً؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّهُ جَاءَ اِلَيْهِ مِائَةُ شَخْصٍ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ لِيُطْعِمَهُمْ؟ فَاِنَّهُ يَاْخُذُ آثَامَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وُكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَاْخُذُ اِثْمَهُ الْخَاصَّ بِهِ اَيْضاً؟ وَكَذَلِكَ الَّذِينَ يَفْتَحُونَ اَبْوَابَ الْمَطَاعِمِ وَالْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَة؟ وَكَمْ هَؤُلَاءِ مَسَاكِين؟ لَايَعْرِفُونَ شَيْئاً عَمَّا يَنْتَظِرُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيمِ الْمُهِينِ كَمَا اَهَانُوا شَعَائِرَ اللهِ وَاسْتَهْتَرُوا بِقُدْسِيَّتِهَا؟ لِاَنَّ صَاحِبَ الْمَقْهَى اَوِ الْمَلْهَى اَوِ الْمَطْعَمِ يَتَحَمَّلُ ذُنُوبَ جَمِيعِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتْرُكُونَ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ يَجْلِسُونَ مُتَسَكِّعِينَ فِي مَقْهَاهُ اَوْ مَلْهَاهُ اَوْ مَطْعَمِه؟ وَلِذَلِكَ اُنَاشِدُكَ اللهَ اَخِي صَاحِبَ الْمَلْهَى اَنْ تَرْحَمَ نَفْسَكَ قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَان؟ لِاَنَّ الْعَذَابَ الَّذِي يَنْتَظِرُكَ بِمُجَرَّدِ نُزُولِكَ اِلَى الْقَبْرِ مَدْفُوناً اَلِيمٌ جِدّاً؟وَلِاَنَّ النَّعِيمَ اللَّذِيذَ الشَّهِيَّ الَّذِي يَنْتَظِرُكَ بِمُجَرَّدِ نُزُولِكَ اِلَى الْقَبْرِ جَمِيلٌ جِدّاً بِشَرْط؟ اَنْ تُغْلِقَ الْمَقْهَى وَالْمَلْهَى وَالْمَطْعَمَ مِنْ اَجْلِ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللهِ لِمُدَّةِ سَاعَةٍ فَقَطْ اُسْبُوعِيّاً مُنْذُ اَذَانِ الظُّهْرِ حَتَّى انْقِضَاءِ صَلَاةِ الْجُمُعَة؟ وَلِمُدَّةِ 15 يَوْماً سَنَوِيّاً فَقَطْ فِي نَهَارِ رَمَضَان؟ اَلَا تُنْقِذُ نَفْسَكَ اَخِي مِنْ هَذَا الْعَذَابِ بِسَاعَةٍ فَقَطْ عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ قَدْ يَجْلِبُ اللهُ لَكَ بِسَبَبِهَا مِنْ رِضْوَانِهِ وَبَرَكَتِهِ مَا لَاعَيْنٌ رَاَتْ وَلَا اُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللهِ(وَمِنْهَا صَلَاةُ الْجُمُعَةِ وَمِنْهَا شَهْرُ رَمَضَان{فَاِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(اَرْجُوكَ اَخِي حَاوِلْ اَنْ تَفْهَمَنِي فَاِنِّي وَاللهِ مُشْفِقَةٌ عَلَيْكَ مِنْ عَذَابِ الله{يَوْمَ لَايَنْفَعُ مَالٌ وَلَابَنُون اِلَّا مَنْ اَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(مِنِ احْتِقَارِ شَعَائِرِ الله؟ اَرْجُوكَ اَخِي هَذِهِ السَّاعَةُ عِبَارَة عَنْ 60 دَقِيقَة فَقَطْ مِنْ وَقْتِكَ وَوَقْتِ زَبَائِنِ الْمَقْهَى اَوِ الْمَلْهَى عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَة؟ مَاذَا تُؤَثِّرُعَلَى رِزْقِكَ وَمِيزَانِيَّتِكَ وَبَيْعِكَ وَشِرَائِك؟ هَلْ سَتَجْلِبُ لَكَ وَلِبَلَدِكَ الْخَسَارَةَ وَالْخَرَابَ وَالدَّمَارَ الِاقْتِصَادِي؟ وَاللهُ تَعَالَى لَايُرِيدُ مِنْكَ اَنْ تُقْرِضَهُ اِلَّا هَذِهِ السَّاعَة 60 دَقِيقَة فَقَطْ مِنْ وَقْتِكَ وَوَقْتِ زَبَائِنِ الْمَقْهَى اَوِ الْمَلْهَى؟ وَاَبْشِرُوا بَعْدَهَا جَمِيعُكُمْ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ كَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ اَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَاِلَيْهِ تُرْجَعُون(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَمَاهُوَ ذَنْبُهُ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{وَلَاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرَى(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ بَلْ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرَى عَلَيْهِ مِنْ اَوْزَارِهِمْ جَمِيعاً؟ لِاَنَّهُ جَمَعَهُمْ عَلَى الْمَعْصِيَةِ؟ وَرَضِيَ بِهَا؟ وَلِاَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ اِشْرَافِهِ بدليل قوله تعالى{وَلَيَحْمِلُنَّ اَثْقَالَهُمْ وَاَثْقَالاً مَعَ اَثْقَالِهِمْ( قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ اَصْحَابِ الْمَطَاعِم؟ اِذَا لَمْ يَاْكُلْ هَؤُلَاءِ عِنْدِي فِي نَهَارِ رَمَضَانَ؟ فَاِنَّهُمْ سَيَاْكُلُونَ عِنْدَ غَيْرِي؟ فَلَا حُجَّةَ لَكِ يَاخَانُوم؟ وَاَقُولُ لَكَ بَلْ لَاحُجَّةَ لَكَ يَابِيك اَفَنْدِي؟ لِاَنَّهُمْ اِذَا اَجْرَمُوا عِنْدَ غَيْرِكَ؟ فَهَلْ يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَقُولَ لَهُمْ تَعَالَوْا وَاَجْرِمُوا عِنْدِي وَلَاتُجْرِمُوا عِنْدَ غَيْرِي؟ فَهَلْ هَذَا مَنْطِقُ الْعَقْلِ وَالْاِيمَانِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَفَّاكِينَ اَصْحَابِ الْمَطَاعِمِ اَيْضاً؟ هَذَا بَابُ رِزْقٍ وَلَا اَسْتَطِيعُ الِاسْتِغْنَاءَ عَنْهُ فَلِمَاذَا تُرِيدِينَ اَنْ تُغْلِقِي بَابَ الرِّزْقِ فِي وَجْهِي؟ وَاَقُولُ لَكَ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ يَالَطِيف كَمْ يَمْقُتُ اللهُ الرَّزَّاقُ هَذِهِ الْكَلِمَة؟ هَلْ تَسْتَغْنِي عَنْ صِيَامِكَ وَعَنْ دِينِكَ وَعَنِ الَّذِي رَزَقَكَ سُبْحَانَهُ مِنْ اَجْلِ هَذَا الرِّزْقِ الْحَرَام؟ هَلْ اَصْبَحَ يَقِينُكَ وَاِيمَانُكَ بِاللهِ ضَعِيفاً اِلَى هَذَا الْحَدِّ الَّذِي جَعَلَكَ تَتَّهِمُ الرَّزَّاقَ ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِين اَنَّهُ عَاجِزٌ عَنْ فَتْحِ اَبْوَابِ الرِّزْقِ الْحَلَالِ لَكَ اِلَّا عَنْ طَرِيقِ بَابِ الرِّزْقِ الْحَرَامِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ وَعِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَة؟ مَنِ الَّذِي يَرْزُقُكَ اَيُّهَا الْغَبِيّ؟ اِنَّ الَّذِي يَرْزُقُكَ هُوَ نَفْسُهُ سُبْحَانَهُ الَّذِي قَالَ لَكَ حَرَامٌ اَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ الْاِفْطَارَ الْعَلَنِيَّ فِي رَمَضَانَ وَتُشَجِّعَ غَيْرَكَ عَلَيْهِ وَتَجْمَعَهُمْ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ عَلَى الْمَعْصِيَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَيْضاً؟ عَلَيْكَ اَنْ تَفْرَحَ وَتَطْمَئِنّ؟ لِاَنَّ اللهَ سَيَرْزُقُكَ مِنَ الْاَمْوَالِ الْكَثِيرَةِ الْهَائِلَةِ الَّتِي تُرْضِيك؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِذَا غَضِبَ اللهُ عَلَى قَوْمٍ رَزَقَهُمْ مِنَ الْمَالِ الْحَرَام؟ وَاِذَا اشْتَدَّ غَضَبُهُ عَلَيْهِمْ بَارَكَ لَهُمْ فِيه(وَلَكِنْ لَاتَفْرَحْ كَثِيراً؟ لِاَنَّ اللهَ سَيَرْزُقُكَ مَا تَشْتَهِي وَتَتَمَنَّى؟ وَلَكِنَّهُ اَيْضاً سَيَسْلُبُكَ مِنْ حَيْثُ لَاتَشْعُرُ شَيْئاً فَشَيْئاً مِنَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَالطَّمَاْنِينَةِ وَالْبَرَكَة؟ وَقَدْ يُصِيبُكَ بِمَصَائِبَ تَجْعَلُكَ تُنْفِقُ مِنْ هَذَا الْمَالِ الْحَرَامِ اَضْعَافَ مَاكَسَبْتَهُ مِنْه؟ بَلْ تَتَمَنَّى لَوْ اَنَّ اللهَ لَمْ يَرْزُقْكَ لَيْرَةً وَاحِدَةً مِنْهُ اَبَداً فِي يَوْمٍ مِنَ الْاَيَّام؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلِ الْعَمَلُ وَطَلَبُ الرِّزْقِ حَرَامٌ اَوْ حَلَال؟ وَاَقُولُ لَكَ وَلَاحُجَّةَ لَكَ؟ بَلْ هُوَ حَلَال؟ وَلَكِنَّ اللهَ قَيَّدَ هَذَا الْحَلَالَ بِتَحْرِيمِهِ عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَة كَمَا قَيَّدَ الْحَلَالَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِنْسِ بِتَحْرِيمِهِمْ فِي نَهَارِ رَمَضَان؟ وَكَمَا قَيَّدَ الْحَلَالَ مِنْ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ بِتَحْرِيمِهِ لِغَيْرِ الْقَادِرِ عَلَيْهِ بِمُجَرَّدِ شُعُورِهِ بِالْخَوْفِ مِنْ عَدَمِ الْعَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَات؟ وَكَمَا قَيَّدَ سُبْحَانَهُ مَحْظُورَاتِ الْاِحْرَامِ الْحَلَالِ وَمِنْهَا الصَّيْدُ الْبَرِّيُّ الْحَلَالُ بِتَحْرِيمِهَا جَمِيعاً عَلَى الْحَاجِّ الْمُحْرِم ِفِي فَتْرَةِ الْاِحْرَام؟ وَكَمَا يَحِقُّ لِوَلِيِّ الْاَمْرِ اَنْ يُقَيِّدَ الصَّيْدَ الْحَلَالَ مِنْ اُنْثَى الْحَيَوَانِ بِتَحْرِيمِهِ مِنْ اَجْلِ الْمُحَافَظَةِ مُؤَقَّتاً عَلَى الثَّرْوَةِ الْحَيَوَانِيَّة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَلَكِنِّي مُضْطّرٌّ اِلَى الْعَمَلِ عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَفِي نَهَارِ رَمَضَانَ مِنْ اَجْل ِتَاْمِينِ لُقْمَةِ عَيْشِي وَعَيْشِ اَوْلَادِي؟ اَلَا يَرْحَمُ اللهُ الْمُضْطَرّ؟وَاَقُولُ لَكَ اَنْتَ كَاذِب وَاَنْتَ غَيْرُ مُضْطَرّ لِاَنَّكَ تَمْلِكُ الْمَلَايِينَ مِنْ هَذَا الْمَقْهَى؟ وَلَوْ كُنْتَ مُضْطَرّاً فِعْلاً تَكَادُ تَمُوتُ مِنَ الْجُوعِ اَنْتَ وَاَوْلَادُكَ فَاِنَّ اللهَ سَيَرْحَمُكَ بِالتَّاْكِيد؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ سُبْحَانَهُ قَيَّدَ جَمِيعَ الْمُحَرَّمَاتِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ بِاِبَاحَتِهَا لِلْمُضْطَّرِّ وَعَلَى قَدْرِ ضَرُورَتِهِ كَمَا مَرَّ مَعَنَا فِي مُشَارَكَةِ اُخْتِي سُنْدُس رَحِمَهَا اللهُ بِعُنْوَان {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ( وَبِدَلِيلِ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَيَّدَ بَعْضَ الْحَلَالِ الْمَسْمُوحِ بِتَحْرِيمِهِ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ فِي جَمِيع ِالْاَوْقَاتِ؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُ لَامَانِعَ مِنَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ بِشَرْط؟ اَلَّا تُطْعِمَ اَحَداً عِنْدَكَ؟ وَلَا مَانِعَ مِنَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ عِنْدَ اَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ وَمَنَاسِكِهِ اَيْضاً بِدَلِيل ِقَوْلِهِ تَعَالَى{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ اَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ(لَكِنَّ الْمَانِعَ الشَّرْعِيَّ الْاَكِيدَ مِنَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ هُوَ فِي وَقْتٍ قَصِيرٍ جِدّاً يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ وَلَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ اَبَداً فِي هَذَا الْوَقْتِ الْقَصِير؟ وَالْمَطْلُوبُ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْقَصِيرِ جِدّاً اَنْ تَتَوَقَّفَ حَرَكَةُ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ نِهَائِيّاً عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَة؟ وَاَنْ يَعُودَ النَّاسُ بَعْدَهَا اِلَى الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَلَدَيْهِمْ مُتَّسَعٌ كَبِيرٌ جِدّاً هَائِلٌ مِنَ الْوَقْتِ يَكْفِي لِبَيْعِ الْجُولَانِ بِمَنْ فِيهَا مِنْ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ وَالدُّرُوزِ وَبَنِي الْاِنْسَان؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَجُوزُ لَعْنُ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمُجَاهِرِينَ بِالْمَعْصِيَةِ مِنْ اَصْحَابِ الْمَطَاعِمِ وَغَيْرِهِمْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَاِنْ كُنَّا لَانُحَبِّذُ اللَّعْنَ ابْتِدَاءً؟ وَلَكِنَّهُ مَعَ الْاَسَف يَسْتَحِقُّ اللَّعْنَ اِذَا اَصَرَّ عَلَى تَحَدِّيهِ لِلهِ وَلِدِينِهِ وَشَعَائِرِه؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّنَا نَدْعُو لَهُ ابْتِدَاءً بِقَوْلِنَا؟ اَللَّهُمَّ اِنَّا نَسْاَلُكَ لَهُ الْهِدَايَةَ اِلَى مَاتُحِبُّهُ وَتَرْضَاه؟ اَللَّهُمَّ يَارَبّ اِجْعَلْ هَيْبَتَكَ فِي قُلُوبِنَا وَقُلُوبِهِمْ؟ وَنُفُوسِنَا وَنُفُوسِهِمْ؟ حَتَّى يَحُولَ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَال؟ كَيْفَ كَانَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يَتَعَامَلُونَ فِي مَوْضُوعِ النَّفَقَةِ وَالْعَطَاءِ؟ لِمَاذَا لَمْ يُسَوُّوا بَيْنَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْعَطَاء؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك اَنَّهُ حِينَمَا اسْتَلَمَ اَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةً عَلَى الْمُسْلِمِين؟ كَانَ يُسَوِّي بَيْنَ النَّاسِ فِي الْعَطَاءِ وَالزَّكَاة؟ وَكَانَ يُوَافِقُهُ عَلَى ذَلِكَ الصَّحَابِي اَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ لَكِنْ حِينَمَا اسْتَلَمَ عُمَرُ الْفَارُوقُ خَلِيفَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ؟ كَانَ يُخَالِفُ بَيْنَ النَّاسِ فِي الْعَطَاء وَكَانَ يَقُول؟ لَااُسَوِّي بَيْنَ مَنْ قَاتَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ وَهُوَ مِنَ السَّابِقِينَ اِلَى الْاِسْلَام؟ وَبَيْنَ مَنْ قَاتَلَ ضِدَّهُ وَلَوْ اَسْلَمَ مُتَاَخِّراً بَعْدَ ذَلِك؟ فَكَانَ بِذَلِكَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُمَيِّزُ فِي الْعَطَاءِ حَسَبَ اَسْبَقِيَّةِ النَّاسِ اِلَى الْاِسْلَام؟ وَلَكِنَّ عُمَرَ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ رَاَى اَنَّ هَذَا التَّصَرُّفَ يُثْمِرُ ثَمَرَةً غَيْرَ مَرْضِيَّة؟ بِسَبَبِ الْفَوَارِقِ الطَّبَقِيَّةِ الَّتِي حَدَثَتْ بَيْنَ طَبَقَاتِ الْمُجْتَمَع؟ وَلِذَلِكَ نَدِمَ نَدَماً شَدِيداً؟ وَتَمَنَّى عُمَرُ لَوْ اَنَّهُ مِنْ اَوَّلِ خِلَافَتِهِ؟ سَارَ عَلَى مَاسَارَ عَلَيْهِ اَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ خَلِيفَةُ رَسُولِ الله؟ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؟ فَاِذَا بِهِ يَتَفَاجَاُ؟ اَنَّ اَمْرَ الطَّبَقِيَّةِ قَدِ اتَّسَعَ مَعَ النَّاس؟ حَتَّى اَصْبَحُوا طَبَقَةً غَنِيَّةً جِدّاً بِسَبَبِ هَذَا التَّمَايُزِ؟ وَطَبَقَةً قَدْ لَاتَجِدُ الْغِذَاءَ وَلَا الْكِسَاءَ مِنَ الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَة؟ ثُمَّ انْتَقَلَ عُثْمَانُ اِلَى جِوَارِ رَبِّهِ؟ فَتَوَلَّى الْخِلَافَةَ بَعْدَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ فَاَرَادَ اَنْ يُعِيدَ النَّاسَ اِلَى سُنَّةِ اَوْ طَرِيقَةِ اَبِي بَكْرٍ فِي تَوْزِيعِ الْاَمْوَال؟ وَهُوَ اَنْ يُسَوِّيَ فِي الْعَطَاءِ بَيْنَ النَّاس؟ وَلَكِنَّ الْاَغْنِيَاءَ فِي فَتْرَةِ خِلَافَتِهِ؟ كَانَتْ لَهُمْ سَطْوَتُهُمْ وَلَهُمْ عُزْوَتُهُمْ وَوَجَاهَتُهُمْ؟ وَلِذَلِكَ وَقَفُوا ضِدَّهُ كَمَا وَقَفُوا مِنْ قَبْلُ ضِدَّ صَاحِبِهِ اَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ وَلِذَلِكَ كَانَ يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ بَعْضُ النَّاسِ وَيَقُولُون يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ لِمَاذَا لَاتَفْعَلُ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ عُمَرُ؟ حِينَمَا كَانَ يُعْطِي السَّابِقِينَ اِلَى الْاِسْلَامِ اَكْثَرَ مِنَ الْمُتَاَخِّرِين؟ فَكَانَ يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ لَقَدْ كَانَ صِهْرِي عُمَرُ يَتَصَرَّفُ بِالْحِكْمَةِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِهَا؟ وَهِيَ تَحْصِينُ جَبْهَةِ الْاِسْلَامِ الدَّاخِلِيَّةِ بِهَؤُلَاءِ السَّابِقِينَ الَّذِينَ قَامَتِ الدَّوْلَةُ الْاِسْلَامِيَّةُ عَلَى اَكْتَافِهِمْ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَ صِهْرِي عُمَرُ كَرَسُولِ اللهِ يَهْتَمُّ بِالْفُقَرَاء؟ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ كَانَ اَوَّلَ مَنْ يَجُوعُ اِذَا جَاعَ النَّاس؟ وَآخِرَ مَنْ يَشْبَعُ اِذَا شَبِعُوا؟ وَلَقَدْ كَانَ اِيمَانُ هَؤُلَاءِ السَّابِقِينَ رَاسِخاً قَوِيّاً فِي قُلُوبِهِمْ لَاتُزَعْزِعُهُ الْجِبَالُ الرَّاسِيَات؟ وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ صِهْرِي يُعْطِيهِمْ مِنَ الْاَمْوَالِ مَايُقَوِّي اِيمَانَهُمْ اَكْثَرَ وَاَكْثَر؟ لِاَنَّهُ كَانَ يَخَافُ عَلَيْهِمْ بِسَبَبِ هَاجِسٍ قَوِيٍّ خَطَرَ لَهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا مُحَمَّدٌ اِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل؟ اَفَائِنْ مَاتَ اَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى اَعْقَابِكُمْ( بِمَعْنَى اَنَّهُ كَانَ يَخَافُ عَلَيْهِمْ اَنْ يَرْتَدُّوا اِذَا مَنَعَ عَنْهُمُ الْاَمْوَالَ كَمَا ارْتَدَّ الْمُرْتَدُّونَ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ مَنَعُوا اَمْوَالَ الزَّكَاة؟ وَلِاَنَّهُ كَانَ حَرِيصاً عَلَى اَنْ يَجْمَعُوا الْقُرْآنَ مِنْ صُدُورِهِمْ وَيَتَفَرَّغُوا لِذَلِكَ وَيَحْرِصُوا عَلَيْهِ اَيْضاً حِرْصاً شَدِيداً؟ وَلَايُرِيدُ لَهُمْ اَنْ يَنْشَغِلُوا بِجَمْعِ الْمَال؟ وَلِذَلِكَ كَانَ يُعْطِيهِمْ اَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ؟ وَقَدْ قُتِلَ مِنْهُمْ فِي حُرُوبِ الرِّدَّةِ كَثِيرٌ مِنْ حَفَظَةِ الْقُرْآنِ وَلَمْ يَبْقَ غَيْرُهُمْ؟ وَلَمْ يَكُنْ يَهُمُّهُ شَيْءٌ كَمَا كَانَ يَهُمُّهُ اَنْ يَجْمَعُوا الْقُرْآن؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ كَانَ حَرِيصاً اَنْ يُعْطِيَ اَمْوَالاً اَكْثَرَ لِلسَّابِقِينَ اَصْحَابِ الْاِيمَانِ الْاَقْوَى مِنْ اِيمَانِ الْمُتَاَخِّرِين؟ وَاَمَّا عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ فَاِنَّهُ حِينَمَا اطْمَاَنَّ اِلَى جَمْعِ الْقُرْآنِ؟ اَرَادَ اَنْ يُعِيدَ شَيْئاً مِنَ التَّوَازُنِ الطَّبَقِيِّ بَيْنَ طَبَقَاتِ الْمُجْتَمَعِ الْاِسْلَامِيّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ كَانَ يُعْطِي الْمُتَاَخِّرِينَ اَكْثَرَ مِنَ السَّابِقِينَ وَعَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى {كَيْ لَايَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْاَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ(بَمَعْنَى حَتَّى لاَيَكُونَ الْمَالُ مُتَدَاوَلاً بَيْنَ اَغْنِيَاءِ الصَّحَابَةِ فَقَط وَيُحْرَمُ مِنْهُ الْفُقَرَاء؟ لِاَنَّهُ لَايُرِيدُ لِلصَّحَابَةِ الْفُقَرَاء اَنْ يَعِيشُوا مُتَسَوِّلِينَ عَلَى اَبْوَابِ الْاَغْنِيَاءِ مِنْهُمْ؟ وَنَقُولُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَنْ صَاحِبِكَ الْفَارُوق؟ لَقَدْ اَثْمَرَ عَطَاؤُكُمَا لِلسَّابِقِينَ وَلِلْمُتَاَخِّرِينَ مَاجَعَلَ فُتُوحَاتِ الدَّوْلَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ تَتَّسِعُ عَلَى يَدِ السَّابِقِينَ شَيْئاً فَشَيْئاً فِي الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَضَوَاحِيهَا؟ ثُمَّ تَزْدَادُ اتِّسَاعاً هَائِلاً لِتَمْتَدَّ حَتَّى اَبْوَابِ اَورُوبَّا فِي الْاَنْدَلُسِ عَلَى يَدِ هَؤُلَاءِ الْمُتَاَخِّرِينَ الَّذِينَ لَمْ يَعَضُّوا الْيَدَ الَّتِي امْتَدَّتْ اِلَيْهِمْ بِالْاِحْسَانِ فِي عَهْدِ عُثْمَان؟ ثُمَّ يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ وَاللهِ لَوْ كَانَ هَذَا الْمَالُ مَالِي؟ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْعَدْلِ وَالْمُسَاوَاة؟ فَكَيْفَ وَالْمَالُ مَالُ الله؟ وَهَؤُلَاءِ هُمْ عِبَادُ الله؟ وَالْمَعْنَى اَنَّهُ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ يَقُولُ لَهُمْ؟ هُنَاكَ مِنَ النَّاسِ شَخْصِيَّاتٌ عُظْمَى لَهَا الْيَدُ الطُّولَى فِي نُصْرَةِ الْاِسْلَامِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله وَقَدْ يَكُونُونَ اَقْوِيَاءَ لَايُكْسَرُ لَهُمْ سَيْفٌ وَلَايُهْزَمُونَ فِي مَعْرَكَة؟ وَلَكِنَّنَا نَنْظُرُ اِلَيْهِمْ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ وَكَاَنَّهُمْ كُلُّ النَّاس؟ وَنُهْمِلُ الْجَوَانِبَ الْاُخْرَى الِاقْتِصَادِيَّةِ الَّتِي تُسَاعِدُ بَقِيَّةَ النَّاسِ الضُّعَفَاءِ الْفُقُرَاءِ دَعَائِمِ الْمُجْتَمَع؟ لِاَنَّ اللهَ لَايَنْصُرُنَا اِلَّا بِضُعَفَائِنَا؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكُمْ؟ اِنَّ اللهَ جَعَلَ اَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ فِي اَمْوَالِ الْاَغْنِيَاء؟ وَمَاجَاعَ فَقِيرٌ اِلَّا بِتُخْمَةِ غَنِيّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا الْقَوَاعِدُ الِاقْتِصَادِيَّةُ الرَّائِعَةُ جِدّاً؟ وَالَّتِي تَدُلُّ عَلَى الْحَصَافَة؟ وَعَلَى الْفِكْرِ النَّيِّر؟ وَعَلَى الْفِكْرِ الْبَعِيدِ الَّذِي يَنْظُرُ اِلَيْهِ هَؤُلَاءِ بِمِنْظَارِ التَّقْوَى؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً(بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي الْفَقِير اِذَا كُنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَعْمَلَ؟ وَلَيْسَ لَكَ مَالٌ يُعِينُكَ عَلَى الْعَمَل؟ فَاِنَّ قُوَّتَكَ وَلُقْمَةَ عَيْشِكَ مَوْجُودَةٌ فِي اَمْوَالِ الْاَغْنِيَاء وَهِيَ حَقٌّ لَك؟ فَاِذَا لَمْ يُخْرِجْ لَكَ الْاَغْنِيَاءُ هَذَا الْقُوتَ مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِهِمْ؟ فَاِنَّهُمْ مُغْتَصِبُونَ لِحَقّك؟ ثُمَّ يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيّ؟ مَاجَاعَ فَقِيرٌ اِلَّا بِتُخْمَةِ غَنِيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ مُعَانَاةَ الْفُقَرَاءِ مِنَ الْجُوعِ لَاتَحْصَلُ اِلَّا بِسَبَبِ تُخْمَةِ الْاَغْنِيَاء؟ وَهَذَا وَاضِحٌ جِدّاً فِي عَصْرِنَا وَفِي اَيَّامِنَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَرَى حَتَّى عَلَى الْمُسْتَوَى الدَّوْلِي؟ اَنَّ بَعْضَ الدُّوَلِ تَمْلِكُ مَاتَمْلِكُ مِنَ الْفَائِضِ الْهَائِلِ مِنَ الْمَحَاصِيلِ الزِّرَاعِيَّةِ الَّتِي تُلْقِيهَا فِي الْبَحْرِ اَوْ تُحْرِقُهَا وَتُبِيدُهَا وَتُهْلِكُهَا مِنْ اَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى السِّعْرِ الْعَالِي الَّذِي يُرْضِي جَشَعَهُمْ وَطَمَعَهُمْ؟ وَهُنَاكَ فُقَرَاءُ فِي الْقَرْنِ الْاِفْرِيقِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْبِلَادِ الْاِسْلَامِيَّةِ وَمَااَكْثَرَهَا؟ لَايَجِدُونَ كَسْرَةً خُبْز؟ فَهَذَا هُوَ سَبَبُ جُوعِ هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءِ الْمَسَاكِين؟ وَهُوَ تَرَفُ هَؤُلَاءِ الْاَغْنِيَاءِ الْمُجْرِمِين؟ فَهَذِهِ اَخِي قَاعِدَةٌ شَرْعِيَّةٌ اقْتِصَادِيَّةٌ هَامَّةٌ جِدّاً؟ حِينَمَا يَحْتَسِبُ الْغَنِيُّ اَنَّ الْمَالَ الَّذِي عِنْدَهُ لِلْفَقِيرِ فِيهِ حَقّ؟ لَكِنْ هَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الْفَقِيرَ يَحِقُّ لَهُ اِذَا كَانَ يَسْتَطِيعُ الْعَمَلَ وَيَجِدُ مَنْ يُسَاعِدُهُ فِي اسْتِثْمَارِ الْمَالِ اَنْ يَعِيشَ كَسُولاً عَلَى اَقْوَاتِ النَّاسِ اَوْ عَلَى عَرَقِهِمْ وَتَعَبِهِمْ؟ طَبْعاً لَا؟ لِاَنَّ الْفَقِيرَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ حَقِيقَةً هُوَ الَّذِي لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَعْمَل؟اَوْ يَسْتَطِيعُ وَلَكِنَّهُ لَايَجِدُ الْمَالَ الَّذِي يُنْفِقُهُ وَيَسْتَثْمِرُهُ مِنْ اَجْلِ الْعَمَل؟ وَقَدْ يَكُونُ مَشْلُولاً اَوْ مُقْعَداً اَوْ ضَرِيراً عَاجِزاً؟ فَهَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءُ جَمِيعاً لَايَجُوزُ اَنْ يُهْمِلَ الْاَغْنِيَاءُ شَاْنَهُمْ؟ وَاِلَّا كَانَ هَؤُلَاءِ الْاَغْنِيَاءُ مَسْؤُولِينَ عَنْهُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَهُمْ مَسْؤُولُونَ اَيْضاً عَنِ الْفَقِيرِ الَّذِي لَايَجِدُ الْمَالَ الَّذِي يَكْفِيهِ مِنْ اَجْلِ لُقْمَةِ عَيْشِه؟ فَكَيْفَ سَيَكْفِيهِ مِنْ اَجْلِ اسْتِثْمَارِهِ فِي الْعَمَل؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ هُنَاكَ قُيُودٌ شَدِيدَةٌ صَارِمَةٌ عَلَى الِاسْتِثْمَارِ وَالْعَمَلِ اَوْ ضَرَائِبٌ مُرْهِقَةٌ مَااَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان تَضَعُهَا الدَّوْلَةُ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الْاَفْرَادِ بِحُجَّةِ التَّفْكِيرِ فِي مَصْلَحَةِ الدَّوْلَةِ وَالْمُجْتَمَع؟ اِذْ كَيْفَ يَكُونُ الْمُجْتَمَعُ سَعِيداً بِدُونِ سَعَادَةِ اَفْرَادِه؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَمَا اَكْثَرَ الْقَوَانِينَ وَالشِّعَارَاتِ الَّتِي يُطَبِّلُونَ وَيُزَمِّرُونَ لَهَا وَ لَايُطَبِّقُهَا اَحَد؟ وَاِنَّمَا هِيَ دَاخِلَةٌ فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيَّهُا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُون؟ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ اَنْ تَقُولُوا مَالَاتَفْعَلُون(وَلَيْسَ لَهَا اِلَّا الصِّيتُ الْحَسَن مَعَ الْكَلَامِ النَّاعِقِ الْفَارِغِ الْاَجْوَف؟ وَكُلُّ دِيكٍ مِنْهُمْ عَلَى مَزْبَلَتِهِ صَيَّاحٌ بِكَلَامِ اللَّيْلِ الَّذِي يَمْحُوهُ النَّهَار؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ النَّاسَ وَرَبَّ النَّاسِ لَايُقِيمُونَ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ اَرْضِهِ وَلَوْ كَانَ حَسَناً؟ لِاَنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ اِلَى تَفْعِيلِهِ مِنْ قَائِلِهِ اَوّلاً؟ حَتَّى يُشَجِّعَهُمْ هُمْ اَيْضاً عَلَى تَفْعِيلِهِ وَالْعَمَلِ بِه؟ وَحَتَّى يَلْقَى آذَاناً صَاغِيَةً تَسْتَجِيبُ لِدَعْوَتِه؟ وَلِذَلِكَ كَانَ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ حِينَمَا وَضَعَ هَذِهِ الْمَبَادِىءَ الِاقْتِصَادِيَّةَ وَنَادَى بِهَا النَّاس؟ قَدْ طَلَّقَ الدُّنْيَا ثَلَاثاً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ مُنَاجَاتِه؟ يَادُنْيَا؟ يَادُنْيَا؟ لَاتَغُرِّينِي؟ وَغُرِّي غَيْرِي؟ قَدْ بَايَنْتُكِ ثَلَاثاً لَارَجْعَةَ بَعْدَهَا؟ وَكَلِمَة بَايَنْتُكِ بِمَعْنَى طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً؟ وَالْاِنْسَانُ مِنَّا حِينَمَا يُطَلّقُ زَوْجَتَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مُتَوَالِيَة وَفِي مَجَالِسَ مُتَفَرِّقَة لَايَجُوزُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ يُرَاجِعَهَا اِلَّا بِشُرُوطٍ خَاصَّةٍ قَدْ تَكُونُ فِي بَعْضِ الْاَحْيَانِ تَعْجِيزِيَّةً وَمُسْتَحِيلَة؟ وَلِذَلِكَ اَيَّتُهَا الدُّنْيَا فَقَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لَارَجْعَةَ بَعْدَهَا؟ عُمْرُكِ قَصِير؟ وَعَيْشُكِ حَقِير؟ وَاَمْرُكِ خَطِير؟ آهٍ مِنْ قِلَّةِ الزَّاد؟ وَبُعْدِ السَّفَر؟ وَوَحْشَةِ الطَّرِيق؟ فَهَؤُلَاءِ اَخِي هُمُ الَّذِينَ فُتِحَتْ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا بِشَهَوَاتِهَا وَزِينَتِهَا وَمَتَاعِهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَاْخُذُوا مِنْهَا اِلَّا الْفُتَات؟ نَعَمْ اَيَّتُهَا الدُّنْيَا؟ مَهْمَا حَاوَلْتِ اَنْ تَغُرِّينِي؟ فَلَنْ تَسْتَطِيعِي؟ فَانْصَرِفِي عَنِّي وَغُرِّي غَيْرِي؟ فَاَنْتِ مُطَلَّقَةٌ مِنِّي ثَلَاثاً لَارَجْعَةَ بَعْدَهَا اِلَيْكِ اَبَداً؟ اِلَّا بِالِاسْتِعَانَةِ بِكِ بِمَا يُرْضِي اللهَ سُبْحَانَه؟ لِاَنَّكِ مَهْمَا طَالَ اَمَدُكِ؟ فَعُمْرُكِ قَصِير؟ وَعَيْشُكِ حَقِير؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِنْسَانَ مِنَّا يَعِيشُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَهُوَ يُرِيدُ نَفْسَهُ لَهَا؟ نَعَمْ اَيَّتُهَا الدُّنْيَا؟ وَاَمْرُكِ خَطِير؟ بِمَعْنَى اَنَّكِ مَعَ حَقَارَتِكِ فَاَنْتِ مُهِمَّةٌ جِدّاً عِنْدَ الله؟ لِاَنَّ الدُّنْيَا هِيَ الْمَزْرَعَةُ الَّتِي سَيَحْصُدُ مِنْهَا الْاِنْسَانُ فِي الْآخِرَةِ مَازَرَعَهُ فِي الدُّنْيَا مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ اَوْ طَالِح؟ بِمَعْنَى اَنَّ الدُّنْيَا تَافِهَةٌ وَحَقِيرَةٌ عَلَى الْكَافِرِ مَهْمَا عَاشَ فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَان؟ لِاَنَّهُ زَرَعَ فِيهَا مِنَ الِاعْتِقَادِ وَالْعَمَلِ السَّيِّءِ الَّذِي سَيَحْصُدُ بِسَبَبِهِ سُوءَ الْعَذَابِ فِي جَحِيمِ الْآخِرَة؟ وَلَكِنَّ الدُّنْيَا مُهِمَّةٌ جِدّاً لِلْمُؤْمِنِ مَهْمَا عَاشَ فِيهَا مِنَ الْعَذَابِ وَ الشَّقَاءِ فِي سَبِيلِ الله؟ لِاَنَّهُ زَرَعَ فِيهَا مِنَ الِاعْتِقَادِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي سَيَحْصُدُ بِسَبَبِهِ لَذَّةَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ فِي جِنَانِ الْآخِرَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْكَافِرَ لَمْ يَكُنْ كَالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَهُمُّهُ مِنَ الدُّنْيَا اَنْ يَخْتَارَ مِنْهَا مَايُوصِلُهُ اِلَى السَّعَادَةِ الْحَقِيقِيَّةِ فِي مَرْضَاةِ الله؟ وَاِنَّمَا كَانَ هَمُّهُ مُنْحَصِراً فِي قَضَاءِ شَهْوَتِهِ مِنَ الدُّنْيَا اِرْضَاءً لِشَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْهُمْ{قَالُوا رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا اَجَلَنَا الَّذِي اَجَّلْتَ لَنَا؟ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا(وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ فَاِنَّهُ يَقْضِي الشَّهْوَةَ الَّتِي سَمَحَ اللهُ لَهُ بِهَا فَقَط؟ وَبِالْحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِهَا؟ وَدُونَ اَنْ يَتَعَدَّاهَا اِلَى رَغْبَةِ الشَّيْطَان؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا الدُّنْيَا الشَّيْطَانِيَّةَ التَّافِهَةَ الْاِبَاحِيَّةَ الْحَقِيَرَةَ عِنْدَ الْمُؤْمِن؟ لِاَنَّ الَّذِي لَايَرْضَى اَنْ يَضْبِطَ اللهُ لَهُ شَهْوَتَهُ بِدِرْهَمِ وِقَايَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِنْطَارِ عِلَاجٍ؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ يَرْضَى مِنْ كُلِّ اَطِبَّاءِ الدُّنْيَا اَنْ يَقُومُوا بِوِقَايَتِهِ وَعِلَاجِهِ؟ وَخَاصَّةً مِنْهُمُ الطَّبِيبُ الْجَرَّاحُ الْمَاهِرُ بَشَّار؟ وَعَلَى مَبْدَاْ اَلْاَسَدْ اَوْ نَحْرِقُ الْبَلَدْ؟ وَلَكِنَّهُ لَايَرْضَى اَنْ يَكُونَ اللهُ طَبِيباً مُعَالِجاً لَه؟ وَعَلَى مَبْدَاْ؟ اَلله؟ اَوْ يُحْرِقُ سُبْحَانَهُ مَنْ يَنْسَاه؟ فِي جَحِيمِ الْوَجَعِ وَالْاَلَمِ وَالْآه؟ وَالَّذِي يَجْعَلُ رَقَبَةَ الزَّرَافَةِ كَرَقَبَةِ الْكَلْبَةِ ذَلِيلَةً خَانِعَةً حَقِيرَةً لَاتَخْضَعُ اَبَداً لِمَا سِوَاه؟ ثُمَّ تَسُوقُهَا مَلَائِكَةٌ مِنَ الْعَذَابِ غِلَاظٌ شِدَادٌ نَزَعَ اللهُ مِنْ قُلُوبِهِمُ الشُّعُورَ بِالرَّحْمَةِ وَالِانْتِبَاه؟ اِلَى مَايُعَانِيهِ اَهْلُ الْجَحِيمِ مِنْ اَشَدِّ الْعَذَابِ وَالْغَيْظِ الْجَهَنَّمِيِّ مِمَّا لَايَرَاه؟ اِنْسَانٌ مِنْ خَارِجِ جَهَنَّمَ اِلَّا صُعِقَ اَوْاُغْمِيَ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَالْفَزَعِ وَالْاَصْوَاتِ الْمُرْعِبَةِ الَّتِي تُنَادِي بِقَوْلِهَا يَاوَيْلَتَاه؟ فَنَسْاَلُ اللهَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ مِنْ عَذَابِهِ وَالْخَوْفَ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَتَقْوَاه؟ ثُمَّ يَتَاَوَّهُ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ مِنْ أيِّ شَيْءٍ اَخِي؟ مِنَ الْآه؟ آهٍ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ آه؟آهٍ مِنْ قِلَّةِ التَّقْصِيرِ فِي شُكْرِ اللهِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي تَزَوَّدْتُّ بِهِ مِنْ اَجْلِ يَوْمِ الْمِيعَادِ آه؟ آهٍ مِنْ بُعْدِ السَّفَرِ وَهُوَ سَفَرُ الْمَوْتِ الَّذِي يَجْعَلُ الطَّرِيقَ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مُوحِشاً اِذَا لَمْ يُرَافِقْهُ مِنَ الدَّنْيَا وَقَبْلَ الْمَوْتِ خَيْرُ زَادٍ مِنْ تَقْوَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُعِينُ عَلَى هَذَا السَّفَرِ الشَّاقِّ آه؟ آهٍ مِنْ وَحْشَةِ الطَّرِيقِ اِلَى الْآخِرَةِ وَالنَّاسُ غَافِلُونَ وَكُلٌّ يُغَنِّي عَلَى لَيْلَاه؟ فَاِذَا كَانَ سَفَرُ الدُّنْيَا قِطْعَةً مِنَ الْعَذَابِ لَهُ بِدَايَتُهُ وَمُنْتَهَاه؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِسَفَرِ الْآخِرَةِ اِلَى مَالَانِهَايَةَ مِنْ عَذَابِ اللهِ لِمَنْ نَسِيَهُ وَكَفَرَ بِهِ وَعَصَاه؟ اَوْ رَحْمَتِهِ وَجَنَّتِهِ وَنَعِيمِهِ لِمَنْ آمَنَ بِهِ وَاَطَاعَهُ وَلَمْ يَنْسَاه؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الضَّوَابِطِ الِاقْتِصَادِيَّةِ الَّتِي يَصْعُبُ عَلَى الْمَادِّيِّينَ فَهْمُهَا حِينَمَا وَضَعَهَا هَذَا الْاِمَامُ الْعَظِيمُ لِتَكُونَ نِبْرَاساً لِمَنْ يُرِيدُ اَنْ يَكُونَ مُصْلِحاً لِنَفْسِهِ وَلِمُجْتَمَعِهِ وَبِلَادِهِ وَقُرَاه؟ وَلِذَلِكَ اَخِي كَانَ هَؤُلَاءِ الْمُصْلِحُونَ الْكِرَام لَايُصِيبُهُمُ الْغُرُورُ حَتَّى وَلَوْ فُتِحَتْ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا مِنْ مَشْرِقِهَا اِلَى مَغْرِبِهَا بَلْ يَتَاَوَّهُونَ وَيَتَاَلَّمُونَ مِنْ اَجْلِ اللهِ وَمِنْ اَجْلِ النَّاس ِاَيْضاً؟ لِاَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ اَنَّهُمْ مُقَصِّرُونَ بِحَقِّهِ سُبْحَانَهُ وَحَقّهِمْ؟ فَمَا بَالُنَا نَحْنُ لَانَتَاَلَّمُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ كَمَا كَانُوا يَتَاَلَّمُون بَلْ لَانَتَاَلُّمُ مِنْ اَجْلِ مَنْ صَاحَ بِنَا وَااِسْلَامَاه؟ لِاَنَّ اللهَ لَايَتَسَامَحُ بِحُقُوقِ الْعِبَادِ وَمَظَالِمِهِمْ اِلَّا اِذَا رُدَّتْ اِلَيْهِمْ اَوْ عَفَا اَصْحَابُهَا وَسَامَحُوا؟ وَمَعَ الْاَسَف فَاِنَّ الْقَلِيلَ مَنْ يُسَامِح ؟ وَاِنَّ مِنْ اَعْظَمِ حُقُوقِ عِبَادِ اللهِ نُصْرَتُهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ(وَاِنَّ مِنْ اَعْظَمِ الْمَظَالِمِ عِنْدَ اللهِ هُوَ ظُلْمُنَا لَهُمْ بِخِذْلَانِهِمْ كَمَا يَحْصَلُ فِي اَيَّامِنَا مِنَ الْخُذْلَانِ الْوَقِحِ الْمُخْزِي الْحَقِير مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَرَبِ لِاِخْوَانِهِمْ فِي سُورِيَا وَبُوْرْمَا وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَظْلُومِين؟ اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَقْتَدِي بِالسَّابِقِينَ الْاَوَّلِينَ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟؟ بَعْدَ ذَلِك هُنَاكَ سُؤَال يَطْلُبُ مِنِّي صَاحِبُهُ تَسْلِيطَ الضَّوْءِ قَلِيلاً عَلَى الزَّكَاةِ وَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ الله؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة وَفِي كُلِّ سَنَةٍ نَفْقِدُ اِخْوَاناً لَنَا كَانُوا يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَ يَحْضُرُونَ مَجَالِسَ الْعِلْمِ مَعَنَا وَيُنْفِقُونَ فِي سَبِيلِ الله وَقَدِ انْتَقَلُوا اِلَى رَحْمَةِ رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالْمَوْتُ حَقٌّ وَلَابُدَّ مِنْ ذَلِك؟ وَلِذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِ اَنْ يُسْرِعَ اِلَى طَاعَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاِلَى مَغْفِرَةِ رَبِّهِ بِتَقْوَاهُ سُبْحَانَهُ وَاِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ اُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين؟ وَلَايَكُونُ ذَلِكَ اِلَّا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا{وَالْآيَةُ تَحْتَمِلُ النِّدَاءَ الْعَاجِلَ لِعِبَادِ الله؟ وَهُنَا تَشْعُرُ بِكَرَامَتِكَ وَعِزَّتِكَ اَخِي الْمُؤْمِن؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يُرْسِلُ لَكَ رِسَالَةً عَاجِلَة؟ وَلَوْ اَنَّ مَلِكاً مِنْ مُلُوكِ الْاَرْضِ اَرَادَ اَنْ يُرْسِلَ رِسَالَة؟ فَاِنَّهُ يَخْتَارُ رَسُولاً مُنَاسِباً لِيُرْسِلَ مَعَهُ هَذِهِ الرِّسَالَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَيْنَا؟ اخْتَارَ لَنَا مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ لِيُرْسِلَ مَعَهُ رِسَالَتَهُ سُبْحَانَه؟ وَلِيَكُونَ لَنَا هَمْزَةَ الْوَصْلِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا( اِنَّهُ النِّدَاءُ الْعَاجِلُ بِيَا رَسُولِي وَيَا عَبْدِي مُحَمَّد؟ قُلْ لِعِبَادِي؟ اِنَّهَا يَاءُ الْمُتَكَلّمِ سُبْحَانَهُ فِي كَلِمَةِ عِبَادِي؟ اِنَّهَا اِضَافَتُهُمْ اِلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعُبُودِيَّةِ لَهُ سُبْحَانَه؟ اِنَّهَا الْيَاءُ الَّتِي تَغْمُرُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالتَّشْرِيفِ وَالتَحَبُّبِ وَالتَّكْرِيم{يُقِيمُوا الصَّلَاة(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ طَيِّبْ هُمْ مُؤْمِنُونَ وَيُصَلُّون؟ فَلِمَاذَا طَالَبَهُمْ سُبْحَانَهُ بِاِقَامَةِ الصَّلَاة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ اَدَاءَ الصَّلَاةِ عِبَارَةٌ عَنْ حَرَكَات؟ تَبْدَاُ بِتَكْبِيرَةِ التَّحْرِيمَة؟ وَتَنْتَهِي بِالتَّسْلِيمَتَيْن؟ وَانْتَهَى الْاَمْرُ عَلَى هَذِهِ الْعَادَةِ الرُّوتِينِيَّةِ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّات؟ وَاَمَّا اِقَامَةُ الصَّلَاةِ؟ فَهِيَ اَنْ تَجْعَلَ الْمُعْوَجَّ مُسْتَقِيماً مُنْذُ بِدَايَةِ صَلَاتِكَ مُسْتَغْرِقاً مَعَكَ وَمُرَافِقاً لِعَقِيدَتِكَ وَاِيمَانِكَ وَاِسْلَامِكَ وَلِسُلُوكِكَ وَاَخْلَاقِكَ اِلَى الصَّلَاةِ الْاُخْرَى وَهَكَذَا دَوَالَيْكَ اَخِي؟ لِاَنَّ اللهَ لَايَقْبَلُ مِنْكَ اِلَّا اَنْ تَكُونَ مُسْتَغْرِقاً فِي صَلَاتِكَ فِي جَمِيعِ الْاَوْقَات؟ وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَنْ تَبْقَى اَخِي رَاكِعاً سَاجِداً دَائِماً؟ وَاِنَّمَا اَنْتَ فِي عَمَلِكَ الْحَلَالِ الشَّرِيفِ اَخِي وَلَوْ لَمْ تَرْكَعْ وَلَوْ لَمْ تَسْجُدْ فَاَنْتَ فِي اِقَامَةِ صَلَاةٍ دَائِمَةٍ عِنْدَ اللهِ اِذَا انْتَهَيْتَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ وَاِقَامَةِ الصَّلَاةِ مِنْ اَقَامَ الشَّيْءَ اَيْ جَعَلَهُ مُسْتَقِيماً بَعْدَ اَنْ كَانَ اَعْوَجاً؟ فَهُوَ الْعِبَادَةُ الْمَطْلُوبَةُ مَعَ الْخُشُوعِ الَّذِي يُرَافِقُهَا؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ{وَيُنْفِقُوا مِمَّا(وَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْكَ اَخِي اَنَّهُ اَعْطَاكَ كُلَّ هَذَا الْمَال وَلَمْ يَقُلْ لَكَ اَنْفِقْهُ كُلَّه؟ وَاِنَّمَا قَال{مِمَّا(وَاَصْلُهَا مِنْ مَا؟ وَكَلِمَة مِنْ لِلتَّبْعِيض؟ بِمَعْنَى{وَيُنْفِقُوا(بَعْضَ مَارَزَقْنَاهُمْ{سِرّاً وَعَلَانِيَة(وَاَرْجُو مِنْكَ اَخِي قَبْلَ اَنْ تُنْفِقَ شَيْئاً؟ اَنْ تُعْطِيَنِي مِنْ وَقْتِكَ وَلَوْ قَلِيلاً؟ حَتَّى نَقُومَ بِجَوْلَةٍ قَصِيرَةٍ عَلَى بُيُوتِ الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ يَاْخُذُونَ الصَّدَقَاتِ وَيَتَقَاتَلُونَ عَلَيْهَا؟ فَتَرَى الْاَمْرَ الْعَجَبَ الْعُجَابَ؟ وَهُمْ جَالِسُونَ عَلَى اَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ؟ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُدَخِّنُ نَفَسَ اَرْكِيلَةٍ مِنَ التُّنْبَاكِ اللَّاذْقَانِي الْاَحْمَر؟ وَالْمُعَسَّلِ بِطَعْمِ التُّفَّاح؟ وَالْمُعَسَّلِ بِطَعْمِ الْبَطّيخِ وَالْفِسِيخ؟ وَمِنْ اَيْنَ اَتَوْا بِثَمَنِهَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي بِبَرَكَةِ الصَّدَقَاتِ الَّتِي تُعْطِيهِمْ اِيَّاهَا؟ فَاِلَى اَيْنَ نَحْنُ سَائِرُون؟ اِلَى اَيْنَ نَحْنُ تَائِهُون؟ اِلَى اَيْنَ نَحْنُ مُسْتَغْرِقُونَ فِي غَيْبُوبَتِنَا وَفِي مَرَضِنَا الَّذِي نَحْنُ فِيه؟ وَمَتَى نَصْحُو مِنْ غَفْلَتِنَا الرَّعْنَاء{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا(اِسْتَمِعْ يَااَخِي؟ يَامَنْ اَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ؟ وَيَامَنْ اَنْتَ خَارِجَ الْمَسْجِد{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ اَنْ يَاْتِيَ يَوْمٌ لَابَيْعٌ فِيهِ وَلَاخِلَال(وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَة؟ وَمَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَالْمَعْنَى اَنَّهُ بِمُجَرَّدِ اَنْ يَمُوتَ الْاِنْسَانُ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُه؟ فَيَامَنْ فِي دَاخِلِ الْمَسْجِد؟ وَيَامَنْ فِي خَارِجِ الْمَسْجِد؟ اَسْتَحْلِفُكُمْ بِالله؟ هَلْ جُلُوسُكُمْ عَلَى قَارِعَةِ الطّرِيقِ اَوْ فِي الْمَلَاهِي وَالْمَقَاهِي اَفْضَل؟ اَمِ الْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى الصَّلَاةِ وَدُرُوسِ الْعِلْمِ وَالصَّلَاةِ لِلهِ الَّذِي يُنَادِيكُمْ بِقَوْلِهِ {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ اَنْ يَاْتِيَ يَوْم(وَكَلِمَة يَوْمٌ هِيَ فَاعِل مَرْفُوع لِلْفِعْلِ الْمُضَارِعِ يَاْتِي وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ تَنْوِينُ الضَّمَّتَيْنِ عَلَى حَرْفِ الْمِيم؟ وَالتَّنْوِينُ هُنَا بِمَعْنَى التَّهْوِيلِ وَالتّعْظِيمِ لِيَوْمِ الْقِيَامَة{مِنْ قَبْلِ اَنْ يَاْتِيَ يَوْمٌ لَابَيْعٌ فِيهِ وَلَاخِلَال(وَالْخُلَّةُ هِيَ الصُّحْبَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ صَاحِبَكَ يَااَخِي لَوْ كَانَ يَمْلِكُ مَا فِي الْاَرْضِ جَمِيعاً لِيَبِيعَهُ لِلهِ فِي مُقَابِلِ اَنْ يَفْتَدِيَ نَفْسَهُ اَوْ يَفْتَدِيَكَ مِنْ عَذَابِ الله؟ فَلَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنْهُ ذَلِك؟ وَلَا يَتَقَبَّلُ مِنْكَ اَيْضاً وَلَوْ كُنْتَ اَنْتَ اَخِي اَيْضاً تَمْلِكُ مِثْلَ مَايَمْلِك؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ اِذَا جَلَسْتَ عَلَى طَاوِلَاتِ الْخَمْرِ وَالْمُقَامِرِينَ؟ فَاِنَّهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا قَدْ يَكُونُونَ مِنْ اَعَزِّ اَصْحَابِكَ وَاَصْدِقَائِك؟ وَقَدْ جَمَعَتْكُمْ طَاوِلَةُ الشَّيْطَانِ وَمَجَالِسُهُ وَدُرُوسُ عِلْمِهِ مِنَ الشَّدَّةِ وَالزَّهْرِ وَالضَّامَا وَالشِّطْرَنْجِ وَالنَّرْدَشِيرِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُلْهِي عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَاِقَامَةِ الصّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاة؟ وَلَكِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَتُصْبِحُونَ مِنْ اَلَدِّ الْاَعْدَاء؟ وَسَيُعَادِي بَعْضُكُمْ بَعْضَا؟ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُلَّمَا دَخَلَتْ اَمَّةٌ لَعَنَتْ اُخْتَهَا { اَلْاَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ اِلَّا الْمُتَّقِين(فَهَلْ مِنَ التَّقْوَى يَااَخِي اَنْ تَتْرُكَ بُيُوتَ اللهِ وَتَهْجُرَهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَجْلِسَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَفِي مَقَاهِي الشَّيْطَانِ وَمَلَاهِيه؟ وَهَلْ مِنَ التَّقْوَى اَنْ تُفَضِّلَ هَذِهِ الْمَلَاهِي وَالْمَقَاهِي عَلَى بُيُوتِ اللهِ وَدُرُوسِ عِلْمِهِ وَلَاتَسْتَجِيبَ لِاَمْرِ الله؟ وَاَنْ تَتَجَاهَلَ اَنَّ هَذَا الْيَوْمَ آتٍ لَارَيْبَ فِيه؟ فَيَارَبّ اُرْزُقْنَا اِيمَاناً صَادِقاً خَالِصاً؟ وَانْصُرْنَا اَوّلاً عَلَى اَنْفُسِنَا الْاَمَّارَةِ بِالسُّوء؟ ثُمَّ انْصُرْنَا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى عَدُوِّنَا وَعَدُوِّكَ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ وَمَعَ الْاَسَف فَاِنَّنِي اَقُولُهَا بِمِلْئِ فِيَّ اَوْ فَمِي؟ اَنَّ الزَّكَاةَ فِي اَيَّامِنَا لَمْ تَعُدْ تِلْكَ الْفَرِيضَةَ الَّتِي تُحَقّقُ ذَلِكَ الْمَعْنَى الّذِي اَرَادَهُ الْاِسْلَامُ مِمَّا اَرَادَهُ اللهُ تَعَالَى مِنَ التَّكَافُلِ الِاجْتِمَاعِي؟ لِاَنَّهَا مَعَ الْاَسَف صَارَتْ نَوْعاً مِنَ التَّسَوُّل؟ فِي مَوْسِمٍ تَرَى الْمُتَسَوِّلِينَ فِيهِ يَسْاَلُونَ غَيْرَهُمْ وَقَدْ يَكُونُونَ بِغَيْرِ حَاجَة؟ وَاَعْظَمُ شَيْءٍ تَفْعَلُهُ اَخِي فِي الزَّكَاة؟ اَنْ تَاْتِيَ اِلَى فَقِيرٍ لَايَمْلِكُ بَيْتاً؟ وَاَنْتَ اَخِي وَالْحَمْدُ لِله رَبُّنَا فَتَحَ عَلَيْكَ مَاشَاءَ مِنَ الْبُيُوتِ وَالْعَقَارَاتِ وَغَيْرِهَا؟ فَتُعْطِيهُ مَسْكَناً عِوَضاً عَنْ مَالِ الزَّكَاة؟ فَاِنَّكَ بِذَلِكَ اَخِي تُحَقّقُ مَعْنىً رَائِعاً مِنْ مَعَانِي الزَّكَاة؟ اَوْ اِنْسَاناً يَسْتَطِيعُ اَنْ يَعْمَلَ وَلَكِنَّهُ لَايَمْلِكُ رَاْسَ الْمَال؟ فَتُهَيِّءَ لَهُ اَخِي مِنَ الزَّكَاةِ مَايَسْتَطِيعُ بِهِ اَنْ يَعْمَل؟ وَذَلِكَ حَتَّى نَرْتَاحَ مِنْ وَقَاحَةِ اَصْحَابِ الْمَبَادِىءِ الْمَادِّيَّةِ حِينَمَا يَتَّهِمُونَ الْاِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ بِقَوْلِهِمْ؟ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْمُفْسِدُونَ فِي الْاَرْضِ تُقِرُّونَ التَّفْرِقَةَ الطَّبَقِيَّة؟ وَهِيَ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ فَقِيرٌ مُتَسَوِّلٌ سَائِلٌ؟ وَغَنِيٌّ مَسْؤُول؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْاَوْغَاد اَعْدَاءِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِين؟ اِنَّ الْفُقَرَاءَ فِي الْمُجْتَمَعِ نَوْعَان؟ نَوْعٌ لَايَجِدُ الْمَالَ لِيَعْمَلَ وَهُوَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَعْمَل؟ فَهَذَا يُعْطَى مِنْ اَجْلِ اَنْ يَعْمَل؟ وَالنَّوْعُ الثَّانِي هُوَ اُنَاسٌ فُقَرَاءُ لَايَسْتَطِيعُونَ الْعَمَلَ لِاَنَّهُمْ عَاجِزُونَ وَلَايُوجَدُ مَنْ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ؟ فَهَؤُلَاءِ لَابُدَّ اَنْ يُعْطَوْا مِنَ الزَّكَاةِ مَا يَكْفِيهِمْ مِنْ حَاجَتِهِمْ اِلَيْهَا؟ وَلَوْ اَنَّ الْمُسْلِمِينَ حَقَّقُوا الزَّكَاةَ كَمَا شَرَعَهَا اللهُ بِغَيْرِ عَشْوَائِيَّةٍ وَلَافَوْضَوِيَّةٍ فِي تَوْزِيعِهَا؟ مَارَاَيْتَ اَخِي فِي الْمُجْتَمَعِ فَقِيراً؟ وَلَكِنْ مَعَ الْاَسَفِ اَخِي فَاِنَّكَ لَاتَرَى اِلَّا التَّوْزِيعَ الْعَشْوَائِيَّ لِهَذِهِ الزَّكَاة خَبْطَ عَشْوَاءَ كَيْفَمَا اتَّفَقَ لِمَنْ يَسْتَحِقُّهَا وَلِمَنْ لَايَسْتَحِقُّهَا؟ وَلَوْ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَغْنِيَاءَ عَمِلُوا جَرْداً دَقِيقاً وَاَخَذُوا الزَّكَاةً وَاَعْطَوْهَا لِمَنْ يَسْتَحِقُّها لَارْتَاحُوا وَاَرَاحُوا؟ وَقَدْ حَصَلَ ذَلِكَ الْجَرْدُ الدَّقِيقُ وَالِاسْتِعْلَامُ وَالتَّدْقِيقُ عَمَّنْ يَسْتَحِقُّهَا؟ وَلَمْ تَكُنْ كَمَا فِي اَيَّامِنَا تُصْرَفُ فِي غَيْرِ مَحَلّهَا فِي عَهْدِ الْخَلِيفَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْه؟ حَتَّى صَارَ مُنَادِي الزَّكَاةِ لَايَجِدُ اَحَداً يَاْتِي اِلَيْهِ مِنْ اَجْلِ الِاسْتِعَانَةِ بِهَا؟ وَكَانَتْ خُطًّةً اقْتِصَادِيَّةً رَهِيبَةً رَائِعَةً مِنْ اَنْجَحِ الْخُطَط؟ حَتَّى فَاضَ الْغِذَاءُ عَنْ حَاجَةِ الْمُسْلِمِين؟ فَاَمَرَ الْخَلِيفَةُ اَنْ يُلْقَى بِالْفَائِضِ مِنَ الْحُبُوبِ الْغِذَائِيَّةِ عَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ؟ حَتَّى لَايُقَالَ اِنَّ الطَّيْرَ جَاعَ فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِين؟ وَلِذَلِكَ اَخِي لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تَاْخُذَ الزَّكَاةَ اِذَا لَمْ تَكُنْ مُسْتَحِقّاً لَهَا؟ وَاِلَّا اعْتَدَيْتَ اَخِي عَلَى حَقِّ اَخِيكَ الْمُحْتَاج؟ لِاَنَّكَ قَدْ تُفَوِّتُ عَلَيْهِ الْفُرْصَةَ ظُلْماً وَعُدْوَاناً فِي نَيْلِ حَقّهِ وَحِصَّتِهِ مِنَ الزَّكَاة؟ فَاِذَا قَدَّمَ اِلَيْكَ الْغَنِيُّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَهَنِيئاً لَكَ عِنْدَ اللهِ اَخِي اِذَا قُلْتَ لَهُ اَنَا وَلِلهِ الْحَمْد؟ اَللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَافِينِي مِنْ نِعْمَتِهِ وَفَضْلِه؟ بَارَكَ اللهُ فِيكَ اَخِي؟ اِذْهَبْ اِلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ مِنْ غَيْرِي مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِين؟ وَاَنَا اَعْرِفُهُمْ جَيِّداً؟ فَهُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى هَذَا الْمَال؟ وَاَنَا لَسْتُ بِحَاجَةٍ وَالْحَمْدُ لِله؟ فَمَتَى تَكُونُ هَذِهِ الرُّوحُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ الْاِيمَانِيَّة الْاِسْلَامِيَّة بَيْنَ النَّاسِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ طَبْعاً لَاتَكُونُ اِلَّا حِينَمَا نُؤْمِنُ اِيمَاناً صَادِقاً؟ اَنَّهُ لَايَجُوزُ لِي اَنْ اَمْلَاَ جُيُوبِي مِنْ مَالِ غَيْرِي؟ وَلَايَجُوزُ لِغَيْرِي اَنْ يعْطِيَنِي وَهُنَاكَ فِي الْمُجْتَمَعِ مَنْ هُوَ بِحَاجَةٍ اِلَى هَذَا الْمَالِ وَيَسْتَحِقُّهُ وَلَا اَسْتَحِقُّهُ اَنَا فِي الْوَقْتِ الْحَالِي؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالزَّكَاةُ تُحَقّقُ الِاسْتِقْرَارَ وَالرَّاحَةَ وَالْبَرَكَةَ الِاقْتِصَادِيَّةَ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ لِلنَّاسِ جَمِيعَا؟ وَالزَّكَاةُ فِي اللُّغَةِ لَهَا مَعَانٍ مُتَعَدِّدَة؟ فَقَدْ تَاْتِي بِمَعْنَى الطَّهَارَة؟ وَقَدْ تَاْتِي بِمَعْنَى النُّمُوّ؟ فَحِينَمَا تُخْرِجُ زَكَاتَكَ اَخِي؟ فَاِنَّكَ تُطَهِّرُ اَمْوَالَكَ مِنْ حُقُوقِ الْآخَرِينَ الْمُتَعَلّقَةِ بِهَا؟ فَلَابُدَّ اَنْ تُخْرِجَ هَذِهِ الْحُقُوقَ؟ لِيَكُونَ هَذَا الْمَالُ طَاهِراً لَيْسَ لِاَحَدٍ فِيهِ حَقٌّ يُطَالِبُكَ بِهِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا هَذِهِ وَمَعَ الْاَسَف؟ فَاِنَّكَ اَخِي لَاتَرَى مِثْلَ هَذَا يَتَحَقَّقُ اَبَداً؟ حَتَّى صَارَتِ الزَّكَاةُ نَوْعاً مِنَ التَّسَوُّلِ يَسْاَلُهَا مَنْ لَيْسَ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا؟ وَرُبَّمَا الْمُحْتَاجُ يَسْتَحِي اَنْ يَسْاَلَ؟ وَلَايُرِيدُ الْغَنِيُّ اَبَداً اَنْ يُتْعِبَ نَفْسَهُ فِي عَنَاءِ الْبَحْثِ عَنْ اَمْثَالِ هؤلاء مِنَ الْفُقَرَاءِ الْمُسْتَحِقّينَ الَّذِينَ{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ اَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّف(لِاَنَّهُ وَالْعَيَاذُ بِالله لَايُحِبُّ اَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى هَؤُلَاءِ وَمِنْهُمْ مَايُسَمَّى بِالْعَائِلَاتِ الْمَسْتُورَة؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ يُوهِمُهُ اَنَّ الْفَقِيرَ مِنْ هَؤُلَاءِ يَرَى نَفْسَهُ عَلَيْهِ بِعِزَّةِ نَفْسِهِ الَّتِي تَاْبَى عَلَيْهِ اَنْ يَمُدَّ لَهُ يَدَهُ وَيُعَرِّضَ نَفْسَهُ لِذُلِّ الْمَسْاَلَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْغَنِيَّ الْمُنَافِقَ لَايُرِيدُ مِنَ الْفَقِيرِ اَنْ يَكُونَ عَزِيزَ النَّفْسِ اَبَداً؟ بَلْ لَايُرِيدُ{الْعِزَّةَ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِين(وَاِنَّمَا يُرِيدُ مِنَ الْفَقِيرَةِ اَنْ تَاْتِيَ اِلَى مَكْتَبِهِ؟ وَتَسْمَحَ لَهُ اَنْ يُرَاوِدَهَا عَنْ نَفْسِهَا وَيَزْنِيَ بِهَا؟ حَتَّى تَسْمَحَ نَفْسُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْفُتَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَيْهَا وَعَلَى اَوْلَادِهَا وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ تَرَى اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ الْاَغْنِيَاءِ الْمُجْرِمِينَ لَا يُغْدِقُونَ مِنَ الْاَمْوَالِ اِلَّا عَلَى الْمُتَسَوِّلِينَ وَ خَاصَّةً عَلَى مَنْ جَاءَ مِنْهُمْ خَانِعاً خَاضِعاً ذَلِيلاً حَقِيراً يَتَوَسَّلُ اِلَيْهِمْ وَيَسْتَعْطِفُهُمْ سَاعَةً مِنَ الزَّمَنِ حَتَّى يَرْمُوا لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْفُتَات؟ وَقَدْ رَاَيْتُ بِاُمِّ عَيْنِي فِي الْحَدَائِقِ الْعَامَّةِ مِنَ الْاَغْنِيَاءِ؟ مَنْ يَرْفُضُ اِعْطَاءَ أيَّةِ صَدَقَةٍ؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَقُومَ الْفَقِيرُ بِتَنْظِيفِ حِذَائِهِ وَتَلْمِيعِهِ بِالْبُويَا اِمْعَاناً فِي اِذْلَالِهِ وَتَحْقِيرِه؟ وَقَدْ سَمِعْتُ عَنْ بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ؟ اَنَّهُمْ لَايُعْطُونَ مِنَ الصَّدَقَاتِ اِلَّا لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا زُجَاجَةً مِنَ الْخَمْرِ اَوِ كْرُوزَاتٍ مِنَ التَّدْخِينِ وَالْمُعَسَّلِ حَتَّى يُهَيِّؤُوا لَهُمْ جَوّاً مِنَ الدَّعَارَةِ وَالزِّنَى وَالشُّذُوذِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ يَامَنْ وَجَبَتْ عَلَيِهِمُ الزَّكَاة؟ فَتِّشُوا عَمَّنْ يَسْتَحِقُّهَا؟ لِتُحَقّقُوا الْمَعْنَى الْاِنْسَانِيَّ الْاِسْلَامِيَّ الِاجْتِمَاعِيَّ الرَّائِعَ فِي هَذِهِ الْفَرِيضَةِ الرَّائِعَةِ الَّتِي هِيَ فَرِيضَةُ الزَّكَاة؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَايُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ اَلِيم؟ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ؟ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِاَنْفِسُكُمْ؟ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُون(وَحِينَمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ارْتَجَفَ الصَّحَابَةُ وَاضْطّرَبُوا؟ وَقَالُوا مَنْ يَرْكَبُ اِلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِيُخْبِرَنَا بِالْاَمْرِ الْجَلِيِّ الْوَاضِحِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَمَا مَعْنَاهَا؟ فَكُلُّنَا اَوْ اَكْثَرُنَا يَمْلِكُ ذَهَباً وَفِضَّةً وَيَضَعُهَا فِي اَمَاكِنَ حَصِينةٍ لِيَكْنِزَهَا مِنْ اَجْلِ حِمَايَتِهَا مِنَ السَّرِقَة؟ فَكَيْفَ سَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُنَا وَجُنُوبُنَا وَظُهُورُنَا بِسَبَبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ الْخَوْفُ الْاَدَبِيُّ اللَّائِقُ الَّذِي يَجْعَلُ اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ الصَّفْوَةِ مِنْ خَلْقِ اللهِ يَاْخُذُونَ الْقُرْآنَ مَاْخَذاً جِدِّيّاً لَا مَاْخَذاً هَزْلِيّاً؟ وَنَحْنُ الْيَوْمَ فِي اَيَّامِنَا مَعَ الْاَسَف نَاْخُذُ الْقُرْآنَ مَاْخَذاً هَزْلِيّاً مَعَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْع؟ وَالْاَرْضِ ذَاتِ الصَّدْع؟ اِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْل؟ وَمَا هُوَ بِالْهَزْل( وَلَايَهُمُّنَا مِنَ الْقُرْآنِ اِلَّا عَدَدَ الْمَرَّاتِ الْهَائِلَةِ الَّتِي سَنَقْرَاُ فِيهَا عَلَى الْاَمْوَات{قُلْ هُوَ اللهُ اَحَد( وَيَالَيْتَ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَهَا عَشْرَةَ آلَافِ مَرَّة عَلَى الْاَمْوَات يَنْفَعِلُونَ بِهَا؟ يَالَيْتَ هَؤُلَاءِ يَفْقَهُونَ اَوْ يَفْهَمُونَ شَيْئاً مِنْ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ الصَّحِيحَةِ فِي مَضْمُونِهَا اَوْ مَعْنَاهَا؟ لِاَنَّ سُورَةَ الصَّمَدِيَّةِ هِيَ اَيْضاً سُورَةُ الْاِخْلَاصِ الْحَقِيقِيِّ الْمَطْلُوبِ مِنْ اَجْلِ فِقْهِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟ وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ الْحَقُّ فَاِنَّهُ يَنْفَعِلُ بِمُجَرَّدِ اَنْ يَقْرَاَ آيَة؟ فَاِذَا لَمْ يَفْهَمْهَا؟ فَاِنَّهُ يَسْاَلُ مَنْ هُوَ اَعْلَمُ مِنْهُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الصَّحَابَةَ اَرْسَلُوا لِيَفْهَمُوا الْمُرَادَ مِنْ آيَةِ الْكَنْز؟ كَمَا رَوَى اَبُو دَاوُودَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَال؟ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالُوا؟ مَنْ يَذْهَبُ مِنَّا اِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسْتَوْضِحَ اَمْرَهَا؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَنَا اَفْعَلُ ذَلِك؟ فَذَهَبَ اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَقَالَ يَارَسُولَ الله؟ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ اَصْحَابِكَ وَهُمْ فَزِعُونَ لَمَّا بَلَغَتْهُمْ هَذِهِ الْآيَة؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اَخْبِرْهُمْ اَنَّ اللهَ مَافَرَضَ عَلَيْهِمُ الزَّكَاةَ اِلَّا لِيُطَيِّبَ لَهُمْ مَابَقِيَ مِنَ اَمْوَالِهِمْ( بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ فَرَضَ الزَّكَاةَ لِيَبْقَى هَذَا الْمَالُ بَعْدَ الزَّكَاةِ طَيِّباً يَمْلِكُهُ هَؤُلَاءِ النَّاسُ مُلْكاً مَشْرُوعاً[وَمَا جُعِلَ الْمِيرَاثُ اِلَّا لِيَتَمَلَّكَهُ مَنْ بَعْدَهُمْ (بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ حِينَمَا قَسَّمَ الْمِيرَاثَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَفَصَّلَهُ تَفْصِيلاً وَاَوْضَحَهُ وَاهْتَمَّ لِاَمْرِهِ وَهَدَّدَ مَنْ يَتَلَاعَبُ بِقِسْمَتِهِ وَلَوْ بِلَيْرَةٍ وَاحِدَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه( وَهَدَّدَ اَيْضاً مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقِسْمَةِ اللهِ بِعَذَابٍ مُهِينٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ فِي الْآيَةِ الْمَشْهُورَةِ فِي خِتَامِ آيَاتِ الْمِيرَاث؟ وَقَبْلَ الْآيَةِ الْمُلْحَقَةِ الْاَخِيرَةِ الْخَاتِمَةِ لِآيَاتِ الْمِيرَاثِ وَالْخَاتِمَةِ اَيْضاً لِسُورَةِ النِّسَاء وَهِيَ آيَةُ الْكَلَالَة؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ هَذَا التَّفْصِيلُ الْمُسْتَفِيضُ لِآيَاتِ الْمِيرَاثِ اَيْضاً؟ لَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَتَمَلَّكَ الْوَارِثُ هَذَا الْمَالَ بَعْدَ وَفَاةِ مُوَرِّثِهِ فَقَط؟ وَاِنَّمَا لِسَبَبٍ خَطِيرٍ جِدّاً اَيْضاً عَلَى سُلُوكِنَا وَتَصَرُّفِنَا؟ هَلْ سَيَكُونُ مُوَافِقاً لِعَقِيدَتِنَا وَاِيمَانِنَا فِي الرِّضَى بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ فِي قِسْمَتِهِ سُبْحَانَهُ لِهَذِه ِالْاَمْوَال؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يُرِيدُ اَنْ يَخْتَبِرَنَا بِعِبَادَةٍ مَالِيَّةٍ فِي هَذَا الْمِيرَاثِ كَمَا يَخْتَبِرُنَا فِي الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَهُمَا عِبَادَتَانِ مَالِيَّتَانِ اَيْضاً؟ وَكَمَا يَخْتَبِرُنَا فِي الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَهِيَ عِبَادَاتٌ بَدَنِيَّة؟ فَهَلْ يَا تَرَى سَنَرْضَى بِقِسْمَةِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي هَذَا الْمِيرَاث؟ اَمْ سَنَتَلَاعَبُ فِي قِسْمَةِ اللهِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ فِي هَذَا التَّرَاثِ وَالْمِيرَاث وَهُمَا بِمَعْنىً وَاحِد؟ وَلِذَلِكَ كَانَ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ حَرِيصِينَ جِدّاً عَلَى اَنْ يُطَبِّقُوا شَرْعَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يُحَرِّمُ الْاِسْلَامُ الْمُلْكِيَّةَ كَمَا نَفْهَمُ ذَلِكَ مِنْ آيَةِ كَنْزِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَلْاِسْلَامُ لَايُحَرِّمُ الْمُلْكِيَّة؟ وَلَوْ كَانَ يُحَرِّمُ الْمُلْكِيَّةَ؟ مَاشَرَعَ لَنَا مُلْكِيَّة الْمِيرَاث؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ يُحَرِّمُ الْاِسْلَامُ كَسْبَ الْاَمْوَالِ الْكَثِيرَةِ الْحَلَال؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَوْ كَانَ الْاِسْلَامُ يُحَرِّمُ الْكَسْبَ؟ مَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى؟ وَابْدَاْ بِمَنْ تَعُول؟ وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَاكَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنَى(وَالْيَدُ الْعُلْيَا هِيَ الَّتِي تَعْمَلُ وَتَكْسَبُ الْمَالَ وَتَتَمَلَّكُهُ وَتُنْفِقُه؟ وَاَمَّا الْيَدُ السُّفْلَى فَهِيَ الَّتِي تَاْخُذُ هَذَا الْمَال؟ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَمَلُّكٌ فِي الْاِسْلَامِ اَوْ مُلِكِيَّة؟ فَكَيْفَ يُقِرُّ الْاِسْلَامُ بِوُجُودِ الْيَدِ الْعُلْيَا وَالسُّفْلَى؟ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَمَلُّكٌ؟ فَكَيْفَ يَشْرَعُ الْاِسْلَامُ الْمِيرَاث؟ فَالتَّمَلُّكُ اِذاً مَوْجُودٌ فِي الْاِسْلَامِ وَمَشْرُوع؟ وَلَكِنْ بِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ صَارِمَة؟ وَالْمِيرَاثُ فِي الْاِسْلَامِ هُوَ اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ التَّمَلّك؟ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَنَّ النِّظَامَ الشُّيُوعِي يُحَرِّمُ التَّمَلُّكَ الْفَرْدِيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ مَمْنُوعٌ عَلَى الْفَرْدِ عِنْدَهُمْ اَنْ يَتَمَلَّك؟ وَكُلُّ مَايَمْلِكُهُ النَّاسُ يَكُونُ مُلْكاً لِلدَّوْلَة؟ وَاَمَّا النِّظَامُ الرَّاْسمَالِي؟ فَاِنَّهُ يُعْطِي الْحُرِّيَّةَ الْمُطْلَقَةَ لِلتَّمَلُّكِ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ نَاتِجاً عَنِ اسْتِغْلَالِ النَّاس؟ اَوْ نَاتِجاً عَنِ الِاحْتِكَار؟ اَوْ نَاتِجاً عَنِ الِاحْتِيَال؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الضَّلَال؟ وَاَمَّا الْاِسْلَامُ؟ فَهُوَ دَائِماً دِينُ الْوَسَطِيَّةِ وَالِاعْتِدَال؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَبَاحَ التَّمَلُّكَ؟ وَلَكِنَّهُ قَيَّدَهُ بِقُيُود؟ وَلَايُوجَدُ مَايُسَمَّى بِالْحُرِّيَّةِ الْمُطْلَقَةِ فِي دِينِ الاسلام؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَبَاحَ لَكَ اَخِي اَنْ تَتَمَلَّك؟ وَلَكِنْ كَيْفَ تَتَمَلَّك؟ وَمَا هِيَ الْوَسَائِلُ الَّتِي تَتَمَلَّكُ بِهَا؟ وَكَيْفَ تَتَصَرَّفُ فِي هَذَا الْمَالِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْك؟ كُلُّ ذَلِكَ قَيَّدَهُ الْاِسْلَامُ بِقُيُودٍ شَرْعِيَّة؟ تَشْمَلُ مَصْلَحَةَ الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ مَعاً؟ وَتَعُودُ بِالْخَيْرِ عَلَى الْاِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالْجَمَادِ مَعاً جَمِيعاً؟ وَتُحَرِّمُ اَكْلَ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ عَنْ طَرِيقِ اَكْلِ اَمْوَالِ الْيَتَامَى ظُلْماً وَالْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ بِلَا حَضٍّ عَلَى اِطْعَامِهِمْ؟ وَعَنْ طَرِيقٍ فِيهِ هَلَاكُكُمْ اَيُّهَا الظَّالِمُونَ يَامَنْ{ تَاْكُلُونَ الْمِيرَاثَ اَكْلاً لَمَّا؟ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمَّا(وَعَنْ طَرِيقِ الرِّبَا؟ وَالسَّرقَةِ؟ وَالْخَمْرِ؟ وَالْمُخَدِّرَاتِ؟ وَالْمَيْسِرِ؟ وَالْغِشِّ؟ وَالِاحْتِكَارِ؟ وَالرَّشْوَةِ؟ وَشَهَادَةِ الزُّورِ؟ وَقَوْلِ الزُّورِ؟ وَالْمُمَاطَلَةِ؟ وَالنَّصْبِ؟ وَالِاحْتِيَالِ؟ وَغَيْرِهَا مِنْ طُرُق ِالتَّفَنُّنِ فِي اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ وَاَمَّا الْاَنْظِمَةُ الشُّيُوعِيَّةُ وَالرَّاْسُمَالِيَّة وَغَيْرُهَا مِنَ الْقَوَانِينِ الْوَضْعِيَّةِ؟ فَاِنَّهَا يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ تَذُوبُ شَيْئاً فَشَيْئاً؟ وَيَتَبَيَّنُ لِلنَّاسِ جَمِيعاً اِجْرَامُهَا وَ خِدَاعُهَا وَتَضْلِيلُهَا وَضَحِكُهَا عَلَى النَّاس؟ وَ ضَعْفُهَا وَسُخْفُهَا وَتَفَاهَتُهَا وَهُرَاؤُهَا وَلُؤْمُهَا وَخِسَّتُهَا وَحَقَارَتُهَا وَنَذَالَتُهَا؟ وَيَبْقَى الْاِسْلَامُ وَحْدَهُ وَضِيئاً مَشِعّاً سَاطِعاً فِي هَذَا الْكَوْن؟بَعْضُ النَّاسِ يَعْتَقِدُ اَنَّ الْعِبَادَةَ مَقْصُورَةٌ عَلَى هَذِهِ الشَّعَائِر؟ اَنْ نُصَلّي؟ وَاَنْ نُزَكِّي؟ وَاَنْ نَصُوم؟ وَاَنْ نَحُجَّ وَانْتَهَى الْاَمْر؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ نَعَمْ؟ هِيَ عِبَادَاتٌ وَشَعَائِرُ مُقَدَّسَة؟ وَهِيَ اَرْكَانُ الْاِسْلَامِ وَلَابُدَّ مِنْهَا؟ لَكِنْ كَمَا اَنَّ الصَّلَاةَ فَرْض؟ كَذَلِكَ الْعَمَلُ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ هُوَ فَرْضٌ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مُنْ يُصَلّي وَلَايَعْمَل؟ فَقَدْ قَامَ بِوَاجِبِ الصَّلَاة؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَقُمْ بِوَاجِبِ الْعَمَل؟ وَكَذَلِكَ الَّذِي يَعْمَلُ وَلَايُصَلّي؟ فَقَدْ قَامَ بِوَاجِبِ الْعَمَلِ؟ وَلَمْ يَقُمْ بِوَاجِبِ الْعِبَادَةِ وَهِيَ الصَّلَاة؟ وَاَقُولُ لِهَذَا وَذَاك؟ اِنَّ دِينَنَا دِينٌ مُتَكَامِل؟اِنَّهُ كُلٌّ لَايَتَجَزَّاْ؟ وَلَايَقْبَلُ التَّجْزِئَة؟ وَلَا يَقْبَلُ اَنْصَافَ الْحُلُول؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعَمَلَ يُعْتَبَرُ عِبَادَةً يَتَقَرَّبُ بِهَا الْعَبْدُ اِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى شَرْط؟ اَنْ يَكُونَ عَمَلاً مَشْرُوعاً؟ وَاَلَّا يُلْهِيَهُ عَنْ اِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَ ذِكْرِ اللهِ وَمِنْهُ طَلَبُ الْعِلْم؟ وَهُوَ الذّكْرُ الْاَكْبَرُ لِله؟ لِاَنَّهُ يَاْبَى اَنْ يَكُونَ اِلَّا لِله؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ(الَّذِينَ يَقُولُونَ وَيَفْعَلُون؟ وَلَايَنْسَلِخُونَ مِنْ آيَاتِ الله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنْ اَجَلِّ اَنْوَاعِ ذِكْرِ اللهِ هُوَ التَّفَقّهُ فِي الدِّين؟ نَعَمْ اَخِي؟ تَرَاهُ وَالْعَيَاذُ بِالله مِنَ التَّجَّارِ الْاَغْنِيَاءِ وَاَصْحَابِ الْمَكَاتِبِ؟ وَهُوَ لَايَكَلُّ وَلَايَمَلُّ مِنَ الْعَمَلِ عِشْرِينَ سَاعَةً وَهُوَ مَشْغُولٌ بِالْحِسَابَاتِ وَالْجَرْدِ وَالْبَيْعِ وَالشِّرَاء؟ وَقَدْ يَنَامُ وَيَحْلُمُ فِي نَوْمِهِ؟ وَيَرَى نَفْسَهُ كَيْفَ يَحْسُبُ مَبِيعَاتِهِ؟ وَمَابَقِيَ مِنْهَا وَمَا ذَهَبَ وَمَا تَلَفَ مِنَ الْبِضَاعَةِ؟ وَمَاانْتَهَتْ صَلَاحِيَتُهُ وَالضَّرَائِبَ الَّتِي دَفَعَهَا؟ وَاضْرِبْ وَاقْسِمْ وَاجْمَعْ وَاطْرَح؟ وَلَاتُفَكِّرْ فِي دِينِكَ وَآخِرَتِكَ وَقَبْرِكَ اَبَداً؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي اِذَا سَاَلْتَهُ فَجْاَةً؟ اَيْنَ الْوَقْتُ الَّذِي تَطْلُبُ فِيهِ الْعِلْم؟ اَيْنَ التَّفَقُّهُ فِي دِينِ اللهِ{اشْمَاَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَة(ثُمَّ يَقُولُ لَكَ؟ مَنِّي فَاضِي؟ وَاَقولُ لِهَذَا؟ مِنْ اَجْلِ طَلَبِ الْعِلْمِ مَنَّكْ فَاضِي؟ وَمِنْ اَجْلِ التِّجَارَةِ نَايِم فَاضِي رَاضِي؟ وَلَذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَنْزِعُ الْبَرَكَةَ مِنْ رِزْقِكَ اِذَا لَمْ يَكُنْ مُقْتَرِناً بِطَلَبِ الْعِلْم وَالتَّوْحِيدِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة؟ وَكَيْفَ سَتَعْرِفُ مِنَ الْحَلَالِ اَوِ الْحَرَامِ شَيْئاً اِذَا لَمْ تَتَعَلَّمْ فِقْهَ التَّوْحِيدِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالْمُعَامَلَاتِ وَالْبَيْعِ وَالشِّرَاء؟ وَكَيْفَ تَتَجَرَّاُ عَلَى اللهِ بِجَهْلِكَ لِهَذَا الْفِقْهِ مُتَجَاهِلاً قَوْلَهُ تَعَالَى{قُلْ اَرَاَيْتُمْ مَا اَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلَالَا؟ قُلْ آ~~~~~اللهُ اَذِنَ لَكُمْ اَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُون؟ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة( وَخَاصَّةً فِي عَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟هَلْ يَظُنُّونَ اَنَّ اللهَ سَيَرْحَمُهُمْ؟ اَمْ سَيُحْرِقُهُمْ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ اِذَا لَمْ يَتُوبُوا؟ وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْمِسْكِين؟ مَهْمَا اَعْطَاكَ اللهُ وَاَغْدَقَ عَلَيْكَ مِنَ رِزْقِه؟ فَاِنَّكَ لَنْ تَحْصَلَ عَلَى الْبَرَكَةِ فِيه؟ وَمَهْمَا كَانَ عُمْرُكَ طَوِيلاً؟ فَلَنْ تَحْصَلَ عَلَى الْبَرَكَةِ فِي عُمْرِكَ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَتَجِدَنَّهُمْ اَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ(نَكِرَةٍ تَافِهَةٍ حَقِيرَة{وَمِنَ الَّذِينَ اَشْرَكُوا يَوَدُّ اَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمُّرُ اَلْفَ سَنَة(وَلَوْ طَالَ بِكَ الْعُمْرُ اِلَى اَلْفِ سَنَة؟ وَلَوْ كُنْتَ كَالْيَابَانِيَّةِ الَّتِي تَحْرِصُ عَلَى الْغِذَاءِ الصِّحِّيِّ الْجَيِّدِ حَتَّى عَاشَتْ 120 سَنَة؟ فَهَلْ سَتَنْجُوَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ فِي الدُّنْيَا وَالْقَبْرِ وَالْآخِرَةِ اَيُّهَا الْاَحْمَقُ الْمُغَفّل؟ اُنْظُرْ اِلَى اِبْلِيسَ اَيُّهَا الْمَعْتُوه؟ وَكَمْ مَضَى عَلَيْهِ مِنْ مَلَايِينِ السِّنِين؟ وَهُوَ مَايَزَالُ اِلَى الْآنَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاة؟ يُحَطِّمُ الرَّقَمَ الْقِيَاسِيَّ فِي طُولِ الْاَعْمَار؟ وَيَتَفَوَّقُ بِذَلِكَ عَلَى جَمِيعِ الْمَخْلُوقَات؟ بِمَا فِيهِمْ مِنْ اِنْسٍ وَجِنّ؟ وَقَدْ اَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الْخَوَارِقِ مَا لَمْ يُعْطِهَا لِغَيْرِهِ اِلَّا الْاَنْبِيَاء؟ وَمِنْهُمْ سُلَيْمَانُ وَنَبِيُّنَا عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ حَتَّى اَنَّهُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَخْتَرِقَ صَدْرَكَ بِوَسْوَسَتِهِ وَاِغْوَائِهِ؟ فَهَلْ سَيَنْجُو اِبْلِيسُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مَهْمَا عَاشَ طَوِيلاً اَيُّهَا الْاَبْلَه؟ وَاَنْتَ تَعْلَمُ اَنَّهُ سَيَعِيشُ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَالَ رَبَّ اَنْظِرْنِي اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون؟ قَالَ فَاِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِين؟ اِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم(هَلْ سَيَنْجُو وَالْقُرْآنُ يُحَدِّثُنَا اَنَّهُ سَيَكُونُ خَطِيبَ قَوْمِهِ فِي جَحِيمِ جَهَنَّم{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْاَمْرُ اِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُّكُمْ فَاَخْلَفْتُكُمْ(اَكْمِلِ الْآيَةَ اِلَى نِهَايَتِهَا اَيُّهَا الْمَعْتُوهُ الْغَافِلُ عَمَّا يَنْتَظِرُكَ مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيمِ اِنْ لَمْ تَتُبْ اِلَى اللهِ وَتَلْتَحِقْ فَوْراً بِمَجَالِسِ الْعِلْم؟ وَلَاتَاْخُذْ مِنْ وَقْتِكَ اِلَّا نْصْفَ سَاعَةٍ فَقَطْ؟ اَلَا تُنْقِذُ نَفْسَكَ مِنْ جَحِيمِ جَهَنَّمَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ لِنِصْفِ سَاعَةٍ يَوْمِيّاً فَقَطْ اَيُّهَا الْاَحْمَق؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تُضَيِّعَ بَرَكَةَ الرِّزْقِ وَالْعُمْرِ بِدُونِ فَائِدَةٍ؟ وَالْاِسْلَامُ يَطْلُبُ مِنْكَ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَغَيْرَهَا مِنْ بَقِيَّةِ اَرْكَانِهِ وَجَمِيعَ اَرْكَانِ الْاِيمَانِ؟ وَالْعَمَلَ وَالرِّزْقَ وَدُرُوسَ الْعِلْمِ؟ مَاذَا عَنْ صِلَةِ الرَّحِمِ اَيْضاً اَيْنَ اَنْتَ مِنْهَا؟ لِمَاذَا لَاتَصِلُ رَحِمَك؟ فَيَقُولُ لَكَ مَشْغُول مَنِّي فَاضِي؟ وَكُلُّ هَذِهِ اَخْطَاء؟ نَعَمْ اَخْطَاءٌ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى اُصِيبَ بِهَا الْمُجْتَمَع؟ لِاَنَّ النَّاسَ انْشَغَلُوا بِالْمَادَّةِ وَحْدَهَا؟ وَنَسُوا الْوَاجِبَاتِ الْاُخْرَى؟ فَكَانَتِ الْمَادَّةُ وَبَالاً وَهَمّاً وَغَمّاً عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ قَبْلَ اَنْ يَصِلُوا اِلَى الْعَذَابِ الْاَلِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ}ثُمَّ يَقُولُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا [مَااَخْرَجْتَ زَكَاتَهُ فَلَيْسَ بِكَنْز وَلَوْ كَانَ تَحْتَ سَبْعِ اَرَضِين؟ وَمَا لَمْ تُخْرِجْ زَكَاتَهُ فَهُوَ كَنْزٌ وَلَوْ كَانَ عَلَى سَطْحِ الْاَرْض(بِمَعْنَى اَنَّهُ لَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْكَنْزِ فِي نَظَرِ الْاِسْلَامِ اَنَّهُ هُوَ الْمَكَانُ الَّذِي تَضَعُ فِيهِ الْمَالَ اَخِي؟ وَاِنَّمَا الْمَقْصُودُ مِنَ الْكَنْزِ اَلَّا تُخْرِجَ مِنْهُ زَكَاةَ الْمَال؟فَهُوَ كَنْزٌ حَتَّى وَلَوْ كَانَ الْمَالُ ظَاهِراً عَلَى سَطْحِ الْاَرْضِ؟ فَهُوَ كَنْزٌ فِي نَظَرِ الْاِسْلَامِ اِذَا لَمْ تُخْرِجْ مِنْهُ زَكَاةَ الْمَال؟ وَلَيْسَ بِكَنْزٍ اَبَداً فِي نَظَرِ الْاِسْلَامِ مَا تُخْرِجُ زَكَاتَهُ اَخِي وَلَوْ خَبَّاْتَهُ تَحْتَ سَبْعِ اَرَضِين؟ ثُمَّ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه[ وَاَبْلِغْ مَنْ وَرَاءَكَ اَنَّ خَيْرَ مَايَلْبَسُهُ وَيَكْنُزُهُ الْمَرْءُ هُوَ الْمَرْاَةُ الصَّالِحَة اَلَّتِي اِذَا نَظَرَ اِلَيْهَا سَرَّتْهُ؟ وَاِذَا اَمَرَهَا اَطَاعَتْهُ؟ وَاِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ(بِمَعْنَى اَنَّ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ هُمَا كَنْزٌ مَادِّيٌّ غَيْرُ مَشْرُوعٍ اِذَا لَمْ تُخْرِجْ زَكَاتَهُمَا اَخِي؟ وَاَمَّا الْمَرْاَةُ الصَّالِحَةُ فَهِيَ الْكَنْزُ الْمَعْنَوِيُّ الْمَشْرُوعُ الْاَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً؟ فَمَا هِيَ صِفَاتُهَا يَارَسُولَ الله؟ قَال؟ اَلَّتِي اِذَا نَظَرَ اِلَيْهَا زَوْجُهَا سَرَّتْهُ؟ أيْ اَدْخَلَتِ السُّرُورَ اِلَى قَلْبِه؟ جَاءَ وَهُوَ مُتْعَبٌ مِنَ الْعَمَلِ؟ فَاِذَا بِهَا تَسْتَقْبِلُهُ بِابْتِسَامَتِهَا؟ وَدِينُنَا الْاِسْلَامِيُّ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَيْسَ دِينَ الْاُنُوثَةِ فَقَطْ؟ وَهُوَ اَيْضاً لَيْسَ دِينَ الذُّكُورَةِ فَقَطْ؟ وَاِنَّمَا هُوَ دِينُهُمَا مَعاً؟ بَلْ هُوَ دِينُ الْاَغْنِيَاءِ وَاَصْحَابِ رُؤُوسِ الْاَمْوَالِ الضَّخْمَة؟ وَهُوَ دِينُ الْفُقَرَاءِ وَالْعُمَّالِ وَالْفَلَّاحِينَ وَالْكَادِحِينَ وَاَرْبَابِ الْعَمَلِ اَيْضاً؟ اِنَّهُ دِينُ الْجَمِيع وَالَّذِي يَسْتَطِيعُ احْتِضَانَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً اِلَى حَاضِنَتِهِ الْاِيمَانِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّة؟ وَاَنْ يَجْعَلَ كُلَّ اِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَصِلُ اِلَى حَقِّهِ كَامِلاً دُونَ اِفْرَاطٍ وَلَاتَفْرِيط؟ اِنَّهُ دِينُ الرَّحْمَةِ لِلْعَالَمِين؟ وَلِذَلِكَ كَمَا اَنَّ الْمَرْاَةَ مَطْلُوبٌ مِنْهَا اَنْ تَبْتَسِمَ لِزَوْجِهَا اِذَا نَظَرَ اِلَيْهَا وَاَنْ تُدْخِلَ السُّرُورَ اِلَى قَلْبِهِ؟ فَكَذَلِكَ الرَّجُلُ مَطْلُوبٌ مِنْهُ اَيْضاً مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف؟ فَاِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرَا[وَاِنَّ اَحَدَكُمْ لَيَضَعُ اللُّقْمَةَ فِي فَمِ زَوْجَتِهِ(وَهَذَا وَاجِبٌ عَلَيْه؟ وَمَعَ ذَلِكَ تُكْتَبُ لَهُ صَدَقَة اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى عَظَمَةِ الْعِشْرَةِ الْحَسَنَةِ بِالْمَعْرُوفِ عِنْدَ الله؟ ثُمَّ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَاِذَا اَمَرَهَا اَطَاعَتْهُ(لَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَلَّا يَاْمُرَهَا بِمَعْصِيَةِ اللهِ وَرَسُولِه؟ وَاِلَّا فَلَا طَاعَةَ لَهُ عَلَيْهَا؟ وَاَمَّا اَنْ يَاْمُرَهَا بِمَعْصِيَةٍ ثُمَّ لَاتُطِيعُهُ؟ فَيَقُولُ لَهَا اِنَّ الشَّيْخَ الْفُلَانِي قَالَ يَجِبُ عَلَيْكِ اَنْ تُطِيعِينِي؟ وَعَلَيْكِ اَنْ تُطِيعِي هَذَا الشَّيْخَ اَيْضاً لِاَنَّهُ مِنْ اُولِي الْاَمْرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِي الْاَمْرِ مِنْكُمْ( وَنَقُولُ لِهَذَا نَعَمْ؟ وَلَكِنْ اَيْنَ اَنْتَ وَشَيْخُكَ وَوَالِدَاكَ وَالنَّاسُ اَجْمَعِينَ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ الْخَالِق(فَلَايَجُوزُ لِلْمَرْاَةِ اَنْ تُطِيعَ الرَّجُلَ اِلَّا اِذَا كَانَ اَمْراً مَشْرُوعاً وَضِمْنَ حُدُودِ طَاقَتِهَا اَيْضاً؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ{لَايُكَلّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا وُسْعَهَا{رَبَّنَا وَلَاتُحَمِّلْنَا مَالَاطَاقَةَ لَنَا بِه{لَايُكَلّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا مَا آتَاهَا(مِنْ قُوَّةِ الصَّبْرِ وَالِاحْتِمَال؟ وَاِلَّا فَاِنَّ لِلصَّبْرِ وَالِاحْتِمَالِ حُدُوداً لَايُمْكِنُ تَخَطّيهَا وَتَجَاوُزُهَا وَخَاصَّةً مَعَ النّظَامِ الْمُجْرِمِ الَّذِي يَقْمَعُ شَعْبَهُ بِاَبْشَعِ الْمَجَازِرِ؟ثُمَّ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَاِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ(بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا سَافَرَ مَثَلاً وَغَابَ عَنْهَا اَيّاماً اَوْ شُهُوراً؟ حَفِظَتْهُ فِي عِرْضِهِ وَشَرَفِهِ وَفِي بَيْتِهِ وَمَالِه؟ وَهُوَ اَيْضاً بِالْمُقَابِلِ عَلَيْهِ اَنْ يَحْفَظَهَا فِي بِضَاعَتِهِ التَّنَاسُلِيَّةِ الَّتِي تَمْلِكُهَا الْمَرْاَةُ وَلَايَمْلِكُهَا هُوَ وَلَاغَيْرُه؟ وَلِذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ حَقَّهِ وَلَاحَقِّ اَحَدٍ غَيْرِهِ اَبَداً سِوَى زَوْجَتِهِ اَنْ يَسْتَمْتِعَ بِهَا؟ وَاَمَّا اَنْ يَذْهَبَ اِلَى بِلَادِ الْفِسْقِ وَ الْفُجُورِ وَالدَّعَارَة؟ ثُمَّ يَرْتَكِبُ الْفَوَاحِشَ وَالْمُوبِقَاتِ وَالْمُنْكَرَات؟ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ؟ اَلرَّجُل اِذَا زَنَى؟ كَالْقَصْرِ اِذَا انْبَنَى؟ وَاَنْتَ رَجُلٌ؟ وَيُعْفَى عَنْكَ مَهْمَا ارْتَكَبْتَ مِنَ الذُّنُوب؟ وَاَمَّا زَوْجَتُكَ فَلَايُعْفَى عَنْهَا اَبَداً؟ فَهَذِهِ هِيَ صِفَاتُ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى وَاَقْوَالُهَا وَاَفْعَالُهَا وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَلَقَدْ سَمِعْتُ عَنْ اَكْثَرِ هَؤُلاَءِ؟ اَنَّ زَوْجَتَهُ شَرِيفَة عَفِيفَة؟ وَهُوَ يَرْتَكِبُ مِنَ الْمُوبِقَاتِ وَمِنَ الْمُنْكَرَاتِ مَايَشِيبُ مِنْهُ الطّفْلُ الرَّضِيع؟ وَقَدْ اَقْسَمَتْ لِي زَوْجَةُ اَحَدِهِمْ يَمِيناً بِالله؟ اَنَّ زَوْجَهَا وَاَبَاهُ مَعاً وَالْعَيَاذُ بِالله؟ يُعَاشِرَانِ امْرَاَةً وَاحِدَةً بِالْحَرَامِ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ فِي بِلَادِ الْقَذَارَةِ الصَّلِيبِيَّة؟ وَقَدْ بَعَثُوا لَهَا مَقْطَعَ فِيديُو مُصَوَّراً دُونَ خَجَلٍ وَلَاحَيَاءٍ مِنَ اللهِ وَلَا مِنْ زَوْجَتِهِ وَلَا مِنْ اَبِيه؟ وَلَا الْاَبُ الْقَذِرُ اَيْضاً يَخْجَلُ مِنْ وَلَدِهِ وَزَوْجَةِ وَلَدِه؟ فَقُلْتُ لَهَا رَحِمَ اللهُ اَيَّام زَمَان؟ وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَسْتَحْيِي اَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَتِفِ زَوْجَتِهِ اَمَامَ اَبِيهِ اَوْ يُقَبِّلُهَا اَوْ يُعَانِقُهَا وَلَوْ نَسْيَاناً؟ بَلْ كَانَ يَسْتَحِي اَنْ يَدْخُلَ اِلَى غُرْفَتِهَا فِي لَيْلَةِ عُرْسِهِ بِحُضُورِ اَبِيه؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى حَضِيضِ الْاِبَاحِيَّةِ الْحَقِيرَةِ الَّتِي وَصَلْنَا اِلَيْهَا؟ حِينَمَا هَدَمْنَا قِيَمَنَا وَاَخْلَاقَنَا وَتَعَالِيمَ دِينِنَا فِي نُفُوسِنَا وَعُقُولِنَا وَقُلُوبِنَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْمُؤْمِنَ كَمَا يُرِيدُ مِنْ زَوْجَتِهِ مَايُرِيدُهُ اللهُ مِنْهَا اَنْ تَكُونَ شَرِيفَةً عَفِيفَةً طَاهِرَة؟ كَذَلِكَ هُوَ اَيْضاً يَجِبُ اَنْ يَكُونَ شَرِيفاً عَفِيفاً طَاهِراً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلطّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَات}وَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم [خَيْرُ كَنْزٍ لِلْمَرْءِ؟ لِسَانٌ ذَاكِر؟ وَقَلْبٌ شَاكِر؟ وَزَوْجَةٌ تُعِيُن زَوْجَهَا عَلَى طَاعَةِ رَبِّه(وَاللِّسَانُ الذَّاكِرُ هُوَ الَّذِي يَذْكُرُ اللهَ دَائِماً وَلَايَشْتُمُ اللهَ وَلَايَشْتُمُ الدِّين كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الْحُثَالَةِ الْاَحْقَرُ مِنَ الْخَنَازِيرِ عِنْدَ الله؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّ اللهَ يَصُبُّ جَامَّ غَضَبِهِ عَلَى الشَّعْبِ السُّورِي وَيُعَاقِبُنَا عُقُوبَاتٍ صَارِمَةً بِسَبَبِهِمْ؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَايَتَّعِظُ النَّاسُ وَلَايَعْتَبِرُونَ اَبَداً؟ ثُمَّ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [وَقَلْبٌ شَاكِر(وَالشُّكْرُ كَمَا يَكُونُ بِالْقَلْبِ يَكُونُ بِاللّسَانِ اَيْضاً وَبِقَوْلِكَ اَخِي اَلْحَمْدُ لِلهِ مَثَلاً؟ وَكَذَلِكَ يَكُونُ الشُّكْرُ بِاَفْعَالِكَ اَخِي اَيْضاً؟ وَهُوَ اَنْ تُسَخِّرَ النِّعْمَةَ فِيمَا يُرْضِي الْمُنْعِمَ الْمُتَفَضِّل؟ وَاَلَّا تَتَعَلَّقَ بِالنِّعْمَةِ؟ وَاِنَّمَا تَتَعَلَّقُ اَخِي بِالْمُنْعِمِ سُبْحَانَه؟ وَاَمَّا اَنْ يَتَعَلَّقَ قَلْبُكَ بِهَذِهِ النَّعْمَةِ؟ وَتَنْسَى الْمُنْعِمَ الْمُتَفَضِّلَ؟ فَاَنْتَ هُنَا اَخِي لَاتَحْمِلُ قَلْباً شَاكِراً فِي صَدْرِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَتَعَلَّقُ بِالنِّعْمَةِ وَيَدُورُ حَوْلَهَا؟ وَاَمَّا اَنْ يَتَذَكَّرَ مَنْ اَنْعَمَ عَلَيْهِ وَهُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَهَذَا بَعِيدٌ عَنْ خَاطِرِه؟ وَرُبَّمَا سَخَّرَ النِّعْمَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ هُنَاكَ مِنَ الْمَعَاصِي مَايَرَاهُ النَّاسُ كَشُرْبِ الْخَمْرِ وَاللَّعِبِ بِالْقُمَارِ وَغَيْرِهَا؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً مَعَاصِي خَفِيَّة لَايَرَاهَا النَّاس؟ كَقَوْلِ بَعْضِ الْجَبَابِرَةِ مَثَلاً؟ اَنَا اَسْتَطِيعُ اَنْ اَشْتَرِيَ بِمَالِي كُلَّ شَيْء؟ اَكْبَرُ قَاضِي مِنَ الْقُضَاةِ اَشْتَرِيهِ بِمَالِي؟ وَاَقُولُ لِهَذَا كَلَامُكَ صَحِيح؟ وَفِعْلاً فَاِنَّكَ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُنْحَرِفَةِ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَشْتَرِيَ الذّمَمَ بِمَالِك؟ وَلَكِنْ اَيْنَ اَنْتَ مِنَ الله؟ اَيْنَ اَنْتَ وَمَنِ اشْتَرَيْتَهُ بِهَذَا الْمَالِ اَيْضاً؟ اَيْنَ سَتَهْرُبُونَ مِنَ اللهِ{وَاِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ(الَّذِينَ يَكْفُرُونَ وَيَبْطُرُونَ بِنِعْمَةِ الله؟ هَلْ تُصَدِّقُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنِّي وَعَظْتُ اِنْسَاناً بِقَوْلِي لَهُ دِير بَالَكْ عَلَى اِبْنِك؟ اِنَّهُ يَقُودُ السَّيَّارَةَ بِسُرْعَةٍ جُنُونِيَّةٍ وَيُشَفّطُ بِهَا؟ وَقَدْ كَادَ اَنْ يَدْهَسَ اِنْسَاناً مَا بِسَيَّارَتِهِ؟ فَهَلْ تَدْرُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مَاذَا قَالَ لِي؟ وَهَلْ تُصَدِّقُونَ كَيْفَ نَطَقَ الْبَطَرُ فَجْاَةً وَبِدَمٍ بَارِد؟ نَعَمْ قَالَ هَذَا الْاَبُ الْاَرْعَنُ الْاَحْمَقُ السَّافِلُ الْمُجْرِمُ الَّذِي مَارَاَيْتُ اِنْسَاناً بِوَقَاحَتِهِ اِلَى الْآن؟ وَمَاذَا اَسْتَطِيعُ اَنْ اَفْعَلَ لَهُمْ؟ سَاَبْعَثُ لَهُمْ بُوكِيه مِنَ الْوَرْد؟ وَاَقْرَاُ الْفَاتِحَةَ عَلَى رُوحِهِ وَقَبْرِهِ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اِذَا اَرَادُوا مِلْيُون؟ مِلْيُونَيْن؟ ثَلَاثَة؟ اَرْبَعَة؟ سَاَضَعُهَا جَمِيعُهَا عَلَى رِجْلِي؟ وَاَدْفَعُهَا لَهُمْ وَانْتَهَتِ الْمُشْكِلَة؟ فَقُلْتُ لَهُ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ لَوْ كَانَ الْاَمْرُ بِيَدِي؟ فَاِنَّ اَوَّلَ شَيْءٍ سَاَفْعَلُهُ هُوَ اَنْ اَقْطَعَ لَكَ رِجْلَكَ وَاَرْمِيهَا لِلْكِلَابِ وَمِنْ دُونِ مُحَاكَمَةٍ عَادِلَةٍ لَكَ وَلِاَمْثَالِكَ اَيُّهَا الْمُجْرِمُ السَّافِلُ الْوَقِح؟ يَامَنْ تَسْتَهْتِرُ فِي اَرْوَاحِ النَّاسِ وَحَيَاتِهِمْ اَنْتَ وَوَلَدُكَ الطَّانْطُ الْمُخَنَّث؟ فَاَغْلَقَ سَمَّاعَةَ الْهَاتِفِ فِي وَجْهِي؟ وَلَمْ تَمْضِ اَيَّامٌ مَعْدُودَةٌ؟ حَتَّى سَمِعْتُ عَنْهُ اَنَّهُ اُصِيبَ بِالشَّلَلِ فِي رِجْلِهِ الَّتِي سَيَضَعُ عَلَيْهَا اَمْوَالَهُ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنَّهُ الْكُفْرُ الَّذِي لَامَثِيلَ لَهُ بِنِعْمَةِ اللهِ عِنْدَ هَؤُلَاء؟ اِنَّهُ الْبَطَرُ بِسَبَبِ الْكُفْر؟ نَعَمْ يَبْطَرُ بِسَبَبِ النِّعْمَة؟ يَبْطَرُ بِسَبَبِ الْمَال؟ يَبْطَرُ بِسَبَبِ الْجَاه؟ يَبْطَرُ بِسَبَبِ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَة؟ فَاِذَا بِهِ بَيْنَ لَحْظَةٍ وَاُخْرَى جُثّةً هَامِدَة؟ كَاَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورَا؟ وَقَدْ فَارَقَ الْحَيَاةَ اِلَى مَا بَعْدَ الْمَمَاتِ مِنَ الْعَذَابِ الْهَائِلِ وَالْوَيْلَاتِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ اَهْلَكْنَاهَا بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا؟ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ اِلَّا قَلِيلاً؟ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِين( فَمَا اَكْثَرَ الْعِبَرَ؟ وَمَااَقَلَّ الِاعْتِبَارَ وَ الْمُعْتَبِرِين؟ وَالْخُلَاصَةُ اَخِي اَنَّ الْكَنْزَ نَوْعَان؟ كَنْزٌ مَادِّيٌّ وَهُوَ الذَّهَبُ وَالْفِضَّة؟ وَكَنْزٌ مَعْنَوِيٌّ؟ وَهُوَ اَعْظَمُ كَنْزٍ يَكْتَسِبُهُ الْاِنْسَان؟ وَهُوَ مَا يَتَخَلَّقُ بِهِ الْاِنْسَانُ مِنَ اللّسَانِ الذَّاكِرِ؟ وَالْقَلْبِ الشَّاكِرِ؟ وَكَذَلِكَ الْمَرْاَةُ الصَّالِحَةُ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّجُلِ؟ وَكَذَلِكَ الزَّوْجُ الصَّالِحُ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَةِ؟ فَعَلَيْنَا دَائِماً اَنْ نَقِفَ عِنْدَ هَذِهِ الْاُمُور؟ فَلَاتُطْغِينَا النِّعْمَةُ وَلَا الْمَادَّةُ؟ لِاَنَّ الذَّهَبَ مَاسُمِّيَ ذَهَباً اِلَّا لِاَنَّهُ سَيَذْهَبُ وَيَتْرُكُكَ فِي قَبْرِكَ وَحِيداً اَخِي لَيْسَ لَكَ اَنِيسٌ وَلَاجَلِيسٌ اِلَّا عَمَلُكَ الصَّالِح؟ وَكَذَلِكَ الْفِضَّة؟ مَاسُمِّيَتْ فِضَّةً اِلَّا لِاَنَّهَا سَتَنْفَضُّ مِنْ حَوْلِك؟ وَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَكُونَ حَرِيصاً دَائِماً عَلَى دُعَاءٍ وَرَدَ فِي تَفْسِيرِ ابْنِ كَثِيرٍ رَحِمَهُ الله صَفْحَة336 قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [اِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ؟ فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات؟ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَسْاَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْاَمْر؟ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْد؟ وَاَسْاَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِك؟ وَاَسْاَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِك؟ وَاَسْاَلُكَ قَلْباً سَلِيمَا؟ وَاَسْاَلُكَ لِسَاناً صَادِقَا؟ وَاَسْاَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَاتَعْلَم؟ وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَاتَعْلَم؟ وَاَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَم؟ اِنَّكَ اَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوب؟؟}؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ عَنْ حُلِيِّ الْمَرْاَة؟ وَمَا تَتَحَلَّى بِهِ اَمَامَ زَوْجِهَا وَمَحَارِمِهَا مِنَ الْمُجَوْهَرَاتِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؟ وَغَيْرِهَا مِنَ الْاَسَاوِرِ عَلَى يَدَيْهَا؟ وَالْحَلَقِ عَلَى اُذُنَيْهَا؟ وَالْعَقْدِ عَلَى صَدْرِهَا؟ وَالْخِلْخَالِ عَلَى رِجْلَيْهَا؟ هَلْ تَجِبُ فِيهَا الزَّكَاة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّ الْاَئِمَّةَ الثَّلَاثَة اَلْمَالِكِيَّة وَالشَّافِعِيَّة وَالْحَنَابِلَة قَالُوا؟ اِنَّ الزَّكَاةَ تَجِبُ فِي حُلِيِّ الْمَرْاَة؟ سَوَاءٌ كَانَتْ تَسْتَعْمِلُهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَتَزَيَّنَ بِهَا؟ اَوْ كَانَتْ لَاتَسْتَعْمِلُهَا مِنْ اَجْلِ الزِّينَة؟ وَاِنَّمَا تَقْتَنِيهَا وَتَحْتَفِظُ بِهَا؟ مِنْ اَجْلِ جُوعِ الْاَيَّامِ الْقَادِمَةِ السَّوْدَاء؟ حَتَّى تَحْتَفِظَ بِقِرْشِهَا الْاَبْيَضِ لِيَوْمِهَا وَيَوْمِ زَوْجِهَا وَاَوْلَادِهَا الْاَسْوَدِ كَمَا يُقَال؟ فَفِي كُلِّ هَذِهِ الْحَالَات تَجِبُ عَلَيْهَا الزَّكَاة وَلَاتُعْفَى مِنْهَا وَبِالشُّرُوطِ اللَّاحِقَةِ الَّتِي سَاَذْكُرُهَا لاَحِقاً؟ وَقَالَ الْحَنَفِيَّة؟ بَلْ تَجِبُ فِيهَا الزَّكَاةُ اِذَا كَانَتْ تَقْتَنِيهَا وَتَحْتَفِظُ بِهَا؟ وَلَاتَجِبُ فِيهَا الزَّكَاةُ اِذَا كَانَتْ تَتَزَيَّنُ بِهَا؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ مَا دَلِيلُكُمْ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِهَا فِي حَالَةِ الزِّينَة؟ قَالُوا؟ لِاَنَّ الْحُلِيَّ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَةِ كَثِيَابِهَا؟ وَلِاَنَّ ثِيَابَهَا لَازَكَاةَ عَلَيْهَا؟ لِاَنَّهَا تُعْتَبَرُ مِنَ الضَّرُورِيَّات؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلْحُلِيِّ؟وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة؟ وَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ حُلِيَّ الزِّينَةِ هُوَ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَة؟ قالوا؟ اِذَا اسْتَبْعَدْنَا اَنَّهَا مِنَ الضَّرُورِيَّات؟ فَلَايُمْكِنُنَا بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ نَسْتَبْعِدَ اَيْضاً اَنَّهَا مِنَ الْحَاجِيَّات؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنِ الْمَرْاَةِ وَحَاجَتِهَا اِلَى الْحُلِيِّ مُنْذُ نَشْاَتِهَا وَنُعُومَةِ اَظْفَارِهَا{اَوَمَنْ يُنَشَّؤُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِين(لِاَنَّ هَذَا مِنْ طَبْعِ الْمَرْاَة؟ فَمَنِ الَّذِي يُنَشَّؤُ فِي الْحِلْيَةِ هُنَا اَخِي وَيَنْشَاُ وَيَتَرَبَّى عَلَيْهَا مِنْ اَجْلِ تَعْوِيدِهِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِ عَلَى اِظْهَارِ مَفَاتِنِهِ وَزِينَتِهِ وَحُسْنِهِ وَجَمَالِهِ اَمَامَ الْاَزْوَاجِ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ هَلْ هُمُ الذُّكُورُ اَوِ الْاِنَاث(طَبْعاً هُنَّ الْاِنَاث؟ لِاَنَّ الرَّجُلَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ شَرْعاً حُرْمَةً شَدِيدَةً صَارِمَةً هَائِلَة مُنْذُ اَنْ كَانَ رَضِيعاً اِلَى اَنْ يَمُوت اَنْ يَتَزَيَّنَ بِالذَّهَبِ اَوِ الْفِضَّةِ اَوِ الْحَرِيرِ الطَّبِيعِي اِلَّا خَاتَمَ الْفِضَّةِ اَوْ اَسْنَانَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاَضْرَاسَهُمَا اَوْ اَنْفَهُ الْمَجْدُوعَ الْمَقْطُوع؟ وَلَوْ كَانَ رَضِيعاً غَيْرَ مُكَلَّف؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي اَنْتَ اَبُوهُ وَاَنْتَ مُكَلَّفٌ وَمَسْؤُولٌ اَمَامَ اللهِ عَنْ تَرْبِيَتِهِ بِمَا يُرْضِي اللهَ وَتَعْوِيدِهِ عَلَى ذَلِكَ مُنْذُ الصِّغَر؟ وَلِذَلِكَ لَايَجُوزُ لَهُ وَلَايَجُوزُ لِابْنَتِكَ اَيْضاً اَنْ تَسْمَحَ لَهَا اَنْ تَتَشَبَّهَ بِالرِّجَالِ فِي لِبَاسِهَا وَتَصَرُّفَاتِهَا وَحَرَكَاتِهَا؟ وَلَايَجُوزُ لَهَا اَنْ تَجْلِسَ اَمَامَكَ عَارِيَةً بِحُجَّةِ اَنَّهَا صَغِيرَةٌ غَيْرَ مُكَلَّفَة؟وَهَذِهِ الْحُجَّةُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ اَبَداً عِنْدَ الله؟وَلَايُمْكِنُكَ اسْتِغْلَالُهَا اَبَداً؟ لِاَنَّكَ اَنْتَ مُكَلّفٌ يَجْرِي عَلَيْكَ قَلَمُ التَّكْلِيفِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَاب؟ وَلِذَلِكَ يَحْرُمُ عَلَيْكَ اَنْ تَرَى رُكْبَتَيْهَا فَمَا فَوْقَهُمَا وَلَوْ كُنْتَ اَبَاهَا؟ كَمَا وَيَحْرُمُ عَلَيْكَ اَنْ تَرَى صَدْرَهَا اَوْ بَطْنَهَا اَوْ ظَهْرَهَا اَيْضاً؟ كَمَا وَيَحْرُمُ عَلَى زَوْجَتِكَ وَعَلَيْكَ حُرْمَةً شَدِيدَةً هَائِلَةً صَارِمَةً جِدّاً اَنْ تَسْتَحِمَّ عَارِياً اَمَامَ اَوْلَادِكَ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا اَوْلاَداً ذُكُوراً؟ وَاِلَّا فَاِنَّكَ مَلْعُونٌ مَغْضُوبٌ حَقِيرٌ جِدّاً عِنْدَ الله وَسَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْكَ شَرَّ انْتِقَام؟؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ وَبَعْدَ الْفَحْصِ وَالتَّدْقِيقِ فِي آرَاءِ الْمَذْهَبِ الْحَنَفِي؟ اَنَّهُ اِذَا اَرَادَتِ الْمَرْاَةُ مِنْ زِينَتِهَا مُنَافَسَةَ مَثِيلَاتِهَا مِنَ النِّسَاء؟ فَكُلُّ مَازَادَ عَلَى الزِّينَةِ الضَّرُورِيَّةِ الْمُعْتَدِلَةِ الَّتِي تَلِيقُ بِمَكَانَتِهَا؟ فَاِنَّهُ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاة؟ بِمَعْنَى اَنَّ كُلَّ مَازَادَ عَلَى الزِّينَةِ الضَّرُورِيَّةِ مِمَّا يُشْبِهُ الْاِسْرَافَ وَالتَّبْذِيرَ فِي الزِّينَةِ اِلَى حَدٍّ مَا؟ فَاِنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ فَقَطْ تَجِبُ فِيهَا الزَّكَاة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا كَانَتِ الْمَرْاَةُ مَثَلاً مُعْتَادَةً عَلَى وَضْعِ اِسْوِرَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ فِي كُلِّ مِعْصَمٍ مِنْ مَعَاصِمِ يَدَيْهَا؟ فَاِنَّهَا لَاتَجِبُ عَلَيْهَا الزَّكَاةُ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَتْ مِنْ ذَوِي الدَّخْلِ الْمَحْدُود؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَتْ غَنِيَّةً مِنْ اَصْحَابِ الْمَلَايِين ثُمَّ وَضَعَتْ مِنَ الْاَسَاوِرِ الْاِضَافِيَّةِ عَلَى غَيْرِ عَادَتِهَا مِنْ مِعْصَمَيْهَا اِلَى كَتِفَيْهَا؟ فَكُلُّ مَازَادَ عَلَى حَاجَتِهَا مِنَ الزِّينَةِ الْمُعْتَدِلَة؟ فَاِنَّهُ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاة؟ وَالْاَفْضَلُ لَهَا اَنْ تَلْتَزِمَ بِرَاْيِ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَةِ فِي اِخْرَاجِ الزَّكَاةِ فِي كُلِّ الْاَحْوَالِ بِدُونِ اسْتِثْنَاء؟ لِاَنَّهَا اِذَا كَانَتْ مِنْ اَصْحَابِ الْمَلَايِين؟ فَمَاذَا يَضُرُّهَا مِنْ اِخْرَاجِ الزَّكَاة؟ وَمَاذَا سَيَنْقُصُ مِنْ رُؤوسِ الْاَمْوَالِ الضَّخْمَةِ الَّتِي تَمْلِكُهَا اِلَّا غَيْضٌ مِنْ فَيْض؟ فَلَانَسْتَطِيعُ فِي كُلِّ الْاَحْوَال اِلَّا اَنْ نُفْتِيَ لِمَصْلَحَةِ الْفَقِير؟ بِسَبَبِ الْآيَاتِ الْمُخِيفَةِ الْمُرْعِبَةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ وَالَّتِي تُنَادِي بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَعَظَائِمِ الْاُمُورِ لِمَنْ لَايَحُضُّ غَيْرَهُ وَيُشَجِّعَهُ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَنْ لَايُطْعِمُ الْمِسْكِينَ مِنْ اَصْلِه؟ وَلِذَلِكَ وَبَعْدَ تَحْقِيقِي وَتَمْحِيصِي الشَّدِيد وَدِرَاسَتِي الْمُسْتَفِيضَة فِي آرَاءِ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَة وَمُقَارَنَتِهَا مَعَ آرَاءِ الْمَذْهَبِ الْحَنَفِي؟ فَاِنَّنَا نَاْخُذُ بِرَاْيِ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَةِ وَهُوَ الرَّاجِح وَنُفْتِي بِالزَّكَاةِ فِي كُلِّ الْحَالَات بِالشُّرُوطِ الَّتِي سَاَذْكُرُهَا؟ سَوَاءٌ كَانَ الذَّهَبُ مِنْ اَجْلِ الْقُنْيَةِ وَالِاحْتِفَاظِ بِهِ لِجُوعِ الْاَيَّامِ الْقَادِمَة؟ اَوْ كَانَ مِنْ اَجْلِ الزِّينَة؟ وَفِي ذَلِكَ مِنَ الِاحْتِيَاطِ الشَّرْعِيِّ الْمَطْلُوبِ مَافِيه؟ مِنْ اَجْلِ الْخُرُوجِ الْمُشَرِّفِ مِنْ خِلَافِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَةِ بِمَا يَنْفَعُ الْفَقِيرَ وَلَوْ كَانَ نَفْعاً قَلِيلاً؟ وَلِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ كَمَا اَكَّدَ عَلَى اِقَامَةِ الصَّلَاةِ فَقَدْ اَكَّدَ عَلَى اِيتَاءِ الزَّكَاةِ اَيْضاً فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَرَّةٍ لِلرِّجَالِ وَلِلنِّسَاءِ مَعاً؟ وَلِاَنَّهُ كَمَا هُوَ مَطْلُوبٌ شَرْعاً مِنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ اَنْ تَاْخُذَ زَينَتَهَا عِنْدَ حُضُورِ زَوْجِهَا مُتْعَباً مِنَ الْعَمَل؟ فَكَذَلِكَ مَطْلُوبٌ مِنْهَا شَرْعاً اَنْ تَاْخُذَ زِينَتَهَا عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد؟ بِمَعْنَى اَنْ تُزَيِّنَ الْمَسْجِدَ بِاِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاةِ عِنْدَ حُضُورِمَجَالِسِ الْعِلْم؟ لِاَنَّ صَلَاةَ الْجَمَاعَةِ فِي الْاَصْلِ لَيْسَتْ فَرْضاً عَلَى الْمَرْاَة وَالْاَفْضَلُ لَهَا اَنْ تُصَلِّيَ فِي بَيْتِهَا؟ اِلَّا اَنَّهَا كَالْعُمْرَةِ النَّافِلَةِ وَالْحَجِّ النَّافِلَةِ تُصْبِحُ فَرْضاً عَلَيْهَا اِذَا شَرَعَتْ بِهَا مِنْ اَجْلِ طَلَبِ الْعِلْمِ فِي الْمَسْجِدِ ثًمَّ اَعْقَبَهَا مَجْلِسٌ مِنْ مَجَالِسِ الْعِلْمِ وَلَوْ مَرَّةً اَوْ مَرَّتَيْنِ اَوْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي الْاُسْبُوع؟ وَمِنْهَا صَلَاةُ الْجُمُعَةِ اَيْضاً وَمَا يَسْبِقُهَا مِنْ مَجْلِسَيْ عِلْمٍ مُتَتَالِيَيْنِ وَهُمَا خُطْبَتَا الْجُمُعَة؟ وَمِنْهَا صَلَاةُ الْعِيدَيْنِ الَّتِي يَعْقُبُهَا مَجْلِسَا عِلْمٍ مُتَتَالِيَيْنِ اَيْضاً وَهُمَا خُطْبَتَا الْعِيد؟ لِاَنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرْضٌ عَلَى الْمَرْاَةِ وَالرَّجُلِ مَعاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين؟ حَتَّى وَلَوْ جَاؤُوا اِلَى الْمَسَاجِدِ بِصُلْبَانِهِمْ فَيَجِبُ اَنْ تُؤَمَّنَ لَهُمُ الْكَرَاسِي وَالْمَقَاعِدُ الْمُرِيحَةُ مِنْ اَجْلِ الِاسْتِمَاعِ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْم وَاَنْ يَسْتَقْبِلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ اَحْسَنَ اسْتِقْبَالٍ وَاَكْرَمَه؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَال؟ هَلْ يَجُوزُ اَنْ تُصْرَفَ الزَّكَاةُ فِي بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَصَالِحِ الشَّرْعِيَّةِ كَالْمُسْتَشْفَيَاتِ وَغَيْرِ ذَلِك؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذَكَرَ فِي قُرْآنِهِ الْكَرِيمِ مِنْ مَصَارِفِ الزَّكَاةِ فِي الْآيَة رَقْم 60 مِنْ سُورَةِ بَرَاءَة اَلتَّوْبَة{وَفِي سَبِيلِ الله(بِمَعْنَى اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ فِي سَبِيلِ الله؟ وَهُنَا وَقَفَ الْعُلَمَاءُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى{فِي سَبِيلِ الله(فَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ وَهُمُ الْاَكْثَرِيَّة؟ اِنَّ الزَّكَاةَ لَاتُصْرَفُ فِي بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَلَا الْمُسْتَشْفِيَاتِ وَلَا الْمَدَارِس؟ لِاَنَّ الْمَقْصُودَ {فِي سَبِيلِ الله(عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاء هُوَ تَجْهِيزُ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ الله؟ لِاَنَّ ذِهْنَكَ يَنْصَرِفُ فَوْراً اَخِي حِينَمَا تَسْمَعُ اِيقَاعَ هَذِهِ الْآيَة؟ اِلَى تَجْهِيزِ الْمُجَاهِدِين؟ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي رَاْيٍ آخَر اِنَّ عِبَارَة{فِي سَبِيلِ الله(اَشْمَلُ مِنْ تَجِهِيزِ الْمُجَاهِدِين؟ لِاَنَّ كُلَّ خَيْرٍ يَفْعَلُهُ الْاِنْسَانُ وَيَقْصُدُ بِهِ وَجْهَ الله؟ يُعْتَبَرُ فِي سَبِيلِ الله؟ وَلِذَلِكَ قَالَ هَؤُلَاءِ يَجُوزُ اَنْ تُصْرَفَ الزَّكَاةُ فِي بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَالْمُسْتَشْفَيَات؟ فَهَذَانِ رَاْيَانِ لِشَامِلٍ وَاَشْمَل؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اِنَّ الرَّاْيَ الرَّاجِحَ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَة؟ هُوَ رَاْيُ الْوَسَطِيَّةِ وَالْوَسَطِ الَّذِي نَاْخُذُ بِهِ؟ لِاَنَّهُ اَيْسَرُ وَاَنْفَع؟ وَلِذَلِكَ قَالَ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءُ الْوَسَطِيُّون؟ اِذَا كَانَتِ الْمَدِينَةُ بِحَاجَةٍ اِلَى الْمَسَاجِد؟ وَلَايُوجَدُ مَنْ يَتَبَرَّعُ اَوْ يَبْنِي؟ اَوْ يُوجَدُ مَنْ يَتَبَرَّعُ وَلَكِنْ لَايَكْفِي هَذَا التَّبَرُّع؟ فَيَجُوزُ عِنْدَ ذَلِكَ اَنْ يَدْفَعَ الْمُسْلِمُ قِسْماً مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ عَلَى بِنَاءِ الْمَسَاجِد؟ وَلِذَلِكَ اِذَا كَانَتِ الْمَدِينَةُ اَوِ الْحَيُّ بِحَاجَةٍ اِلَى مَسْجِد؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ لَامَانِعَ اَنْ تُخْرِجَ جُزْءاً مِنْ زَكَاتِكَ اَخِي فِي بِنَاءِ هَذَا الْمَسْجِد؟ اَمَّا اِذَا كَانَ هَذَا الْمَالُ مِنْ اَجْلِ زَخْرَفَةِ الْمَسَاجِد؟ وَمِنْ اَجْلِ تَزْيِينِهَا؟ فَلَايَجُوزُ اَنْ تُدْفَعَ الزَّكَاةُ مِنْ اَجْلِ ذَلِك؟ لِاَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ اَوِ الْحَاجِيَّات؟ بَلْ قَالَ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاء؟ اِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَكْرُوهَات؟ بِمَعْنَى اَنَّ زِيَادَةَ الزَّخْرَفَةِ وَالْمُبَالَغَةِ فِيهَا؟ لَيْسَ مِمَّا يُؤَيِّدُهُ الشَّرْعُ الْاِسْلَامِيُّ الْحَنِيف؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مَسَاجِدَ تُبْنَى مِنْ اَجْلِ الْمُبَاهَاة؟ وَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَعَلَ ذَلِكَ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَة؟ وَذَلِكَ بِاَنْ يُبْنَى مَسْجِدٌ فِي مَكَانٍ مَا؟ ثُمَّ يُبْنَى مَسْجِدٌ آخَرُ عَلَى بُعْدِ خُطُوَاتٍ قَلِيلَةٍ مِنْهُ مِنْ اَجْلِ الْمُبَاهَاةِ وَالْمُنَافَسَةِ وَالتَّشْوِيشِ عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ عِنْدَ الْاَذَانِ وَعِنْدَ خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ وَعِنْدَ دُرُوسِ الْعِلْم؟ وَلَوْلَا خَوْفِي مِنَ الله؟ لَقُلْتُ عَنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ؟ اَنَّهَا مَسَاجِدُ الضِّرَار؟ وَقَدْ يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ الْجُهَّال؟ اَنَّ الْاِكْثَارَ مِنْ بِنَاءِ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ؟ هُوَ عَمَلٌ عَظِيمٌ عِنْدَ الله؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَنْتُمْ وَاهِمُون؟ وَالْعَكْسُ هُوَ الصَّحِيح؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَوْ اَمْكَنَ اَنْ يُجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ جَمِيعُهُمْ فِي مَسْجِدٍ وَاحِد؟ وَخَاصَّةً عِنْدَ خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ وَدُرُوسِ الْعِلْمِ؟ لَكَانَ ذَلِكَ اَفْضَلَ عِنْدَ الله؟ وَكُلَّمَا كَانَ اجْتِمَاعُ الْمُصَلّينَ وَطَلَبَةِ الْعِلْمِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ فِي الْجَامِع؟ كَانَ الثَّوَابُ اَكْثَرَ وَاَعْظَمَ لَهُمْ جَمِيعاً عِنْدَ اللهِ تَعَالَى؟ لِاَنَّ اللهَ رَضِيَ اَنْ يُبَاهِيَ مَلَائِكَتَهُ الْكِرَامَ بِهَذِهِ الْكَثْرَةِ مِنَ الْجُمُوعِ الَّتِي جَاءَتْ مِنْ اَجْلِ طَلَبِ الْعِلْم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَه(وَ لَكِنَّهُ لَمْ يَرْضَ سُبْحَانَهُ اَنْ يُبَاهِيَ بِتِلْكَ الْكَثْرَةِ الْمُجَاهِدَةِ فِي سَبِيلِهِ وَالَّتِي خَرَجَتْ دُونَ اَنْ تَتَعَلَّمَ شَيْئاً فِي فِقْهِ الدِّينِ وَلَافِقْهِ الْعُلُومِ الْعَسْكَرِيَّةِ وَلَافِقْهِ الْاَسْلِحَةِ وَالتَّدَرُّبِ عَلَى اسْتِعْمَالِهَا وَاِصَابَةِ الْهَدَفِ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ لَمْ يَسْتَحِقُّوا اَنْ يَذْكُرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَلَوْ كَانُوا يُقَاتِلُونَ بِكَثْرَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ اِذْ اَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً(لِاَنَّ هَذِهِ الْكَثْرَةَ لَمْ تُعْجِبِ اللهَ سُبْحَانَهُ؟ بِسَبَبِ غُرُورِهَا بِكَثْرَتِهَا؟ وَبِسَبَبِ رِضَاهَا بِقِلَّةِ عِلْمِهَا وَخِبْرَتِهَا فِي فِقْهِ الدِّينِ وَفِقْهِ الْعُلُومِ الْعَسْكَرِيَّةِ وَالْقِتَالِ وَالْجِهَادِ وَفِقْهِ كَيْفِيَّةِ التَّعَامُل ِمَعَ الْعَدُوِّ كَمَا اَمَرَ الله؟ وَلِذَلِكَ لَمْ يَرْضَ سُبْحَانَهُ بِنَفِيرِ هَذِه ِالْكَثْرَة؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَتَعَلَّمُوا فِقْهَ النَّفِيرِ الْعَامِّ وَالْخَاصّ؟ وَالنَّفِيرُ الْعَامُّ يَكُونُ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ اَوِ انْفِرُوا جَمِيعَا(حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ مَصْلَحَةُ سَيْرِ الْمَعْرَكَةِ وَظُرُوفِ الْقِتَال؟ فَاِنْ كَانَتِ الْمَصْلَحَةُ تَقْتَضِي بِالنَّفِيرِ الْعَامِّ الْجَمَاعِيِّ وَاَمِنْتُمْ مِنْ غَدْرِ الْاَعْدَاءِ وَمِنْ عَدَمِ اِيقَاعِهِمْ بِكُمْ؟ فَانْفِرُوا بِهَذِهِ الطَّرِيقَة الْهُجُومِيَّةِ اَوِ الدِّفَاعِيَّة؟ وَاِنْ كَانَتِ الْمَصْلَحَةُ تَقْتَضِي بِالنَّفِيرِ الْخَاصِّ الْفَرْدِيِّ لِعُيُونِكُمْ وَجَوَاسِيسِكُمْ مِنْ اَجْلِ اسْتِكْشَافِ اَرْضِ الْمَعْرَكَةِ اَوَّلاً عَنْ بُعْدٍ وَعَنْ كَثَب؟ وَمِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ غِطَاءٍ آمِنٍ بَرِّيٍّ اَوْ جَوِّيٍّ اَوْ بَحْرِيٍّ لِبَقِيَّةِ الْمُقَاتِلِينَ حَتَّى يَصِلُوا بِالْمَدَدِ اِلَى اِخْوَانِهِمْ سَالِمِين؟ فَانْفِرُوا اَيْضاً بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ الْآمِنَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّة؟ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّين؟ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ اِذَا رَجَعُوا اِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون(وَاِنَّ مِنَ التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ التَّفَقُّهُ اَيْضاً فِي طَبِيعَةِ اَرْضِ الْمَعْرَكَةِ الَّتِي سَتَنْقُلُونَ سَاحَةَ الصِّرَاعِ اِلَيْهَا اَوِ الَّتِي سَتُدَافِعُونَ عَنْهَا وَسَتَصُدُّونَ هَجَمَاتِ اَعْدَائِكُمْ عَنْهَا عَنْ طَرِيقِ عُيُونِكُمْ وَجَوَاسِيسِكُمْ اِذَا رَجَعُوا اِلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَحْذَرُونَ غَدْرَ اَهْلِهَا ؟؟ وَلِذَلِكَ اَحْيَاناً يَكُونُ مَسْجِدٌ مَا فِي قَرْيَةٍ مَا يَكْفِيهَا؟ ثُمَّ يَاْتِي اِنْسَانٌ وَيَبْنِي مَسْجِداً آخَرَ قَرِيباً؟ فَيَلْحَقُ الضَّرَرُ بِالْمَسْجِدِ الْاَوَّل؟ فَاِذَا بِالْمُصَلّينَ الَّذِينَ كَانُوا مُتَعَوِّدِينَ اَنْ يُصَلُّوا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ؟ يَتَوَزَّعُونَ وَيَتَشَتَّتُونَ فِي صَلَاتِهِمْ وَدُرُوسِ عِلْمِهِمْ وَاَفْكَارِهِمْ وَلَاتَسْتَقِرُّ اَفْهَامُهُمْ؟ وَلِذَلِكَ فَلَابُدَّ اَنْ نَلْحَظَ هَذِهِ الْاَشْيَاء؟ وَاَنْ نَحْذَرَ مِنْ مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى بَعْضِهِ وَكُلّهِ فِيمَا يَقُولُهُ سُبْحَانَه {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَاِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ اِنْ اَرَدْنَا اِلَّا الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ اِنَّهُمْ لَكَاذِبُون؟ لَاتَقُمْ فِيهِ اَبَداً؟ لَمَسْجِدٌ اُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ اَوَّلِ يَوْمٍ اَحَقُّ اَنْ تَقُومَ فِيه؟ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ اَنْ يَتَطَهَّرُوا؟ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَهِّرِين(وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ التَّبَرُّعَ لِلْمَسَاجِدِ اَوِ الْمُسْتَشْفَيَات؟ فَاِذَا كَانَتِ الْمَدِينَةُ بِحَاجَةٍ اِلَى ذَلِكَ؟ فَاِنَّ مِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ نُدْخِلَهُ تَحْتَ عُنْوَان{فِي سَبِيل الله(بِمَعْنَى اَنَّ ذَلِكَ يُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ سَهْماً مِنْ سِهَامِ الزَّكَاةِ الثَّمَانِيَةِ الْمَطْلُوبَةِ فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ فِي سُورَةِ بَرَاءَةِ التَّوْبَةِ الْفَاضِحَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَكَيْفَ تَكُونُ التَّوْبَةُ فَاضِحَةً لِهَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِين؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ وَهَلْ تَسْتَطِيعُ اَنْتَ اَنْ تَقْرَاَ اَفْكَارَهُمْ وَمَشَاعِرَهُمْ وَاَحَاسِيسَهُمْ وَرِيَاءَهُمْ وَعَدَاوَتَهُمْ الْمَخْفِيَّةَ فِي قُلُوبِهِمْ لِلهِ وَرَسُولِه؟ فَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى هِدَايَتِهِمْ اِلَى الْحَقِّ لَوْلَا اَنَّ اللهَ فَضَحَهُمْ بِنِفَاقِهِمْ فِي الْعَقِيدَة؟ وَنِفَاقِهِمْ فِي الْعَمَلِ اَيْضاً؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَفْضَحْهُمْ سُبْحَانَهُ بِاَسْمَائِهِمْ؟ وَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى تَوْبَتِهِمْ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْاَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرَا؟ اِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَاَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ؟ فَاُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِين(كَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى هِدَايَتِهِمْ اِذَا لَمْ يَسْتَخْرِجْ سُبْحَانَهُ مَكْنُونَاتِ اَنْفُسِهِمْ وَخَفَايَاهَا عَلَناً حَتَّى يُعَلّمَهُمْ كَيْفِيَّةَ التَّطَهُّرِ مِنْهَا؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّكَ اَخِي مَعْصُومٌ مِنْ نِفَاقِ الْعَقِيدَةِ كَالرِّيَاءِ وَغَيْرِه؟ فَهَلْ اَنْتَ مَعْصُومٌ مِمَّا يُسَمَّى نِفَاقَ الْعَمَلِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[آيَةُ الْمُنَافِقِ اَرْبَع؟ اِذَا حَدَّثَ كَذَب؟ وَاِذَا وَعَدَ اَخْلَف؟ وَاِذَا اؤْتُمِنَ خَان؟ وَاِذَا خَاصَمَ فَجَر]؟؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَتِ الْمَسَاجِدُ لِلْمُبَاهَاةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ لَايَجُوزُ اِخْرَاجُ الزَّكَاةِ مِنْ اَجْلِهَا؟ وَلَقَدْ ذُكِرَ فِيمَا مَعْنَاهُ اَنَّهُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَكْثُرُ بِنَاءُ الْمَسَاجِد؟ فَيَقُولُ هَذَا لِذَاكَ مَسْجِدِي اَعْظَمُ مِنْ مَسْجِدِك؟ مَسْجِدِي اَحْسَنُ مِنْ مَسْجِدِك؟ فَيَتَبَاهَوْنَ بِذَلِكَ وَلَايُرِيدُونَ بِذَلِكَ وَجْهَ الله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنَ الِاحْتِيَاطِ اَلَّا يُسَمَّى الْجَامِعُ بِاسْمِ مَنْ بَنَاهُ؟ اِلَّا بَعْدَ مَوْتِهِ؟ لِاَنَّهُ يُخَافُ عَلَيْهِ مِنَ الرِّيَاء؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ يَتَدَخَّلُ فَوْراً فِي مِثْلِ هَذِهِ الْاُمُور؟ لِاَنَّ مَنْ بَنَى مَسْجِداً وَسَمَّاهُ بِاسْمِهِ قَدْ تَكُونُ نِيَّتُهُ صَافِيَةً لِوَجْهِ الله وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ وَلَكِنَّ الشَّيْطَانَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ الْاَسَفِ يُزَيِّنُ لَهُ عَمَلَهُ وَيَجْعَلُهُ مُعْجَباً بِعَمَلِهِ اِلَى دَرَجَةِ الْمُبَاهَاةِ وَالرِّيَاءِ وَيُوَسْوِسُ لَهُ وَسْوَاساً خَفِيّاً بِقَوْلِهِ؟ اُنْظُرْ اِلَى مَسْجِدِكَ الَّذِي بَنَيْتَه؟ وَاَنْتَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَتَسْتَحِقُّ اَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ وَتَسْتَحِقُّ اَنْ يَمْدَحَكَ النَّاسُ بِقَوْلِهِمْ؟ فُلَان؟ يَاسَلَام؟ مَااَكْرَمَهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ لَقَدْ بَنَى مَسْجِداً؟ وَهَنِيئاً لَهُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{اِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر(وَنَقُولُ لِلشَّيْطَانِ الرَّجِيم؟ كَلَامُكَ حَقّ؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ وَلَكِنْ يَا عَدُوَّ الله؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تُبَاهِيَ اللهَ بِهَذَا الْمَسْجِدِ؟ وَاللهُ يُبَاهِيكَ بِنِعْمَتِهِ عَلَيْكَ مَهْمَا عَبَدْتَّهُ فِي قَوْلِهِ{اَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْن؟ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْن(فَهَلْ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَشْكُرَ اللهَ عَلَى نِعْمَةِ عَيْنَيْكَ فَقَطْ وَلَوْ بَنَيْتَ مَسَاجِدَ الْعَالَم؟صَدِّقُونِي اَيُّهَا الْاِخَوَة كُنْتُ دَائِماً مُسْتَغْرِبَة وَاَنَا اَقْرَاُ سُورَةَ الزَّلْزَلَةِ فَقُلْتُ لِاُخْتِي سُنْدُس رَحِمَهَا الله؟ مَابَالُ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ( وَكَمْ مِنَ الْخَيْرَاتِ الَّتِي سَنَحْصَلُ عَلَيْهَا اِنْ شَاءَ الله؟ وَكَمْ مِنْ ذَرَّاتِ الْاَعْمَالِ الْخَيْرِيَّةِ الَّتِي عَمِلْنَاهَا فِي حَيَاتِنَا وَتُؤَهِّلُنَا لِلْحُصُولِ عَلَى هَذَا الْخَيْرِ الَّذِي ذَكَرَهُ الله؟ فَقَالَتْ لِي رَحِمَهَا الله{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون(وَيَالَيْتَهُ سُبْحَانَهُ يَتَقَبَّلُ مِنَّا صَلَاةَ رَكْعَتَيْنِ فَقَطْ مِنْ سِتِّينَ رَكْعَةً نُصَلّيهَا يَوْمِيّاً فَرِيضَةً وَنَافِلَة؟ وَيَالَيْتَ صَلَاةَ رَكْعَتَيْنِ فَقَطْ نُصَلّيهِمَا خَالِصَتَيْنِ لِوَجْهِ الله؟ وَقَدْ سَبَقَ دِرْهَمٌ اَلْفَ دِرْهَم؟ فَيَالَيْتَ دِرْهَماً وَاحِداً فَقَطْ يَكُونُ خَالِصاً لِوَجْهِ اللهِ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ دَرَاهِمِ الرِّيَاءِ وَلَوْ كَانَتْ اَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ اَجْلِ بِنَاءِ مَسْجِدٍ اَوْ غَيْرِهِ مِنْ وُجُوهِ الْخَيْرِ وَالْقُرُبَاتِ اِلَى الله؟ وَالْاَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ هُوَ عَقِيدَةُ التَّوْحِيد؟ وَيَا لَيْتَنَا جَمِيعاً وَلَوْ لِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ نَقُولُهَا لَا اِلَهَ اِلَّا الله خَالِصَةً مِنْ قُلُوبِنَا نَنْصُرُ بِهَا اِخْوَانَنَا الْمَظْلُومِينَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ اَهْلِ لَا اِلَهَ اِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله؟ وتَسْتَحْوِذُ وَتَسْتَوْلِي وَتُسَيْطِرُ وَتُحْكِمُ الْخِنَاقَ بِاِخْلَاصِهَا اَيْضاً وَبِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ هَائِلَةٍ جِدّاً عَلَى اَرْكَانِ اِيمَانِنَا وَاَرْكَانِ اِسْلَامِنَا وَاَخْلَاقِنَا وَحَلَالِنَا وَحَرَامِنَا وَاَمْرِنَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيِنَا عَنِ الْمُنْكَرِ لِاَنْفُسِنَا اَوَّلاً ثُمَّ لِغَيْرِنَا حَتَّى نَسْتَحِقَّ اَنْ نَكُونَ مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ؟ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ(مِنَ الشِّرْكِ الْاَكْبَرِ وَالشِّرْكِ الْاَصْغَرِ الْخَفِيِّ مِنَ الرِّيَاءِ الْمُحْبِطِ الْقَاتِلِ لِعَمَلِنَا الصَّالِحِ{شَرّاً يَرَه(وَلِذَلِكَ اَخِي الْمُؤْمِن عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ حَرِيصاً عَلَى اَنْ تَبْتَعِدَ عَنْ كُلِّ الْاَسْبَابِ الَّتِي تُؤَدِّي اِلَى الْمُبَاهَاة؟ وَلِذَلِكَ غَالِباً مَا تَكُونُ صَدَقَةُ السِّرِّ اَفْضَلَ مِنْ صَدَقَةِ الْعَلَن؟ اِلَّا فِي بَعْضِ الْاُمُور؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي(بِمَعْنَى اَنَّ اِخْرَاجَ الصَّدَقَاتِ عَلَناً مِنْ اَجْلِ تَشْجِيعِ الْغَيْرِ عَلَيْهَا شَيْءٌ حَسَنٌ يَمْدَحُكَ اللهُ عَلَيْهِ اَخِي؟ لَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَنْ تَاْمَنَ اَخِي مِنَ الرِّيَاء؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ تَاْمَنْ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ الرِّيَاء؟ فَالْاَحْسَنُ وَالْاَفْضَلُ؟ اَنْ تَكُونَ سِرّاً؟ بِدَلِيلِ بَقِيَّةِ هَذِهِ الْآيَة{ وَاِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفُّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّآتِكُمْ(وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِىءُ غَضَبَ الرَّبّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ[مِنَ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يُظْلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلّهِ يَوْمَ لَاظِلَّ اِلَّا ظِلُّهُ؟ رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَاَخْفَاهَا؟ حَتَّى لَاتَعْلَمَ شِمَالُهُ مَاتُنْفِقُ يَمِينُه(وَالشِّمَالُ هُنَا بِمَعْنَى يَدِكَ الشِّمَالِ اَخِي؟ وَهَلْ يَدُكَ الشِّمَالُ اَخِي لَهَا عَيْنَانِ تَرَى بِهِمَا مَا تُنْفِقُ يَدُكَ الْيَمِين؟طَبْعاً لَا؟ وَاِنَّمَا جَاءَ هَذَا الْكَلَامُ كِنَايَةً عَنِ التَّخَفّي وَمِنْ بَابِ الْمَجَاز؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَوْ جَازَ لِيَدِكَ الشِّمَالِ فَرَضاً اَخِي اَنْ تَرَى؟ فَلَايَجُوزُ لَهَا اَنْ تَرَى يَدَكَ الْيَمِينَ وَهِيَ تُنْفِقُ مَا تُنْفِقُ وَلَوْ كَانَ اِنْفَاقاً كَثِيراً اِذَا لَمْ تَاْمَنْ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ الرِّيَاء؟ اَوْ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُخْفِيَ الصَّدَقَةَ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ الْكَبِيرَةِ جِدّاً مِنَ الْاِخْفَاءِ؟ اِلَى دَرَجَةٍ لَا يَعْلَمُ بِهَا اَقْرَبُ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْك؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ عُضْواً مِنْ اَعْضَائِك؟ اَوْ بِمَعْنَى اِلَى دَرَجَةِ اَنْ تَنْسَاهَا وَتَشْطِبَهَا مِنْ مُخَيِّلَتِك؟ وَمَهْمَا نَسِيتَهَا فَاِنَّ اللهَ لَايَنْسَاهَا؟ وَسَيُكَافِئُكَ عَلَيْهَا تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَاظِلَّ اِلَّا ظِلّهُ؟ اَمَّا اِذَا كُنْتَ اَخِي مُتَّهَماً يَتَّهِمُكَ النَّاسُ بِالْبُخْلِ اِذَا لَمْ تُعْلِنِ الزَّكَاةَ بِقَوْلِهِمْ عَنْكَ اَنَّكَ بَخِيل صِفْتَكْ نِعْتَكْ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ؟ فَكَمَا اَنَّكَ اَخِي مَطْلُوبٌ مِنْكَ اَنْ تُبْعِدَ عَنْ نَفْسِكَ الرِّيَاء؟ فَكَذَلِكَ اَيْضاً مَطْلُوبٌ مِنْكَ شَرْعاً اَنْ تُبْعِدَ عَنْ نَفْسِكَ التَّهَمَ وَالشُّبُهَات؟ وَاَنْ تُحَافِظَ عَلَى سِيرَتِكَ الْحَسَنَةِ وَ سُمْعَتِكَ الطَّيِّبَةِ وَسُلُوكِكَ الَّذِي يُشَجِّعُهُمْ عَلَى الِاقْتِدَاءِ بِك؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَايَقِفَنَّ مَوَاقِفَ التُّهَم(فَالْاَفْضَلُ اِعْلَانُ الزَّكَاةِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ وَاَنْ تُجَاهِدَ نَفْسَكَ عَلَى عَدَمِ الْوُقُوعِ فِي الرِّيَاء؟ فَاِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ فَالْاَفْضَلُ هُوَ الْاِسْرَارُ بِهَا؟ وْنِيَّالِ الْمَتْهُوم وَعِنِدْ اَلله هُوَ بَرِيء كَمَا يُقَال؟ وَكَمْ مِنْ حَسَنَاتِ النَّاسِ الَّذِينَ يَتَّهِمُونَكَ ظُلْماً سَتَحْصَلُ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَسَيُقَدِّمُونَهَا لَكَ عَلَى طَبَقٍ مِنْ ذَهَب؟ مَنْقُولَةً مِنْ كَفَّةِ مِيزَانِ حَسَنَاتِهِمْ رَغْماً عَنْهُمْ اِلَى كَفَّةِ مِيزَانِ حَسَنَاتِكَ اَخِي؟ وَهَنِيئاً لَكَ بِتَعَبِهِمُ الَّذِي سَيَذْهَبُ هَبَاءً مَنْثُوراً عَنْهُمْ لِيُصْبِحَ رَصِيداً اِضَافِيّاً خَالِصاً لَكَ مِنْ حَسَنَاتِ اَعْمَالِهِمْ اِذَا اتَّهَمُوكَ ظُلْماً مِنْ دُونِ بَيِّنَةٍ وَلَادَلِيلٍ قَاطِع؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّكَ اَخِي اِذَا لَمْ تُخْرِجْ زَكَاةَ اَمْوَالِكَ عَلَناً؟ فَرُبَّمَا اتَّهَمَكَ النّاسُ اَنَّكَ لَاتُزَكِّي؟ كَمَا لَوْ اَنَّ اِنْسَاناً مَا يُصَلّي فِي بَيْتِهِ لِعُذْرٍ مِنَ الْاَعْذَار؟ فَصَلَاتُهُ صَحِيحَة؟ وَلَكِنَّ صَلَاةَ الْجَمَاعَةِ هِيَ اَفْضَلُ بِكَثِيرٍ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَّخِذَ مِنْ ذَلِكَ عَادَةً دَائِمَةً مِنْ اَجْلِ التَّخَلُّفِ عَنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ اِلَى دَرَجَةٍ يَصِيرُ فِيهَا مَحْجُوباً عَنْ اَعْيُنِ النَّاسِ لَايَرَاهُ اَحَدٌ مِنْهُمْ مَوْجُوداً فِي الْمَسْجِدِ اَبَداً وَهُوَ يُصَلّي؟ فَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ حَقّنَا اَنْ نَعْلَمَ اَنَّهُ يُصَلّي اَوْ لَايُصَلّي حَتَّى يَقَعَ فِي اَيْدِينَا دَلِيلٌ مَلْمُوسٌ ظَاهِرٌ وَوَاضِحٌ لَا لِبْسَ فِيهِ وَلَاشَكَّ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَشْهَدَ لَهُ بِالْاِيمَان؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَعْمُرُ بَيْتَهُ بِالصَّلَاةِ فِيهِ؟ وَلَايَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ عِمَارَةً مَعْنَوِيَّةً وَلَامَادِّيَةً بِحُضُورِهِ فِيهَا مِنْ اَجْلِ اقامة الصَّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَدُرُوسِ الْعِلْمِ؟ فَكَيْفَ سَنَشْهَدُ بِالْاِيمَانِ لِاِنْسَانٍ يَضَعُ نَفْسَهُ فِي مَوْضِعِ اتِّهَامٍ خَطِيرٍ جِدّاً بِصَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ دَائِماً؟ لِاَنَّهُ لَايَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ بِحُضُورِهِ فِيهَا وَذِكْرِهِ لِلهِ وَصَلَاتِهِ وَطَلَبِهِ لِعْلْمِ اللهِ فِيهَا؟ لِاَنَّ الْمَسَاجِدَ بُنْيَانُ اللهِ بَنَاهَا الْاِنْسَانُ وَاحْتَاجَ اِلَى اِذْنٍ مِنَ اللهِ مِنْ اَجْلِ بِنَائِهَا؟ وَالْاِنْسَانُ اَيْضاً هُوَ بُنْيَانُ اللهِ بَنَاهُ اللهُ وَمَااحْتَاجَ اِلَى اِذْنٍ مِنْهُ مِنْ اَجْلِ بِنَائِهِ؟ فَكَيْفَ يَرْفُضُ هَذَا الْاِنْسَانُ الْمُحَتَاجُ اِلَى اللهِ زِيَارَةَ اللهِ فِي بَيْتِهِ مِنْ اَجْلِ طَلَبِ حَاجَتِهِ مِمَّنْ هُوَ سُبْحَانَهُ لَيْسَ بِحَاجَتِه؟ كَيْفَ وَقَدْ بَنَاهُ سُبْحَانَهُ بِيَدَيْهِ وَسَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ؟ كَيْفَ وَلَمْ يَتَكَبَّرْ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَهُوَ الْمُتَكَبِّرُ وَالْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِه؟ وَقَدْ كَانَ بِاِمْكَانِهِ سُبْحَانَهُ اَنْ يَتَكَبَّرَ عَلَيْهِ؟ وَذَلِكَ بِاَنْ يَاْمُرَ مَلَائِكَتَهُ اَنْ يَخْلُقُوهُ بِاَيْدِيهِمْ هُمْ كَمَا اَمَرَ عِيسَى بِقَوْلِهِ{اَنِّي اَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَاَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِاِذْنِ الله(وَلَكِنَّهُ اَبَى سُبْحَانَهُ اَنْ يَتَكَبَّرَ عَلَيْهِ وَجَاءَ بِالطّينِ وَسَوَّاهُ بِيَدَيْهِ الشَّرِيفَتَيْنِ سُبْحَانَهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ؟ فَلِمَاذَا يَتَكَبَّرُ هَذَا الْاِنْسَانُ عَلَى اللهِ وَعَلَى بُيُوتِ الله؟ وَلِمَاذَا يُجَافِي اللهَ فِي بَيْتِهِ وَلَا يَقُومُ بِزِيَارَتِهِ وَقَدْ طَلَبَ مِنْهُ سُبْحَانَهُ اَنْ تَكُونَ هَذِهِ الزّيَارَةُ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ وَلَمْ يَطْلُبْ مِنْهُ سُبْحَانَهُ زِيَارَةَ اَفْضَلِ بُيُوتِهِ عَلَى الْاِطْلَاق وَهُوَ الْكَعْبَة اِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمْرِ اِذَا كَانَ مُسْتَطِيعاً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَقَدْ يَحْتَجُّ عَلَيْنَا اَيْضاً بِحَدِيثِ رَسُولِ الله[وَجُعِلَتْ لِيَ الْاَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً؟ فَاَيَّمَا رَجُلٌ مِنْ اُمَّتِي اَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ؟ فَذَلِكَ هَوَ مَسْجِدُهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي اَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فِيه؟ اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيح وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي اِذَا اَرَدْتَّ التَّدَيُّنَ وَالصَّلَاةَ فِي الْبَيْتِ مَعَ الْمُتَدَيِّنِينَ فِي الْبُيُوت؟ فَمَا هِيَ حَاجَتُنَا بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى الْمَسَاجِد؟ فَعَلَى الدَّوْلَةِ اَنْ تَقُومَ بِاِقْفَالِ جَمِيعِ الْمَسَاجِدِ حَتَّى تَمْتَلِىءَ الْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي بِرُوَّادِهَا مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ فَهَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ يَا اَخِي؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الصَّلَاةَ شَعِيرَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الدِّين؟ بَلْ هِيَ اَكْبَرُ شَعِيرَة؟ وَشَعَائِرُ الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ عَلَنِيَّةٌ وَلَيْسَتْ سِرِّيَّة؟ بِدَلِيلِ الْاَذَانِ الْعَلَنِيِّ الَّذِي يَسْبِقُ الصَّلَاة؟ وَكَذَلِكَ فَاِنَّ التَّبَرُّعَ الْعَلَنِيَّ اَوِ الصَّدَقَةَ الْعَلَنِيَّة تُشَجِّعُ النَّاسَ؟ وَخَاصَّةً اِذَا وَقَعَ النَّاسُ فِي جَائِحَةٍ اَوْ مُصِيبَةٍ وَكَانُوا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ اِلَى التَّبَرُّعِ اَوْ اِلَى الصَّدَقَات؟ فَهُنَا اَيْضاً لَامَانِعَ اَنْ تَكُونَ التَّبَرُّعَاتُ اَوِ الصَّدَقَاتُ عَلَنِيَّة؟ اِذَا كَانَ الْقَصْدُ مِنْهَا تَشْجِيعَ الْغَيْرِ وَلَيْسَ الرِّيَاء؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَخِي اَنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَايَقْبَلُ اِلَّا طَيِّباً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ صَاحِبَ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ يَظُنُّ اَنَّهُ اِذَا زَكَّى فَقَدْ طَهَّرَ اَمْوَالَه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَيُّهَا الْمِسْكِين نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ الزَّكَاةَ وَاجِبَةٌ عَلَيْكَ وَلَوْ كَانَ مَالُكَ حَرَاماً وَلَكِنَّكَ تَعِيشُ فِي الْاَوْهَام؟ هَلْ تَظُنُّ اَنَّكَ اِذَا بَنَيْتَ مَسْجِداً بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ الْحَرَام اَنَّكَ قَدْ وَصَلْتَ اِلَى الْجَنَّةِ بِهَذِهِ السُّهُولَة؟ اَمْ اَنَّكَ تُوهِمُ نَفْسَكَ بِذَلِك؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ الْمَالَ لَايَقْبَلُهُ اللهُ اِلَّا اِذَا كَانَ طَيِّباً حَلَالاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَاكَسَبْتُمْ(وَاَمَّا هَذِهِ الْاَمْوَالُ الْحَرَام فَعَلَيْكَ اَنْ تَرُدَّهَا اِلَى اَصْحَابِهَا؟ فَاِنْ مَاتُوا فَاِلَى وَرَثَتِهِمْ بَعْدَ اَنْ تَسْتَعْلَمَ اَوَّلاً عَنْ قَضَاءِ دُيُونِهِ وَتَنْفِيذِ وَصِيَّتِهِ؟ فَاِذَا لَمْ يَقُمْ بِذَلِكَ وَرَثَتُهُ فَعَلَيْكَ اَنْ تَقُومَ بِهِ بِنَفْسِك؟ فَاِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً اَوِ اسْتَطَعْتَ وَلَكِنْ بَقِيَ لَهُ مِنْ هَذِهِ الْاَمْوَالِ شَيْءٌ فِي ذِمَّتِكَ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَسْتَعْلِمَ عَنْ هَذَا الْاِنَسَانِ الَّذِي ظَلَمْتَهُ وَاَكَلْتَ اَمْوَالَهُ؟ هَلْ قَامَ بِاَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ فِي حَيَاتِه؟ فَاِنْ لَمْ يَقُمْ بِهَا فَعَلَيْكَ اَنْ تَحُجَّ عَنْ نَفْسِكَ اَوّلاً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَحُجُّ عَنْهُ فِي سَنَةٍ قَادِمَة؟ فَاِنْ بَقِيَ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ بِذِمَّتِكَ لَهُ فَعَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَمْعِيَّاتِ الْخَيْرِيَّة؟ وَلَكَ الثَّوَابُ عِنْدَ اللهِ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنْ هَذِهِ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ بِشَرْط؟ اَلَّا يَعْلَمَ اَحَدٌ بِاَمْرِهَا؟ بِمَعْنَى اَلَّا يَعْلَمَ اَحَدٌ اَنَّهَا اَمْوَالٌ حَرَام؟ فَاِذَا اَعْلَمْتَهُمْ فَلَا ثَوَابَ لَك؟ وَالْاَفْضَلُ اَنْ تَكُونَ صَدَقَةً مِنْ مَجْهُول؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَبْنِيَ مَسْجِداً بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ الْحَرَام؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُسَمِّيَهُ بِاسْمِ مَنْ ظَلَمْتَهُ وَاَخَذْتَ مِنْهُ هَذِهِ الْاَمْوَالَ بِالْبَاطِل ِبغَيْرِ حَقّ؟ اَوْ تَتَصَدَّقَ بِاسْمِهِ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْجَمْعِيَّاتِ الْخَيْرِيَّة؟ اَوْ تَدْعَمَ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءَ فِي كَافَّةِ الْمَجَالَاتِ الشَّرْعِيَّة؟ وَالْاَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ اَنَّكَ كَمَا ظَلَمْتَ هَذَا الْاِنْسَانَ فَعَلَيْكَ اَنْ تُسَاعِدَ الْمَظْلُومِينَ اَيْضاً مِنْ اَجْلِ شِرَاءِ مَايَسْتَطِيعُونَ مِنَ الْاَسْلِحَةِ الَّتِي يُدَافِعُونَ بِهَا عَنْ اَنْفُسِهِمْ؟ اَوْ تَقْضِيَ عَنِ الْمَدِينِينَ دَيْنَهُمْ وَخَاصَّةً اِذَا ظَلَمْتَهُ بِالْمُمَاطَلَةِ وَالتَّاْجِيلِ اِلَى اَنْ مَاتَ وَلَمْ تَقْضِ لَهُ دَيْنَه؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ بِالنِّسْبَةِ لِلضَّرَائِبِ الَّتِي تَفْرِضُهَا الدَّوْلَةُ عَلَى الشَّعْبِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اَنَّهُ لَايُعْفَى اَحَدٌ مِنَ الزَّكَاةِ بِحُجَّةِ الضَّرَائِب؟ سَوَاءٌ كَانَتْ مُرْهِقَةً اَوْ غَيْرَ مُرْهِقَة؟ لِاَنَّ الضَّرِيبَةَ لَاعَلَاقَةَ لَهَا بِالزَّكَاةِ اَبَداً لَا مِنْ قَرِيبٍ وَلَا مِنْ بَعِيدٍ بِاِجْمَاعِ الْفُقَهَاء؟ لِاَنَّ هَدَفَ الضَّرِيبَةِ غَيْرُ هَدَفِ الزَّكَاة؟ لِاَنَّ الضَّرِيبَةَ تُؤْخَذُ رَغْماً عَنْكَ اَخِي وَقَدْ تَكُونُ غَيْرَ رَاضٍ بِذَلِكَ؟ وَلِاَنَّ الضَّرِيبَةَ لَهَا مَصَارِفُ غَيْرُ مَصَارِفِ الزَّكَاة؟ لِاَنَّ الضَّرَائِبَ تَكُونُ مِنْ اَجْلِ حَفْرِ الطُّرُقِ وَمِنْ اَجْلِ بِنَاءِ الْجُسُورِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسَمَّى بِالْمَصَالِحِ الْمُرْسَلَةِ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّة؟ اَللَّهُمَّ اِلَّا اِذَا اَفْتَى بِهَا عُلَمَاءُ الْمُسْلِميِنَ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِنَّ فِي الْمَالِ حَقّاً سِوَى الزَّكَاة(بِمَعْنَى اِنَّ فِي الْمَالِ حَقّاً غَيْرُ الزَّكَاة؟ بِمَعْنَى اِذَا كَانَتِ الزَّكَاةُ فِي بَلَدٍ مَا لَاتَكْفِي حَاجَةَ هَذَا الْبَلَدِ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَجُوزُ لِوَلِيِّ الْاَمْرِ اَنْ يَفْرِضَ مِنَ الضَّرَائِبِ غَيْرِ الْمُرْهِقَةِ؟ مَايَرَاهُ يَكْفِي حَاجَةَ الْبَلَد؟ وَعَلَى عُلَماَءِ الِاقْتِصَادِ وَالتِّجَارَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ اَهْلِ الْخِبْرَةِ؟ اَنْ يَتَدَخَّلُوا هُنَا لِتَقْرِيرِ مَا يَكْفِي حَاجَةَ الْبَلَدِ وَتَقْدِيرِهِ وَتَخْمِينِه؟ وَطَبْعاً تَكُونُ الضَّرِيبَةُ حَسَبَ حَاجَاتِ الْمُجْتَمَع؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ يَحِقُّ لِلدَّوْلَةِ اَنْ تَاْخُذَ الضَّرِيبَةَ مِنَ الشَّعْب؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ لِاَنَّ الدَّوْلَةَ لَابُدَّ لَهَا اَنْ تَاْخُذَ الضَّرِيبَةَ مِنْ اَجْلِ الْمَصَالِحِ الْمُرْسَلَةِ الَّتِي اَخَذَتْ مَشْرُوعِيَّتَهَا مِنَ الْفُقَهَاءِ المْالِكِيَّة؟ وَاِلَّا فَمِنْ اَيْنَ سَتَاْتِي الدَّوْلَةُ بِالْاَمْوَال؟ لَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَلَّا تَكُونَ هَذِهِ الضَّرَائِبُ مُرْهِقَة؟ وَاَنْ تَكُونَ الْعَدَالَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَخَاصَّةً فِي تَحْصِيلِهَا وَتَوْزِيعِهَا؟ وَاَنْ تُلَاحِقَ الَّذِينَ يَتَهَرَّبُونَ مِنْ دَفْعِ الضَّرَائِبِ؟ وَاِلَّا فَلَاعَدَالَةَ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ وَلَايَحِقُّ لِلدَّوْلَةِ اَبَداً اَنْ تَفْرِضَ الْغَرَامَاتِ الْمَالِيَّةَ عَلَى الْمُعْسِرِينَ الَّذِينَ يَتَاَخَّرُونَ فِي دَفْعِ الضَّرَائِبِ وَمِنْهَا فَوَاتِيرُ الْكَهْرَبَاءِ وَالْمَاءِ وَالْهَاتِفِ وَغَيْرِهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا دَوْلَةٌ تُحَارِبُ اللهَ وَرَسُولَهُ بِالرِّبَا الْمُحَرَّم؟؟بَعْدَ ذَلِك هُنَاكَ سُؤَال؟ مَا هُوَ مِقْدَارُ الزَّكَاة؟ وَمَا هِيَ شُرُوطُ وُجُوبِهَا؟ وَعَلَى مَنْ تَجِب؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اَمَّا مِقْدارُ الزَّكَاةِ وَهُوَ مَايُسَمِّيهِ الْفُقَهَاءُ نِصَابَ الزَّكَاة فَهُوَ رُبْع الْعُشْرِ بِمَعْنَى اِثْنَانِ وَنِصْفٌ بِالْمِائَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُخْرِجَ عَنْ كُلِّ اَلْفِ لَيْرَةٍ 25 لَيْرَة مِنْ جَمِيعِ الْاَمْوَالِ الْمُسْتَحَقَّةِ الَّتِي تَمْلِكُهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ الْاَمْوَالَ لَاتَسْتَحِقُّ الزَّكَاةَ اِلَّا اِذَا مَضَى عَلَيْهَا سَنَةٌ قَمَرِيَّةٌ كَامِلَة؟ بِمَعْنَى حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ وَبَلَغَتْ مَبْلَغاً عَظِيماً يُحَمِّلُكَ اَخِي مَسْؤُولِيَّةً عَظِيمَةً جِدّاً عِنْدَ الله مِمَّا يُسَمِّيهِ الْفُقَهَاءُ نِصَابَ الزَّكَاةِ الَّذِي يُؤَهِّلُهَا بَلْ يَفْرِضُ عَلَيْهَا اِلْزَاماً اِخْرَاجَ رُبْعِ الْعُشْرِ مِنْهَا وَهُوَ 25 لَيْرَة عَنْ كُلِّ اَلْفِ لَيْرَةٍ سُورِيَّة بِشَرْط؟ اَنْ تُخْرِجَ مِنْهَا اَوّلاً حُقُوقَ الْعِبَادِ مِنَ الدُّيُونِ الْمُتَرَاكِمَةِ عَلَيْكَ اَخِي وَالنَّفَقَاتِ الْوَاجِبَةِ عَلَى زَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ وَوَالِدَيْكَ وَمَنْ اَنْتَ مُلْزَمٌ بِالْاِنْفَاقِ عَلَيْهِمْ مِنْ اَرْحَامِكَ؟ فَاِذَا اَخْرَجْتَ مِنْهَا كُلَّ مَا ذَكَرْتُهُ لَكَ وَنَقَصَ نِصَابُ الزَّكَاةِ عَنِ الْحَدِّ الْمَطْلُوبِ شَرْعاً فَلَا زَكَاةَ عَلَيْك؟ وَالنِّصَابُ هُوَ الْمِقْدَارُ الَّذِي يُسَاوِي اَوْ يُعَادِلُ 140 مِثْقَالاً مِنَ الْفِضَّة؟ وَهُوَ مَايُعَادِلُ 700 غْرَام مِنَ الْفِضَّة؟ لِاَنَّ الْمِثْقَالَ الْوَاحِدَ مِنَ الْفِضَّةِ يُعَادِلُ خَمْسَة غْرَامَات مِنَ الْفِضَّةَ؟ اَمَّا اِذَا اَرَدْنَا حِسَابَ نِصَابِ الزَّكَاةِ عَلَى الذَّهَبِ فَهُوَ ثَمَنُ عِشْرِينَ مِثْقَالاً مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ عِيَار21؟ وَهُوَ مَايُعَادِلُ 100 غْرَام مِنَ الذَّهَب؟لِاَنَّ الْمِثْقَالَ الْوَاحِدَ يُعَادِلُ اَوْ يُسَاوِي خَمْسَةَ غْرَامَاتٍ مِنَ الذَّهَب عيار 21؟ وَلَااَدْرِي لِمَاذَا لَايَحِسُبُهُ الْعُلَمَاءُ فِي اَيَّامِنَا عَلَى عِيَار فَوْق عِيَار 21 مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَةِ الْفَقِيرِ وَبِنَفْسِ النِّصَاب؟ اَوْ عَلَى عِيَار تَحْتَ عِيَار 21 مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَةِ الْغَنِيِّ وَبِنَفْسِ النِّصَابِ اَيْضاً؟ وَقَدْ يَكُونُ السَّبَبُ وَاللهُ اَعْلَم اَنَّ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاء يُفْتُونَ عَلَى مَبْدَاِ الِاعْتِدَالِ وَ الْوَسَطِيَّةِ فِي كُلِّ شَيْء وَخَيْرُ الْاُمُورِ اَوْسَطُهَا مُرَاعَاةً لِمَصْلَحَةِ الْفَقِيرِ وَالْغَنِيِّ مَعاً؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي اِذَا مَلَكْتَ ثَمَنَ20 مِثْقَالاً مِنَ الذَّهَب عِيَار21؟ فَاِذَا مَلَكْتَ اَخِي هَذَا الثَّمَنَ فَمَا فَوْق؟ وَمَضَى عَلَيْكَ سَنَةٌ قَمَرِيَّةٌ كَامِلَة وَاَنْتَ تَمْلِكُهُ؟ فَاِنَّ الزَّكَاةَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ تُصْبِحُ فَرْضاً اِلْزَامِيّاً عَلَيْكَ فِي جَمِيعِ اَمْوَالِكَ النَّقْدِيَّةِ وَغَيْرِ النَّقْدِيَّةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْمَاسِ وَالْمَعَادِنِ وَغَيْرِهَا؟ وَاَمَّا زَكَاةُ الْحَيَوَانَاتِ وَالزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ وَالرِّكَازِ وَغَيْرِهَا مِنَ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ اَيْضاً فَلَهَا حُكْمٌ آخَرُ قَدْ نُبَيِّنُهُ فِي مُشَارَكَاتٍ قَادِمَةٍ اِنْ شَاءَ الله؟ بِمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَضُمَّ هَذِهِ الْاَمْوَالَ جَمِيعَهَا وَ بَعْضَهَا اِلَى الْبَعْضِ الْآخَرِ وَاَنْ تُجْرِيَ حِسَاباً دَقِيقاً عَلَيْهَا بِالْوَرَقَةِ وَالْقَلَمِ اَوِ الْحَاسُوبِ؟ فَاِذَا بَلَغَتْ قِيمَتُهَا مَايُسَاوِي قِيمَة 20 مِثْقَال مِنَ الذَّهَب عيار 21 ؟ فَاِنَّهَا تَجِبُ فِيهَا الزَّكَاةُ جَمِيعُهَا بِلَا اسْتِثْنَاء؟ وَبِمَا فِيها مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَمَاسٍ وَغَيْرِهِ وَعَنْ كُلِّ اَلْفِ لَيْرَةٍ 25 ليرة؟ حَتَّى وَلَوْ اَصْبَحَتْ اَمْوَالُكَ بِمِقْدَارِ عَشْرَةِ آلَافِ مِثْقَالٍ مِنَ الذَّهَبِ الصَّافِي عيار 21؟ فَاِنَّهَا تَجِبُ فِيهَا الزَّكَاةُ كُلُّهَا؟ حَتَّى وَلَوْ لَمْ تَمْلِكْ اِلَّا مِقْدَارَ النِّصَابِ الشَّرْعِي؟ فَاِنَّهُ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ اَيْضاً بِالشُّرُوطِ السَّابِقَة؟ وَالْمِثْقَالُ هُوَ مُصْطَلَحٌ وَزْنِيٌّ كَانُوا يَسْتَعْمِلُونَهُ قَدِيماً مِنْ اَجْلِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّة؟ كَمَا كَانُوا يَسْتَعْمِلُونَ مُصْطَلَحَ الرَّطْلِ مَثَلاً مِنْ اَجْلِ الذَّهَبِ؟ وَاَمَّا الْيَوْمَ فَاِنَّهُمْ يَسْتَعْمِلُونَهُ مِنْ اَجْلِ وَزْنِ الزَّيْت مَثَلاً؟ وَكَانُوا اَيْضاً يَسْتَعْمِلُونَ مُصْطَلَحَ الصَّاعِ مِنْ اَجْلِ وَزْنِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ وَالْقَمْحِ وَتَقْدِيرِ الْكَمِّيَّةِ فِيهَا اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا فَاِنَّهُمْ غَالِباً مَا يَسْتَعْمِلُونَ مُصْطَلَحَ الِغْرَام مِنْ اَجْلِ وَزْنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّة؟ وَمُصْطَلَحَ الْكِيلُو غْرَام غَالِباً مِنْ اَجْلِ وَزْنِ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ لِلْمَوَادِّ التَّمْوِينِيَّةِ وَالسِّلَع؟ وَمُصْطَلَحَ الْكِيلُو وَاطِ السَّاعِي مِنْ اَجْلِ وَزْنِ الْكَهْرَبَاءِ مَثَلاً وَتَقْدِيرِ كَمِّيَّةِ صَرْفِهَا؟ وَمُصْطَلَحَ الدَّرَجَة مِنْ اَجْلِ وَزْنِ اَوْ قِيَاسِ حَرَارَةِ الطَّقْسِ اَوْ بُرُودَتِهِ اَوْ جِسْمِ الْمَرِيضِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟؟ تَرَاهُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَاجِراً فِي مَحَلِّهِ اَوْ دُكَّانِهِ اَوْ شَرِكَتِهِ يُرِيدُ مَعْرِفَةَ الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَةِ فِي اَمْوَالِهِ؟ وَيُجْرِي جَرْداً صَارِماً وَحِسَاباً دَقِيقاً فِي كُلِّ يَوْمٍ؟ وَعَلَى جَمِيعِ الْبَضَائِعِ الَّتِي يَبِيعُهَا اَوْ يَشْتَرِيهَا بِالْجُمْلَةِ اَوِ الْمُفَرَّق؟ وَلَايَكَلُّ وَلَايَمَلُّ مِنْ ذَلِكَ اَبَداً؟ وَلَكِنَّهُ اِذَا اَرَادَ اِخْرَاجَ الزَّكَاةِ؟ فَلَايُخْرِجُ مِنَ الْجَمَلِ اِلَّا اُذُنَهُ كَمَا يُقَال؟ وَلَايُجْرِي أيَّ حِسَابٍ مِمَّا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْهِ فِي السَّنَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ كُلَّمَا مَلَكَ النِّصَاب؟ وَلَمْ يُكَلّفْهُ اللهُ اَنْ يُجْرِيَ حِسَاباً يَوْمِيّاً عَلَى الزَّكَاة؟ وَكَاَنَّهُ كَمَا يُقَال شَايِلِ الزَّكَاة عَلَى فَضْلِي مِمَّا يَبْقَى مَعَهُ مِنَ الْفُتَاتِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ الَّذِي يَقُولُ سُبْحَانَه {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون( وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ سَتُسْاَلُ عَنْ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَ اللهِ مِمَّا تَفْعَلُهُ مُقَدَّرٌ بِمِقْدَار؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُجْرِيَ حِسَاباً دَقِيقاً جِدّاً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِزَكَاةِ اَمْوَالِكَ فِي السَّنَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً عَلَى الْاَقَلّ؟ وَاَنْ تَسْتَعِينَ بِالْعُلَمَاءِ الثّقَةِ مِنْ اَجْلِ اِجْرَاءِ هَذَا الْحِسَاب؟ وَاِلَّا فَاِنَّ اللهَ سَيُحَاسِبُكَ حِسَاباً عَسِيراً جِدّاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي حَرِيقِ جَحِيمِ جَهَنَّمَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ تَمْلِكُه؟ وَبِمِقْدَارِ مَا فَرَّطْتَّ اَوِ اسْتَهْتَرْتَ فِي اَدَاءِ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ مِنَ الزَّكَاة؟ وَلَوْ بِمِقْدَارِ لَيْرَةٍ وَاحِدَة؟ فَلَوْ مَلَكْتَ النِّصَابَ فِي شَهْرِ الْمُحَرَّمِ؟ فَعَلَيْكَ اِخْرَاجُ الزَّكَاةِ فَوْراً؟ ثُمَّ عَلَيْكَ اَنْ تَنْتَظِرَ اِلَى شَهْرِ الْمُحَرَّمِ الْقَادِمِ فِي السَّنَةِ الْقَادِمَةِ لِتُخْرِجَهُ مِنْ جَدِيدٍ اَيْضاً اِذَا مَلَكْتَهُ مِنْ جَدِيدٍ اَيْضاً؟ فَاِذَا لَمْ تَمْلِكْهُ فَلَا زَكَاةَ عَلَيْكَ حَتَّى تَمْلِكَهُ مِنْ جَدِيد؟ فَاِذَا رَزَقَكَ اللهُ مُلْكِيَّتَهُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ اَشْهُرٍ مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ فِي جُمَادَى الْاَوَّل مَثَلاً؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُخْرِجَهُ ثُمَّ تَنْتَظِرَ اِلَى جُمَادَى اَوَّل آخَر فِي السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ الْقَادِمَة؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تُسَجِّلَ ذَلِكَ فِي دَفْتَرِ مُذَكَّرَاتِكَ لِلضَّرُورَةِ الْقُصْوَى؟ وَهَكَذَا دَوَالَيْكَ حَتَّى لَايَبْقَى بِذِمَّتِكَ شَيْءٌ مِنْ حُقُوقِ الْاَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ فِي سُورَةِ التَّوْبَة اَلْآيَة رَقم 60؟ لِاَنَّ عِبَادَةَ الزَّكَاةِ مُتَعَلّقَةٌ بِالْاَشْهُرِ الْقَمَرِيَّةِ وَهِيَ اَلْمُحَرَّم؟ صَفَر؟ رَبِيعٌ اِلْاَوَّل؟ رَبِيعٌ اِلْآخَراَوِ الثَّانِي؟ جُمَادَى الْاُولَى؟ جُمَادَى الْآخِرَة اَوِ الثَّانِيَة؟ رَجَب؟ شَعْبَان؟ رَمَضَان؟ شَوَّال؟ ذُو الْقِعْدَة اَوِ الْقَعْدَة؟ ذُو الْحِجَّة اَوِ الْحَجَّة؟ وَكَذَلِكَ اَيْضاً عِدَّةُ الْوَفَاةِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَةِ وَهِيَ اَرْبَعَةُ اَشْهُرٍ قَمَرِيَّةٍ وَعَشْرَةُ اَيَّامٍ قَمَرِيَّة وَكَذَلِكَ اَيْضاً{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبَّصُ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ(قَمَرِيَّة؟ وَكَذَلِكَ اَيْضاً عِبَادَةُ الصِّيَامِ؟ وَ كَذَلِكَ اَيْضاً عِبَادَةُ الْحَجِّ وَمَنَاسِكُه؟ وَكُلُّ هَذِهِ الْعِبَادَاتُ مِنْ شَعَائِرِ الله؟ وَلَايَجُوزُ حِسَابُهَا اَبَداً عَلَى كَانُون وَلَا شُبَاط وَآذَار وَنِيسَان وَاَيَّار وَلَاتِشْرِين وَلَاغَيرِهَا مِنَ الْاَشْهُرِ الْمَسِيحِيَّة؟ اِلَّا عِبَادَةَ الصَّلَاة؟ فَاِنَّهَا مُتَعَلّقَةٌ بِالشَّمْسِ عِنْدَ غُرُوبِهَا بِصَلَاةِ الْمَغْرِب؟ وَبَعْدَ غِيَابِ شَفَقِهَا بِصَلَاةِ الْعِشَاء؟ وَقَبْلَ شُرُوقِهَا بِصَلَاةِ الْفَجْر؟ وَبَعْدَ شُرُوقِهَا بِسَاعَة بِسُنَّةِ صَلَاِةِ الضُّحَى؟ وَبَعْدَ زَوَالِهَا عَنْ مَشْرِقِهَا اِلَى وَسطِ السَّمَاءِ بِصَلَاةِ الظُّهْر؟ وَبَعْدَ زَوَالِهَا عَنْ وَسَطِ السَّمَاءِ اِلَى مَغْرِبِهَا قَلِيلاً بِصَلَاةِ الْعَصْر؟ مَعَ مُرَاعَاةِ قِصَرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَطُولِهِمَا وَاعْتِدَالِهِمَا فَي جَمِيعِ اَيَّامِ السَّنَةِ وَلَوْ بَالدَّقِيقَة وَلَوْ بِالثَّانِيَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ مَضَى عَلَيَّ سَنَةَ كَامِلَةً وَلَمْ اَمْلِكْ ثَمَنَ20 مِثْقَال عِيَار 21 مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِص؟ مَاذَا لَوْ مَلَكْتُ نِصَاباً نَاقِصاً اَقَلَّ مِنْ هَذَا الثَّمَن؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَازَكَاةَ عَلَيْكَ اَخِي هُنَا؟ لِاَنَّكَ لَسْتَ مِنَ الْاَغْنِيَاءِ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ اِلَّا اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تُخْرِجَ الزَّكَاةَ تَطَوُّعاً{وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَه} اَمَّا بَعْد؟ فَقَدْ كَتَبْتُ لَكُمْ هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ بِقَلَمِي وَاَشْكُرُ اللهَ الَّذِي اَعَانَنِي عَلَى كِتَابَتِهَا؟ وترَقَّبُوا الْمُشَارَكَة الْقَادِمَة بِقَلَمِ اُخْتِي غُصُون؟ وَهِيَ تَعْتَذِرُ مِنْكُمْ لِاَنَّهَا مَرِيضَةٌ جِدّاً وَلَاتَهْدَاُ دُمُوعُ بُكَائِهَا اَبَداً عَلَى الْمَجَازِرِ الَّتِي تَحْصَلُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي بُورْمَا وَ سَورِيَّا وَخَاصَّةً بَانْيَاس؟ وَهِيَ تَدْعُو لَكُمْ فِي صَلَاتِهَا دَائِماً بِدُمُوعٍ حَارِقَة اَنْ يَنْصُرَ اللهُ الْجَيْشَ الْحُرَّ وَجَبْهَةَ النّصْرَةِ عَلَى نِظَامِ الطَّاغِيَة؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله آلاء ؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلِه رَبِّ الْعَالَمِين















Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
حفظ تلقائي
Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

Working...