Unconfigured Ad Widget

Collapse

خيمة حاتم الطائي؟؟

Collapse
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    خيمة حاتم الطائي؟؟

    خيمة حاتم الطائي .. وعبدالله مناع
    بخيت الزهراني



    ** الذين قرأوا محاضرة الدكتور عبد الله مناع عن اسطورة الكرم " حاتم الطائي" والتي كان من المقرر أن يتلوها أمام حشد من المثقفين في نادي حائل الأدبي ، ثم لم يحدث ذلك ، فتم نشرها كاملة في "البلاد" هذا الاسبوع، وفي نفس اليوم بالتزامن في ملحق الجزيرة الثقافي.. كانت في رأيي اطلالة بانورامية حية، على أرض "طيئ" ومرابع "حاتم" وخيمته، التي كان موقدها لا ينطفئ، كمؤشر عفوي لكرم يتجذر في نفس مليئة بالشهامة والنبل وايثار الآخر.. وقد استطاع الدكتور المناع كعادته بعباراته الانيقة ، التي يخرجها كقوالب متناغمة غير متنافرة، وبمهنية عالية في التناول الشهي، وبأسلوب لو لم يكتب عليه اسمه ، لعرفت من خلال النص المكتوب، أن تلك الاشراقات الذهبية هي لعبد الله مناع دون سواه ..

    ** شخصياً لم أكن اعرف عن حاتم الطائي قبل قراءتي لمحاضرة الدكتور المناع " المكتوبة" سوى أنه ، شخصية تلبسها الكرم من أخمص قدميها إلى أعلى شعرة في رأسها.. لكنني بعد جلسة ممتعة مع قراءة المحاضرة التي نشرت على صفحة كاملة ب "البلاد" استطعت كما الكثيرين غيري بالتاكيد أن أقف على نموذج باهر لواحد من شخصيات العرب وشبه جزيرتهم تحديدا، من حيث نسبه، وحياته ، وشعره ، وشجاعته ، وفلسفته، مع اطلالة عامرة بشيء من التفاصيل عن أسرته، وأقاربه، إلى تلك الاضافات التي امتدت إلى التعرف بالمكان الذي عاش فيه حاتم، وشكّل جانبا مهما من شخصيته ،وفكره ، وأسلوب تعاطيه مع الحياة .

    ** ولعلي من خلال الوقوف على عنوان المحاضرة " حاتم الطائي : العودة إلى التاريخ .. قبل مغيب الشمس" ثم بعد قراءة هذا النص عن المحاضرة " الزمن الذي شهد ذروة ثقافة وفكر الأمة العربية قبل مجيئ الاسلام" واستشهاد المحاضرة بنماذج من فكر ذلك العهد، واولهم زهير بن ابي سلمى، ثم طرفة بن العبد، فأمرؤ القيس، وعمرو بن كلثوم.. لتبدو الصورة واضحة لمجتمع يعج بفكر وثقافة، وحياة صاخبة باروع معاني الفكر الانساني، المتمازج والمحلق الى سموات من الدهشة والإبهار.. وهو ماجعل المحاضر الدكتور المناع يطرح سؤالا عفويا له دلالاته ، عندما قال : " الانسان يتساءل : من أين جاء .. وكيف . ومتى ؟ .. ثم لا يجد جوابا لتساؤلاته"..

    ** في تقديري الشخصي أن " خيمة" حاتم الطائي ، لم ولن تكون على الاطلاق مجرد " بيت شعر بدوي" انتصب فوق جبلي أجا وسلمى، ولم تكن مجرد نوع من أنواع المساكن التي تأوي ساكنيها، ولم تكن رقما أو مفردة من مفردات زمان ما .. ولكنها بالتأكيد كانت تاريخا لوحدها، وعلامة زمان فارقة ، وعنوانا عريضا من عناوين الانسان العربي القديم .. فقد دخلت التاريخ من واقع نبل صاحبها من أوسع أبوابه، وسجلت نفسها مشهدا بديعا في ذاكرة الزمن ، لنصاعة فعل مالكها، وانتشت فخرا وسؤددا وسموا ، لمكارم واخلاقيات وجودة معدن من سكنها.

    ** وبودي أن أطرح مشهدا افتراضيا هنا .. ماذا كان يمكن لانسان هذا العصر عصرنا الحاضر لو قدر له أن يطوف بسفوح الشاهقين " أجا وسلمى" ثم يجد نفسه فجأة أمام خيمة حاتم الطائي، فيلتقيه وجها لوجه ، وتتاح له فرصة أن يتحدث إليه، فيعطيه اخباره أولا كما هي عادة العرب عندما يفدون كضيوف عابرين على مضيفيهم لنعرف ماهي الصورة التي يمكن أن ينقلها الوافد الى مضارب حاتم الطائي، ثم ماهو رد حاتم عليه ، وكيف سيقابله ، ويكرم وفادته، وكيف سيكتمل المشهد الدرامي لهذه المقابلة الفريدة من نوعها، في عصر وصل فيه العرب اليوم إلى مانراه بأعيننا، وتصفحنا به شاشات التلفزة صباح مساء، وكيف ستكون فجيعة شخصية نبيلة وفذة مثل حاتم الطائي بما وصل اليه حال العرب وكيف ستحط على رأسه أخبارنا واحوالنا، وهو المسكون بكل المعاني الانسانية والحضارية؟

    ** ولعل الدكتور مناع قد استثار الكثير من قراءه وعشاق كتاباته وانا منهم فراح كل واحد منا يفتش في بطون آفاق المعرفة والبحث عن ذلك الاسطوري العجيب حاتم الطائي، حتى إذا ، وقفت على استطلاع صحفي رائع ، كانت نشرته "الرياض" قبل عامين، عندما زار مندوب الصحيفة قبر حاتم في قرية " توران" التي تبعد عن حائل 30 كم ، ووقف على قبره ، الذي بدأ مدهشا للوهلة الأولى بطوله الذي وصل الى ستة أمتار، وبجانبه قبر أمه بطول 4 أمتار، فيما بقية القبور الأخرى المجاورة بأطوال عادية كطول اجسادنا نحن، دون أن يفك مندوب الصحيفة لغز الطول الذي وصل اليه قبر حاتم ، وفيما أنا اقرأ ذلك الاستطلاع بكل نهم ، وجدت نفسي أتفق مع الدعوات التي تنادي بأن يتم المحافظة على ذلك الأثر، وصيانته ، وإلحاقه بالكنوز السياحية التي قد يكون من المناسب أن تكون آفاقا مفتوحة أمام المؤرخين والباحثين وطلاب المدارس والجامعات، وكل من يتطلع الى الاطلالة على آفاق تاريخنا العربي.

    ** وبقيت كلمة صغيرة لعلها تكون ختاما هنا . وهي حروف مناجاة للتاريخ العربي ورموزه ، الذي رسموا لوحته ، وسطروا حروفه ، وجعلونا جيلا بعدجيل، وحقبة بعد أخرى، نرنو الى فتح صفحاته ، والغوص بين دفتيه ، لنشم رائحته الزكية ، ونرتوي من زلاله العذب، ثم نرفع رؤوسنا فخرا بشواهده ، وآثاره ، وقيمته الفكرية والحضارية.
    ** يا أبا سفانة .. يا أبا عدي .. يا حاتم الطائي .. ما الذي فعلته مع الكرم، وماهي قصتك مع الجود، وكيف عشت مع السخاء؟ .. وإذا كان المال قرين النفس، ورديف الروح ، ولذة الفؤاد.. فكيف انتصرت إذا على المال، وجعلته وراء ظهرك، ولا أمام عينيك ؟ إني اسألك من اين جئت بذلك الصبر المذهل على كل ذاك الانفاق الاسطوري ، عندما تنحر في الشهر الأصم "رجب" عشرا من الابل، فتطعم الناس ، ويجتمعون إليك ، وكلما زدت تهطل الخير أمام بابك ، فيتضاعف جودك ، في معادلة لافتة لا تتم الاّ معك ومع أمثالك من النبلاء.. فتحية إلى ابن طيئ، ذلك الذي سارت باخباره الركبان على مدى الدهر، وتحية إلى احفاده وأهله الذين تشربوا منه تلك السجية المترعة بالضياء، وتحية إلى "أجا وسلمى" وكل من سكنهما وأحبهما..




  • سكون الليل
    عضوة مميزة
    • Apr 2006
    • 1315

    #2
    أشكرك يا أخي الفاضل / أبو عبد المجيد على هذا الموضوع الرائع ووصفك الأكثر من رائع
    فتحياتي لك والى مواضيعك المتميزه

    أخوك / أمير بكلمتي
    أختكم / ســكون الليــــــل

    تعليق

    • أبو عبدالمجيد الدوسي
      عضو مميز
      • May 2005
      • 1385

      #3
      أخي الفاضل أمير بكلمتي شكر لك على مرورك

      تعليق

      Previously entered content was automatically saved. Restore or Discard.
      حفظ تلقائي
      Insert: Thumbnail صغير وسط كبير Fullsize Remove  
      or Allowed Filetypes: jpg, jpeg, png, gif, webp

      ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

      Working...