Tweet
انتهيت من ارتداء ملابسي متأكدا من تناسق ألوان البدلة الإيطالية ذات السبعة ألاف ملطوش مع ألوان القميص الانجليزى وربطة العنق السويسرية المصنوعة يدويا من الحرير الطبيعي
خرجت من باب الفيلا الفخمة لأغوص في المقعد الخلفي الوثير للمرسيدس السوداء ملوحا لأبنتى المستلقية لأخذ حمام الشمس مع أصدقاءها وصديقاتها أمام حمام السباحة الكبير
أحسست بالرضي التام إذ أن المايوه البكينى الذي ترتديه والذي أحضرته لها من فرنسا يناسبها تماما
بعد ربع ساعة فقط _ بفضل إخلاء الطريق كالمعتاد لمرورنا _ وصلنا للمبنى الفخم ودلفت وسط الحراسة المشددة إلى القاعة الرحبة والتي ينعقد بها الاجتماع الطارئ الذي طلبه الزعيم لجميع أعضاء الحكومة
همس أقرب الأعضاء على فى أذني قائلا
.... ما الحكاية ؟
.... ليس لدى أي فكرة
.... غريب جدا لم يكن هذا الاجتماع مدرجا في جداول الاجتماعات
.... فعلا
قطع الحديث دخول الزعيم فقمنا جميعا احتراما
جلس الزعيم ووجهه ينطق بأن الموضوع جد خطير
بدأ الحديث قائلا
.... تعلمون أيها الأخوة أهمية الجانب الاعلامى لإبراز الدور المحوري لدولتنا ووضعها في المكانة اللائقة بها ، وتعلمون أيضا أننا دولة قيادية فى المنطقة تتمتع بثقل سياسيي كبير
قاومت خدرا لذيذا بدأ يتسرب الى أعضائي وضغطت على عضلات فمي لأمنع نفسي من التثاؤب بصوت عال
واصل الزعيم
.... ولكن تواجد اسم بلدنا ضمن نشرات الأخبار بالقنوات الإخبارية العالمية قد أصبح ضعيفا جدا وهذا أمر لا أقبله أبدا
تحدث وزير الأعلام و هو يرتعش _ بداعي الخوف وليس بسبب مرض بارنكستون _ قائلا
.... سيدي لدينا 156 قناة تبث عبر 69 قمر صناعي ويبلغ إجمالي عدد ساعات بثها 10458977 ساعة سنويا وكلها تشيد بالإنجازات الرائعة فى عهدكم الميمون
صاح الزعيم حانقا
.... أنا أريد أن يظهر اسم بلدنا فى القنوات الإخبارية الخارجية وليس قنواتنا أيها الغبي ، إلا تراقب شريط الأخبار في هذه القنوات لا يمكن أن يخلو من اسم دول مثل فلسطين والعراق فهل يٌعقل أن يخلو من اسم بلدنا
تهدج صوت وزير الإعلام وقال وهو يوشك أن يغمى عليه
.... من الممكن أن نقدم لهم أموالا ليظهروا أخبارنا ولكننا بحاجة إلى إعتمادات مالية ضخمة لابد أن يدبرها لنا وزير المالية
أصفر وجه وزير المالية وبدا كفأر محاصر وقال
.... ليس لدينا أي أموال ولابد أن يصدر المجلس النيابي قانونا باستحداث ضرائب جديدة لتوفير ما نحتاجه
هنا قفزت إلى ذهني فكرة رائعة ، فقلت بصوت ملئ بالثقة
.... سيدي أنا لدى الحل و أتعهد لسيادتكم ألا يخلو شريط أخبار فى أى قناة إخبارية من اسم بلدنا ، فقط أطلب إعطائي مهلة لمدة 48 ساعة وبعدها سترون النتيجة
تحولت الأنظار إلى مندهشة وقال الزعيم
.... ولكن ماذا تستطيع أن تفعل وأنت وزير للطرق والمواصلات ؟
.... سيدي لدى خطة متكاملة وأستأذنكم فى إعطائي الفرصة فقط
.... وكم حجم الاعتمادات المالية المطلوبة
.... لا شئ يا سيدي فقط انتظروا لمدة يومين
....
...
..
.
توجهت إلى مكتبي بالوزارة طالبا من مدير مكتبي تمرير ما سميته بالتوصيات الفنية إلى جميع الأجهزة التنفيذية والتي تنص على
أولا :يتم قطع الكهرباء عن أعمدة الإنارة بالطرق السريعة لتوفير الكهرباء
ثانيا : يتم رش المنحنيات بزيوت السيارات لاختبار قدرة الإسفلت على امتصاصها
ثالثا : إغلاق جميع الكباري المخصصة لعبور المشاة لوجود تهديدات إرهابية
في اليوم التالي كنت أجلس أمام التلفزيون متنقلا بين القنوات الإخبارية الشهيرة
ما شاء الله ها هي أثارنا تدل علينا
( مصرع 21 وإصابة 56 في حادث اصطدام شاحنة بحافلة بجوار المنيا في صعيد مصر )
( مصرع 9 و إصابة 30 في حادث انقلاب أتوبيس لعمال شركة غزل السويس )
( مصرع 22 وإصابة 37 في حادث دهس لمشيعي جنازة أثناء عبورهم الطريق أمام قرية ميت نما بمحافظة البحيرة فى مصر)
رن جرس الهاتف يا للمفاجأة إنه الزعيم
.... أهلا يا أفندم شرف كبير أن يتصل فخامتكم بي
.... أنا أتصل لأهنئك بهذه الفكرة العبقرية اسم الوطن يزين جميع شرائط الأخبار الآن
.... نحن جميعا في خدمة الوطن أيها الزعيم المفدى
...
..
.
شنت الصحف المعارضة حملة مسعورة على شخصيا بعنوان ( نزيف الإسفلت ) مطالبين بإقالتي متهمة إياي بالفشل الذريع في أداء مهامي
تابعت الحملة و أنا أضحك في كمي من غبائهم
بعد شهور سادت تكهنات بتغيير الوزارة ، وعجت الصحف بالمقالات والتوقعات حول الأسماء المستبعدة والأسماء المرشحة وكنت المرشح الدائم للاستبعاد تأثرا بالحملات الصحفية والغضب الشعبي المتنامي
في اليوم التالي كنت واقفا أمام الزعيم _ ويدي على القرآن الكريم _ أؤدي القسم متعهدا ببذل المزيد من الجهد لرفعة شأن الوطن الغالي في موقعي
الجديد كرئيس للوزراء
آآآآآآآآآآآآآه كم هو صعب ......... هذا النجاح
منقول
للكاتب / مصراوي
خرجت من باب الفيلا الفخمة لأغوص في المقعد الخلفي الوثير للمرسيدس السوداء ملوحا لأبنتى المستلقية لأخذ حمام الشمس مع أصدقاءها وصديقاتها أمام حمام السباحة الكبير
أحسست بالرضي التام إذ أن المايوه البكينى الذي ترتديه والذي أحضرته لها من فرنسا يناسبها تماما
بعد ربع ساعة فقط _ بفضل إخلاء الطريق كالمعتاد لمرورنا _ وصلنا للمبنى الفخم ودلفت وسط الحراسة المشددة إلى القاعة الرحبة والتي ينعقد بها الاجتماع الطارئ الذي طلبه الزعيم لجميع أعضاء الحكومة
همس أقرب الأعضاء على فى أذني قائلا
.... ما الحكاية ؟
.... ليس لدى أي فكرة
.... غريب جدا لم يكن هذا الاجتماع مدرجا في جداول الاجتماعات
.... فعلا
قطع الحديث دخول الزعيم فقمنا جميعا احتراما
جلس الزعيم ووجهه ينطق بأن الموضوع جد خطير
بدأ الحديث قائلا
.... تعلمون أيها الأخوة أهمية الجانب الاعلامى لإبراز الدور المحوري لدولتنا ووضعها في المكانة اللائقة بها ، وتعلمون أيضا أننا دولة قيادية فى المنطقة تتمتع بثقل سياسيي كبير
قاومت خدرا لذيذا بدأ يتسرب الى أعضائي وضغطت على عضلات فمي لأمنع نفسي من التثاؤب بصوت عال
واصل الزعيم
.... ولكن تواجد اسم بلدنا ضمن نشرات الأخبار بالقنوات الإخبارية العالمية قد أصبح ضعيفا جدا وهذا أمر لا أقبله أبدا
تحدث وزير الأعلام و هو يرتعش _ بداعي الخوف وليس بسبب مرض بارنكستون _ قائلا
.... سيدي لدينا 156 قناة تبث عبر 69 قمر صناعي ويبلغ إجمالي عدد ساعات بثها 10458977 ساعة سنويا وكلها تشيد بالإنجازات الرائعة فى عهدكم الميمون
صاح الزعيم حانقا
.... أنا أريد أن يظهر اسم بلدنا فى القنوات الإخبارية الخارجية وليس قنواتنا أيها الغبي ، إلا تراقب شريط الأخبار في هذه القنوات لا يمكن أن يخلو من اسم دول مثل فلسطين والعراق فهل يٌعقل أن يخلو من اسم بلدنا
تهدج صوت وزير الإعلام وقال وهو يوشك أن يغمى عليه
.... من الممكن أن نقدم لهم أموالا ليظهروا أخبارنا ولكننا بحاجة إلى إعتمادات مالية ضخمة لابد أن يدبرها لنا وزير المالية
أصفر وجه وزير المالية وبدا كفأر محاصر وقال
.... ليس لدينا أي أموال ولابد أن يصدر المجلس النيابي قانونا باستحداث ضرائب جديدة لتوفير ما نحتاجه
هنا قفزت إلى ذهني فكرة رائعة ، فقلت بصوت ملئ بالثقة
.... سيدي أنا لدى الحل و أتعهد لسيادتكم ألا يخلو شريط أخبار فى أى قناة إخبارية من اسم بلدنا ، فقط أطلب إعطائي مهلة لمدة 48 ساعة وبعدها سترون النتيجة
تحولت الأنظار إلى مندهشة وقال الزعيم
.... ولكن ماذا تستطيع أن تفعل وأنت وزير للطرق والمواصلات ؟
.... سيدي لدى خطة متكاملة وأستأذنكم فى إعطائي الفرصة فقط
.... وكم حجم الاعتمادات المالية المطلوبة
.... لا شئ يا سيدي فقط انتظروا لمدة يومين
....
...
..
.
توجهت إلى مكتبي بالوزارة طالبا من مدير مكتبي تمرير ما سميته بالتوصيات الفنية إلى جميع الأجهزة التنفيذية والتي تنص على
أولا :يتم قطع الكهرباء عن أعمدة الإنارة بالطرق السريعة لتوفير الكهرباء
ثانيا : يتم رش المنحنيات بزيوت السيارات لاختبار قدرة الإسفلت على امتصاصها
ثالثا : إغلاق جميع الكباري المخصصة لعبور المشاة لوجود تهديدات إرهابية
في اليوم التالي كنت أجلس أمام التلفزيون متنقلا بين القنوات الإخبارية الشهيرة
ما شاء الله ها هي أثارنا تدل علينا
( مصرع 21 وإصابة 56 في حادث اصطدام شاحنة بحافلة بجوار المنيا في صعيد مصر )
( مصرع 9 و إصابة 30 في حادث انقلاب أتوبيس لعمال شركة غزل السويس )
( مصرع 22 وإصابة 37 في حادث دهس لمشيعي جنازة أثناء عبورهم الطريق أمام قرية ميت نما بمحافظة البحيرة فى مصر)
رن جرس الهاتف يا للمفاجأة إنه الزعيم
.... أهلا يا أفندم شرف كبير أن يتصل فخامتكم بي
.... أنا أتصل لأهنئك بهذه الفكرة العبقرية اسم الوطن يزين جميع شرائط الأخبار الآن
.... نحن جميعا في خدمة الوطن أيها الزعيم المفدى
...
..
.
شنت الصحف المعارضة حملة مسعورة على شخصيا بعنوان ( نزيف الإسفلت ) مطالبين بإقالتي متهمة إياي بالفشل الذريع في أداء مهامي
تابعت الحملة و أنا أضحك في كمي من غبائهم
بعد شهور سادت تكهنات بتغيير الوزارة ، وعجت الصحف بالمقالات والتوقعات حول الأسماء المستبعدة والأسماء المرشحة وكنت المرشح الدائم للاستبعاد تأثرا بالحملات الصحفية والغضب الشعبي المتنامي
في اليوم التالي كنت واقفا أمام الزعيم _ ويدي على القرآن الكريم _ أؤدي القسم متعهدا ببذل المزيد من الجهد لرفعة شأن الوطن الغالي في موقعي
الجديد كرئيس للوزراء
آآآآآآآآآآآآآه كم هو صعب ......... هذا النجاح
منقول
للكاتب / مصراوي
تعليق